منذ ظهور الإسلام والأعداء يحاولون التصدي لهذا الدين الجديد ومحاربته، وبالتالي الوصول إلى تشويه القرآن وتحريفه كباقي الكتب السماوية، لكن الله تعالى أفشل محاولاتهم وثبطها بأن أوكل إليه حفظ القرآن وأوكل إلينا العمل به قائلا(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)[الحجر9]، وقوله(إن الذين كفروا بالباطل ما جاءهم وانه لكتاب عزيز*لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) [ فصلت42]وبما أن الله تعالى سد عليهم باب العبث في كتابه، وتطويعه لهوى أنفسهم، بدأوا يشككون فيه، يعارضونه تارة ويكذبونه أخرى، فقالوا عنه كتاب من صنع البشر لأنه مليء بالتناقضات فنسبوه إلى محمد(صلى الله عليه وسلم) لكن الله سبحانه أبى إلا أن ينصر هذا الدين بأعدائه حيث قدم هؤلاء خدمة كبيرة للإسلام فأثبتوا بكفرهم صحة القرآن وآياته وهم لايعلمون .
\\ الموضوع سأنزل قضاياه على فترات حتى يتسنى لنا قراءة كل قضية وفهمها //
ومن بين ما ناقشه هؤلاء المستشرقون، القضايا التالية:
1) خلق السماوات والأرض
قال الله تعالى(ما أشهدتهم خلق السماوات ولاخلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا) [الكهف 51] فهذا إعجاز غيبي بليغ يخبرنا أن أهم قضية سيتناولها هؤلاء المضلون هي قضية خلق السماوات والأرض فسبحان الله العليم القدير.
* قالوا إن القرآن الكريم أخبرنا في عدة سور أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وفي سورة فصلت أن أيام الخلق ثمانية فقالوا إنها هفوة بشرية ونسيان لكنهم لم يفهموا دقة بلاغة القرآن وإعجازه.
*نرد عليهم فنقول:
قال الله تعالى في سورة [الأعراف54] (إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) وكذلك قال في سورة يونس والفرقان أن خلقهما كان في ستة أيام أما قوله في سورة[ فصلت9-11] (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين* وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسا ئلين* ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أوكرها قالتا أتينا طائعين* فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها)
إذن إذا أحصينا أيام الخلق في سورة فصلت نجد ها ثمانية: يومين لخلق الأرض؛ أربعة أيام قدر فيها رزقها وبارك فيها، أيام الخلق هذه ستة أيام، ويومان آخران لخلق السماوات، إذن فهي ثمانية أيام، لكننا لو دققنا في الآية الكريمة لوجدنا بدايتها تختلف عن الآيات السابقة، فالآية بدأت بمخاطبة الكافرين الذين يجعلون لله أندادا ويجادلون فيه، أي أن الله أراد أن يخبرنا أن الذي يستخدم هذه الآية في التشكيك في القرآن هم أولئك الكافرون، الذين يريدون أن ينشروا ويذيعوا الكفر بين الناس، ويريدون أن يجعلوا لله أندادا، ثم خاطب هنا أولئك الذين سيأتون بعد قرون عديدة ليشككوا في القرآن مستخدمين هذه الآية في محاولة التشكيك، فالله تعالى يتحدث بعد ذلك عن إتمام خلق الأرض ثم يعطينا تفصيل الخلق فيقول خلق الأرض في يومين، فجعل فيها رواسي وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام، إن الله تعالى بين لنا أن مدة الخلق كلها بالنسبة للأرض هي أربعة أيام وليست ستة ولنضرب مثلا لذلك ولله المثل الأعلى؛ عندما نقول وضعت أساس العمارة في ثلاثة أشهر وأتممت بناءها في عام، هل معنى ذلك أن العمارة استغرقت عاما وثلاثة أشهر، لا، لقد أتممتها في عام ولكن جزء الأساس استغرق ثلاثة أشهر من عام البناء هنا تحدثت بالتفصيل والجزء من الكل ليس منفصلا ولا زائدا عنه لأن المرحلة الأولى جزء من الكل، إذن تفصيل الخلق جاء في سورة (فصلت) لأنه في باقي الآيات جاء مجملا ، فتحدث عن الأرض خلقها في يومين ،ثم أتم الخلق فيها بأن جعل فيها رواسي وبارك فيها أقوتها في أربعة أيام، يعني استغرقت الأرض وما فيها أربعة أيام، ثم خلق السماوات في يومين فأيام الخلق كلها ستة أيام .
يتبعـــــــــــ // الموضوع بالطبع منقول
تعليق