السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ان الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه
ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا

اما بعد...

اخواني واخواتي .. عشنا ايام جميله ورائعه في رمضان .. ولا زلنا نعيش في الجو الايماني الجميل من ابتهال لله تعالى وشكر وقيام ليل وأعمال خيريه وامه امتازت بالصلاح فيما بينها وحب وجو عائلي رائع

وماذا بعد رمضان

ولكن مايحزن للاسف هو انقلاب بعض ا لناس وتحولها عن العباده بعد شهر رمضان .. فنستغرب وكان الله تعالى يراهم في رمضان ولايراهم بعد رمضان . فتجد تهورها في الحياه ووقوعها مره ثانيه في بحر الدنيا وزخرفها وكما قال احد الشيوخ " اهتموا بالخزف ونسوا الذهب "

نهاية رمضان لايعني انتهاء العباده .. بل هنا وفي هذه الايام يجب ان نرى انفسنا وكيف عبادتنا بعد شهر رمضان . فعندما تاتي طاعه بعد طاعه , فهذا يعني قبول الطاعه والا فالله المستعان ويقول عليه الصلاة والسلام " احب الاعمال الى الله ادومها وان قل " فاين اصبحت مداومة الاعمال اليوم

قلت المساجد بعد ان كانت مليئه , وقلت قراءة الناس للقران بعد ان كانوا بالورد اليومي , وقل حضور الناس للمحاضرات العلميه وزاد حبهم لما فيه للدنيا

البعض يقول كيف وكيف تحولنا هنا سأضرب لكم مثال بسيط سمعته من شيخ حفظه الله تعالى



تخيل لو ان هناك مركب وراكب . والمركب الجسد والراكب الروح فلو اكل الجسد اكثر لقوي على الراكب واصبح لايستطيع توجيه الدفه , فينقلب الحال واصبح المركب يمشي بنفسه . اما لو كان الوضع عاكسا وازاد غذاء الروح , فهي توجه الدفه بنحو ماتريد . وهذا كان رمضان


فرمضان كان عباره عن غذاء روحي .. فنرى الصائم من جانب والقائم من جهه اخرى , وقارىء القران والعابد والمستمع لمحاضره . وعندما يصلح الجميع تصلح الامه ونرى صلاح الروح . ولكن بعد رمضان للاسف زاد غذاء الجسد عن الروح فتغيرت الاوضاع واصبح الجسد المحب للدنيا المتحكم بها

اخواني واخواتي الكرام , لاننسى ان رمضان كان عباره عن تحويل الانسان لانسان محب للعمل لله تعالى مداوم عليه . ورمضان كان فتره للاحماء لكي نرى نتيجة هذا الاحماء بعد هذا الشهر الفضيل . والفائز من يري نفسه مداوما على العمل حتى بعد رمضان نسال الله منهم . فلنقف لحظه ولننظر لانفسنا فمن كان يعبد رمضان فان رمضان قد ولى وذهب ومن كان يعبد الله فان الله حي لايموت

لاتكونوا مما كان يصلي في رمضان وبعده لا ؟ لاتكونوا مما كان يقرا القران في رمضان وبعده تجده في الارفف .. وكم من كتب القران مرففه ولانجد من يلمسها الله المستعان بينما المجلات" تتشقق" من كثرة تصفحها . وكم من المساجد الي لم تك تجد فيها مكان للصلاه واصبحت الان ساحه كبيره فاضيه وهادئه للاسف . وكم من جلسات عائليه جميله كانت في رمضان وانقلب الوضع واصبح كل انسان يجري في حبه للدنيا وحبه لرزقه ونسي الاهل والرحم .



واختم بالوصايا التالية لمن اراد الثبات بعد رمضان وهم


1ـ أولا وقبل كل شي طلب العون من الله – عز وجل – على الهداية والثبات وقد أثنى الله على دعاء الراسخين في العلم " رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ "

3ـ التعرف على سير الصالحين من خلال القراءة للكتب أو استماع الأشرطة وخاصة الاهتمام بسير الصحابة فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة .

4ـ الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة كالخطب والمواعظ وزيارة التسجيلات الإسلامية بين وقت وآخر .

5ـ الحرص على أداء الفرائض، كالصلوات الخمس، وقضاء رمضان، فان في الفرائض خير عظيم .

6ـ الحرص على النوافل ولو القليل المُحبب للنفس فان أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .

7ـ البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وأن تقرأ ما تحفظ في الصلوات والنوافل .

8ـ الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويُقوي القلب .

9ـ البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء و أجهزة التلفاز والدش والاستماع للغناء والطرب والنظر في المجلات الخليعة .

10ـوأخيرا أوصيك أخي الحبيب بالتوبة العاجلة .. التوبة النصوح التي ليس فيها رجوع بإذن الله فإن الله يفرح بعبده إذا تاب أشد الفرح .

أخواني واخواتي الكرام

لا تكن من أولئك القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، لقد قال فيهم السلف: " بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان "،

نعم ستقولون انتهى رمضان ولكن لم ينته العمل الصالح .. لماذ لانقف ونقول اللهم تقبل اعمالنا ؟ ألم تتاملوا في قول الله تعالى " وقدمنا الى ماعلموا فجعلناه هباءً منثورا" اللهم لاتجعلنا منهم

كان الصحابه يسالون الله ان ياتي رمضان في 6 اشهر وال 6 اشهر اللتي بعدها يسالون الله ان يتقبل اعمالهم , فهل سالنا الله تقبل العمل والمداومه عليه ؟

نسال الله ان يتقبل عملنا ويحيينا لرمضان القادم يارب ان شاء الله

وبارك الله فيكم وتقبل الله صالح اعمالكم