تويت
من علماء السنة في سلطنة عُمان والشيخ حمد بن عبدالله بن مطر البريكي رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل (( إنما يخشى الله من عباده العلماء)) والصلاة والسلام على إمام الانبياء والمرسلين الذكر اخبرنا بما للعلماء عند رب الأرض والسماء ربنا سبحانه وتعالى ، وبعد:-
لقد حبا الله ُ سلطنة َ عمانَ بثلة ٍ من العلماء الذين ذاع صياتهم شرقا وغربا وكانوا يعيشون بهذا البلد الآمن رغم اختلاف ِ مذاهبهم وأفكارهم إلا أنهم كانوا يدا واحدة
رفعوا اسم عُمان تحت شعار لا إله إلا الله ، محمد رسول الله وهذا هو شأن العلماء ومن تربى على يدي علماء تحت مفهوم قوله تعالى ))مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ " وبسند متصل لخير المرسلين والأنبياء سيدنا محمد بن عبدالله قائد الغر المحجلين.
إلا أن معظمنا لا يعرفون عن هؤلاء العلماء إلا اسمهم وربما لم يعرفوا عنهم شيئا أبدا
ولقد مَن َّ الله سبحانه وتعالى علي بمحاولة تجميع ولو شيئا قليلا إلا أن أثره صار ملموسا لدي ولديكم تمثلت هذه السلسلة بتلخيص ٍ لمذكرة كتبتها الشيخ علي بن إبراهيم المعيني في علماء صحار وضمت مجموعته مشايخ إباضين وسنين وشيعة استوطنوا صحار وقد أنهيت معكم ذكرهم مختصرا . ثم بدت كما شاهدتم في الترجمة الأولى وهذه محاولة بحثي عن أولئك العلماء وسوف أذكر نهاية السلسلة وفي الايام القادمة إن شاء الله من أين أعانني ربي سبحانه بأخذ تراجم عنهم. وقبل البدء :
وأشهد الله تعالى ثلاثا أن الهدف من هذه التراجم ليس الفرقة والتحيز وإنما اعترافا وتحدثا بمنة الله تعالى علينا بهؤلاء . وبارك الله تعالى في الأقلام التي سبقتني ولحقتني والتي تعمل في الخفاء للآن. وكل هذه المقدمة صدرت عن حرقة حارقة مني وذلك بسبب ما ظنه بعض الأخوة في أنني أريد العنصرية والفرقة وغيرها وما أنا بقاصد ذلك ولعنة الله على الكاذبين.
وشخصية اليوم هو شيخي حمد بن عبدالله بن مطر البريكي رحمه الله من مواليد ولاية صحم من منطقة الباطنة وقد سكن في قرية ديل آل البريك وقد غادر الحياة جسدا لا ذكرا وعلما حوالي سنة 2000ميلادية ، وأبوه هو الشيخ – شيخ قرية - عبدالله بن مطر البريكي الذي كان وجيها في الولاية ويروي الوجهاء في الولاية قصصا كثيرة عنه وعن دهائه وذكائه وطريقته المميزة في فض النزاعات وانهاء الخلافات بين القبائل وكيف أن كلمته كانت نافذة على كلِّ طرف من المتنازعين ولا يكاد يفصل في قضية إلا أذعنوا لها لما عرفوا من حكمته وبلاغته. والشيخ الذي أحاول أن أمر على شخصيته سريعا انتقل قبل سنوات قليلة
والشيخ حمد بن عبدالله-رحمه الله- بعد أن أنهى من الكُتاب ِ رحل إلى المملكة العربية السعودية واتصل ملازما العلماء فيها خاصة في هجر ((الإحساء)) كالشيخ المحدث الشافعي إبراهيم الخليفة ، والمشايخ عيال الشيخ المحدث العلامة الأصولي أبو بكر الملا الإحسائي . وقد ذهب الشيخ حمد بن عبدالله للإحساء في فترة ٍ مزدهرة فيها طرق التعلم فقد كان في هجر – وحتى اليوم وقد منَّ الله علي بزيارتها – عن طريق السند والمشايخ ومدارس السنة من شافعية وحنفية ومالكية وحنابلة موجودة فيها وكلهم يعيشون بعضا لبعض كالبنيان فمن أمثال المشايخ الشافعية شيخ زرته مع بعض الأصدقاء يسمى الشافعي الصغير يغص كل خميس مجلسه بتلامذته التي درسوا على يديه أو ما زالوا يدرسون وهو رجل بلغ من العمر الكثير وأما طلبته فمنهم من صار عميدا في الجامعات ومنهم من صار دكتورا ومنهم من تبؤ َ غير ذلك من المناصب إلا أنهم لا يضيعون ذلك اليوم وللجلوس للشيخ مذاق جميل ومن مشايخ الشيخ ومن أبناء الشيخ أبو بكر الحنفي الشيخ الفاروق الذي ينتمي نسبه لسيدنا أبي بكر الصديق والذي له سمة ٌ جميلة وطلعة بهية لم التقيت بهم عرفت سرَّ
شخصية الشيخ حمد بن عبدالله فإنه قد أضاف بين كرم آبائه وأصالة أخلاقه حلية العلم والعلماء وسمتهم سماحة َ العلماء والمشايخ الذين درس على يديهم والتقى بهم.
ولقد كان من رفقاء الشيخ حمد في هجر الشيخ علي البريكي وهو إلى الآن موجود ٌ في ولاية صحم وأحسبه ولا أزكي على الله أحدا أنه من الصالحين والعلماء حسبما سمعنا عنه في الإحساء غير أنه لا يرى نفسه شيئا من تواضعه وللأمانة لم أجلس إليه سوى مرتين أو ثلاث وكل مرة يجدد حديثه في َّ حبَ العلم والعلماء وهو قريب للشيخ حسبما أفادني.
حفظ الشيخ حمد – رحمه الله – ما تيسر له حفظه من متون العلم وأصوله وكما قال سفيان – رحمه الله – إنما حرموا الوصول بتضييع الأصول . أي أن سبب تراجع ثورة العلم بيننا الآن هو أن الشباب لم يعودوا يهتموا بمتون وأصول العلم ويدرسوا على يدي العلماء الذين تلقوها مشافهة من مشايخهم متمثلين بذلك قول لقمان الحكيم لابنه : يا بني زاحم العلماء بركبتك.وأقول : لا شك أن لقمان الحكيم لم يكن غافلا ولا أحمقا – أكرمه الله والصالحين والسامعين – عندما سنَّ لابنه أن يأخذ الكتاب بقوة ٍ من مصادره ومنابعه .
ومما حفظه شيخنا – رحمه الله - في الإحساء الرحبية في المواريث والجدير بالذكر أن أخاه أبا محمد الشيخ ناصر بن عبدالله البريكي كان ضليعا وقويا في المواريث وفي قسمة المواريث للآن نسأل الله له الشفاء العاجل . ومن محفوظات شيخنا حمد بن عبدالله – رحمه الله - لامية ابن الوردي وكان يردهها ويكررها أبدا أعتزل ذكر الأغاني والغزل إلى آخرها . وهنا يحسن أذكر شيئا عن صفته الخَلْقية ولو إشارة كما ذكرت ُ لمحة ً عن صفاته الخُلْقية فأقول: كان الشيخ رحمه ذكيا قصيرا ليس بالسمين في شيخوخته وكان سمينا في شبابه حسبما أفادني أحد أبناءه أبيضا مشربا بحمرة.وكان يمتاز بالحفظ الشديد ويقول لي أحد الذين قاموا بالحج في حملة ٍ كان مرشدها الشيخ حمد أنه صاحب نكتة ٍ وذكر مواقفا عديدة طريفة أغض الطرف عنها في هذه العجالة . وامتاز الشيخ حمد بحب الصغير والكبير رحمه الله رحمة ً واسعة. كان للشيخ حمد بن عبدالله – رحمه الله – ثلاثة مجالس درس صيفية اثنان في مسجدا القرية المسجد الصغير (مسجد الحبشي) ومسجد الجامع ومجلسا في بيته للنساء . ولقد حضرت دروسه في متن أبي شجاع ابتدأته معه من كتاب صلاة الجنازة ثم درّس الشيخ ُ كتاب العمدة في الفقة الشافعي ولكنه توفى قبل أن يتمه وكان الدرس انتهى في كتاب الأحكام. وللشيخ وسيلة جميلة تجذب التلميذ للدرس فأذكر أنني التقيته صدفة عندما كان ذاهبا لمزرعته ولم أكن أعرف عنه سابقا سوى أنه الشيخ حمد الذي يتغنى بعلمه الكبير والصغير وحبه أسر زُمام القلوب لشئ مميز يقذفه الله تعالى في القلوب عند رؤية ذلك المحيا البشوش وكان الطريق لمزرعته طويلا قطعناه مشيا فسألني أسئلة ً في الفقه فأجبتها هكذا ولا أدري أكان جوابي صحيحا أم خاطئا فأجابني بأسلوب ٍ جميل ولم يعاملني إلا وكأنني رجل كبيرا بالرغم أن عمري آنذاك لا يتعدى أربع عشرة عاما.ثم سألته أسئلة أخرى فقهية فقال لي : لا علم لي بها فأجابتها فعلق عليها بعد ذلك مما أوحى إلي أنه استخدم معي أسلوبا مميزا في التعليم وهو معرفة مدارك هذا التلميذ ونباهته وثم تكلم معي على قدر عقلي مما ينبأ أنه راسخ في العلم كالطود- رحمه الله - و للشيخ عقب إلى الآن ذكور وإناث فالذكور عبدالله بن حمد وأحمد بن حمد ومحمد بن حمد الذي سيتخرج بعد فترة ليست بالطويلة إن شاء الله تعالى طبيبا ليكون هو طبيب أجساد كما كان والده بعلمه وفقه طبيب أرواح . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين....
كتبه معاصرا للشيخ رحمه الله تلميذه // جاسم عيسى عبيد القرطوبي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل (( إنما يخشى الله من عباده العلماء)) والصلاة والسلام على إمام الانبياء والمرسلين الذكر اخبرنا بما للعلماء عند رب الأرض والسماء ربنا سبحانه وتعالى ، وبعد:-
لقد حبا الله ُ سلطنة َ عمانَ بثلة ٍ من العلماء الذين ذاع صياتهم شرقا وغربا وكانوا يعيشون بهذا البلد الآمن رغم اختلاف ِ مذاهبهم وأفكارهم إلا أنهم كانوا يدا واحدة
رفعوا اسم عُمان تحت شعار لا إله إلا الله ، محمد رسول الله وهذا هو شأن العلماء ومن تربى على يدي علماء تحت مفهوم قوله تعالى ))مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ " وبسند متصل لخير المرسلين والأنبياء سيدنا محمد بن عبدالله قائد الغر المحجلين.
إلا أن معظمنا لا يعرفون عن هؤلاء العلماء إلا اسمهم وربما لم يعرفوا عنهم شيئا أبدا
ولقد مَن َّ الله سبحانه وتعالى علي بمحاولة تجميع ولو شيئا قليلا إلا أن أثره صار ملموسا لدي ولديكم تمثلت هذه السلسلة بتلخيص ٍ لمذكرة كتبتها الشيخ علي بن إبراهيم المعيني في علماء صحار وضمت مجموعته مشايخ إباضين وسنين وشيعة استوطنوا صحار وقد أنهيت معكم ذكرهم مختصرا . ثم بدت كما شاهدتم في الترجمة الأولى وهذه محاولة بحثي عن أولئك العلماء وسوف أذكر نهاية السلسلة وفي الايام القادمة إن شاء الله من أين أعانني ربي سبحانه بأخذ تراجم عنهم. وقبل البدء :
وأشهد الله تعالى ثلاثا أن الهدف من هذه التراجم ليس الفرقة والتحيز وإنما اعترافا وتحدثا بمنة الله تعالى علينا بهؤلاء . وبارك الله تعالى في الأقلام التي سبقتني ولحقتني والتي تعمل في الخفاء للآن. وكل هذه المقدمة صدرت عن حرقة حارقة مني وذلك بسبب ما ظنه بعض الأخوة في أنني أريد العنصرية والفرقة وغيرها وما أنا بقاصد ذلك ولعنة الله على الكاذبين.
وشخصية اليوم هو شيخي حمد بن عبدالله بن مطر البريكي رحمه الله من مواليد ولاية صحم من منطقة الباطنة وقد سكن في قرية ديل آل البريك وقد غادر الحياة جسدا لا ذكرا وعلما حوالي سنة 2000ميلادية ، وأبوه هو الشيخ – شيخ قرية - عبدالله بن مطر البريكي الذي كان وجيها في الولاية ويروي الوجهاء في الولاية قصصا كثيرة عنه وعن دهائه وذكائه وطريقته المميزة في فض النزاعات وانهاء الخلافات بين القبائل وكيف أن كلمته كانت نافذة على كلِّ طرف من المتنازعين ولا يكاد يفصل في قضية إلا أذعنوا لها لما عرفوا من حكمته وبلاغته. والشيخ الذي أحاول أن أمر على شخصيته سريعا انتقل قبل سنوات قليلة
والشيخ حمد بن عبدالله-رحمه الله- بعد أن أنهى من الكُتاب ِ رحل إلى المملكة العربية السعودية واتصل ملازما العلماء فيها خاصة في هجر ((الإحساء)) كالشيخ المحدث الشافعي إبراهيم الخليفة ، والمشايخ عيال الشيخ المحدث العلامة الأصولي أبو بكر الملا الإحسائي . وقد ذهب الشيخ حمد بن عبدالله للإحساء في فترة ٍ مزدهرة فيها طرق التعلم فقد كان في هجر – وحتى اليوم وقد منَّ الله علي بزيارتها – عن طريق السند والمشايخ ومدارس السنة من شافعية وحنفية ومالكية وحنابلة موجودة فيها وكلهم يعيشون بعضا لبعض كالبنيان فمن أمثال المشايخ الشافعية شيخ زرته مع بعض الأصدقاء يسمى الشافعي الصغير يغص كل خميس مجلسه بتلامذته التي درسوا على يديه أو ما زالوا يدرسون وهو رجل بلغ من العمر الكثير وأما طلبته فمنهم من صار عميدا في الجامعات ومنهم من صار دكتورا ومنهم من تبؤ َ غير ذلك من المناصب إلا أنهم لا يضيعون ذلك اليوم وللجلوس للشيخ مذاق جميل ومن مشايخ الشيخ ومن أبناء الشيخ أبو بكر الحنفي الشيخ الفاروق الذي ينتمي نسبه لسيدنا أبي بكر الصديق والذي له سمة ٌ جميلة وطلعة بهية لم التقيت بهم عرفت سرَّ
شخصية الشيخ حمد بن عبدالله فإنه قد أضاف بين كرم آبائه وأصالة أخلاقه حلية العلم والعلماء وسمتهم سماحة َ العلماء والمشايخ الذين درس على يديهم والتقى بهم.
ولقد كان من رفقاء الشيخ حمد في هجر الشيخ علي البريكي وهو إلى الآن موجود ٌ في ولاية صحم وأحسبه ولا أزكي على الله أحدا أنه من الصالحين والعلماء حسبما سمعنا عنه في الإحساء غير أنه لا يرى نفسه شيئا من تواضعه وللأمانة لم أجلس إليه سوى مرتين أو ثلاث وكل مرة يجدد حديثه في َّ حبَ العلم والعلماء وهو قريب للشيخ حسبما أفادني.
حفظ الشيخ حمد – رحمه الله – ما تيسر له حفظه من متون العلم وأصوله وكما قال سفيان – رحمه الله – إنما حرموا الوصول بتضييع الأصول . أي أن سبب تراجع ثورة العلم بيننا الآن هو أن الشباب لم يعودوا يهتموا بمتون وأصول العلم ويدرسوا على يدي العلماء الذين تلقوها مشافهة من مشايخهم متمثلين بذلك قول لقمان الحكيم لابنه : يا بني زاحم العلماء بركبتك.وأقول : لا شك أن لقمان الحكيم لم يكن غافلا ولا أحمقا – أكرمه الله والصالحين والسامعين – عندما سنَّ لابنه أن يأخذ الكتاب بقوة ٍ من مصادره ومنابعه .
ومما حفظه شيخنا – رحمه الله - في الإحساء الرحبية في المواريث والجدير بالذكر أن أخاه أبا محمد الشيخ ناصر بن عبدالله البريكي كان ضليعا وقويا في المواريث وفي قسمة المواريث للآن نسأل الله له الشفاء العاجل . ومن محفوظات شيخنا حمد بن عبدالله – رحمه الله - لامية ابن الوردي وكان يردهها ويكررها أبدا أعتزل ذكر الأغاني والغزل إلى آخرها . وهنا يحسن أذكر شيئا عن صفته الخَلْقية ولو إشارة كما ذكرت ُ لمحة ً عن صفاته الخُلْقية فأقول: كان الشيخ رحمه ذكيا قصيرا ليس بالسمين في شيخوخته وكان سمينا في شبابه حسبما أفادني أحد أبناءه أبيضا مشربا بحمرة.وكان يمتاز بالحفظ الشديد ويقول لي أحد الذين قاموا بالحج في حملة ٍ كان مرشدها الشيخ حمد أنه صاحب نكتة ٍ وذكر مواقفا عديدة طريفة أغض الطرف عنها في هذه العجالة . وامتاز الشيخ حمد بحب الصغير والكبير رحمه الله رحمة ً واسعة. كان للشيخ حمد بن عبدالله – رحمه الله – ثلاثة مجالس درس صيفية اثنان في مسجدا القرية المسجد الصغير (مسجد الحبشي) ومسجد الجامع ومجلسا في بيته للنساء . ولقد حضرت دروسه في متن أبي شجاع ابتدأته معه من كتاب صلاة الجنازة ثم درّس الشيخ ُ كتاب العمدة في الفقة الشافعي ولكنه توفى قبل أن يتمه وكان الدرس انتهى في كتاب الأحكام. وللشيخ وسيلة جميلة تجذب التلميذ للدرس فأذكر أنني التقيته صدفة عندما كان ذاهبا لمزرعته ولم أكن أعرف عنه سابقا سوى أنه الشيخ حمد الذي يتغنى بعلمه الكبير والصغير وحبه أسر زُمام القلوب لشئ مميز يقذفه الله تعالى في القلوب عند رؤية ذلك المحيا البشوش وكان الطريق لمزرعته طويلا قطعناه مشيا فسألني أسئلة ً في الفقه فأجبتها هكذا ولا أدري أكان جوابي صحيحا أم خاطئا فأجابني بأسلوب ٍ جميل ولم يعاملني إلا وكأنني رجل كبيرا بالرغم أن عمري آنذاك لا يتعدى أربع عشرة عاما.ثم سألته أسئلة أخرى فقهية فقال لي : لا علم لي بها فأجابتها فعلق عليها بعد ذلك مما أوحى إلي أنه استخدم معي أسلوبا مميزا في التعليم وهو معرفة مدارك هذا التلميذ ونباهته وثم تكلم معي على قدر عقلي مما ينبأ أنه راسخ في العلم كالطود- رحمه الله - و للشيخ عقب إلى الآن ذكور وإناث فالذكور عبدالله بن حمد وأحمد بن حمد ومحمد بن حمد الذي سيتخرج بعد فترة ليست بالطويلة إن شاء الله تعالى طبيبا ليكون هو طبيب أجساد كما كان والده بعلمه وفقه طبيب أرواح . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين....
كتبه معاصرا للشيخ رحمه الله تلميذه // جاسم عيسى عبيد القرطوبي