إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكم بيع لوحات أرقام السيارات وأرقام الهواتف النقالة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكم بيع لوحات أرقام السيارات وأرقام الهواتف النقالة

    سماحة الشيخ الخليلي (حفظه الله تعالى)

    السؤال /*
    يُريد أن يعرف الحُكم الشرعي والقول الراجح لديكم ، سماحة الشيخ ، في بيع رقم لوحات السيارات ، بحيث يتنازل صاحب هذا الرقم مقابل مبلغ مادي ، يُتفق عليه بينه وبين المشتري ؟
    الجواب /*
    مما يؤسف له أن الناس فقدوا اﻻ‌نضباط في تصريف أموالهم ، وأصبحوا أقرب إلى السَّفه والتبذير .

    والمال أمانة في يد اﻹ‌نسان ، فالله تبارك وتعالى يقول : (( وَﻻ‌َ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَكَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورا )) والحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم دل على أن اﻹ‌نسان مسئول عن ماله ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( ﻻ‌ تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه ، حتى يُسأل عن خمس ، عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبﻼ‌ه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وماذا عمل فيما عَلِم ) .

    والقرآن صريح في أن المال الذي بيد اﻹ‌نسان هو مال الله ، وأن اﻹ‌نسان إنما هو مُستَخلَفٌ فيه ومُؤتَمَن عليه ، فالله تبارك وتعالى يقول : (( وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ )) ، ويقول : (( وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيه )) ، وَ لَإنْ كان اﻹ‌نسان مُستَخلَفاً في هذا المال ، فإنّ المُستَخلَف ﻻ‌ يحق له أن يتصرّف أيّ تصرّف إلّا وِفْقَ ما أذِن به مَن استخلَفَه ؛ أي صاحب الحق ،*
    الخليفة هو وكيل ، والوكيل ﻻ‌يمكن أن يتصرّف إلّا وِفْقَ إذن اﻷ‌صيل ؛ صاحب الشيء ، والله تبارك وتعالى هو مالك الملك ، و مالك هذا المال ، فﻼ‌ يُسمَح لﻺ‌نسان أن يتصرّف فيه وِفق هواه ، فهو مسئول عنه سؤالين ؛ من أين اكتسبه وفيما أنفقه .

    ومِمّا يُؤسف له حسب ما نسمع أن كثيراً من الناس يبالغون في اشتراء أرقام السيارات ، حتى يصل الرقم إلى ثمن باهض ،*قد يكون ضعف ثمن السيارة أو أضعاف ثمن السيارة ؛ وهذا هو السَّفَه بِعَيْنه .

    ما الذي يدعو إلى ذلك ؟! لماذا يحرص أحد على أن تكون اﻷ‌رقام اﻵ‌حادية هي التي يقتنيها ؟! هذي من جُملة السَفَه ، وما الفارق بين الرقم اﻵ‌حادي واﻷ‌رقام اﻷ‌خرى المركّبة ؟! ما الفارق بين ذلك ؟! هذي إنما فقط مجرّد بَطَر .
    والله تعالى يقول : (( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيﻼ‌ً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ )) .

    ونجد القرآن الكريم ، يدلنا على أن التَرَف - والعياذ بالله - مهلكة وسببٌ للتَّلَف ، فالتقارب اللفظي ما بين كلمتي الترف والتلف ، يوحي بما بينهما من التآخي المعنوي والترابط السببي ، فإنّ التََّرَف سببٌ للتَّلَف .

    والله سبحانه وتعالى بيّن في كتابه الكريم عاقبة الترف ؛ فقد ذكر عذاب اﻵ‌خرة ، وبيّن أن الذين يُعَذَّبون مترفون ، يقول تعالى في أصحاب الشمال : (( إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِين )) .

    وذكر عذاب الدنيا أيضاً ، وقرنه بالترف ، قال : (( حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ )) ، وقال : (( وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ ، فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ، لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ)) .
    يتبع

    ·الرد·16 فبراير

    سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي (المفتي العام لسلطنة عُمان)
    وذكر عموم العذاب الذي يصيب الناس ، وبيّن أن منشأه فساد المترَفين ، الله سبحانه وتعالى يقول : (( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَاتَدْمِيرا )) .

    وكذلك ذكر اﻹ‌عتراض على الرُسُل ، وبيّن أن الذين يعترضون الرُسُل ويقفون في سبيلهم ويتحَدَّوْنَهم إنما هم المترفون ، يقول سبحانه وتعالى : (( وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ، وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ )) .

    والله سبحانه وتعالى يقول أيضاً في بيان هذا المعنى .. يقول : (( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُون )) ، وقال : (( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُون )) .

    فإذن الترف هو سبب هذا البَطَر ، وسبب هذا اﻹ‌نحراف عن الحق ، ومكابرة الحق .

    بل معارضة المصلحين أيضاً تأتي من المترفين ، فإن الله تعالى يقول : (( فَلَوْﻻ‌َ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي اﻷ‌َرْضِ إِﻻ‌َّ قَلِيﻼ‌ً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِين )) .

    فيجب تفادي مثل هذه التصرفات ؛ هذه هي التي تجر إلى سخط الله سبحانه وتعالى - والعياذ بالله - عندما يَبْطَر اﻹ‌نسان نِعمة الله سبحانه وتعالى .

    السؤال /
    سماحة الشيخ ، هل ينساق هذا الحُكم على بيع أرقام الهواتف المتميزة أيضاً ؟
    الجواب /
    كل شيء يُصرَف فيه المال بطريقة فيها تبذير فذلك ممنوع .
    نحن نجد أن الله سبحانه وتعالى يأمر بالقصد في اﻹ‌نفاق ، حتى في الخير ؛ ﻻ‌ يُبذّر اﻹ‌نسان حتى في الخير ، الله تعالى يقول : (( وَﻻ‌َ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَﻻ‌َ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً ، إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيرا )) ، ويقول سبحانه وتعالى : (( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَﻻ‌َ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً ، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَكَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورا )) .

    المفتي: الشيخ أحمد بن حمد الخليلي.
    المصدر: برنامج 'سؤال أهل الذكر' من تلفزيون سلطنة عُمان، حلقة: 11 رمضان 1428هـ = 23/9/2007م*
    دمتم بخير في حلكم وترحالكم
يعمل...
X