نعيم الجنة وما أعدَّه الله لنساء المسلمين فيها:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وبعد :-
فإن نعيم الجنة عظيم ؛ فهو _كما ورد_ نور يتلألأ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد، ونهر مطرد وفاكهة نضيجة ، وحلل كثيرة ، في مقام أبدي ، في حبرة ونضرة ، في دور عالية سليمة بهية .
والنفس تشتاق لمعرفة شيء عن هذا النعيم ، ولذا سأل الـصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بناءها فقال: ” لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة، وملاطها المسك الإذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس ، ويخلد ولا يموت، ولا يبلى ثيابها ، ولا يفنى شبابها ) . يقول الله تعالى : (وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ” .
ولا شك أن ما أخفاه الله عنَّا من نعيم الجنة أكثر مما علمناه منها يقول تعالى: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) .
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) “.
يقول سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه : شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً وصف فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال صلى الله عليه وسلم في آخر حديثه: ” فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم قرأ هذه الآية : (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) ” .
نعيم الجنة يدرك بالعمل:
لكن طريق الجنة شاق شائك لأن فيه مخالفة لأهواء النفوس ومحبوباتها، فهو يحتاج إلى عزيمة ماضية، وإرادة قوية، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات ) .
وصف نعيم الجنة:
ورد في عدد من الآيات والأحاديث وصف نعيم الجنة في المأكل والمشرب والملبس والمسكن ما تتوق له النفس ؛ حتى تطير فرحاً وشوقاً بمجرد سماع مثل هذه الأخبار ، فكيف لو تخيلت نفسها في هذا النعيم !!!
ومن نعيم الجنة ما خص الله تعالى به الرجال ومنه ما خص به النساء..
ما ميز الله تعالى به نساء المسلمين من النعيم:
وإذا كان ذكر الحور العين وجمالهن مما يغري الرجال في الجنة فقد أغرى الله تعالى النساء في الجنة بنعيم يفوق هذا النعيم وهو الجمال الساحر الذي يجعله الله تعالى في نساء المسلمين في الجنة ..
فإذا كان جمال الحور العين في خلقهن من الجنة .
وأنهن كأمثال الـلؤلؤ المكنون .
وأن الواحدة منهن : بيضاء حسناء صافية ، يرى مخ ساقها من وراء اللحم ، وغير ذلك مما أغرى الله تعالى به الرجال .
فقد أغرى الله تعالى النساء بأضعاف أضعاف هذا النعيم..
ذلك أنها تفوق الحور العين بجمالها : فقد ورد إن نساء أهل الدنيا _ من دخل منهن الجنة _ فضلن على الحور العين بما عملن في الدنيا .
وكما أن الصحابة رضي الله عنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة ، فقد سألته أم سلمة رضي الله عنها عن كل ما يشكل في هذا الباب ..
فعن أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (وَحُورٌ عِينٌ ) .
قَالَ صلى الله عليه وسلم : (حُورٌ) : بِيضٌ. (عِينٌ) : ضِخَامُ الْعُيُونِ.
قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ).
قَالَ صلى الله عليه وسلم : صَفَاؤُهُنَّ كَصَفَاءِ الدُّرِّ الَّذِي فِي الأَصْدَافِ الَّذِي لَمْ تَمَسَّهُ الأَيْدِي .
قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ) .
قَالَ صلى الله عليه وسلم : خَيْرَاتُ الأَخْلاقِ ، حِسَانُ الْوُجُوهِ .
قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) ؟
قَالَ : رِقَّتُهُنَّ كَرِقَّةِ الْجِلْدِ الَّذِي فِي دَاخِلِ الْبَيْضَةِ مِمَّا يَلِي الْقِشْرَ .
قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (عُرُبًا أَتْرَابًا ) ؟
قَالَ : هُنَّ اللَّوَاتِي قُبِضْنَ فِي دَارِ الدُّنْيَا عَجَائِزَ رُمْصًا شُمْطًا خَلَقَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى بَعْدَ الْكِبَرِ فَجَعَلَهُنَّ عَذَارَى عُرُبًا مُتَعَشِّقَاتٍ مُتَحَبِّبَاتٍ أَتْرَابًا عَلَى مِيلادٍ وَاحِدٍ .
قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَنِسَاءُ الدُّنْيَا أَفْضَلُ أَمْ الْحُورُ الْعِينُ ؟
قَالَ : بَلْ نِسَاءُ الدُّنْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ كَفَضْلِ الظِّهَارَةِ عَلَى الْبِطَانَةِ .
قُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَبِمَ ذَاكَ ؟
قَالَ صلى الله عليه وسلم : بِصَلاتِهِنَّ وَصِيَامِهِنَّ وَعِبَادَتِهِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ أَلْبَسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وُجُوهَهُنَّ النُّورَ وَأَجْسَادَهُنَّ الْحَرِيرَ ، بِيضُ الأَلْوَانِ ، خُـــضْرُ الثِّيَابِ ، صُفْرُ الْحُلِيِّ ، مَجَامِرُهُنَّ الدُّرُّ ، وَأَمْشَاطُهُنَّ الذَّهَبُ ، يَقُلْنَ : أَلا نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَمُوتُ أَبَدًا ، أَلا وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْأَسُ أَبَدًا ، أَلا وَنَحْنُ الْمُقِيمَاتُ فَلا نَظْعَنُ أَبَدًا ، أَلا وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلا نَسْخَطُ أَبَدًا ، طُوبَى لِمَنْ كُنَّا لَهُ وَكَانَ لَنَا .
قُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَرْأَةُ مِنَّا تَتَزَوَّجُ الزَّوْجَيْنِ وَالثَّلاثَةَ وَالأَرْبَعَةَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ تَمُوتُ فَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ مَعَهَا مَنْ يَكُونُ زَوْجُهَا مِنْهُمْ ؟
قَالَ : يَا أُمَّ سَلَمَةَ إنَّهَا تُخَيَّرُ فَتَخْتَارُ أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا فَتَقُولُ : أَيْ رَبِّ إنَّ هَذَا كَانَ أَحْسَنَهُمْ مَعِي خُلُقًا فِي دَارِ الدُّنْيَا فَزَوِّجْنِيهِ ، يَا أُمَّ سَلَمَةَ ذَهَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) .
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ، وابن عساكر ، والمنذري ، وابن عدي ، والعقيلي بسند ضعيف فيه (سليمان بن أبي كريمة) قال عنه ابن عدي : (منكر) ، وقال العقيلي : (يحدث بمناكير ولا يتابع على كثير من حديثه…وذكر هذا الحديث) لكن الحديث وإن كان ضعيفاً إلا أن جملة ما فيه مما دلَّت عليه نصوص الشريعة فلا أقل من أن يستأنس به ؛ ولذا أورده كل من تكلم في وصف الجنَّة ونعيمها كالمنذري في الترغيب والترهيب ، وابن القيم في حادي الأرواح وفي روضة المحبين ، وابن حجر الهيتمي في الزواجر…وغيرهم.
والمراد بقوله “كَفَضْلِ الظِّهَارَةِ عَلَى الْبِطَانَةِ” الظهارة من الثوب : هي ما علا وظهر منه ، يقابلها البطانة وهي باطن الثوب مما يلي الجسد ، وكذا في الفراش : الظهارة أعلاه وأنقاه لوناً وملمساً ، والبطانة ما يلي الأرض منه.
وهو ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من أن فرق ما بين نساء المسلمين والحوريات كفضل ما بين ظاهر المعطف أو الثوب أو الفراش وباطنه _ولا شك أن ظاهر الثوب والمعطف هو جماله الحقيقي_ .
إذاً : فالمرأة المؤمنة إذا أدخلها الله الجنة أعطاها غاية الحسن والجمال ، ومن الجمال أنه يعيدها شابة فتية يقول الله عز وجل : (إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارا * عربا أترابا ) .
وعن خالد بن معدان رضي الله عنه قال : « إن المرأة من نساء أهل الجنة تلبس ثنتين وسبعين حلة لها اثنان وسبعون لونا ، إن أدنى لونها لون شقائق النعمان تجمعها بين أصبعيك ؛ تقرأ في صدر زوجها أنت حبي ، ويقرأ في صدرها أنت حبي وأنا صاحبك »
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيده لو طلعت امرأة من نساء أهل الجنة على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما وملأت ما بينهما بريحها ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها »
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من السماء لسد ضوؤها ضوء الشمس ولوجد ريحها من بين الخافقين ولنصيفها خير من الدنيا وما فيها »
النصيف : الخمار يوضع على رأس المرأة
فإن قلنا إن المراد بهذه الأوصاف هن نساء الجنة كافة _الحور العين ونساء المسلمين ممن دخلن الجنة_ فذلك خير كثير ، ولو قلنا إن المراد بالوصف هنا هن الحور العين (نساء الجنة فقط) وحصرنا كل هذه الأوصاف بهن ؛ لكان ذلك أكمل لجمال نساء المسلمين إذ يفضلن على الحور العين بما سبق بيانه .
أختي المسلمة :
إذا كان نعيم الجنة وجمالها وما وعد الله به نساء المسلمين من الجمال الساحر والبياض الذي يفوق جمال الحور العين حتى تغار الحور منها فكيف تفرطين بهذا النعيم بنعيم الدنيا الزائل ؟
وكيف تظهرين زينتك التي أمرك الله تعالى بسترها وهي من جمال الدنيا الملفق ، وتفرطين بوعد الله تعالى لك بالجمال الحقيقي في الجنة؟؟
وكيف تعرضين زينتك للرجال في الدنيا فتنالي سخط الله عز وجل ، وتفرطين بالسحر والجمال الحقيقي في الجنة؟؟
وكيف تعرضين زينتك في الدنيا الزائلة التي خلقتِ فيها للعمل ، وتفرطين بزينة ونعيم دائم تخلدين فيه في جنة النعيم …
فاحفظي جمالك وحسنك كي تنالي وعد الله تعالى بالجنة : حتى تسحري الناس بجمالك الحقيقي الدائم في الجنة والذي يتجدد ويزيد بالأيام والليالي …
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين…
.............منقووووووووووول..................
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , وبعد :-
فإن نعيم الجنة عظيم ؛ فهو _كما ورد_ نور يتلألأ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد، ونهر مطرد وفاكهة نضيجة ، وحلل كثيرة ، في مقام أبدي ، في حبرة ونضرة ، في دور عالية سليمة بهية .
والنفس تشتاق لمعرفة شيء عن هذا النعيم ، ولذا سأل الـصحابة رضي الله عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بناءها فقال: ” لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة، وملاطها المسك الإذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبأس ، ويخلد ولا يموت، ولا يبلى ثيابها ، ولا يفنى شبابها ) . يقول الله تعالى : (وإذا رأيت ثم رأيت نعيماً وملكاً كبيراً ” .
ولا شك أن ما أخفاه الله عنَّا من نعيم الجنة أكثر مما علمناه منها يقول تعالى: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) .
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” قال الله تعالى : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) “.
يقول سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه : شهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلساً وصف فيه الجنة حتى انتهى، ثم قال صلى الله عليه وسلم في آخر حديثه: ” فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم قرأ هذه الآية : (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) ” .
نعيم الجنة يدرك بالعمل:
لكن طريق الجنة شاق شائك لأن فيه مخالفة لأهواء النفوس ومحبوباتها، فهو يحتاج إلى عزيمة ماضية، وإرادة قوية، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات ) .
وصف نعيم الجنة:
ورد في عدد من الآيات والأحاديث وصف نعيم الجنة في المأكل والمشرب والملبس والمسكن ما تتوق له النفس ؛ حتى تطير فرحاً وشوقاً بمجرد سماع مثل هذه الأخبار ، فكيف لو تخيلت نفسها في هذا النعيم !!!
ومن نعيم الجنة ما خص الله تعالى به الرجال ومنه ما خص به النساء..
ما ميز الله تعالى به نساء المسلمين من النعيم:
وإذا كان ذكر الحور العين وجمالهن مما يغري الرجال في الجنة فقد أغرى الله تعالى النساء في الجنة بنعيم يفوق هذا النعيم وهو الجمال الساحر الذي يجعله الله تعالى في نساء المسلمين في الجنة ..
فإذا كان جمال الحور العين في خلقهن من الجنة .
وأنهن كأمثال الـلؤلؤ المكنون .
وأن الواحدة منهن : بيضاء حسناء صافية ، يرى مخ ساقها من وراء اللحم ، وغير ذلك مما أغرى الله تعالى به الرجال .
فقد أغرى الله تعالى النساء بأضعاف أضعاف هذا النعيم..
ذلك أنها تفوق الحور العين بجمالها : فقد ورد إن نساء أهل الدنيا _ من دخل منهن الجنة _ فضلن على الحور العين بما عملن في الدنيا .
وكما أن الصحابة رضي الله عنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجنة ، فقد سألته أم سلمة رضي الله عنها عن كل ما يشكل في هذا الباب ..
فعن أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (وَحُورٌ عِينٌ ) .
قَالَ صلى الله عليه وسلم : (حُورٌ) : بِيضٌ. (عِينٌ) : ضِخَامُ الْعُيُونِ.
قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ).
قَالَ صلى الله عليه وسلم : صَفَاؤُهُنَّ كَصَفَاءِ الدُّرِّ الَّذِي فِي الأَصْدَافِ الَّذِي لَمْ تَمَسَّهُ الأَيْدِي .
قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ) .
قَالَ صلى الله عليه وسلم : خَيْرَاتُ الأَخْلاقِ ، حِسَانُ الْوُجُوهِ .
قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ) ؟
قَالَ : رِقَّتُهُنَّ كَرِقَّةِ الْجِلْدِ الَّذِي فِي دَاخِلِ الْبَيْضَةِ مِمَّا يَلِي الْقِشْرَ .
قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (عُرُبًا أَتْرَابًا ) ؟
قَالَ : هُنَّ اللَّوَاتِي قُبِضْنَ فِي دَارِ الدُّنْيَا عَجَائِزَ رُمْصًا شُمْطًا خَلَقَهُنَّ اللَّهُ تَعَالَى بَعْدَ الْكِبَرِ فَجَعَلَهُنَّ عَذَارَى عُرُبًا مُتَعَشِّقَاتٍ مُتَحَبِّبَاتٍ أَتْرَابًا عَلَى مِيلادٍ وَاحِدٍ .
قُلْت يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَنِسَاءُ الدُّنْيَا أَفْضَلُ أَمْ الْحُورُ الْعِينُ ؟
قَالَ : بَلْ نِسَاءُ الدُّنْيَا أَفْضَلُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ كَفَضْلِ الظِّهَارَةِ عَلَى الْبِطَانَةِ .
قُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَبِمَ ذَاكَ ؟
قَالَ صلى الله عليه وسلم : بِصَلاتِهِنَّ وَصِيَامِهِنَّ وَعِبَادَتِهِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ أَلْبَسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وُجُوهَهُنَّ النُّورَ وَأَجْسَادَهُنَّ الْحَرِيرَ ، بِيضُ الأَلْوَانِ ، خُـــضْرُ الثِّيَابِ ، صُفْرُ الْحُلِيِّ ، مَجَامِرُهُنَّ الدُّرُّ ، وَأَمْشَاطُهُنَّ الذَّهَبُ ، يَقُلْنَ : أَلا نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَمُوتُ أَبَدًا ، أَلا وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْأَسُ أَبَدًا ، أَلا وَنَحْنُ الْمُقِيمَاتُ فَلا نَظْعَنُ أَبَدًا ، أَلا وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلا نَسْخَطُ أَبَدًا ، طُوبَى لِمَنْ كُنَّا لَهُ وَكَانَ لَنَا .
قُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ الْمَرْأَةُ مِنَّا تَتَزَوَّجُ الزَّوْجَيْنِ وَالثَّلاثَةَ وَالأَرْبَعَةَ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ تَمُوتُ فَتَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَيَدْخُلُونَ مَعَهَا مَنْ يَكُونُ زَوْجُهَا مِنْهُمْ ؟
قَالَ : يَا أُمَّ سَلَمَةَ إنَّهَا تُخَيَّرُ فَتَخْتَارُ أَحْسَنَهُمْ خُلُقًا فَتَقُولُ : أَيْ رَبِّ إنَّ هَذَا كَانَ أَحْسَنَهُمْ مَعِي خُلُقًا فِي دَارِ الدُّنْيَا فَزَوِّجْنِيهِ ، يَا أُمَّ سَلَمَةَ ذَهَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ) .
أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط ، وابن عساكر ، والمنذري ، وابن عدي ، والعقيلي بسند ضعيف فيه (سليمان بن أبي كريمة) قال عنه ابن عدي : (منكر) ، وقال العقيلي : (يحدث بمناكير ولا يتابع على كثير من حديثه…وذكر هذا الحديث) لكن الحديث وإن كان ضعيفاً إلا أن جملة ما فيه مما دلَّت عليه نصوص الشريعة فلا أقل من أن يستأنس به ؛ ولذا أورده كل من تكلم في وصف الجنَّة ونعيمها كالمنذري في الترغيب والترهيب ، وابن القيم في حادي الأرواح وفي روضة المحبين ، وابن حجر الهيتمي في الزواجر…وغيرهم.
والمراد بقوله “كَفَضْلِ الظِّهَارَةِ عَلَى الْبِطَانَةِ” الظهارة من الثوب : هي ما علا وظهر منه ، يقابلها البطانة وهي باطن الثوب مما يلي الجسد ، وكذا في الفراش : الظهارة أعلاه وأنقاه لوناً وملمساً ، والبطانة ما يلي الأرض منه.
وهو ما أراده النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من أن فرق ما بين نساء المسلمين والحوريات كفضل ما بين ظاهر المعطف أو الثوب أو الفراش وباطنه _ولا شك أن ظاهر الثوب والمعطف هو جماله الحقيقي_ .
إذاً : فالمرأة المؤمنة إذا أدخلها الله الجنة أعطاها غاية الحسن والجمال ، ومن الجمال أنه يعيدها شابة فتية يقول الله عز وجل : (إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارا * عربا أترابا ) .
وعن خالد بن معدان رضي الله عنه قال : « إن المرأة من نساء أهل الجنة تلبس ثنتين وسبعين حلة لها اثنان وسبعون لونا ، إن أدنى لونها لون شقائق النعمان تجمعها بين أصبعيك ؛ تقرأ في صدر زوجها أنت حبي ، ويقرأ في صدرها أنت حبي وأنا صاحبك »
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والذي نفسي بيده لو طلعت امرأة من نساء أهل الجنة على أهل الأرض لأضاءت ما بينهما وملأت ما بينهما بريحها ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها »
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت من السماء لسد ضوؤها ضوء الشمس ولوجد ريحها من بين الخافقين ولنصيفها خير من الدنيا وما فيها »
النصيف : الخمار يوضع على رأس المرأة
فإن قلنا إن المراد بهذه الأوصاف هن نساء الجنة كافة _الحور العين ونساء المسلمين ممن دخلن الجنة_ فذلك خير كثير ، ولو قلنا إن المراد بالوصف هنا هن الحور العين (نساء الجنة فقط) وحصرنا كل هذه الأوصاف بهن ؛ لكان ذلك أكمل لجمال نساء المسلمين إذ يفضلن على الحور العين بما سبق بيانه .
أختي المسلمة :
إذا كان نعيم الجنة وجمالها وما وعد الله به نساء المسلمين من الجمال الساحر والبياض الذي يفوق جمال الحور العين حتى تغار الحور منها فكيف تفرطين بهذا النعيم بنعيم الدنيا الزائل ؟
وكيف تظهرين زينتك التي أمرك الله تعالى بسترها وهي من جمال الدنيا الملفق ، وتفرطين بوعد الله تعالى لك بالجمال الحقيقي في الجنة؟؟
وكيف تعرضين زينتك للرجال في الدنيا فتنالي سخط الله عز وجل ، وتفرطين بالسحر والجمال الحقيقي في الجنة؟؟
وكيف تعرضين زينتك في الدنيا الزائلة التي خلقتِ فيها للعمل ، وتفرطين بزينة ونعيم دائم تخلدين فيه في جنة النعيم …
فاحفظي جمالك وحسنك كي تنالي وعد الله تعالى بالجنة : حتى تسحري الناس بجمالك الحقيقي الدائم في الجنة والذي يتجدد ويزيد بالأيام والليالي …
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين…
.............منقووووووووووول..................