هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في السَّفَرِ:(1)
- كان يستحبُّ الخروجَ للسفرِ أوَّل النهارِ ، وفي يومِ الخميسِ .
- وكان يكرهُ للمسافرِ وحْدَهُ أنْ يسيرَ بالليلِ ، وَيَكْرَهُ السفرَ للواحدِ .
وأَمَرَ المسافرينَ إذا كانوا ثلاثةً أَنْ يُؤَمِّرُوا أَحَدَهُم .
- وكان إذا رَكِبَ راحلَته كَبَّر ثلاثاً ، ثم قال :
" سُبْحَانَ الَّذِي سَخَرَ لَنَا هَذا وَمَا كُنَّا لهُ مُقْرِنينَ وَإِنَّا إلى رَبِّنَا لمُنْقَلِبون " ، ثم يقول :
" اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ في سفَري هذا البِرَّ والتقوى ، ومن العملِ مَا ترضى ، اللَّهُمَّ هَوِّن عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَه ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصاحبُ في السفرِ ، والخليفةُ في الأهلِ ، اللَّهُمَّ اصْحَبْنا في سَفَرِنا واخْلُفْنَا في أَهْلِنا " [مسلم] ، وكان إذا رَجَعَ مِنَ السَّفرِ زادَ :
" آيبون تَائِبونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِربِّنا حَامِدون " [مسلم] .
- وكان إذا علا الثنايا كبَّر ، وإذا هَبَطَ الأودية سبحَ وقال له رجل : إني أريدُ سَفراً ، قال :
" أُوصيك بتقوى الله والتكبير على كُلِّ شَرَفٍ " [الترمذي وابن ماجه] .
- وكان إذا بدا له الفجر في السفر قال :
" سَمَّعَ ساَمِعٌ بِحَمْدِ الله وحُسْنِ بَلائِه عَلَيْنَا ، رَبَّنَا صَاحِبْنَا وأَفْضِلْ عَلَيْنَا عَائِذاً باللهِ مِنَ النَّارِ " [مسلم] .
- وكان إذا ودع أصحابه في السفر يقول لأحَدِهِم : " أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَك وخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكَ " [أبي داود والترمذي] .
وقال : "إِذَا نَزَلَ أَحَدُكُم مَنْزِلاً ، فليقل : " أعُوذُ بِكَلِماتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ " ، فَإِنَّهُ لا يَضُرُّهُ شَيءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْهُ [مسلم] .
- وَكَانَ يَأمُرُ المُسَافِرَ إِذا قَضَى نَهْمَتَهُ مِنْ سَفَرِهِ أَنْ يُعَجِّلَ الرجوعَ إِلَى أَهْلِهِ .
- وَكَانَ يَنْهَى المَرْأةَ أن تُسَافِرَ بِغَيْرِ مَحْرَمٍ ، وَلَوْ مَسَافَةَ بَرِيدٍ (2) ، وَيَنْهَى أَنْ يُسَفَرَ بالقُرْآنِ إِلى أَرْضِ العَدُوِّ مَخَافَةَ أَنتْ يَنَلَهُ العَدُوُّ .
- وَمَنَعَ مِنْ إقامةِ المسلمِ بَيْنَ المشركين إذا قَدِرَ على الهجرة ، وقال : " أَنَا بريءٌ مِنْ كُلِّ مسلمٍ يُقيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ المشركينَ " [أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه] ،
وقال : " مَنْ جَامعَ المشركَ وسَكَنَ مَعَهُ فَهُوَ مِثْلُهُ " [أبي داود] .
- وكان سَفَرُهُ أربعةَ أسفارٍ : سفرٌ للهجرةِ ، وسَفَرٌ للجهادِ ـ وهو أكثرُها ، وسفرٌ للعمرةِ ، وسفرٌ للحجِ .
- وكان يقصرٌ الرُّباعيةَ في سفرِهِ ، فيُصليها ركعتين مِنْ حين يخرُج إلى أَنْ يرجعَ ، وكان يقتصرُ على الفرضِ ما عَداَ الوترِ وسُنَّةِ الفجرِ .
- ولم يَحُد لأمته مسافة محدودةً للقصر والفطر .
- ولم يكُن من هديه الجمع راكباً في سفره ، ولا الجمعُ حال نزوله ، وإنما كان الجمعُ إذا جدَّ به السيرُ ، وإذا سار على عقيب الصلاة ، وكان إذا ارتحل قبل أن تزيغَ الشمسُ أخَّر الظهر إلى وقتِ العصر ثم نزل فجمع بينهُما ، فإن زالت الشمسُ قبل أن يرتحل صَلَّى الظهر ثم ركب ، وكان إذا أعجله السيرُ أخَّر المغرب حتى يجمع بينها وبين العشاءِ في وقتِ العشاء .
- وكان يُصَلِّي التطوع بالليل والنهار على راحلته في السفر قبل أي وجهٍ توجهت به ، فيركعُ ويسجدُ عليها إيماءً ، ويجعلُ سجودَه أخفضَ من ركوعِه .
وسافر في رمضان وأفطر وخيَّر الصحابة بين الأمرين .
- وكان يَلْبَسُ الخفافَ في السفرِ دائماً أو أغلب أحواله .
ونَهَى أن يطرُقَ الرجلُ أهلَهُ ليلاً إذا طالتُ غَيْبَتُه عَنْهُم .
وقال : " لا تَصْحَبُ المَلائِكةُ رُفْقَةً فيها كَلْبٌ ولا جَرَسٌ " [مسلم] .
- وكان إذا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ بَدأَ بالمسجد فركع فيه ركعتين ، وكان يُلقَّى بالولدان من أهل بيته .
وكان يعتنقُ القادمَ من سفرِه ، ويقبِّلُهُ إذا كان مِنْ أَهْلِهِ .
(1) زاد المعاد ( 1/444) .
(2) البريد : ما يقارب أثني عشر ميلاً .
للأمانة منقووووووووووووووووووووووووووووووووووول
تعليق