إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أنواع سب الصحابة وحكمه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنواع سب الصحابة وحكمه

    سب الصحابة وحكمه


    ينقسم سب الصحابة إلى أنواع ، ولكل نوع من السب حكم خاص به .

    والسبب :
    هو الكلام الذي يقصد بة الانتقاض والاستخفاف وهو ما يفهم من السب بعقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم كاللعن والتقبيح ، ونحوها .

    وسب الصحابة رضوان الله عليهم دركات بعضها شر من بعض ؛ فمن سب بالكفر أو الفسق ، ومن سب بأمور دنيوية كالبخل وضعف الرأي ، وهذا السب إما أن يكون لجميعهم أو أكثرهم ، أو يكون لبعضهم أو لفرد منهم ، وهذا الفرد إما أن يكون ممن تواترت النصوص بفضله أو دون ذلك .

    وإليك تفصيل وبيان أحكام كل قسم :

    أولاً : من سب الصحابة بالكفر أو الردة أو الفسق جميعهم أو معظمهم :


    فلا شك في كفر من قال بذلك لأمور من أهمها :

    إن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق ، وبذلك يقع الشك في القرآن والأحاديث ؛ لأن الطعن في النقلة طعن في المنقول .


    إن في هذا تكذيبًا لما نص عليه القرآن من الرضا عنهم والثناء عليهم ( فالعلم الحاصل من نصوص القرآن والأحاديث الداله على فضلهم قطعي ) ومن أنكر ما هو قطعي فقد كفر .


    إن في ذلك إيذاءً له - صلى الله عليه وسلم - لأنهم أصحابه وخاصته ، فسب المرء وخاصته والطعن فيهم ، يؤذيه ولا شك . وأذى الرسول - صلى الله عليه وسلم - كفر كما هو مقرر .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، مبيناً حكم هذا القسم : " وأما من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا نفرًا قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفسًا ، أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب في كفرة ؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع ، من الرضا عنهم ، والثناء عليهم . بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين ... - إلى أن قال - وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام " .


    وقال الهيثمي رحمه الله : " ثم الكلام - أي الخلاف - إنما هو في سب بعضهم ، أما سب جميعهم ، فلا شك في أنه كفر " .

    ومع وضوح الأدلة الكلية السابقة ، ذكر بعض العلماء أدلة أخرى تفضيلية منها :


    أولاً :
    ما مر معنا من تفسير العلماء للآية الأخيرة من سورة الفتح ، قوله تعالى :
    ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ )

    استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآية كفر من يبغضون الصحابة ؛ لإن الصحابة يغيظونهم ، ومن غاظه الصحابة فهو كافر ، ووافقه الشافعي وغيره .


    ثانياً :
    ما سبق من حديث أنس عند الشيخين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في : " آية الإيمان حب الأنصار ، وآية النفاق بغض الأنصار " . وفي رواية : " لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق " .

    ولمسلم عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا يبغض الأنصار رجل آمن بالله واليوم الآخر " .
    فمن سبهم فقد زاد على بغضهم ، فيجب أن يكون منافقاً لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر .


    ثالثاً :
    ما يثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أنه ضرب بالدرة بن فضَّله على أبي بكر . ثم قال عمر : ( أبو بكر كان خير الناس بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في كذا وكذا ) ثم قال عمر : " من قال غير هذا أقمنا عليه ما نقيم على المفتري " .


    وكذلك قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : " لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري " .

    فإذا كان الخليفتان الراشدان عمر وعلي رضي الله عنهما يجلدان حد المفتري من يفضل علياً على أبي بكر وعمر ، أو من يفضل عمرًا على أبي بكر ، مع أن مجرد التفضيل ليس فيه سب ولا عيب ، علم أن عقوبة السب عندهما فوق هذا بكثير .

    http://www.alamuae.com/up/Folder-004..._yaghthat1.gif

    قال الامام الشافعى رحمه الله:

    تعمدنى بنصحك فى انفرادى .. وجنبنى النصيحة فى الجماعه
    فان النصح بين الناس نوع .. من التوبيخ لا ارض استماعه
    وان خالفتنى وعصيت قولى .. فلا تجزع اذا لم تعط طاعه

  • #2
    ثانياً : من سب بعضهم سباً يطعن في دينهم :

    كأن يتهمهم بالكفر أو الفسق ، وكان ممن تواترت النصوص بفضلة كالخلفاء .
    فذلك كفر - على الصحيح - لأن في هذا تكذيباً لأمر متواتر .

    روي أبو محمد بن أبي زيد عن سحنون ، قال : " من قال في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي : إنهم كانوا على ظلال وكفر . قُتل . ومن شتم غيرهم من الصحابة بمثل ذلك نُكل النكال الشديد " .

    وقال هشام بن عمار : " سمعت مالكاً يقول : من سب أبا بكر وعمر قُتل . ومن سب عائشة رضي الله عنها قٌتل ، لأن الله تعالى يقول فيها : ( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَِ )
    فمن رماها فقد خالف القرآن . ومن خالف القرآن قُتل
    " .

    أما قول مالك رحمه الله في الرواية الأخري : " من سب أبا بكر جلد ، ومن سب عائشة قُتل . قيل له : لِمَ ؟ قال : من رماها فقد خالف القرآن " .
    فالظاهر والله أعلم أن مقصود مالك رحمه الله هنا في سب أبي بكر رضي الله عنه فيما دون الكفر ، يوضحه بقية كلامه عن عائشة رضي الله عنها حيث قال : " من رماها فقد خالف القرآن " . فهذا سبب مخصوص يكفر صاحبه وذلك لأنه ورد عن مالك القول بالقتل فيمن كفّر من هو دون أبي بكر .

    قال الهيثمي مشيراً إلى ما يقارب ذلك عند كلامه عن حكم سب أبي بكر : فيتلخص أن سب أبي بكر كفر عند الحنفية ، وعلي أحد الوجهين عند الشافعية ، ومشهور مذهب مالك أنة يجب به الجلد ، فليس بكفر . نعم : قد يخرج ما مر عنه في الخوارج أنة كفر . فتكون المسألة عنده على حالين : " إن اقتصر على السب من غير تكفير لم يكفره إلا كفر " .

    وقال أيضاً : " وأما تكفير أبي بكر ونظرائه ممن شهد لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة فلم يتكلم فيها أصحاب الشافعي . والذي أراه الكفر فيها قطعاً " .

    وقال الخرشي : " من رمي عائشة بما برأها الله منه ... ، أو أنكر صحبة أبي بكر ، أو إسلام العشرة ، أو إسلام جميع الصحابة ، أو كفَّر الأربعة أو واحداً منهم ، كفر " .

    وقال البغدادي : " وقالوا بتكفير كل من أكفر واحداً من العشرة الذين شهد لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، وقالوا بموالاه جميع أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكفروا من أكفرهن ، أو أكفر بعضهن " .

    والمسألة فيها خلاف مشهور ولعل الراجح ما تقدم ، وأما القائلون بعدم كفر من هذه حاله ، فقد أجمعوا على أنه فاسق لارتكابه كبيرة من كبائر الذنوب ، يستحق التعزير والتأديب ، على حسب منزلة الصحابي ، ونوعية السب .

    وإليك بيان ذلك :

    قال الهيثمي : " أجمع القائلون بعدم تكفير من سب الصحابة على أنهم فساق " .

    وقال ابن تيمية : " قال إبراهيم النخعي : كان يقال : شتم أبي بكر وعمر من الكبائر . وكذلك قال أبو إسحاق السبيعي : شتم أبي بكر وعمر من الكبائر التي قال الله تعالى فيها : (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ )
    وإذا كان شتمهم بهذة المثابة فأقل ما فية التعزيز ؛ لأنه مشروع في كل معصية ليس فيها حد ولا كفارة ... وهذا مما لا نعلم فيه خلافاً بين اهل الفقه والعلم من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتابعين لهم بإحسان ، وسائر أهل السنة والجماعة ؛ فإنهم مجمعون على أن الواجب الثناء عليهم والاستغفار لهم والترحم عليهم وعقوبة من أساء فيهم القول " .


    وقال القاضي عياض : " وسب أحدهم من المعاصي الكبائر ومذهبنا ومذهب الجمهور انه يعزَّر ولا يقتل " .

    وقال عبد الملك بن حبيب : " من غلا من الشيعة إلى بغض عثمان والبراءة منه أُدب أدباً شديداً .وإن زاد إلى بغض إبي بكر وعمر ، فالعقوبة علية أشد ويكرر ضربه ، ويطال سجنه حتى يموت " .

    فلا يقتصر في سب أبي بكر رضي الله عنه على الجلد الذي يقتصر عليه في جلد غيره ، لأن ذلك الجلد لمجرد حق الصحبة ، فإذا انضاف إلى الصحبة غيرها مما يقتضي الاحترام ؛ لنصرة الدين وجماعة المسلمين ، وما حصل على يده من الفتوح وخلافة النبي - صلى الله عليه وسلم - وغير ذلك ،كان كل واحد من هذة الأمور يقتضي مزيد حق موجب لزيادة العقوبة عند الاجتراء عليه .

    وعقوبة التعزير المشار إليها لا خيار للإمام فيها ، بل يجب عليه فعل ذلك


    قال الإمام أحمد رحمه الله : " لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوئهم ، ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص . فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته ، ليس له أن يعفو عنه ، بل يعاقب ويستتيبه فإن تاب قبل منه ، وإن ثبت عاد عليه بالعقوبة وخلده الحبس حتى يموت أو يراجع "

    فانظر أخي المسلم إلى قول إمام أهل السنة فيمن يعيب او يطعن بواحد منهم ، ووجوب عقوبته وتأديبه . ولما كان سبهم المذكور من كبائر الذنوب - عند بعض العلماء - فحكم فاعله حكم أهل الكبائر من جهة كفر مستحلها .


    قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ؛ مبينـًا حكم استحلال سب الصحابة : " ومن خص بعضهم بالسب ، فإذا كان ممن تواتر النقل في فضله وكماله كالخلفاء ، فإن اعتقد حقية سبه أو إباحتة فقد كفر ؛ لتكذيبه ما ثبت قطعاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومكذبه كافر ، وإن سبه من غير اعتقاد حقية سبه أو إباحتة فقد تفسق ، لأن سباب المسلم فسوق . وقد حكم البعض فيمن سب الشيخين بالكفر مطلقاً والله أعلم " .


    وقال القاضي أبو يعلى - تعليقاً على قول الإمام أحمد رحمه الله حين سئل عمن شتم الصحابة ، فقال : " ما أراه على الإسلام" -
    قال أبو يعلي : فيحتمل أن يحمل قوله : ما أراه على الإسلام . إذا استحل سبهم ، فإنه يكفر بلا خلاف . ويحمل إسقاط القتل على من لم يستحل ذلك مع اعتقاده لتحريمه ، كمن يأتي بالمعاصي . ثم ذكر بقية الاحتمالات " .


    يتلخص مما سبق فيمن سب بعضهم سباً يطعن في دينه وعدالته ، وكان ممن تواترت النصوص بفضله ، أنة يكفر - على الراجح - لتكذيبة أمراً متواتراً . أما من لم يكفره العلماء ، فأجمعوا على أنه من أهل الكبائر ، ويستحق التعزير والتأديب ولا يجوز للإمام أن يعفو عنه ، ويُزاد في العقوبة على حسب منزلة الصحابي .
    ولا يكفر - عندهم - إلا إذا استحل السب .
    أما من زاد على الاستحلال ؛ كأن يتعبد الله عز وجل بالسب والشتم ، فكفر مثل هذا مما لا خلاف فيه . ونصوص العلماء السابقة واضحة في مثل ذلك .

    http://www.alamuae.com/up/Folder-004..._yaghthat1.gif

    قال الامام الشافعى رحمه الله:

    تعمدنى بنصحك فى انفرادى .. وجنبنى النصيحة فى الجماعه
    فان النصح بين الناس نوع .. من التوبيخ لا ارض استماعه
    وان خالفتنى وعصيت قولى .. فلا تجزع اذا لم تعط طاعه

    تعليق


    • #3
      ثالثاً : أما سب صحابي لم يتواتر النقل بفضله سباً يطعن في الدين :

      فقد بينا فيما سبق رجحان تكفير من سب صحابياً تواترت النصوص بفضله من جهة دينه . أما من لم تتواتر النصوص بفضله فقول جمهور العلماء بعدم كفر من سبه ؛ وذلك لعدم إنكاره معلوماً من الدين بالضرورة ، إلا أن يسبه من حيث الصحبة .

      قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله : " وإن كان ممكن لم يتواتر النقل في فضله وكماله ، فالظاهر أن سابه فاسق ، إلا أن يسبه من حيث صحبتة لرسول الله صلى الله عليه وسلم - فإنه يكفر " .


      رابعاً : أما سب بعضهم سباً لا يطعن في دينهم وعدالتهم :

      فلا شك أن فاعل ذلك يستحق التعزير والتأديب ، ولكن من مطالعتي لأقوال العلماء في المراجع المذكورة لم أرَ أحداً منهم يكفَّر فاعل ذلك ، ولا فرق عندهم بين كبار الصحابة وصغارهم .

      قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وأما إن سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم ؛ مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قله العلم أو عدم الزهد ونحو ذلك ، فهو الذي يستحق التأديب والتعزير ، ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك ، وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من العلماء " .

      وذكر أبو يعلي من الأمثلة على ذلك اتهامهم بقلة المعرفة بالسياسة . ومما يشبه ذلك اتهامهم بضعف الرأي وضعف الشخصية والغفلة وحب الدنيا ، ونحو ذلك .

      وهذا النوع من الطعن تطفح به كتب التاريخ ، وكذلك الدراسات المعاصرة لبعض المنسوبين لأهل السنة ، باسم الموضوعية والمنهج العلمي ، وللمستشرقين أثر في غالب الدراسات التى من هذا النوع


      وقفة مع المنهج الموضوعي

      ولعل من المناسب هنا أن نقف وقفة قصيرة جداً ، نبين فيها فساد هذا المنهج ، وخطورة تطبيقه على تاريخ الصحابة .

      والمنهج الموضوعي عند الغربيين يعني أن يبحث الموضوع بحثاً عقلياً مجرداً بعيداً عن التصورات الدينية .

      فنقول رداً على ذلك :

      أولاً :
      المسلم لا يمكن أن يتجرد عن عقيدتة بأي حال من الأحوال إلا أن يكون كافراً بها .

      ثانياً :
      كذلك بالنسبة للتاريخ الإسلامي إذا ثبتت الحوادث في ميزان نقد الرواية ، فبإي منهج نفهمها ونفسرها ؟ إذا لم نفسرها بالمنهج الإسلامي فلابد أن نختار منهجاً آخر ، فنقع في الانحراف من حيث لا نعلم .

      وبناء على ذلك يجب أن نحذر من تطبيق هذا المنهج على تاريخ الصحابة ، ويجب أن نعلم أيضاً أم ما يسمي بالنقد العلمي أو الموضوعية لتاريخ الصحابة هو السب الوارد في كتب أهل البدع وفي كتب الأخبار .

      وتسميته بالمنهج العلمي لا يخرجه عن حقيقته التي عرف بها عند أهل السنة ، وأيضاً تسميته بذلك لا تعلي من قيمته ، كما لا يعلي من قيمته أن يردده كتّاب مشهورون ، وفيهم أولو فضل وصلاح ، وإنما كل ما فعله المحدثون أنهم أحيوا هذا السب الذي أماته أهل السنة عندما كانت الدولة دولتهم .

      والذي أوصى به نفسي وإخواني الباحثين في تاريخ الصحابة ألا يتخلوا عن عقيدتهم ، ومنها الاعتقاد بعدالة الصحابة وتحريم سبهم عند البحث في تاريخهم ، فالله الله ، أن يؤتى الإسلام من قلبهم ، وليعلموا أن لأهل السنة منهجاً واضحاً في النظر إلى تلكم الأحبار .




      خامساً : حكم سب عائشة رضي الله عنها

      أما من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد أجمع أهل العلم أنه يكفر .

      قال القاضي أبو يعلي : " من قذف عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه كفر بلا خلاف " .


      وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد وصرح غير واحد من الأئمة لهذا الحكم فروي عن مالك : " من سب أبا بكر جُلد ، ومن سب عائشة قٌتل ، قيل لِمَ ؟ قال : من رماها فقد خالف القرآن " .

      وقال ابن شعبان في روايته عن مالك : لأن الله تعالى يقول :
      ( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَِ )


      والأدلة على كفر من رمي أم المؤمنين صريحة وظاهرة الدلالة منها :

      أولاً : ما أستدل به الإمام مالك ، أن في هذا تكذيباً للقرآن الذي شهد ببراءتها ، وتكذيب ما جاء به القرآن كفر .

      قال الإمام ابن كثير : " وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذة الآية فإنة كافر ، لأنه معاند للقرآن " .

      وقال ابن حزم - تعقيباً على قول الإمام مالك السابق - :
      " قول مالك هاهنا صحيح ، وهي ردة تامة وتكذيب الله تعالى في قطعه ببراءتها " .

      ثانياً : إن فيه إيذاءً وتنقيصاً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وجوه ، دل عليها القرآن الكريم ، فمن ذلك :


      إن ابن عباس رضي الله عنهما فرق بين قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء )
      وبين قوله : ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ )

      فقال عند تفسير الآية الثانية : هذه في شأن عائشة وأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة ، وهي مبهمة ليس فيها توبة ومن قذف امرأة مؤمنة فقد جعل الله له توبة إلى آخر كلامه . قال : فهَمَّ رجل أن يقوم فيقبل رأسه من حسن ما فسر " .


      فقد بين ابن عباس أن هذه الآية إنما نزلت فيمن قذف عائشة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم ؛ لما في قذفهن من الطعن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم –
      وعيبه ، فإن قذف المرأة أذي لزوجها ، كما هو أذي لابنها ؛ لأنه نسب له إلى الدياثة وإظهار لفساد فراشه ، وإن زنى امرأته يؤذيه أذي عظيماَ .. ولعل ما يلحق بعض الناس من العار والخزي بقذف أهله أعظم مما يلحقه لو كان هو المقذوف .

      وكذلك فإيذاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كفر بالإجماع .

      قال القرطبي عند قوله تعالى : ( يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا )
      يعني في عائشة ، لأن مثله لا يكون إلا نظير القول في المقول عنه بعينه ، أو فيمن كان في مرتبته من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - لما في ذلك من إذاية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عرضه واهله وذلك كفر من فاعله " .

      ومما يدل على أن قذفهن أذي للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما في حديث الإفك عن عائشة ، قالت : " فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستعذر من عبدالله بن أبي سلول ، قالت : " فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر : " يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في اهل بيتي ... " كما في الصحيحين .

      فقوله : ( من يعذرني ) أي من ينصفني ويقيم عذري إذا انتصفت منه لما بلغني من أذاه في أهل بيتي . والله أعلم . فثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - قد تأذي بذلك تأذياً استعذر منه . وقال المؤمنون الذين لم تاخذهم حمية : مرنا نضرب أعناقهم فإنا نعذرك إذا أمرتنا بضرب أعناقهم . ولم ينكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على سعد استئماره في ضرب أعناقهم .

      قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب : " ومن يقذف الطيبة الطاهرة أم المؤمنين زوجه رسول رب العالمين - في الدنيا والأخرة ، لما صح ذلك عنه فهو من ضرب عبد الله بن أبي سلول رأس المنافقين . ولسان حال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " يا معشر المسلمين من يعذرني فيمن آذاني في أهلي . "

      ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًاِ * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًاِ )

      فأين أنصار دينه ليقولوا له نحن نعذرك يا رسول الله .

      كما أن الطعن بها رضي الله عنها فيه تنقيص برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من جانب آخر ، حيث قال الله عز وجل : ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ ) .

      قال ابن كثير : " أي ما كان الله ليجعل عائشة زوجة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا وهي طيبة ؛ لأنه أطيب من كل طيب من البشر ، ولو كانت خبيثة لما صلحت له شرعاً ولا قدراً . ولهذا قال تعالى : ( أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ) أي هم بُعداء عما يقول أهل الإفك والعدوان " .


      سادساً : حكم سب بقية أمهات المؤمنين :

      اختلف العلماء في قذف بقية أمهات المؤمنين ، والراجح الذي علية الكثيرون كفر فاعل ذلك ؛ لأن المقذوفة زوجة رسول الله - صلى الله عليها وسلم - والله تعالى إنما غضب لها لأنها زوجته - صلى الله عليه وسلم - فهي وغيرها منهن سواء .

      وكذلك فإن فيه تنقيصاً وأذي لرسول اللله - صلى الله عليه وسلم - بقذف حليلته .

      وقد بينا ذلك عند كلامنا عن حكم من قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .
      أما أن سب أمهات الموؤمنين سباً غير ذلك فحكمهن حكم سائر الصحابة على التفصيل السابق

      http://www.alamuae.com/up/Folder-004..._yaghthat1.gif

      قال الامام الشافعى رحمه الله:

      تعمدنى بنصحك فى انفرادى .. وجنبنى النصيحة فى الجماعه
      فان النصح بين الناس نوع .. من التوبيخ لا ارض استماعه
      وان خالفتنى وعصيت قولى .. فلا تجزع اذا لم تعط طاعه

      تعليق


      • #4
        المصدر : كتاب اعتقاد أهل السنة في الصحابة رضي الله عنهم
        تأليف / محمد عبد الله الوهيبي


        ــــــــــــــــــــــــــــــ


        قد يعتبر البعض أن الموضوع طويل بعض الشيء ولكن لأهميته الشديده لم أستطع تجزئته إلى أجزاء بسيطة

        http://www.alamuae.com/up/Folder-004..._yaghthat1.gif

        قال الامام الشافعى رحمه الله:

        تعمدنى بنصحك فى انفرادى .. وجنبنى النصيحة فى الجماعه
        فان النصح بين الناس نوع .. من التوبيخ لا ارض استماعه
        وان خالفتنى وعصيت قولى .. فلا تجزع اذا لم تعط طاعه

        تعليق


        • #5
          [align=center]جزاك الله خيرا اختي يقظة قلب

          جعله الله في ميزان حسناتك[/align]
          قالت : بأنها ستعطيني قلبها...
          وحُبها وعقلها . .
          وكيانها وجنونها
          وسألتني بعدها !!
          ماذا تريد ؟؟

          ~®§§][][ أريـــــــــدُ المــــزيـــــــد][][§§®~

          أريدُكِ قُربي ..
          فزيدي إقتراباً
          فمن لذة القُرب ... كرهتُ البعيد
          وزيدي على لفحة الوصلِ ناراً
          نُذيبُ بهِ جبال الجليد

          تعليق


          • #6
            تسلم
            صافرة تنبأ بأقتراب الموعد،،،
            والمغادرون حقيبة ،، وذكريات،، وبقايا تحمل الدموع
            فأي رحيل وبالذكريات أنا سجين،،،

            تعليق


            • #7
              [align=center]جزاك الله الف خير و جعلة الله في ميزان حسناتك يارب

              الصحابة هم صحابة رسول اله صلى الله عليه وسلم ورفقاء دعوته الذين أثنى الله عزّ وجلّ عليهم في مواضع كثيرة من القرآن قال تعالى: {والسَّابقون الأوَّلون من المهاجرين والأنصاروالَّذين اتَّبعوهم بإحسان رَّضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنَّات تجري تحتهاالأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم} وقال تعالى: { مُحمَّدٌ رسول الله والَّذين معه أشداء على الكفار رُحماء بينهم تراهم رُكّعاً سُجَّداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناً} ومن سبهم بعد هذه الآيات فهو مكذب بالقرآن.

              والواجب نحوهم محبتهم والترضي عنهم والدفاع عنهم،ورد من تعرض لأعراضهم، ولا شك أن حبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان،وقد أجمع العلماء على عدالتهم، أما التعرض لهم وسبهم وازدراؤهم فقد قال ابن تيمية: إن كان مستحلاً لسب الصحابة رضي الله تعالى عنهم فهو كافر.
              وقد حذّر النبي صلىالله عليه وسلم من ذلك بقوله: «من سبَّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» [السلسلة الصحيحة 2340].

              وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي، لا تسبواأصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحداً أنفق مثل أُحد ذهباً ما أدرك مدّ أحدهم ولانصيفه» [رواه البخاري].

              وسُئل الإمام أحمد عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله تعالىعنهم أجمعين فقال: ما أراه على الإسلام.

              وقال الإمام مالك رحمه الله تعالى: من شتم أحداً من أصحاب محمّد صلى الله عليه وسلم أبا بكر أو عمر أو عثمان أو معاويةأو عمرو بن العاص، فإن قال كانوا على ضلال وكفر قُتل.

              قال الشيخ محمّد بن عبد الوهاب: فمن سبهم فقد خالف ما أمر الله تعالى من إكرامهم، ومن اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم فقد كذّب الله تعالى فيما أخبر من كمالهم وفضلهم ومكذبه كافر.

              أما من قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها فإنَّه كذّب بالقرآن الذي يشهد ببراءتها، فتكذيبه كفر، والوقيعة فيها تكذيب له، ثم إنها رضي الله تعالى عنها فراش النبي صلى الله عليه وسلم والوقيعة فيها تنقيص له، وتنقيصه كفر.

              قال ابن كثير عند تفسيره قوله تعالى: { إنَّالذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لُعنوا في الدُّنيا والآخرة ولهم عذابٌ عظيمٌ} وقد أجمع العلماء رحمهم الله تعالى قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في الآية فإنه كافر، لأنه معان دللقرآن.

              ساق اللالكائي بسنده أن الحسن بن زيد، لما ذَكَرَ رجل بحضرته عائشةبذكر قبيح من الفاحشة، فأمر بضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله، هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله عزّ وجلّ: {الخبيثاتُ للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطّيِّباتُ للطّيِّبين والطَّيِّبون للطَّيِّبات أولئك مُبرَّئون ممّا يقولون لهم مَّغفرةٌ ورزقٌ كريمٌ}

              فإن كانت عائشة رضي الله تعالى عنها خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه.

              أخي المسلم: إنَّ سب الصحابة رضي الله تعالى عنهم يستلزم تضليل أمة محمد صلى الله عله وسلم ويتضمن أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام.

              اللهم ارزقنا حبك وحبّ دينك وكتابك ونبيك صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبناغلاًّ للذين آمنوا، وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.


              و اتمنى من بعد اذنج اني اضفت و لو بقليل لهذا الموضوع الذي اعجبني كثيرا و يعطيك الف عافية [/align]




              وآعليـأَ و على قلبي يبكي في يومـً عيدهُ
              وأعليـآُ ما آكتمل فررحيً آنا بالسنهً الجديدهََ



              " "

              تعليق

              يعمل...
              X