السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حقا إنه عجب العجائب أيها الأحبة الكرام
عندما تجد أناسا كبار السن قد ألفوا الجلوس أمام بيت فلان أو على شاطيء البحر أو في البر أو هنا وهناك جلسوا أوقاتا طوالا اما في اللعب أو في غيبة فلان وعلان ، وعندما تسألهم يقولون ( نجزر وقت ) ، وعندما تجد شبابا قد صفوا سياراتهم ظهرا أو في آخر الليل والناس اما في قيلولة أو في عباداتهم وقد أطالوا صوت المسجل بالأغاني أو اجتمعوا لأنهم ما وجدوا عملا يقومون به ، وعندما تسألهم يقولون ( نجزر وقت ... ملينا !!! ) ...

سبحان الله
الأوقات لا تباع بثمن ، من ذا الذي يبيع وقت بلا ثمن ، أوقاتنا أيها الأحبة هي رأس مالنا في هذه الدنيا ، ونحن عليها محاسبون ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ ) ، نعم إنه غبن وأي غبن عندما تضيع الأوقات في التوافه وعدم المنفعة لا في الدنيا ولا في الآخرة ، فوقتك أخي الحبيب ثمين فهلا استثمرته في طاعة أو منفعة تعود عليك بالنفع في دينك وآخرتك ...

انظر أخي الغالي الى فهم سلف الأمة لأهمية الوقت ، فهذا ابن مسعود رضي الله عنه يقول: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي" ، وهذا أبو بكر بن عياش يقول : "أحدهم لوسقط منه درهم لظلَّ يقول: إنا لله ذهب درهمي، وهو ذهب يومه ولا يقول: ذهب يومي ما عملت فيه" ، وقال حماد بن سلمة: "ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله عزَّ وجل فيها إلا وجدناه مطيعاً، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصلياً، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئاً، أو عائداً مريضاً، أو مشيعاً جنازة، أو قاعداً في المسجد، قال: فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل".

وانظر يا أخي كيفي يعاقبون أنفسهم على ضياع أوقاتهم فعن المنكدر بن محمد عن أبيه قال: " إن تميماً الداري رضي الله عنه نام ليلة لم يقم بتهجد، فقام سنةً لم ينم فيها عقوبة للذي صنع" ، فشتان بين حالنا وحال هؤلاء القوم .

فيا عبدالله استغل وقتك وخاصة وقت فراغك
في تلاوة كتاب الله
في ذكر الله
في عيادة مريض
أو تشييع جنازة
أو قراءة كتاب نافع
أو صحبة أخ في الله تتعلم منه
أو في تأمل وتفكر في ملكوت الله
أو في بر أب أو أم أو صلة رحم

واعلم أخي الغالي أنها أوقات تذهب ولا تعود ويظل الأجر مكتوبا عن الله ، فهلا تفكرنا وتأملنا قليلا وراجعنا أنفسنا ...

أسأل الله بمنه وعفوه أن يجعل أوقاتنا كلها في طاعته ...