هل يصوم القلب ؟
ما الصيام عندك ؟
كف البطن عن الطعام والشراب , والفرج عن قضاء الشهوة
هذا أهون الصيام عند السلف
فكف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام .
ونسيت القلب ؟
وهل يصوم القلب ؟
يصوم أعظم صيام
اشرح لي ذلك
صيام القلب بالإعراض عن الهمم الدنيئة والأفكار الدنيوية , وبكفه عما سوى الله بالكلية
وكيف يكون الفطر من هذا الصوم ؟
يكون بالفكر فيما سوى الله والدار الآخرة , وانشغال القلب بالدنيا إلا دنيا تراد للآخرة
وهل لذلك أثر من الكتاب والسنة ؟
قولة تعالى
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ـ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
سورة الشعراء الآيتان 88 , 89
فعلق النجاة يوم القيامة على سلامة القلوب و إذا سلمت القلوب سلمت الجوارح ,واستقامت على طاعة الله , واجتنبت معصيتة ونواهي
وقال النبي صلى الله علية وآله وسلم
ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد , وإذا فسدت فسد سائر الجسد , ألا وهي القلب
صدق الرسول صلى الله علية وآله وسلم
فأساس الصلاح والفساد هو صلاح القلوب وفسادها ولذلك كان إصلاح القلوب وتهذيبها وتطهيرها من أعظم أعمال الطاعة التي غفل عنها كثير من الناس
قال أبو تراب النخشبي
ليس من العبادات شئ أنفع من إصلاح خواطر القلوب
وقال أحمد بن خضروية
القلوب أوعية , فإذا امتلأت من الحق , أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح , و إذا امتلأت من الباطل أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح
صــــفة القلــــب الصائــم
قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها , طلباً للنعيم الأعلى والراحة الدائمة
قال رابعة
شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل , ولو تركوها لجالت في الملكوت , ثم رجعت إليهم بطرائف الفوائد
قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله عز وجل
قال حادث بن أسد
بلية العبد تعطيل القلب عن فكرة في الآخرة , حينئذ تحدث الغفلة في القلب
قلب سالم من الأحقاد والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين غلاً ولا شراً ولا حسداً بل يعفو ويصفح ويغفر ويتسامح , ويحتمل أذى الناس وجهلهم
وقد سئل ابراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال
العزلة والصمت وترك استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب , ويهب لمن ظلمة حقه
قلب ساكن مخبت متواضع ليس فيه شئ من الكبر والغرور والعلو في الأرض
قال النبي صلى الله علية وآله وسلم
لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر
صدق رسول الله صلى الله علية وآله وسلم
قلب مخلص لا يريد غير وجه الله , ولا يطلب إلا رضى الله , ولا يلتذ بغير محبة الله وذكره وشكره وحسن عبادته
قال يحيى بن معاذ
النسك هو العناية بالسرائر واخراج ما سوى الله عز وجل من القلب
إن حبه تعالى شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبة غيره فليس لهم في الدنيا مع حبة لذة تداني محبته , ولا يأملون في الآخرة من كرامة , الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجه محبوبهم
فأين أصحاب هذه القلوب النقية ؟
و أين أرباب تلك الهمم العليّة ؟
ذهبوا والله فهل ترى لهم بقية ؟
عـــــــلاج القلــــــوب
و إذا مرض القلب توجب علاجه ومداوته حتى يعود إلى حال الصحة والقوة وعلاج القلوب يكون بأمور منها
ففي الحديث قال رسول الله صلى الله علية وآله وسلم
إن المؤمن إذا أذنب , كانت نكتة سوداء في قلبة , فإن تاب ونزع واستغفر صقُل قلبه , و إن زاد زادت حتى تعلو قلبه , فذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابة
كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
سورة المطففين
وقال يحيى بن معاذ
سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترد الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عيانها
فقد شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قسوة قلبه فقال له امسح رأس اليتيم و أطعم المساكين
وفي رواية قال
أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟
ارحم اليتيم
وامسح رأسه
و أطعمه من طعامك
يلن قلبك وتدرك حاجتك
قال تعالى
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
سورة الحج آية 35
وقال رجل للحسن
يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة في قلبي قال أدْنِه من الذكر
فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول
اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا على طاعتك
وكان يقول
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
ما دواء قسوة القلب ؟
عيادة المرضى
وتشيع الجنائز
وتوقع الموت
أدمن الصيام , فإن وجدت قسوة فأطل القيام , فإن وجدت قسوة فأقل الطعام
ما دواء القلب ؟
فقال
قلة الملاقاة
خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات ولا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق
دواء القلوب خمسة أشياء
قراءة القرآن بالتدبر
وخلاء البطن
وقيام الليل
والتضرع عند السحر
ومجالسة الصالحين
أعيـــــاد الصائــــمين
من يصوم في الدنيا عما سوى الله
فيحفظ الرأس وما حوى ويحفظ البطن
وما وعى ويذكر الموت والبلى
ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا
فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته
كما قيل
أهل الخصوص من الصوام
صومهم صون اللسان عن البهتان والكذب
والعارفون و أهل الأنس صومهم
صون القلب عن الأغيار والحجب
اللهم اجعل قلوبنا تصوم في كل وقت وحين
وكل عام وأنتم بخير
ما الصيام عندك ؟
كف البطن عن الطعام والشراب , والفرج عن قضاء الشهوة
هذا أهون الصيام عند السلف
فكف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام .
ونسيت القلب ؟
وهل يصوم القلب ؟
يصوم أعظم صيام
اشرح لي ذلك
صيام القلب بالإعراض عن الهمم الدنيئة والأفكار الدنيوية , وبكفه عما سوى الله بالكلية
وكيف يكون الفطر من هذا الصوم ؟
يكون بالفكر فيما سوى الله والدار الآخرة , وانشغال القلب بالدنيا إلا دنيا تراد للآخرة
وهل لذلك أثر من الكتاب والسنة ؟
قولة تعالى
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ـ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
سورة الشعراء الآيتان 88 , 89
فعلق النجاة يوم القيامة على سلامة القلوب و إذا سلمت القلوب سلمت الجوارح ,واستقامت على طاعة الله , واجتنبت معصيتة ونواهي
وقال النبي صلى الله علية وآله وسلم
ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد , وإذا فسدت فسد سائر الجسد , ألا وهي القلب
صدق الرسول صلى الله علية وآله وسلم
فأساس الصلاح والفساد هو صلاح القلوب وفسادها ولذلك كان إصلاح القلوب وتهذيبها وتطهيرها من أعظم أعمال الطاعة التي غفل عنها كثير من الناس
قال أبو تراب النخشبي
ليس من العبادات شئ أنفع من إصلاح خواطر القلوب
وقال أحمد بن خضروية
القلوب أوعية , فإذا امتلأت من الحق , أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح , و إذا امتلأت من الباطل أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح
صــــفة القلــــب الصائــم
قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها , طلباً للنعيم الأعلى والراحة الدائمة
قال رابعة
شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل , ولو تركوها لجالت في الملكوت , ثم رجعت إليهم بطرائف الفوائد
قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله عز وجل
قال حادث بن أسد
بلية العبد تعطيل القلب عن فكرة في الآخرة , حينئذ تحدث الغفلة في القلب
قلب سالم من الأحقاد والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين غلاً ولا شراً ولا حسداً بل يعفو ويصفح ويغفر ويتسامح , ويحتمل أذى الناس وجهلهم
وقد سئل ابراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال
العزلة والصمت وترك استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب , ويهب لمن ظلمة حقه
قلب ساكن مخبت متواضع ليس فيه شئ من الكبر والغرور والعلو في الأرض
قال النبي صلى الله علية وآله وسلم
لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر
صدق رسول الله صلى الله علية وآله وسلم
قلب مخلص لا يريد غير وجه الله , ولا يطلب إلا رضى الله , ولا يلتذ بغير محبة الله وذكره وشكره وحسن عبادته
قال يحيى بن معاذ
النسك هو العناية بالسرائر واخراج ما سوى الله عز وجل من القلب
إن حبه تعالى شغل قلوب محبيه عن التلذذ بمحبة غيره فليس لهم في الدنيا مع حبة لذة تداني محبته , ولا يأملون في الآخرة من كرامة , الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجه محبوبهم
فأين أصحاب هذه القلوب النقية ؟
و أين أرباب تلك الهمم العليّة ؟
ذهبوا والله فهل ترى لهم بقية ؟
عـــــــلاج القلــــــوب
و إذا مرض القلب توجب علاجه ومداوته حتى يعود إلى حال الصحة والقوة وعلاج القلوب يكون بأمور منها
ففي الحديث قال رسول الله صلى الله علية وآله وسلم
إن المؤمن إذا أذنب , كانت نكتة سوداء في قلبة , فإن تاب ونزع واستغفر صقُل قلبه , و إن زاد زادت حتى تعلو قلبه , فذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابة
كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
سورة المطففين
وقال يحيى بن معاذ
سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب
رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترد الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عيانها
فقد شكا رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قسوة قلبه فقال له امسح رأس اليتيم و أطعم المساكين
وفي رواية قال
أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟
ارحم اليتيم
وامسح رأسه
و أطعمه من طعامك
يلن قلبك وتدرك حاجتك
قال تعالى
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ
سورة الحج آية 35
وقال رجل للحسن
يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة في قلبي قال أدْنِه من الذكر
فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول
اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا على طاعتك
وكان يقول
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
ما دواء قسوة القلب ؟
عيادة المرضى
وتشيع الجنائز
وتوقع الموت
أدمن الصيام , فإن وجدت قسوة فأطل القيام , فإن وجدت قسوة فأقل الطعام
ما دواء القلب ؟
فقال
قلة الملاقاة
خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات ولا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق
دواء القلوب خمسة أشياء
قراءة القرآن بالتدبر
وخلاء البطن
وقيام الليل
والتضرع عند السحر
ومجالسة الصالحين
أعيـــــاد الصائــــمين
من يصوم في الدنيا عما سوى الله
فيحفظ الرأس وما حوى ويحفظ البطن
وما وعى ويذكر الموت والبلى
ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا
فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته
كما قيل
أهل الخصوص من الصوام
صومهم صون اللسان عن البهتان والكذب
والعارفون و أهل الأنس صومهم
صون القلب عن الأغيار والحجب
اللهم اجعل قلوبنا تصوم في كل وقت وحين
وكل عام وأنتم بخير
تعليق