بقلم الكاتب التركي هارون يحيى
يخبرنا الله في الآيات الآتية أن سنن الله وقوانينه لا تتغير:
( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَآءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَم فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً * اسْتِكْبَاراً في الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّىءِ وَلاَ يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّىءُ إِلاَّ بأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلاً ) (فاطر: 42-43)
نعم ( لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْديِلاً ) فكل من يعارض قوانينه ويعلن العصيان عليه ستطبق عليه نفس القوانين السماوية. بومبي(1) "Pompii" ، رمز انحلال الامبراطورية الرومانية، لقد كانت هذه المدينة تمارس ممارسات قوم لوط... فكانت نهايتها مشابهة لنهاية قوم لوط.
يقترن بركان فيزوف باسم إيطاليا وخاصة نابولي، بقي هذا البركان هادئاً ألفي سنة، سمي هذا البركان " بجبل النذير"، ولم يسم كذلك عبثاً، لقد كانت الكارثة التي دمرت سدوم وغومورا (أسماء قرى قوم لوط) شبيهة جداً بهذه التي دمرت بومبي.
إلى اليمين من فيزوف تقع مدينة نابولي، وإلى الشرق تقع بومبي، بركان ضخم أخذ سكان هذه المدينة بحممه ورماده منذ ألفي سنة، كانت الفاجعة مفاجئة جداً لدرجة أنها أصابتهم وهم يمارسون نشاطهم اليومي... في منتصف النهار، وبقيت المدينة على حالها منذ ألفي سنة وحتى يومنا هذا، وكأن الزمان فيها قد توقف.
لم تمح بومبي عن وجه الأرض هكذا دونما سبب، لاشك أن في محوها من الوجود عبر وعظات تشير السجلات التاريخية إلى أن هذه المدينة كانت مركزاً لممارسة الشهوات الشاذة، كانت مشهورة بالبِغاء، لدرجة أنه لم يكن من الممكن عد وإحصاء عدد بيوت الدعارة فيها لم يكن يحصى، كانت الأعضاء الذكرية والعياذ بالله، تعلق على أبواب المواخير بحجمها الطبيعي، وحسب هذه التقاليد التي تعود جذورها إلى الديانة الميثرية (نسبة إلى الإله ميثرا الفارسي)، فإن الأعضاء الجنسية وحتى الممارسة الجنسية يجب أن تكون على الملأ…
إلا أن الحمم البركانية التي أرسلها فيزوف محت المدينة عن سطح الأرض، والمثير في الموضوع هو أنه لم ينجُ أحد من هذه الكارثة بالرغم من الانفجار العظيم الذي أحدثه البركان فيزوف، لقد بدا وكأنهم لم يلحظوا الكارثة، بل كأن المفاجأة قد صعقتهم وأذهلتهم، لقد تحجرت عائلة بكاملها كانت تتناول طعامها تماماً في تلك اللحظة، عدد كبير من الأزواج تحجروا أثناء تزاوجهم... كما لوحظ وجود أزواج من نفس الجنس وأزواجاً من فتيان وفتيات في سن مبكرة!! بعض الوجوه التي استخرجت من تحت الأرض كانت كاملة لم يصبها البلى، أما التعابير التي ظهرت على الوجوه فقد كانت الذهول المطلق.
وهذا هو الجانب المذهل في الكارثة! كيف أنتظر الآلاف من الناس أن يفاجئهم الموت دون أن يروا أو يسمعوا شيئا؟
تفسير ذلك أن اختفاء مدينة بومبي كان شبيهاً بالدمار الذي ذكره القرآن، لأن القرآن يذكر" الإبادة المباغتة" عند رواية مثل هذه الأحداث، ففي سورة يس تقول لنا الآيات أن أهل المدينة ماتوا جملة في دقيقة واحدة:
(إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُون) (يس: 29).
وفي الآية 31 من سورة القمر مرة أخرى نجد تركيزاً على "الإبادة اللحظية" عندما ذكر هلاك ثمود:
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ المُحْتَظِر) (القمر: 31).
لقد وقع الموت على سكان بومبي تماماً كما جاء في الآيات السابقة.
بالرغم من كل هذا لم يطرأ الكثير من التغيير على منطقة بومبي اليوم، فمناطق الفسق والفجور في نابولي لا تقل عن فسق مدينة بومبي، جزيرة كابري هي القاعدة التي يقيم فيها الشاذون جنسياً والعراة، في الإعلانات التجارية تظهر كابري على أنها "جنة الشاذين". وليست كابري الإيطالية هي الوحيدة في العالم، فالانحلال الأخلاقي آخذ بالانتشار، والناس يُصِرُّونَ على عدم الاعتبار من تجارب الأوَّلين المخيفة ونهاياتهم المفجعة.
صورة توضح حياة الازدهار والرخاء التي كانت تتمتع بها مدينة بومبي قبل هلاكها
أمثلة أخرى عن الجثث الإنسانية المتحجرة والتي ظهرت في بومبي
الهوامش :
--------------------------------------------------------------------------------
(1) بومبي مدينة رومانية كان يعيش فيها 20.000 نسمة 40% منهم عبيد ,ويقع في المدينة جبل بركان فيزوف الي يرتفع حاليا 1.200 متر . تقع بالقرب من خليج نابلس في إيطاليا , دمرت أثناء الثوران الهائل لبركان فيزوف التي حدثت عام 79 وأدت إلى تدمير بومبي و مدينة هركولانيوم . البركان طمر المدينة بالرماد لمدة 1.600 سنة حت تم أكتشافها في القرن الثامن عشر . بدأ البركان بالثوران في ظهيرة 24 أغسطس عام 79 محدثا سحبا متصاعدة من الدخان كشجرة الصنوبر غطت الشمس وحولت النهار إلى ظلام دامس , حاولا سكان القرية الفرار ولجأو إلى بيوتهم لحمايتهم . ذلك اليوم كان معدا لعيد إله النار عند الرومان , شاهد العيان الوحيد كان بليني الصغير الذي وصف سحب متصاعدة والبركان يقذف نيران هائلة وتساقط رماد سميك وهزات مصاحبة وأرتفاع لمستوى سطح البحر أو مايعرف اليوم ب تسونامي , وتحول النهار إلى ليل معتم في المدينة , وقد قام عمه بليني الأكبر بالتوجه عبر البحر لرصد الظاهرة وتوفي من الغازات المتصاعدة . المدينة فقدت حتى عام 1738 حيث أكتشفت هركولانيوم وفي عام 1748 أكتشفت بومبي . وأكتشف فيها الضحايا موتى في أوضاعهم التي كانوا عليها , وأكتشف طابع المدينة الغني والترف و فترة الإمبراطورية الرومانية والعمارة والحياة الاجتماعية وغيرها .
المصدر: www.55a.net
يخبرنا الله في الآيات الآتية أن سنن الله وقوانينه لا تتغير:
( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَآءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَم فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً * اسْتِكْبَاراً في الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّىءِ وَلاَ يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّىءُ إِلاَّ بأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلاً ) (فاطر: 42-43)
نعم ( لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْديِلاً ) فكل من يعارض قوانينه ويعلن العصيان عليه ستطبق عليه نفس القوانين السماوية. بومبي(1) "Pompii" ، رمز انحلال الامبراطورية الرومانية، لقد كانت هذه المدينة تمارس ممارسات قوم لوط... فكانت نهايتها مشابهة لنهاية قوم لوط.
يقترن بركان فيزوف باسم إيطاليا وخاصة نابولي، بقي هذا البركان هادئاً ألفي سنة، سمي هذا البركان " بجبل النذير"، ولم يسم كذلك عبثاً، لقد كانت الكارثة التي دمرت سدوم وغومورا (أسماء قرى قوم لوط) شبيهة جداً بهذه التي دمرت بومبي.
إلى اليمين من فيزوف تقع مدينة نابولي، وإلى الشرق تقع بومبي، بركان ضخم أخذ سكان هذه المدينة بحممه ورماده منذ ألفي سنة، كانت الفاجعة مفاجئة جداً لدرجة أنها أصابتهم وهم يمارسون نشاطهم اليومي... في منتصف النهار، وبقيت المدينة على حالها منذ ألفي سنة وحتى يومنا هذا، وكأن الزمان فيها قد توقف.
لم تمح بومبي عن وجه الأرض هكذا دونما سبب، لاشك أن في محوها من الوجود عبر وعظات تشير السجلات التاريخية إلى أن هذه المدينة كانت مركزاً لممارسة الشهوات الشاذة، كانت مشهورة بالبِغاء، لدرجة أنه لم يكن من الممكن عد وإحصاء عدد بيوت الدعارة فيها لم يكن يحصى، كانت الأعضاء الذكرية والعياذ بالله، تعلق على أبواب المواخير بحجمها الطبيعي، وحسب هذه التقاليد التي تعود جذورها إلى الديانة الميثرية (نسبة إلى الإله ميثرا الفارسي)، فإن الأعضاء الجنسية وحتى الممارسة الجنسية يجب أن تكون على الملأ…
إلا أن الحمم البركانية التي أرسلها فيزوف محت المدينة عن سطح الأرض، والمثير في الموضوع هو أنه لم ينجُ أحد من هذه الكارثة بالرغم من الانفجار العظيم الذي أحدثه البركان فيزوف، لقد بدا وكأنهم لم يلحظوا الكارثة، بل كأن المفاجأة قد صعقتهم وأذهلتهم، لقد تحجرت عائلة بكاملها كانت تتناول طعامها تماماً في تلك اللحظة، عدد كبير من الأزواج تحجروا أثناء تزاوجهم... كما لوحظ وجود أزواج من نفس الجنس وأزواجاً من فتيان وفتيات في سن مبكرة!! بعض الوجوه التي استخرجت من تحت الأرض كانت كاملة لم يصبها البلى، أما التعابير التي ظهرت على الوجوه فقد كانت الذهول المطلق.
وهذا هو الجانب المذهل في الكارثة! كيف أنتظر الآلاف من الناس أن يفاجئهم الموت دون أن يروا أو يسمعوا شيئا؟
تفسير ذلك أن اختفاء مدينة بومبي كان شبيهاً بالدمار الذي ذكره القرآن، لأن القرآن يذكر" الإبادة المباغتة" عند رواية مثل هذه الأحداث، ففي سورة يس تقول لنا الآيات أن أهل المدينة ماتوا جملة في دقيقة واحدة:
(إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُون) (يس: 29).
وفي الآية 31 من سورة القمر مرة أخرى نجد تركيزاً على "الإبادة اللحظية" عندما ذكر هلاك ثمود:
(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ المُحْتَظِر) (القمر: 31).
لقد وقع الموت على سكان بومبي تماماً كما جاء في الآيات السابقة.
بالرغم من كل هذا لم يطرأ الكثير من التغيير على منطقة بومبي اليوم، فمناطق الفسق والفجور في نابولي لا تقل عن فسق مدينة بومبي، جزيرة كابري هي القاعدة التي يقيم فيها الشاذون جنسياً والعراة، في الإعلانات التجارية تظهر كابري على أنها "جنة الشاذين". وليست كابري الإيطالية هي الوحيدة في العالم، فالانحلال الأخلاقي آخذ بالانتشار، والناس يُصِرُّونَ على عدم الاعتبار من تجارب الأوَّلين المخيفة ونهاياتهم المفجعة.
صورة توضح حياة الازدهار والرخاء التي كانت تتمتع بها مدينة بومبي قبل هلاكها
أمثلة أخرى عن الجثث الإنسانية المتحجرة والتي ظهرت في بومبي
الهوامش :
--------------------------------------------------------------------------------
(1) بومبي مدينة رومانية كان يعيش فيها 20.000 نسمة 40% منهم عبيد ,ويقع في المدينة جبل بركان فيزوف الي يرتفع حاليا 1.200 متر . تقع بالقرب من خليج نابلس في إيطاليا , دمرت أثناء الثوران الهائل لبركان فيزوف التي حدثت عام 79 وأدت إلى تدمير بومبي و مدينة هركولانيوم . البركان طمر المدينة بالرماد لمدة 1.600 سنة حت تم أكتشافها في القرن الثامن عشر . بدأ البركان بالثوران في ظهيرة 24 أغسطس عام 79 محدثا سحبا متصاعدة من الدخان كشجرة الصنوبر غطت الشمس وحولت النهار إلى ظلام دامس , حاولا سكان القرية الفرار ولجأو إلى بيوتهم لحمايتهم . ذلك اليوم كان معدا لعيد إله النار عند الرومان , شاهد العيان الوحيد كان بليني الصغير الذي وصف سحب متصاعدة والبركان يقذف نيران هائلة وتساقط رماد سميك وهزات مصاحبة وأرتفاع لمستوى سطح البحر أو مايعرف اليوم ب تسونامي , وتحول النهار إلى ليل معتم في المدينة , وقد قام عمه بليني الأكبر بالتوجه عبر البحر لرصد الظاهرة وتوفي من الغازات المتصاعدة . المدينة فقدت حتى عام 1738 حيث أكتشفت هركولانيوم وفي عام 1748 أكتشفت بومبي . وأكتشف فيها الضحايا موتى في أوضاعهم التي كانوا عليها , وأكتشف طابع المدينة الغني والترف و فترة الإمبراطورية الرومانية والعمارة والحياة الاجتماعية وغيرها .
المصدر: www.55a.net
تعليق