قالوا لو راح مكي محد غيره بيمسك الميزانيه ما يدروون أنه عمان ولدت ملايين غيره بس عطوهم العمانين فرصه وفرولهم الجو المناسب وشوفوا الإبداعات أخليكم مع المقال من جريدة عمان.
لأول من نوعه على مستوى العالم
د. وائل الحراصي: التكنولوجيا الحالية تهدر 10 مليارات دولار سنويا في الشرق الأوسط
لقاء ـ عيسى بن سعيد الخروصي
تمكن الدكتور وائل بن سيف بن سالم الحراصي وهو شاب عماني من اختراع مفاعل للحفاظ على الغاز الطبيعي الذي يهدر خلال استخراج النفط من الآبار.
وأكد الدكتور وائل الحراصي مخترع المفاعل أن قطاع الطاقة من أهم القطاعات في العالم إن لم تكن هي الأهم. فتطور الأمم ومقدار قوتها في وقتنا الحاضر يقاس بما تملك من مصادر للطاقة والقدرة على استغلالها الاستغلال الأمثل. وبالرغم من كون النفط والغاز هما المصدران الرئيسيان للطاقة وكونهما من أثمن الكنوز التي نملكها إلا أن بعض الأساليب المستخدمة في إنتاج النفط والغاز أمست قديمة مؤدية إلى فقدان جزء كبير منهما أو من أحدهما دون القدرة على استغلالها؛ فعلى سبيل المثال: عملية إنتاج النفط يصاحبها خروج كميات من الغاز الطبيعي التي تعجز التكنولوجيا الحالية عن استغلالها بسبب التكاليف العالية، بمعنى آخر ان التكنولوجيا الحالية غير مجدية اقتصاديا. لقد أدى هذا الأمر إلى إهدار كميات كبيرة من الغاز تقدر بـ 30 مليون م3 في السنة في الشرق الأوسط وحده. هذا ما يعادل 10 مليارات دولار أمريكي في السنة!
من هنا جاءت فكرتي لاستغلال هذا الغاز والبحث عن آلية سهلة وغير مكلفة. وبسبب طبيعة آبار النفط المترامية الأطراف، فإنه يجب على الآلية الجديدة أن تكون صغيرة ومتنقلة بحيث يمكن نقلها واستعمالها في أكثر من موقع بسهولة.
تكمن فكرة الاستفادة من الغاز الطبيعي المصاحب للنفط في تحويله إلى وقود سائل؛ فالسوائل لها إيجابيات كثيرة من ضمنها قلة تكلفة النقل والتخزين وكونها أكثر أمانا من الغاز.
يتم تحويل الغاز إلى سائل بالطريقة "التقليدية"– أي التقنية المستعملة حاليا -عن طريق تفاعل كيميائي يسمى "فيشر تروبش"(Fischer-Tropsch) نسبة للعالمين الألمانيين اللذين ابتكرا هذه الطريقة في العقد الثاني من القرن العشرين. يتم تمرير الغازات المراد تحويلها في هذا التفاعل بمفاعل يحتوي على عامل مساعد لتسريع التفاعل. يتم التفاعل تحت ضغط عالٍ جدا يصل إلى أكثر من 50 بار أي 50 ضعف الضغط الجوي وتحت حرارة عالية تتراوح بين 200-300 درجة مئوية. وبسبب ارتفاع الضغط والحرارة فإن تكاليف هذه العملية مرتفعة جدا.
محور البحث الذي قمت به هو تطبيق مبادئ العمليات الكيميائية المكثفة للتوصل إلى عملية كيميائية جديدة يكون المفاعل صغير الحجم وذا فعالية عالية. وبعد عام ونصف من البحث توصلنا لفكرة استخدام البلازما في التفاعل. فقمت بتصميم عدد من المفاعلات وتجربتها حتى توصلت لتصميم مناسب. المرحلة الثانية كانت في اختيار عامل مساعد مناسب كالذي يستعمل في التفاعل التقليدي ثم طورته بعد ذلك ليتناسب مع المفاعل الجديد.
المرحلة الثالثة كانت بإجراء تجارب بدون استخدام البلازما تحت ضغط وحرارة عاليين ثم إجراء التجارب نفسها بالبلازما وتثبيت الضغط عند الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة –أي 25 درجة مئوية- وبتوفيق من الله عز وجل فاقت النتائج كل التوقعات حيث تمكنت من إنتاج نسبة عالية من الهيدروكربونات باستخدام البلازما. هذه العملية تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم والحمد الله أن فتح عليّ ومكّنني من التوصل لهذه النتيجة المهمة التي ستجرّ بالنفع على بلدي عمان والعالم أجمع إن تم تطويرها واستغلالها ـ بإذن الله.
فكرة المشروع
وعن بداية فكرة مشروعه قال: بدأت فكرة المشروع أثناء فترة التدريب في شركة تنمية نفط عمان بعد حصولي على الماجستير. لاحظت أثناء عملي أن كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المصاحب للنفط يتم حرقها أو التخلص منها بطرق مكلفة جدا، لم أستوعب بادئ الأمر لماذا نحرق هذه الثروة في وقت تسعى كل الدول للحفاظ على كل مصادر الطاقة متجددة كانت أوغير متجددة. وتتنافس لتأمين مصادر الطاقة لشعوبها بشتى الوسائل. وعند سؤالي للمسؤولين في الشركة أجابوا أن السبب وراء ذلك أنه رغم ضخامة كميات الغاز المحروقة إلا أنه بسبب طبيعة آبارنا المترامية الأطراف فكميات الغاز في كل بئر قليلة لا تسمح الآليات الحالية بالانتفاع بها؛ فالآليات أو التقنيات الموجودة حاليا غير مجدية اقتصاديا إلا إذا كان الانتاج من الغاز كبيرا. أي أن العقبة الوحيدة التي تقف أمامنا في استغلال مواردنا الطبيعية هو أن العالم لم يفكر لنا ولم يصنع لنا ما يمكننا شراؤه واستغلاله. فقررت مواجهة هذا التحدي لإيجاد حل لهذه المشكلة فخاطبت أحد أساتذتي في جامعة نيوكاسل ببريطانيا حول الموضوع وأبدى استعداده لتبني المشروع، ومن هنا بدأ مشواري.
الصعوبات
وحول الصعوبات التي واجهته قال: ان أول التحديات التي واجهتني هي قلة المصادر والمراجع المتوفرة؛ ففكرة بحثي جديدة كلياً والأبحاث العلمية المنشورة ـ رغم عددها الهائل كون الموضوع متعلقا بمصادر الطاقة ـ لا تتعدى كونها تعديلات على ما هو موجود وتصب في المصب نفسه، وكان لابد لي من دراسة مجالين علميين مختلفين وإيجاد جسر رابط بينهما يمهد لي الطريق لإجراء التجارب. وبفضل من الله تجاوزت تلك المرحلة بيسر والحمد لله.
وواجهتني تحديات أخرى في المرحلة العملية من بحثي إذ زُوِّدت بمختبر لا يحتوي إلا على خزانات فارغة وحاوية مزودة بمروحة لشفط الغازات المنبعثة. وكان علي شراء ما يمكن شراؤه من أجهزة القياس والأجهزة التحليلية ومخاطبة شركات في أوروبا وأمريكا والصين للحصول على أفضل الأجهزة بأسعار تناسب المبالغ المرصودة للبحث. كما كان عليّ تصميم مُفاعل جديد وتصميم كل ما لم يمكن شراؤه إما لغلاء السعر أو لعدم توفره أصلا ثم بعد التصميم أتت مرحلة التصنيع وهذه المرحلة كانت مزعجة بالنسبة لي أحيانا إذ لا تنضبط بعض الشركات في مواعيد تسليم المعدات المطلوبة وتؤخرني في اتباع جدول أعمالي وكنت كثيرا ما أعتمد على الورشة الموجودة بقسم الهندسة الكيميائية حيث يمكنني متابعة عملية التصنيع أولاً بأول.
واضاف: لقد استفدت كثيرا من هذه التحديات فقد كانت مدرسة في حد ذاتها فهي فرصة مثالية لطالب أن يبدأ من الصفر ويتعلم من أخطائه؛ فمرورالانسان بكل هذه المراحل المختلفة ينمي القدرة على التفكير وحل المشكلات وتجنب الأخطاء.
تكلفة المشروع
اما عن تكلفة المشروع فقال: كلّف تجهيز المختبر ما يقارب خمسين ألف ريال عماني، ومن الصعب التكهن في الوقت الحاضر بتكلفة المشروع إذا طبق فعليا، ولكن التجارب أثبتت أنه يمكن تخفيض كلفة بعض الأجهزة باستخدام التقنية التي ابتكرتها بأكثر من 93 بالمائة وتخفيض الطاقة المستهلكة بالمقارنة بالتكنولوجيا الحالية بما يقارب 88 بالمائة. هذه كلها نتائج تبشر بالخير.
براءة اختراع
اما عن هل حصل على براءة اختراع فقال: تقدمنا أنا ومشرفي للحصول على براءة الاختراع مسجلةً في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط ونأمل أن تصدر قريبا بإذن الله.
تحويل الغازات
وحول الفائدة المرجوة من هذا المشروع قال: هذا المشروع سيعين على الاستفادة من كميات الغاز الطبيعي التي تهدر والتي تقدر في منطقة الشرق الأوسط وحدها بـ 10 مليارات دولار حسب جريدة التايمز البريطانية في مارس 2008. كما يمكن استغلاله أيضا في تحويل بعض الغازات المنبعثة من المصانع والمصافي إلى مواد كيميائية نافعة؛ فالمشروع له فوائد بيئية واقتصادية.
واضاف: المشروع من حيث المبدأ ليس صعب التنفيذ ولكنه ما زال في مراحله الأولى ويحتاج إلى مزيد من الدراسة والتطوير قبل الشروع بتطبيقه ليتأتى لنا استغلاله الاستغلال الأمثل.
تفعيل دور الباحثين
وحول المطالب التي يتمنى تحقيقها لتطوير مشروعه قال: إن المستفيد الأول من هذه البحوث هي السلطنة فينبغي من الحكومة متابعة هذه المشاريع والعمل بجد على تحقيقها على أرض الواقع والاعتراف بجهود الباحثين وتحفيزهم بمكافآت مادية وتفعيل دورهم في بعض القرارات الحكومية المتعلقة بالجوانب العلمية.
واضاف: إن السلطنة تزخر بالعقول النيرة التي تتفجر حيوية ولا تنقصها الهمة والعزيمة ولكن ينقصنا ثقة الحكومة بالعماني. نحن بحاجة للتخلص من عقدة "الخواجة" وإعطاء أي مبدع عماني الثقة والدعم المعنوي والمادي حتى إذا فشل فالمحاولات الفاشلة ما هي إلا مفاتيح تغلق بابا وتفتح مكانه أبواباً من النجاح. أقول المبدع العماني ولا أقول الطالب أو الباحث حتى يشمل كل عماني سواء كان ينتمي لمؤسسة أكاديمية أو لا وسواء أكان خريج جامعة أو ما دونه فالإبداع ليس محصورا فحسب فيمن انتمى لجامعة أو كلّية. فكم من مخترع أبدع وأبهر العالم بإبداعه بعد أن فشل في مدرسته أو جامعته. والشعب الواثق من نفسه والمكتسب لثقة في بلده هو شعب لا شك قوي ورائد. فالثقة والدعم المعنوي هما المطلب الأول، والمطلب الثاني أن تستثمر الدولة بإجراء الأبحاث على أرض السلطنة وفي جامعات السلطنة بدل أن تستثمر في جامعات خارج السلطنة. فالأموال التي تُستثمر في الطالب المبتعث تستفيد منها الجامعات الأجنبية بشراء أجهزة دفعنا ثمنها وتبقى عندهم، بينما إذا استُثمرت في السلطنة ستبقى الأجهزة في البلد ليستفيد منها الطلبة العمانيون من بعد، أضف إلى ذلك أننا بذلك نعوّد أنفسنا على البحث العلمي وإيجاد مجتمع علمي باحث داخل أرض الوطن والذي من شأنه أن يرفع من المستوى الثقافي والعلمي في البلد و يحقق الاكتفاء الذاتي في مجال الأبحاث فنصبح مصدِّرين للعلم لا مستوردين.
المطلب الثالث تفعيل دور مجلس البحث العلمي في إنشاء مركز مستقل للأبحاث لا سيما في مجال الطاقة والمجال الحيوي والطبي ودعم المشاريع والأفكار العمانية ودعم العمانيين في تسجيل حقوق الملكية الفكرية وضمان تسجيلها لمخترعها قبل أن يستغلها غيره من أصحاب النفوذ أو المال، فهذه العملية تكلف مبالغ هائلة لا يقوى عليها كثير من الناس فلا ترى أفكارهم النور أو أنها تسرق منه فلا يكسب منها شيئاً.
يذكر ان الدكتور وائل الحراصي حاصل على بكالوريوس هندسة كيميائية والعمليات التحويلية بمرتبة الشرف من جامعة شفيلد, المملكة المتحدة وماجستير في الهندسة الكيميائية والتنمية المستدامة، امتياز بمرتبة الشرف من جامعة نيوكاسل، المملكة المتحدة ودكتوراة في الهندسة الكيميائية, دراسة في الآليات الحديثة لاستغلال مصادر الطاقة من جامعة نيوكاسل، المملكة المتحدة وهو عضو وأستاذ معتمد من قبل أكاديمية التعليم العالي بالمملكة المتحدة.
الله يوفق شباب عمان ويبعد الحساد عنهم...............اللهم امين
لأول من نوعه على مستوى العالم
د. وائل الحراصي: التكنولوجيا الحالية تهدر 10 مليارات دولار سنويا في الشرق الأوسط
لقاء ـ عيسى بن سعيد الخروصي
تمكن الدكتور وائل بن سيف بن سالم الحراصي وهو شاب عماني من اختراع مفاعل للحفاظ على الغاز الطبيعي الذي يهدر خلال استخراج النفط من الآبار.
وأكد الدكتور وائل الحراصي مخترع المفاعل أن قطاع الطاقة من أهم القطاعات في العالم إن لم تكن هي الأهم. فتطور الأمم ومقدار قوتها في وقتنا الحاضر يقاس بما تملك من مصادر للطاقة والقدرة على استغلالها الاستغلال الأمثل. وبالرغم من كون النفط والغاز هما المصدران الرئيسيان للطاقة وكونهما من أثمن الكنوز التي نملكها إلا أن بعض الأساليب المستخدمة في إنتاج النفط والغاز أمست قديمة مؤدية إلى فقدان جزء كبير منهما أو من أحدهما دون القدرة على استغلالها؛ فعلى سبيل المثال: عملية إنتاج النفط يصاحبها خروج كميات من الغاز الطبيعي التي تعجز التكنولوجيا الحالية عن استغلالها بسبب التكاليف العالية، بمعنى آخر ان التكنولوجيا الحالية غير مجدية اقتصاديا. لقد أدى هذا الأمر إلى إهدار كميات كبيرة من الغاز تقدر بـ 30 مليون م3 في السنة في الشرق الأوسط وحده. هذا ما يعادل 10 مليارات دولار أمريكي في السنة!
من هنا جاءت فكرتي لاستغلال هذا الغاز والبحث عن آلية سهلة وغير مكلفة. وبسبب طبيعة آبار النفط المترامية الأطراف، فإنه يجب على الآلية الجديدة أن تكون صغيرة ومتنقلة بحيث يمكن نقلها واستعمالها في أكثر من موقع بسهولة.
تكمن فكرة الاستفادة من الغاز الطبيعي المصاحب للنفط في تحويله إلى وقود سائل؛ فالسوائل لها إيجابيات كثيرة من ضمنها قلة تكلفة النقل والتخزين وكونها أكثر أمانا من الغاز.
يتم تحويل الغاز إلى سائل بالطريقة "التقليدية"– أي التقنية المستعملة حاليا -عن طريق تفاعل كيميائي يسمى "فيشر تروبش"(Fischer-Tropsch) نسبة للعالمين الألمانيين اللذين ابتكرا هذه الطريقة في العقد الثاني من القرن العشرين. يتم تمرير الغازات المراد تحويلها في هذا التفاعل بمفاعل يحتوي على عامل مساعد لتسريع التفاعل. يتم التفاعل تحت ضغط عالٍ جدا يصل إلى أكثر من 50 بار أي 50 ضعف الضغط الجوي وتحت حرارة عالية تتراوح بين 200-300 درجة مئوية. وبسبب ارتفاع الضغط والحرارة فإن تكاليف هذه العملية مرتفعة جدا.
محور البحث الذي قمت به هو تطبيق مبادئ العمليات الكيميائية المكثفة للتوصل إلى عملية كيميائية جديدة يكون المفاعل صغير الحجم وذا فعالية عالية. وبعد عام ونصف من البحث توصلنا لفكرة استخدام البلازما في التفاعل. فقمت بتصميم عدد من المفاعلات وتجربتها حتى توصلت لتصميم مناسب. المرحلة الثانية كانت في اختيار عامل مساعد مناسب كالذي يستعمل في التفاعل التقليدي ثم طورته بعد ذلك ليتناسب مع المفاعل الجديد.
المرحلة الثالثة كانت بإجراء تجارب بدون استخدام البلازما تحت ضغط وحرارة عاليين ثم إجراء التجارب نفسها بالبلازما وتثبيت الضغط عند الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة –أي 25 درجة مئوية- وبتوفيق من الله عز وجل فاقت النتائج كل التوقعات حيث تمكنت من إنتاج نسبة عالية من الهيدروكربونات باستخدام البلازما. هذه العملية تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم والحمد الله أن فتح عليّ ومكّنني من التوصل لهذه النتيجة المهمة التي ستجرّ بالنفع على بلدي عمان والعالم أجمع إن تم تطويرها واستغلالها ـ بإذن الله.
فكرة المشروع
وعن بداية فكرة مشروعه قال: بدأت فكرة المشروع أثناء فترة التدريب في شركة تنمية نفط عمان بعد حصولي على الماجستير. لاحظت أثناء عملي أن كميات كبيرة من الغاز الطبيعي المصاحب للنفط يتم حرقها أو التخلص منها بطرق مكلفة جدا، لم أستوعب بادئ الأمر لماذا نحرق هذه الثروة في وقت تسعى كل الدول للحفاظ على كل مصادر الطاقة متجددة كانت أوغير متجددة. وتتنافس لتأمين مصادر الطاقة لشعوبها بشتى الوسائل. وعند سؤالي للمسؤولين في الشركة أجابوا أن السبب وراء ذلك أنه رغم ضخامة كميات الغاز المحروقة إلا أنه بسبب طبيعة آبارنا المترامية الأطراف فكميات الغاز في كل بئر قليلة لا تسمح الآليات الحالية بالانتفاع بها؛ فالآليات أو التقنيات الموجودة حاليا غير مجدية اقتصاديا إلا إذا كان الانتاج من الغاز كبيرا. أي أن العقبة الوحيدة التي تقف أمامنا في استغلال مواردنا الطبيعية هو أن العالم لم يفكر لنا ولم يصنع لنا ما يمكننا شراؤه واستغلاله. فقررت مواجهة هذا التحدي لإيجاد حل لهذه المشكلة فخاطبت أحد أساتذتي في جامعة نيوكاسل ببريطانيا حول الموضوع وأبدى استعداده لتبني المشروع، ومن هنا بدأ مشواري.
الصعوبات
وحول الصعوبات التي واجهته قال: ان أول التحديات التي واجهتني هي قلة المصادر والمراجع المتوفرة؛ ففكرة بحثي جديدة كلياً والأبحاث العلمية المنشورة ـ رغم عددها الهائل كون الموضوع متعلقا بمصادر الطاقة ـ لا تتعدى كونها تعديلات على ما هو موجود وتصب في المصب نفسه، وكان لابد لي من دراسة مجالين علميين مختلفين وإيجاد جسر رابط بينهما يمهد لي الطريق لإجراء التجارب. وبفضل من الله تجاوزت تلك المرحلة بيسر والحمد لله.
وواجهتني تحديات أخرى في المرحلة العملية من بحثي إذ زُوِّدت بمختبر لا يحتوي إلا على خزانات فارغة وحاوية مزودة بمروحة لشفط الغازات المنبعثة. وكان علي شراء ما يمكن شراؤه من أجهزة القياس والأجهزة التحليلية ومخاطبة شركات في أوروبا وأمريكا والصين للحصول على أفضل الأجهزة بأسعار تناسب المبالغ المرصودة للبحث. كما كان عليّ تصميم مُفاعل جديد وتصميم كل ما لم يمكن شراؤه إما لغلاء السعر أو لعدم توفره أصلا ثم بعد التصميم أتت مرحلة التصنيع وهذه المرحلة كانت مزعجة بالنسبة لي أحيانا إذ لا تنضبط بعض الشركات في مواعيد تسليم المعدات المطلوبة وتؤخرني في اتباع جدول أعمالي وكنت كثيرا ما أعتمد على الورشة الموجودة بقسم الهندسة الكيميائية حيث يمكنني متابعة عملية التصنيع أولاً بأول.
واضاف: لقد استفدت كثيرا من هذه التحديات فقد كانت مدرسة في حد ذاتها فهي فرصة مثالية لطالب أن يبدأ من الصفر ويتعلم من أخطائه؛ فمرورالانسان بكل هذه المراحل المختلفة ينمي القدرة على التفكير وحل المشكلات وتجنب الأخطاء.
تكلفة المشروع
اما عن تكلفة المشروع فقال: كلّف تجهيز المختبر ما يقارب خمسين ألف ريال عماني، ومن الصعب التكهن في الوقت الحاضر بتكلفة المشروع إذا طبق فعليا، ولكن التجارب أثبتت أنه يمكن تخفيض كلفة بعض الأجهزة باستخدام التقنية التي ابتكرتها بأكثر من 93 بالمائة وتخفيض الطاقة المستهلكة بالمقارنة بالتكنولوجيا الحالية بما يقارب 88 بالمائة. هذه كلها نتائج تبشر بالخير.
براءة اختراع
اما عن هل حصل على براءة اختراع فقال: تقدمنا أنا ومشرفي للحصول على براءة الاختراع مسجلةً في أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط ونأمل أن تصدر قريبا بإذن الله.
تحويل الغازات
وحول الفائدة المرجوة من هذا المشروع قال: هذا المشروع سيعين على الاستفادة من كميات الغاز الطبيعي التي تهدر والتي تقدر في منطقة الشرق الأوسط وحدها بـ 10 مليارات دولار حسب جريدة التايمز البريطانية في مارس 2008. كما يمكن استغلاله أيضا في تحويل بعض الغازات المنبعثة من المصانع والمصافي إلى مواد كيميائية نافعة؛ فالمشروع له فوائد بيئية واقتصادية.
واضاف: المشروع من حيث المبدأ ليس صعب التنفيذ ولكنه ما زال في مراحله الأولى ويحتاج إلى مزيد من الدراسة والتطوير قبل الشروع بتطبيقه ليتأتى لنا استغلاله الاستغلال الأمثل.
تفعيل دور الباحثين
وحول المطالب التي يتمنى تحقيقها لتطوير مشروعه قال: إن المستفيد الأول من هذه البحوث هي السلطنة فينبغي من الحكومة متابعة هذه المشاريع والعمل بجد على تحقيقها على أرض الواقع والاعتراف بجهود الباحثين وتحفيزهم بمكافآت مادية وتفعيل دورهم في بعض القرارات الحكومية المتعلقة بالجوانب العلمية.
واضاف: إن السلطنة تزخر بالعقول النيرة التي تتفجر حيوية ولا تنقصها الهمة والعزيمة ولكن ينقصنا ثقة الحكومة بالعماني. نحن بحاجة للتخلص من عقدة "الخواجة" وإعطاء أي مبدع عماني الثقة والدعم المعنوي والمادي حتى إذا فشل فالمحاولات الفاشلة ما هي إلا مفاتيح تغلق بابا وتفتح مكانه أبواباً من النجاح. أقول المبدع العماني ولا أقول الطالب أو الباحث حتى يشمل كل عماني سواء كان ينتمي لمؤسسة أكاديمية أو لا وسواء أكان خريج جامعة أو ما دونه فالإبداع ليس محصورا فحسب فيمن انتمى لجامعة أو كلّية. فكم من مخترع أبدع وأبهر العالم بإبداعه بعد أن فشل في مدرسته أو جامعته. والشعب الواثق من نفسه والمكتسب لثقة في بلده هو شعب لا شك قوي ورائد. فالثقة والدعم المعنوي هما المطلب الأول، والمطلب الثاني أن تستثمر الدولة بإجراء الأبحاث على أرض السلطنة وفي جامعات السلطنة بدل أن تستثمر في جامعات خارج السلطنة. فالأموال التي تُستثمر في الطالب المبتعث تستفيد منها الجامعات الأجنبية بشراء أجهزة دفعنا ثمنها وتبقى عندهم، بينما إذا استُثمرت في السلطنة ستبقى الأجهزة في البلد ليستفيد منها الطلبة العمانيون من بعد، أضف إلى ذلك أننا بذلك نعوّد أنفسنا على البحث العلمي وإيجاد مجتمع علمي باحث داخل أرض الوطن والذي من شأنه أن يرفع من المستوى الثقافي والعلمي في البلد و يحقق الاكتفاء الذاتي في مجال الأبحاث فنصبح مصدِّرين للعلم لا مستوردين.
المطلب الثالث تفعيل دور مجلس البحث العلمي في إنشاء مركز مستقل للأبحاث لا سيما في مجال الطاقة والمجال الحيوي والطبي ودعم المشاريع والأفكار العمانية ودعم العمانيين في تسجيل حقوق الملكية الفكرية وضمان تسجيلها لمخترعها قبل أن يستغلها غيره من أصحاب النفوذ أو المال، فهذه العملية تكلف مبالغ هائلة لا يقوى عليها كثير من الناس فلا ترى أفكارهم النور أو أنها تسرق منه فلا يكسب منها شيئاً.
يذكر ان الدكتور وائل الحراصي حاصل على بكالوريوس هندسة كيميائية والعمليات التحويلية بمرتبة الشرف من جامعة شفيلد, المملكة المتحدة وماجستير في الهندسة الكيميائية والتنمية المستدامة، امتياز بمرتبة الشرف من جامعة نيوكاسل، المملكة المتحدة ودكتوراة في الهندسة الكيميائية, دراسة في الآليات الحديثة لاستغلال مصادر الطاقة من جامعة نيوكاسل، المملكة المتحدة وهو عضو وأستاذ معتمد من قبل أكاديمية التعليم العالي بالمملكة المتحدة.
الله يوفق شباب عمان ويبعد الحساد عنهم...............اللهم امين
تعليق