تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته~
لا يخفى على احد بأن القضايا سواء كانت على مستوى الدراسة أم غيرها فهي كثيرة وعديدة وتعتبر من التحديات التي يجب التغلب والقضاء عليها، لذلك من اجل التغلب على هذه التحديات يجب أولا أن نعرف ما هي هذه التحديات التي تواجهنا ومن ثم نبدأ بالشروع في عملية التغلب على هذه التحديات أو التقليل من حجم ظهورها.
التحديات كثير ومتنوعة، وإذا جئنا لنتحدث عن التحديات التي تواجهها كليات العلوم التطبيقية فهناكـ العديد والعديد من المسائل، هناك تحديات على مستوى المناهج التعليمية وطريقة التدريس، تحديات في الجانب الأخلاقي سواء كان من ناحية الطلبة أم من الهيئة الأكاديمية، تحديات يواجهها طلاب الأنشطة وغيرها الكثير والكثير.
أما عن الموضوع الذي سأطرحه أنا، فبعد تفكير طويل وعميق وحيرة بين عدة قضايا قررت مناقشة قضية تتصل بها مجموعة قضايا أخرى، بدأتها بسؤال ألا وهو: لماذا لا يحق للطالب الجامعي في بلدنا الحبيبة أن ينال أعلى الدرجات؟!!
دائما ما يتردد على مسامعنا من الأكاديميين انه ليس من حق الطالب الحصول على الدرجات الكاملة في أي مادة كانت، فإن وُجد بأن هنالك مدرس أكاديمي يعمل بإخلاص ويؤدي واجبه بتفاني ويعطي كل طالب حقه في الدرجات، تجد أصابع الاتهام تُشار إليه من الجهات العليا ويهدد!! أصبحت الأمانة والإخلاص في العمل أمر يعاقب عليه القانون الجامعي! حتى انقلب الحال وتدهورت الأحوال، فيصدم الطالب بعد أن أدى ما عليه بكل تفاني وإخلاص، وانه واثق من إجاباته، واثق من أدائه طوال الفصل، ويعرف درجاته تمام المعرفة، يصدم في النهاية بأن معدله قد انهار! يا ترى ما السبب وراء ذلك؟!!!!
كم من معلم أكاديمي قالها: "ليس من حق الطالب الحصول على الدرجات الكاملة"!!!! وعندما تستفسر عن سبب هذه المقولة، يكون الجواب كالتالي: انتم لستم عباقرة حتى تحصلوا على الدرجات الكاملة!، هذه التعليمات التي تأتينا وليس باليد حيلة!، أقف هنا في حيرة واستغراب وأتساءل بيني وبين نفسي، من وضع هذا القانون؟ أي دين ذكر انه ليس من حق طالب العلم أن ينال ما يستحقه؟ أي دين هذا الذي يكفل هذا القانون؟ نسوا قول الله تعالى:"وآتي كل ذي حقٍ حقه"، أي مناهج هذه التي ليس من حق الطالب الحصول فيها على أعلى الدرجات؟!! وأول سؤال يتبادر إلى ذهني هو: هل نحن ندرس حقاً مناهج تخرج أجيال مخترعة، وعقولاً مبتكرة حتى يكون للأكاديميين الحق في قول مثل هذه العبارة؟
صادفت يوماً احد الأساتذة فسألته: هل تستعملون نظام المنحنى؟
- فأجاب: لا ولكن نتمنى وجود نظام المنحنى.
- لماذا يا أستاذ؟
- لأن الأستاذ الفلاني ربما يساعد المجموعة التي يدرسها بالتالي تحصل تلك المجموعة على أعلى الدرجات.
- وما فائدة نظام المنحنى هنا؟
- نظام المنحنى يجعل جميع الطلاب في مستوى واحد.
- أنا باندهاش: جميع الطلاب في مستوى واحد؟!!! لماذا؟
- هذا هو العدل، فهل يفترض أن تحصل احد المجموعات على أعلى الدرجات فقط لأن أستاذهم تعاون معهم؟
تبادر في ذهني سؤال هنا:هل حقاً الطلاب الذين يحصلون على درجات عالية في إحدى المجموعات تكون بسبب مساعدة المعلم له بالدرجات أم لأن المعلم يعمل ويشرح بإخلاص ويعطي كل ذي حق حقه؟!!!
للأسف الطالب منّا يتخرج وليس لديه أدنى فكرة عمّا سيقوم به في المجال الوظيفي!، ولا يحمل أي خبرات، ولم يستفيد من سنواته الخمس سوى احفظ واكتب وانسى ثم احفظ واكتب وانسى، هل هذه المناهج هي المناهج التطبيقية؟ هل هذه المناهج هي التي تخرج عقولا مبدعة ولا يحق للطالب الحصول فيها على أعلى الدرجات؟ هل حقاً يحق لهم قول ما قالوه بدون وجود مناهج تخرج عباقرة مثلما يقولون؟ كم من شخص تخرج واستفاد من المناهج التي تدرس؟ بالتأكيد لا احد، وحتى لا أكون قد ظلمت المناهج سأقول بأن الاستفادة تكون 5% ، هل تعتبر 5% شي يذكر؟ أي تطبيقية هذه التي تسمى ونحن لا نملك التطبيق؟ وان كان هناكـ تطبيق فكم تكون نسبته من نسبة مجمل المنهج؟ 80% ،90%؟ بالطبع لا، أن كان هناكـ تطبيق فهو بنسبة ضئيلة جداً لا تتعدى 20% تحفظ ثم تنسى أيضا! أنا أريد أن افهم، هل يفترض أن يكون التطبيق في الكليات التطبيقية أكثر من احفظ وانسى أم العكس؟ إذا كان المفترض أن يكون التطبيق هو الأولى إذا فأين التطبيق؟ أين الجانب العملي؟ نحن نطالب بتوفير الجانب العملي وتقليل مسألة احفظ وانسى التي لا تعود علينا بفائدة تذكر!
معظم الطلاب الذين تخرجوا من التطبيقية لم يحصلوا على وظائف لماذا؟ بالتأكيد لأنهم لا يمتلكون المؤهلات والقدرات والخبرات التي تسمح لهم بالدخول في بيئة العمل، ومن توظف يا ترى ما السبب وراء توظفه؟ هل المناهج التي درست؟ بالتأكيد لا، وإنما عن طريق التعلم الذاتي والإطلاع على زوايا مختلفة في العالم الخارجي- خارج زاوية الدراسة الجامعية – والبعض قد توظف في مجال غير تخصصه من الأصل؛ لأنه لا يمتلك الخبرة في المجال الذي درسه، ولا يزال الأكاديميون يرددون: "ليس من حق الطالب الحصول على الدرجات الكاملة"!!!
أنا اعتقد من اجل حل مشكلة الدرجات أولا توفير مناهج تليق بمستوى الطالب الجامعي [[ التطبيقي ]]، بعد ذلك يستطيع كائنا من كان أن يقول ما يقول، ولكن ما دامت المناهج لا ترتقي لمستوى الطالب الجامعي، فسنظل في الحضيض، وسنظل من الدول النامية.
هذا ما لدي~ وعذرآ على الإطالة~
دمتم ودامت أيامكم على نهج الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته~
بقلم: **همس الخواطر**
تعليق