إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لقاء مع الشيخ الكتور مبارك الشعبني حول الإعصار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لقاء مع الشيخ الكتور مبارك الشعبني حول الإعصار

    [align=center]حقائق في القرآن الكريم حول ما صار من إعصار



    - اليقين بأن الأمر كله لله يستدعي قبول ما جاء منه، كما يستدعي الانقياد له كلية
    - الإعصار آية من آيات الله، فهو عبرة وعظة وتذكرة يستفيد منها المؤمن
    - من محبة الله للفرد والمجتمع تنبيهه وتوجيهه، وابتلاؤه
    - التوعية الدينية الهادفة إلى استقامة الناس دينيا وقاية للفرد والمجتمع من المحن، وذلك ما ينبغي أن يؤخذ في الحسبان في إعادة التعمير
    - ل"جونو" أخوات أكبر منه، تُدرأ بالاستقامة على أمر الخالق



    أجرى اللقاء أحمد بن سعيد الجرداني


    إن ما حدث مؤخرا في عماننا الحبيبة من أحداث ما نتج عنه تأثير الإعصار لأمر ينبغي أن لا يذهب سدى دون وقفة تأمل لما حدث، وحول هذا كان للشيخ الدكتور مبارك بن مسلم الشعبني هذه الدراسة القرآنية، وهي بعنوان: الحذر وتوقي الضرر، قدمها كأطروحة للدكتوراة، في إحدى الجامعات العالمية، نوقشت عام 2005م، بين في الفصل الأول منها - من ضمن ما بين - ما سيحدث من الكوارث والنكبات، مستقرئا في ذلك القرآن الكريم، الذي يُعد خير وقاية من كل الشرور دنيا وأخرى. ومعايشة له للحدث ارتأى، أنه لا بد أن يكون للقرآن كلمته في هذا المنبر الإعلامي، في ما حدث من طارئ، حديث الساعة، وذلك بسرده آيات لا تحتمل النظر ولا التأويل، لوضوحها فيما يراد توضيحه في مثل تلكم الأمور.
    لذا ارتأينا أن نلتقي به ونأخذ منه بعض ما خفي من حقائق في القرآن الكريم عن البعض، لكي يكون زاداً مفعماً بالأدلة والبراهين لمن أراد الحذر وتوقي الضرر.


    هناك حقائق في القرآن الكريم حول ما صار من إعصار؟
    إن المؤمن بالله سبحانه وتعالى هو من يوقن أن كل ما يحدث في هذه الحياة إنما هو بإرادة الله سبحانه ومشيئته، فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن. فكما أن الخير من الله سبحانه، كذلك الأمر بسوء الحال الذي يصيب المرء أو المجتمع في الحياة هو أيضا منه سبحانه. وقد امتن الله سبحانه على عباده أن أخبرهم بتلكم الحقيقة، وجعل التصديق بذلك من دلالات قوة إيمان المرء بخالقه سبحانه، يقول سبحانه في ذلك (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ )الأنعام17، ويقول جل شأنه: (وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )يونس107.
    إن اليقين بتلكم الحقيقة؛ لا يراد به العلم والدراية بذلك فقط، أي كمعلومات فحسب، بل يراد به تمكُّن تلكم الحقيقة من القلب، بحيث ينقاد صاحبه إلى النافع والضار سبحانه، طاعة واستجابة، خوفا منه، ورجاء فيه. ومن أهم ما يمكِّن القلب من ذلك الرؤية العينية لما يخبر عنه القرآن الكريم، ولئن كان رب العزة والجلال يلفت نظر كفار قريش للاتعاظ بما حدث لمن قبلنا من الأمم، من خلال ما يشاهدونه مما تبقى من بعض آثار السابقين، وهم في طريقهم من فلسطين إلى مكة، وذلك في قوله سبحانه: (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ، وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)سورة الصافات (133- 138)، ويخبر عن أن آثارهم تلك تعد آية للمعتبر: (وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ) الذاريات37، وقوله فيهم: (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ) الشعراء173، 174، فإن الله سبحانه يذم كل من تمر عليه آية من آيات الله في هذا الكون، أو يمر عليها، ولم يتعظ ولم يتذكر، يقول سبحانه في وصفهم: (وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) يوسف10، ولئن كان الله سبحانه يأمرنا بالسير في الأرض للنظر في آيات الله وما يحدثه الله في هذا الكون من أحداث، وذلك كما في قوله جل ِشأنه: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا ..) النمل69، ومن بين تلكم الآيات الريح والأعاصير التي دمر الله بها أقواما من قبل، وجعلها آية من آياته، يقول سبحانه: (إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ) القمر19، وقوله: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ ) فصلت16، فإنه ومن باب أولى أن يعتبر المرء، بل والمجتمع بما يراه أمامه من مثل تلكم الآيات، سواء في مناطق الجوار، أو بلدهم أنفسهم، كما يقول سبحانه: (وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ) الرعد31.
    انقسام الناس إلى قسمين
    لقد انقسم الناس إزاء مثل تلكم الأحداث وغيرها إلى قسمين: قسم؛ لم يتعظ ولم يعتبر، ونظر إلى أن هذه الأحداث هي عادة ما تحدث، فهي ظواهر طبيعية لا ينبغي أن تؤوَّل إلى أنها عذاب، أو سخط، أو ابتلاء من الله سبحانه لعباده، وفي هؤلاء يقول سبحانه: (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ )الأعراف95، فهؤلاء عند تقييمهم للأسباب التي أدت إلى ما حدث من نكبة لا يعدو أن يكون حوما حول سراب، وسيظلون في غيهم، لبعدهم عن الحقيقة التي تدعوهم إليها، وهي أن سبب ما حدث هو الإنسان نفسه، يقول سبحانه: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) الشورى30.
    وقسم؛ علم أن ذلك تنبيه من الله، فيقيِّم ما حدث التقييم الأمثل، فيجتهد في درء ما أدى إلى ذلك، من خلال درء الأسباب التي أدت إليه. مدركا أن ذلكم الأمر من سنن الله الثابتة، ماضية في خلقه لا تتغير، يقول سبحانه في وصف قانونه الثابت: (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً ) الأحزاب62، وقوله جل شأنه: (سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً ) الإسراء77، وقوله سبحانه: (اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً ) فاطر43. مؤشر تغير هذه السنن هو تغير قلوب الناس، من حيث الصلاح والفساد، يقول سبحانه: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) الرعد11، هذا القسم من الناس، أي الذي علم أن ما حدث تنبيه من الله، سوف ينجح في تخطيطه، وسيجنب نفسه ومجتمعه الهلاك والدمار، وذلك لأخذه بأكبر الأسباب وأهمها، وهي الطاعة الكاملة لله سبحانه، في إدارته لكل شؤون حياته، الاجتماعية منها والاقتصادية وما شابهها من جوانب الحياة المختلفة.
    قد يكون المتسببون في خراب المجتمع، والجالبون لسخط الله وانتقامه وغضبه قلَّة، ولكن السكوت عنهم مع العلم بهم يعد تواطؤا وإقرارا لفعلهم المشين ذلك، فهم في نظر الله مفسدون في الأرض، فلا غرو أن يعمم الله غضبه على الجميع- إلا من رحم-، يقول سبحانه آمرا اتقاء ما يجلب المصائب والدمار: (وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) الأنفال25، فالآية تخبر أن المصائب قد يعم شرها الجميع، وتتعدى الظلمة المنتهكين حدوده سبحانه.
    الحقيقة
    إن الحقيقة التي ينبغي أن لا تُتجاهل من قبل المؤمن بما في كتابه الكريم المنقذ، حال التخطيط لإعمار الوطن الغالي- حرسه الله، وسائر بلاد المسلمين- إن أريد إبقاء هذا الوطن سالما معافى من كل مكروه، أن ما حدث من نكبة وكارثة يعد إنذارا لنكبة أو كارثة لاحقة أشد ضراوة، في نظر الله سبحانه، فسبحانه جل شأنه يعد ما حدث من إعصار كوخزة لمراجعة الخطأ في حقه سبحانه، إن كان ثمة خطأ موجود، سيأتي بعده عضَّة أو حزَّة للرقاب - والعياذ بالله - إن لم يُرجع إليه وما يأمر به، يقول سبحانه في إنذاره ذلك، وتعريفه لنا بما حدث: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الروم41، وقوله جل شأنه: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) السجدة21، بل ويخبرنا سبحانه أن للإعصار الذي جاءنا، وهو جند من جنود الله، وآية من آياته، أخواتٍ أكبر منه شدة وبطشا، وسوف يأتين، إن لم يُستفد من دروس السابق، يقول سبحانهوَمَا نُرِيهِم مِّنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الزخرف48، ولئن كان للإعصار أخواتٌ كبرى، فهو يعد أخا أكبر لمن هن أصغر منه، مما ابتليت به المجتمعات من قحط وجدب، ونقص في إنتاج الأرض، والغلاء، وغيره، وكله بلاء من الله سبحانه مقبول، للمراجعة الشاملة. ويخبرنا سبحانه أن ما أحدثه الله في من حولنا تحذير لنا: (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )الأحقاف27، وأن في إبقائه لنا سبحانه أحياء مع تقديره لنا صنوف المحن فرصة للرجوع إليه- فسنة الله ماضية -، يقول سبحانه: (وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ ) الأنعام42، فجل شأنه رحيم حليم أن نبَّهَ قبل الكارثة الحقيقية التي تقضي على الأخضر واليابس مما قد جرى لمن قبلنا من الأمم، بل وحتى لما يجري في بلدان نعايشها.

    حول ما ذكرته من حقائق هل لك من كلمة تختتم بها هذا اللقاء؟
    إن الله سبحانه سيكرمنا بتوفيقه في إعمار بلدنا الحبيب، الذي لا يقبل إلا الطيب من الأعمال، وسيفتح علينا بفتحه وكرمه، كما كنا وأكثر- إن شاء الله- ، ولكن ينبغي أن لا ينسينا ذلكم الفتح ما حدث، وما أراده الله من وراء ذلكم الذي حدث، فقد افتتن من كان قبلنا بالرغم من تنبيه الله لهم بمثل تلكم المحن، فلم ينتبهوا، فما كان إلا أن أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، بدمار شامل، يقول سبحانه في تحذيره: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ )الأنعام44، وقد وردت تلكم الآية الكريمة في ذلكم السياق المحذر عن فعل ما يشابهه ويماثله: (قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاء وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ، وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ، فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ، فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) سورة الأنعام( 40- 45 ). والمؤمن عليه أن يكون في وقت الرخاء كما لو كان في وقت الشدة، من حيث قوة تواصله مع الله سبحانه، وذلك حتى لا يكون ممن وصفهم الله سبحانه في كتابه: (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )يونس12، وقوله سبحانه: (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ )الروم33.
    الوقاية
    إن الوقاية خير من العلاج، والمهتم بأمن واستقرار المجتمع وسؤدده ينبغي أن يأخذ بأسباب رقيه وسلامته، والتي لا تكون إلا بما بينه الله سبحانه، لأننا خلقه، وهو العالم بما يصلحنا سبحانه، وعليه فينبغي تكثيف التوعية الدينية، حتى يفيق الغافل من غفلته، إذ بتوعيته وإرشاده يسلم المجتمع، والعذاب والكوارث لا تحل إلا به كشخص لتمرده، وإلا فالجميع. وكما استُنفرت كافة القوى والأفراد في الإنقاذ، وتقديم العون لوجود النقص في المؤن، وعلاج الجسد، كذلك يحسن الاستنفار في الإرشاد والتوجيه والوعظ والتذكير لوجود النقص في الدين، ولعلاج الروح، لشريحة لا بأس بها، من قاطعي الصلاة والرحم، ومانعي الزكاة، وغيرها من المخالفات الشرعية. إذ النقص في الدين وتعاليمه يجلب الخسارة دنيا وأخرى- والعياذ بالله-. إن المعصية في نظر الله سبحانه ظلم من قبل الإنسان على نفسه ومجتمعه، وتحديدا تلكم الوارد ذكرها نصا في كتابه الكريم، فهي الموبقات الموجبة لمحاربة الله سبحانه، وهي كذلك في العاقبة وإن كان الفاعل لها موحدا، وكم من الآيات جاءت مخاطبة المؤمنين وزاجرة لهم، ومتوعدة إياهم بالانتقام والحرب في بعض منها إن لم ينتهوا عن ما هم فيه من مخالفات، وذلك حتى لا يظن ظان أن الإنذار والتحذير معني به الكفار المشركين فحسب، فالإيمان المقبول عند الله، والذي يدرأ الله بسببه العذاب الأدنى، ويسلِّم من العذاب الأكبر هو ما وقر في القلب وصدقه العمل.
    يخبرنا جل شأنه أن وجود المصلحين في المجتمع، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر سبب لحمايته من مثل ذلك، واستقامة الناس على الدين خير وسيلة للوقاية مما يمكن أن يحل من نكبات وكوارث، بل ووسيلة لكل ما تحمله كلمة الحياة الطيبة من معنى، ويمكن إجمال معاني كل ذلك في الآيات التالية: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ )هود117، وقوله سبحانه: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ) الأعراف165، وقوله سبحانه: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) الأعراف96، وقوله جل شأنه: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل97. فما على ولي الأمر في الأسرة، وغيره من أصحاب الكلمة، كلٌ في ميدانه، إلا تجنيد النفس في إغاثة التابعين لهم ممن يعولون بتعاليم الدين، الذي يضمن الوقاية من الكوارث والمحن، وقبول المؤسسات الموكل إليها تسيير الشؤون الدينية في الدول الإسلامية كل المتطوعين في ذلك، بعد التأكد من أهليتهم. وليُتَيقن أن من أهداف إبعاد المؤمن عن دينه، عند الاستجابة لتوجيهات غير المسلمين في مختلف شؤون المعاملات، هو حلول المحن والكوارث، وزيادة تخسير، من ضلال وما يأتي وراءه، كما قال الله سبحانه على لسان أحد الخيرين من قبل، وهو يخاطب قومه المفسدين: (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ) هود63.
    إن في استقامة المرء والمجتمع على دين الخالق سبحانه، يجعله على منأى من الهلاك والدمار، فمن نجى إبراهيم من النار الموقدة، ومن نجى يونس من الحوت وحوله إلى وسيلة نقل له، ومن كشف عذابا محققا عن قومه بسبب رجوعهم إلى ربهم، ومن نجى موسى من فرعون، وجعل له وقومه من البحر طريق أمن وأمان، ومن نجى من قبل نوحا، فأغرق من في الجبال ونجى من في السفينة وهي في موج كالجبال، ومن حرَف وغير مسار الإعصار" جونو" عن مناطق في بلدنا الحبيب كان شاقا طريقه إليها- بلطف منه- فقال له بقدرته- إن صح التعبير-"جو" أي "انصرف"، فلم يقل"نو" أي "لا"، قادر أن ينجينا من كل كرب، ولو كان قدومه محققا، يقول سبحانه: (قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ) الأنعام64، ويقول سبحانه: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ) النمل62.
    وحقيقة أخرى في القرآن الكريم؛ وهي إن كان الفرد أو المجتمع مستيقنا على أنه ملتزم بأمر الله تعالى، ولم يفعل ما يوجب سخطه، وقائم على ذلك ما استطاع، فإن ما حدث من كارثة إنما هي من قبيل الابتلاء والاختبار- وعسى أن يكون الأمر كذلك- ، ولهم الأجر الجزيل على صبرهم على ما ابتلوا به مما قد حل بهم، إذ الابتلاء سنة من الله في عباده، بما فيها الابتلاء بالشر والمحن، يقول سبحانه: (وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء35، وقوله سبحانه: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ) البقرة155، وقوله سبحانه (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) محمد31. إن على المؤمن أن يقبل ما يقدره الله عليه من خير أو شر، ولا يتصف بما يتصف به غيره من غير المؤمنين، الموصوفين في قوله سبحانه: (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوساً ) الإسراء83.
    لقد صدحت الحكومة الموقرة بمثل تلكم الحقائق- المستيقنة بها بتوفيق الله لها- من قبل، ولا تزال، وذلك من خلال المآذن والمنابر ووسائل الإعلام التي أسستها، ولسان حالها- يحفظها الله- يقول ما قاله المخلصون من قبل بعد وعظهم غيرَهم: (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) غافر44، ولسان حالها يتوجه متضرعا إلى الله قائلا بعد كل كلمة إرشاد: (أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ) الأعراف 155، وقولها منذرة: (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِين) الذاريات50. ولكم كان المسؤولون المخلصون حال لسانهم يلهج - طلبا من الله، وقت مجيء الإعصار - في وسائل الإعلام المختلفة، وفي محراب مناجاتهم لله سبحانه وتعالى - كما هو حال كل الشعب المؤمن بخالقه - ، بأن لا يكون الإعصار هو ما قال الله عنه: (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ، تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ) الأحقاف24 ، 25، ولكم كان دعاؤهم ربَهم دعاء التائب المنيب قائلين: (رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) البقرة286. فالحمد لله على لطفه ورحمته وعفوه وحلمه، واستجابته الدعاء.
    ـــــــــــــــــــــــــــــ
    فتاوى واحكام لسماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة

    هناك من الناس من ينظر إلى هؤلاء الذين يؤولون هذه التأويلات أو من ينظر إلى هذه الكوارث على أنها عقوبة من الله عز وجل يرى في نفسه أن في هذا التأويل نوعاً من المسارعة في غض الطرف عن التفسيرات العلمية فهو أن مثل هذا يفسر بسبب الحادثة الفلانية والشيء الفلاني ولذلك نجم ما نجم ولا يرى أن العقوبة مرتبطة دائماً بمثل هذه الأمور ؟

    مهما كان هناك من تفسير للظواهر الكونية بالنظريات أو بالحقائق العلمية فإن ذلك مما يقتضي أن لا يعزب عن بالنا بسببه أن وراء هذه الظواهر كلها أمر الله تبارك وتعالى، فالله سبحانه هو الذي يأتي الليل والنهار، هو الذي يُصرّف هذا الكون، ومن المعلوم أن الليل إنما يكون بسبب دوران هذه الأرض بجانب حركة الأجرام الفلكية جميعاً التي تتحرك وفق حكمة الله تبارك وتعالى ووفق أمره، ولكن هل يعني ذلك أن هذه الحالة حالة طبيعية بدون أن يكون أحد صرّف هذا الكون وصرّف الليل والنهار.لا.
    على أن الليل والنهار يتعاقبان باستمرار بدون اختلال في مواعيدهما بخلاف مثل هذه الكوارث الطبيعية فلماذا تقع هذه الكارثة في وقت كذا، ولماذا تقع في موقع كذا، إنما ذلك بتدبير من الله سبحانه، الله هو الذي يُدبر مثل هذه الأمور ويُصرّف هذه المخلوقات كيفما يشاء، فليس للإنسان أن يغض الطرف عن جانب القدر الإلهي والتدبير الإلهي لمجريات هذه الأحداث ووقوع مثل هذه الكوارث.
    إنما كل ذلك بقضاء وقدر من الله.
    على أن القرآن الكريم كثيراً ما يردنا إلى الله سبحانه وتعالى من خلال النظر في مثل هذه الحوادث، ولذلك نحن نرى أن الرسول صلى الله عليه وسلّم عندما يقع أمر من الظواهر الطبيعية المألوفة المعروفة يأمر بالرجوع إلى الله يقول ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت بشر ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله) ، يردّنا إلى ذكر الله، وقد صلى صلى الله عليه وسلّم صلاة الخسوف كما هو معلوم لأجل وصل هذه النفوس ببارئها سبحانه وتعالى.
    فكيف وقوع مثل هذه الأمور التي هي خارجة عن المألوف يغض الإنسان نظره عن الالتفات إلى جانب القدرة الإلهي والتصريف الإلهي والقدر الإلهي .

    كيف كان النبي صلى الله عليه وسلّم يعيش تغيّر الأحوال الطبيعية كتغير المناخ والرياح والأمطار ونحو ذلك؟

    النبي صلى الله عليه وسلّم كان شديد الحساسية من هذه الناحية، كان إذا هبت الريح يدعو الله سبحانه وتعالى ويتضرع إليه ويدخل ويخرج.
    وإذا رأى أيضاً سحابة يبقى في خوف وفي قلق حتى يأتي الله تبارك وتعالى بالغيث وعندئذ يشكر الله سبحانه وتعالى على نعمته، وعندما تقول له أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وتسأله عن سبب تغير لونه ودخوله وخروجه وتأثره يقول : وما يؤمنني أن يكون ذلك كما قال الله سبحانه في قوم عاد ( فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا )(الأحقاف: من الآية24) .
    وشديد الحساسية من هذه الناحية لأنه يستحضر العقوبات التي أصابت الأمم، ومن أجل ذلك كان صلى الله عليه وسلّم يدعو دائماً إلى الاستمساك بأمر الله والنظر في عواقب الأمور بوزن تصرفات الإنسان بموازين الله سبحانه وتعالى مع الإدّكار بما يحدث من أمثال هذه القضايا.
    يأمر بالرجوع إلى الله، كان صلى الله عليه وسلّم حتى عند كسوف الشمس مع أن كسوف الشمس كما هو معلوم إنما هو ظاهرة طبيعية مألوفة ومعروفة ولكن النبي صلى الله عليه وسلّم لما كسفت الشمس خرج يجر رداءه من كثرة هول الموقف حتى صلى بهم وأطال الصلاة كما هو معروف ومألوف من هديه صلى الله عليه وسلّم. فما كان صلى الله عليه وسلّم يشغله شيء عن النظر في جانب القدر الإلهي والقدرة الإلهية الربانية التي تُصرّف هذا الوجود.

    من يرى أن هذه الكوارث هي من نسج الطبيعة منفصلة، هي يؤثر مثل هذا على عقيدته وإسلامه؟

    نعم ، الذي لا يؤمن بأن هذا الكون مُدَبّر من قبل الله سبحانه وتعالى فإن إسلامه يتلاشى مع هذا المعتقد إذ الله تعالى وحده هو الذي يُدبّر الكون، نحن نرى القرآن الكريم يصل جميع الظواهر الكونية بأمر الله ( قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) (النمل:59-64) .
    فالذي يتعامى عن هذه الحقائق ، ويصل ما يجري في هذا الكون بأمور طبيعية مفصولة عن إرادة الله تبارك وتعالى وتقديره وتدبيره فمعنى أنه جعل مع الله شريكاً في تدبير هذا الكون، أو أنه جحد وجود الله وجعل غير الله تبارك وتعالى هو الذي يُدبّر هذا الكون .





    1[/align]
    فلكلِّ هلالٍ آمالٌ
    تترقّى دوما لتمامِ
    وأنا لا حدّ لأهدافي
    كشعاع الشمسِ المترامي
يعمل...
X