...»صحبة الخير«...
إلى الذين فقدوا الحياة بأسرها...
وأضاعوها مع صحبة مهلكة ...
إلى الذين انغمسوا في ظلمات الرذائل والعصيان بسبب أصدقائهم..
إلى الذين يبحثون عن رفقة....
تنير لهم الطريق....

°°°أخواتي°°°
قد يعجب البعض منا إذا وجدنا نتحدث عن الصحبة_أو الصداقة_
في اﻹسلام ؛لنبحث لها عن مكان في ذلك الصرح العظيم....
وقد يقول آخر:إنها حقا هامة ولكنها لا ترقى إلى درجة هذه العبادات العظيمة ،،،من صلاة وصيام ودعاء وصدقات في السر...
فأقول لك: دعنيني أخبرك بأمر ،قد تعجب منه أشد العجب في البداية،، لكن لو أدركت اﻷمر بدقى لوجدت أن هذه الصحبة هي المسؤولة عن هذا الصرح العظيم كله
(((صرح اﻹسلام)))..
وإن أردت الدليل على ذلك.....
فلننظر معا إلى بداية اﻹسلام ...كيف بدأ؟؟؟؟!!!!!

يتبع...

...»صحبة الخير«....
فلننظر معا إلى بداية اﻹسلام..كيف بدأ؟؟؟؟!!
ألم يبدأ هذا الدين بدعوة أبي بكر رضي الله عنه ﻷصدقائه وأقرانه ،فكانوا هم السابقين اﻷولين في اﻹسلام ؟؟!!
بل أبو بكر نفسه ما أسلم إلا بدعوة صديقه المقرب محمد صلى الله عليه وسلم؛لذا فإن هذه هي الصحبة التي نعنيها ،،وهي التي انبنى عليها أمر اﻹسلام كله....

فها هو مصعب بن عمير رضي الله عنه ،الذي ينشر اﻹسلام في المدينة كلها عن طريق دعوته ﻷصحابه وأصدقائه من اﻷنصار...

ويرفع رب العالمين من قدر الصحبه عن طريق الحديث عن أعلى مراتبها،،ألا وهي اﻷلفة ،مخبرا نبيه صلى الله عليه وسلم أنه لو أنفق ما في هذه اﻷرض جميعا لما استطاع أن يؤلف بين قلوب هؤلاء ،إلا أن الله عزوجل قد ألف بينهم،فقال:"هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين*وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في اﻷرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم"اﻷنفال62-63.

ويكفي الصحبة شرفا وفضلا أن ينسب إليها كل من رأى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به،،
فلم يكن هناك وصف أعلى من أن يوصف بالصحبة ،وأنعم به من وصف!!!

ا ....»صحبة الخير«....
إذا نظرنا إلى السنة النبوية لوجدناها قد علقت الكثير من أمور الخير على الصحبة،يقول النبي صلى الله عليه وسلم :"المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على آذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على آذاهم"
اخرجه أحمد...

((دلائل الصداقة))
وﻷهمية أمر الصحبة كانت القاعدة اﻷولى للمجتمع المسلم تعرف قدر الصحبة وتجلها،حتى إن عبدالله بن مسعود يقول:"ما من شيء أدل على شيء -ولا الدخان على النار-
من الصاحب على الصاحب..
إن الغريب هو الذي يعتزل الناس ولا يألفهم ولا يخالطهم بحق اﻹسلام،ففي زمان كهذا الذي نعيش فيه أصبحت الصحبة لها دلائل مختلفة ومتضاربة،،،فما عاد فيه مكان إلا لصحبة عمل فقط،،،
أو صحبة ماديات فحسب،،،
صحبة "شلل"لقضاء متعة أو إضاعة وقت فقط ،،،
وحدث ولا حرج عن أمور جدت في حياتنا لا نعلم من أين أتت؟؟!؟!!
كصحبة الشباب للفتيات،،،
أو ما يطلق الصداقة عبر اﻹنترنت..

لهذا لزم لنا معرفة معنى الصحبة الحقيقية ...وأهميتها...و أركانها...
وحدودها....إلى آخر ذلك من حديث عن دلائل الصداقة....

...»صحبة الخير«...
_من تصاحب؟؟؟!!!_
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" المرء على دين خليله،فلينظر أحدكم من يخالل"
-أخرجه أحمد..
لنعلم أن الصحبة صحبتين ،
إما صحبة خير ،وإما صحبة سوء..
ولكل واحدة منهما حدود ومعايير..

صحبة الخير.....
صحبة الخير هي التي يقول فيها رب العالمين عزوجل:"اﻷخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين"
الزخرف 67.
معنى ذلك أن كل هذه الصداقات التي نراها من حولنا سيقف أصحابها موقف العداوة لبعضهم البعض،
إلا من بناها على تقوى،وصاحب من أتقى؛لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي".
لذلك يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يظل طوال الوقت مع هؤلاء،لا يتركهم طرفة عين ...
فقال له:"واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا".
الكهف28

يتبع...

...»صحبة الخير«...
_تابع صحبة الخير..._
وربنا سبحانه وتعالى يعلمنا أن اﻷمر ليس باﻷمر الهين فيبدأ اﻵية باﻷمر:"وأصبر"؛ليبين لنا أن اﻷمر يحتاج منا إلى دراسة حتى نحسن اختيار ومعاملة الصديق،وما صعوبة هذا اﻷمر إلا ﻷن جائزة ذلك أكبر مما نظن،وذلك كما في الحديث القدسي الشريف:"المتحابون بجلالي في ظل عرشي ،يوم لا ظل إلا ظلي"-اخرجه مسلم-،
وكذاك ما جاء في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:".....ورجلان تحابا في الله ،واجتمعا عليه وتفرقا عليه"
-متفق عليه-
أي جعلوا أساس هذا الحب هو التقرب إلى الله ،والتودد إليه..

بل أعجب من ذلك أن قد علق الله محبته على هذه المحبة،
ففي الحديث:"قد حقت محبتي للمتحابين في،والمتزاورين في،والمتباذلين في".
ويالها من جائزه عظيمة!!!..

فما أجمل هذه الصحبة!!!!إنها صحبة آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر....

انظر إلى مثل صحبة ابن رواحة ﻷبي هريرة والتي يقول فيها أبو هريرة رضي الله عنه:رحم الله ابن رواحة،ما لقيني مقبلا إلا وخزني في صدري،وقال لي:"هيا بنا نؤمن ساعة"،وما لقيني مدبرا إلا وخزني في ظهري ،وقال لي:"هيا بنا نؤمن ساعة"..
وقديما قالوا'اﻷخ الصالح خير لك من نفسك؛ﻷن النفس أمارة بالسوء ،واﻷخ الصالح لا يأمرك إلا بالخير".

....»صحبة الخير«....
_صحبة السوء_
أما تلك الصحبة التي تحمل الوجه اﻵخر من الصحبة ،،،والتي يرفضها كل من كان عنده ولو قليل من عقل أو دين ،،والتي حذرنا منها ربنل عزوجل قائلا:"ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا"الكهف28.
فما كان من هذه الصداقة إلا رجل نسى ربه،فلا تجد منه إلا خبث القلب وصدأه،واتباع الهوى،
والتخبط وراء الشهوات ،فتارة يبغض إليك الطاعة،وتارة يزين لك المعصية ،إن ذلك هو أول هذه الصداقة ،أما آخرها فأضل وأخزى،
وذلك في قوله عزوجل:"ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون"هود113.

...»صحبة الخير«...
_تابع صحبة السوء_
بل انظر إلى مثل الجليس السوء الذي وصفه لنا رسول الله صلى عليه وسلم ،حيث شبهه بنافخ الكير ،وقال :"ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن يجد منه ريحا خبيثه".
فإن لم يوقعك في نيران خلقه ،رأيت منه ما لا تطيقه النفس الزكية الموصولة بربها....
وما أصعب هذه اللحظات التي انقضت فيها كل فرص النجاة،،،
واخذ صاحبها الندامة على عمر قد فات مع صديق له كانت هلكته في صحبته:"ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا*يا ويلتي ليتني لم اتخذ فلانا خليلا".الفرقان27.

فرق كبير بين هذه الصحبة وهذه الحياة،
وبين الحياة الحقيقية مع تلك الصحبة الطيبه،والتي فيها خير الدنيا واﻵخرة...
فكما قيل:
إذا لم خليلا تقيا فوحدتي...
ألذ وأشهى من غوي أعاشره...
وأجلس وحدي للعبادة آمنا...
أقر لعيني من جليس أحاذره...

.....»صحبة الخير«....
_كيف انشئ هذه الصحبة الطيبه؟؟؟_
-حاول أن تكون اجتماعيا بدرجة كبيرة ،وانغمس في هذا المجتمع بخلق اﻹسلام الذي حباك الله به...

-اﻻنتقاد ممن عرفت ،ولتحدد بذلك أنك لم ترد إلا"صحبة الخير"التي ذكرنا صفاتها آنفا ،فلتكن دقيقا في اختيارك،ولا تتعجل ،،،ولتستعين بالله في ذلك وتدعوه أن ييسر لك صحبة صالحة...

-التقارب إلى من انتقيته وألفته وتبين لك فيه الخير،ولتبادل بحبك له حتى يحبك،هنالك لابد وأن تخبره بحبك له،كما حث على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم :"قل له:إني أحبك في الله"-اخرجه أبو داود-

....»صحبة الخير«....
_كيف تنشئ صحبة الخير !!!!!؟؟_
يقول المؤلف'
هذا الشاب..
الذي رأيته يوما بائسا ،تعلو وجهه صفرة غريبة،فسألته عن سر ذلك الحزن،فقال :هؤلاء اﻷصحاب
-اصحاب السوء - كلما كنت معهم ذكروني بما كنت أفعل من قبل من الذنوب والمعاصي ،،،وكلما نهيتهم عن منكر يفعلونه قالوا :وكأنك لم تفعله من قبل !!!
ألم تفعل كذا.....وكذا...؟!!!
ويذكرونني بما كنت افعل من قبل ،فأصبحت بذلك محطما ،لا أدري هل أتركهم وأعيش منعزلا عن الدنيا؟؟!!!
أم أظل معهم ،وأعود لما كنت عليه من قبل؟؟!!!
فقلت :لا بل عليك بالثبات ،ولتبحث عن "صحبة الخير"،تلك الصحبة التي تعينك على ذلك الثبات الذي ترجوه ،وتأخذ بيدك إلى الخير،وتشد من عضدك ...
فقال :..وكيف أنشئ هذه الصحبة الطيبة؟؟!!!
إن اﻷمر ليس بالصعب..ولكنه يحتاج منا إلى "فن صناعة الصحبة"،
مستشعرا في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:"اﻷرواح جنود مجندة ،ما تعارف منها التلف ،وما تنافر منها اختلف".-متفق عليه-

يتبع....

...»صحبة الخير«...
_لا تصاحب شيطانا_
هل تتخيل أن هذا اﻹنسان المحدود القدرات،قد تتخلى قدراته كل الحواجز أمامه فيصاحب شيطانا!؟؟؟

إن أقصى ما ألفناه أن تكون الصحبة مهلكة ،،فيها من الهلكة ما فيها،،،
ولكن أن يحمل اﻹنسان منا نفسه ﻷن تتخطى كل ذلك وتصاحب شيطانا،،
فهذا هو ما أخبرنا به ربنا سبحانه وتعالى في قوله:"ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا"
النساء38.
ولقد قال الشاعر:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه..
فكل قرين بالمقارن يقتدي...

هذا الشخص الذي كلما نظرنا إليه أحسسنا أننا ننظر إلى شيطان ،في حركاته،في سكناته،بل حتى في أفكاره،فهو لا يتحدث إلا بلسان شيطان،ولا يخطط إلا بعقل شيطان،،
رضي أن يكون للشيطان صاحبا وقرينا،،،ويوم القيامة يتبرأ منه هذا القرين كما أخبر ربنا سبحانه وتعالى:"قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد*قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد"سورة ق27-28

يتبع...

...»صحبة الخير«...
_درجات الصحبة_
يظن البعض أن هذه الصحبة هي التي كانت مع هذا الصديق الذي صادقته من قبل ،أو نشأت بيننا صحبة في الدراسه او في العمل أو بسبب الجيرة،ويغفل أن.....
الصحبة أنواع متعددة ،ولها درجات كثيرة منها::....
صحبة المجتمع:وهي تلك اﻷخلاق التي لابد وأن تكون في كل واحد منا؛؛؛حتى يكون مجتمعا مجتمع صحبة وحب،وتكون بالتزام أخلاق اﻹسلام العامة،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :"ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء"-اخرجه أحمد والترمذي-.

صحبة الحب واﻷستئناس:
وهو أمر فطري بالقلب ،وهو ميل النفس إلى من تحبه وترضاه،،
كما قيل:جبلت النفس على حب من أحسن إليها ،،،وبغض من اساء إليها.
فهي من باب حب اﻷستئناس،أو حب اﻷستحسان...

يتبع....

°°صحبة الخير°°
_تابع:درجات الصحبة_
صحبة العقيدة:.
وهي أداء حقوق المسلم على أخيه المسلم،كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم :"المسلم أخو المسلم،لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله"-متفق عليه-.
وفي قوله :"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"
-متفق عليه-
وفي قوله:"حق المسلم على المسلم خمس رد السلام وعياده المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس".
-متفق عليه-.

فإنك ان اديت هذه الحقوق انشأت الصحبة الطيبه،وألفت القلوب ،كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بين اﻷوس والخزرج ،وبين المهاجرين واﻷنصار ،فلينظر كل منا بعين الحب واﻷلفه،والنصح له ،
واﻹشفاق عليه؛ليكون مجتمعا مسلما له نسيج واحد نغم متآلف..
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"مثل المؤمنين ف توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد،إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
-متفق عليه.-

يتبع....

°°صحبة الخير°°
_درجات الصحبة_
صحبة الصحبة:
وهي مرحلة اﻷختيار واﻷنتقاء ...
مرحله التعارف والتأزر ،حتى تقوى فينفتح كل منا على اﻵخر في أبواب الخير المتعدده...

خلة وأخوة :
وهي تلك الصور التي نراها في الكثير من مواقف صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ،حتى نجد أحدهم قد يعتق جاريته لا لشئ إلا ﻷنها أعطت أخاه من النقود التي كانت ببيته في غيابه ،ولم تنتظر حتى تستأذنه،ولقد أهتم النبي بهذه الصحبة حتى بعد وفاة أصحابها ،ويظهر ذلك جليا حين يأمر بإيقاف دفن الشهداء في أحد،
ثم يأمر الصحابه بالبحث عن "عبدالله بن جابر بن حرام"
وبين"عمرو بن الجموح"
ليدفنا سويا في قبر واحد؛
وذلك ﻷنهما كانا متحابين!!!

وهذا لا يقف عند زمن النبي صلى الله عليه وسلم،بل يمتد إلى عصرنا هذا ،وما نجده من معاني اﻷخوة الحقيقية من حولنا كثير لا حصر له...

قل لي من تصاحب أقل لك من أنت.!!!!