إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"البرتقالة" وواقع العراقيات المأساوي!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "البرتقالة" وواقع العراقيات المأساوي!

    "البرتقالة" وواقع العراقيات المأساوي!


    بغداد: عرضت إحدى القنوات العربية قبل أيام أغنية تسمى "التفاحة"، والتي جاءت على شاكلة أغنيتين أخريين تدعيان بـ"البرتقالة والرمانة"، وغيرها من الفواكه الشتوية والصيفية، والتي لا علاقة لها بوضع العراق المأساوي بشكل عام، ولا بواقع المرأة العراقية على وجه الخصوص.

    فالمرأة العراقية التي دمرتها ثلاث حروب وحصار دام سنين طويلة واحتلال أفقدها بهجة الحياة وافقدها أحبتها، لا ترقص على أنغام الهجع (رقصة الغجر المرفوضين اجتماعيا في العراق).

    وتشير الإحصاءات مؤخرا إلى أن 60% من النساء المتزوجات هن الآن أرامل، إذ لا يخلو بيت عراقي من متوف أو معتقل أو معاق بسبب الحروب السابقة أو بسبب العدوان ثم الاحتلال الأمريكي اللاحق.

    وتقول الإحصاءات السابقة أن الحرب العراقية الإيرانية وحدها حصدت أرواح أكثر من مليون شخص، كما أسفرت عن أكثر من 700 ألف معاق وأكثر من مليون أسير ومفقود.

    أما العدوان الأنجلوأمريكي الذي أسفر عن احتلال العراق فقد حصد أرواح مئات الآلاف، إضافة إلى مئات الآلاف من المعاقين وعشرات الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.

    كانت تجلس والحزن والقلق باد على وجهها، هي أم انتصار؛ أم عراقية أرملة من بعقوبة مدينة البرتقال، تعيش في بغداد، وهي امرأة تجاوزت الأربعين من عمرها ـ وفقا للوفاق ـ افترشت قارعة الطريق لتبيع البخور والحناء وأشياء أخرى لتعيل بها أبناءها، بعد أن فقدت زوجها بعد الاحتلال، الذي وجدت جثته ملقاة على مكب للنفايات.

    تقول أم انتصار: "أعمل لكي أعيل عائلتي فلدي خمسة بنات صغيرات، وقبل فترة تقدمت بطلب إلى الشؤون الاجتماعية لتخصيص راتب لي، ولكن طلبي رفض على اعتبار أن حالتي الصحية جيدة، واني لست كبيرة السن كفاية لكي استحق راتبا، لذا دفعتني الحاجة للعمل، وترك بناتي بمفردهن في البيت، وأخشى عليهن كثيرا بسبب الظروف التي يمر بها البلد، فأنا أخشى أن تختطف بناتي، أو أن يقتحم جنود الاحتلال منزلي أثناء غيابي، وليس هناك من يحمينا".

    ولم ينته خوف الأم فهي تخشى أن تقتل بعبوة ناسفة أو سيارة مفخخة وتترك بناتها في زمن صعب مخيف.

    امرأة أخرى تروي بألم قصتها فتقول: "كنا أنا وزوجي نعيش في غرفة من صفيح في احد المعسكرات العراقية المهجورة، وكانت عشرات العوائل تجاورنا في السكن، وفي إحدى الليالي كنت أتحدث مع زوجي، وخلال الحديث تمنى أن يقتل كل أمريكي يشاهده في الشارع؛ لأنهم محتلون ومرتزقة، وبعد هذه المحادثة بيوم جاء رتل أمريكي واعتقلوا زوجي؛ لأن شخصا ما قد نقل لهم أن زوجي إرهابي، وعلى هذا الأساس تم اعتقاله في معتقل أبو غريب، ولم أتمكن من زيارته حتى الآن، ولا أدري أين أذهب، فعائلتي فقيرة جدا، ولا طاقة لهم بتحمل نفقاتي ونفقات صغيري؛ لذا دفعتني الحاجة إلى التسول".

    كثيرة هي حكايات المرأة العراقية في الزمن الصعب زمن الاحتلال، إذ هناك ملايين من النساء العراقيات تحت خط الفقر والمجاعة في بلد غني بالنفط.

    ولا تنتهي المعاناة عند الفقر والزوج الغائب والمعتقل، والوقوف أمام المعتقلات أملا بخروج الزوج أو الأب أو الأخ، بل هناك هموم أخرى تعاني منها المرأة العراقية منها تدهور الوضع الأمني وإصابة عدد كبير من النساء بالاكتئاب أو بأمراض نفسية وجسدية أخرى.

    كما تعاني المرأة العراقية من التفكك الأسري, إذ ازدادت حالات الطلاق بعد الحرب. وتشير الإحصاءات إلى أن معدلات الطلاق وصلت إلى 180 ألف حالة سنويا، وأن ازدياد عدد النساء المطلقات لا يعود سببه إلى المرأة، بقدر ما يعود إلى انهيار المنظومة الاجتماعية التي تتحكم بالسلوك الاجتماعي بفعل العدوان والاحتلال.

    لكن هذه الهموم والمشكلات ليس من بينها بالتأكيد ما تقدمه أغنية التفاحة أو البرتقالة من صورة مشوهة وغير حقيقية أو واقعية للمرأة العراقية


    منقوووووووووووووول
    http://www.alshamsi.net/cards/islam_cards/islam10.jpg
يعمل...
X