فايزة سويلم الكلبانية-
ما أروعها من لحظات تلك الدقائق التي يشعر فيها الطلبة باجتياز المرحلة الجامعية. اليوم، أقف مع نفسي، وأعود بذاكرتي إلى سنتين مضيتا لأسترجع شريطًا من الذكريات التي لا تلبث مقيمة في ذاكرتي، وأنا أعيش لحظات فرحة تخرجي، فكما عشت هذه الفرحة سلفًا، فها أنا أعيد تفاصيلها اليوم لأشهد فرحة تخرج اثنين من أغلى وأعز إخواني بالكلية التقنية العليا بمسقط، والكلية التقنية بعبري، ففي هذه الفترة شهدت كافة أنحاء السلطنة؛ وما زالت تتوالى احتفالات التخريج لدفعة العام الأكاديمي2012م، وذلك بمختلف صروح ومنابر العلم فيها.
بالفعل، إنّ هؤلاء يمثلون نخبة جديدة من السواعد الفتية الواعدة بمختلف التخصصات سواء من جامعة السلطان قابوس، أو مختلف الكليّات التقنية بالسلطنة.
كلي ثقة بأنّهم على يقين ووعي تام بأنّ هذه اللحظات ونشوه فرحتهم وهم في ثوب التخرج هي أولى خطوات مراحل الحياة العمليّة بالنسبة لهم وتعتبر نقطة التحوّل الحقيقي والانتقال من العيش في كنف الوالدين إلى مرحلة الاعتماد على النفس وبناء المستقبل، وتعتبر ايضًا بداية الطريق للوصول إلى الأهداف والطموحات التي لطالما حلمنا بتحقيقها.
وبالكاد يخلو الأمر من وجود عديد التحديات الحقيقية أمام هؤلاء الخريجين، والتي يجب عليهم اجتيازها بنجاح، وكما نردد دائما " مشوار الألف ميل.. يبدأ بخطوة".. وبالطبع التحدي الأكبر أمام هذا الكم الهائل من الخريجين يتمثل في الحصول على وظيفة تشعرهم بكينونتهم، وإنتجايتهم. بالإضافة إلى ما يرافقها من ضغوطات نفسية وشعبية تتطلب منه تحقيق ما يعجز عن تحقيقة.
في الكثير من الدول المتقدمة يعمل الشباب الخريجون على تطبيق مبدأ متعارف عليه، ولله الحمد بأنّه أخذ يشق طريقه بين صفوف شبابنا العماني، والذي يمكن أن نطلق عليه مبادرة " درّب نفسك "، وبرأيي أنّ المصدر الحقيقي لهذه المبادرة الدافع الداخلي للشباب بحيث يبادر كل شاب بتدريب نفسه في مجال تخصصه، وإكساب الفائدة لنفسه ولمجتمعه.
وهذا ما حثّ جلالته عليه الشباب العماني في الخطاب السامي لدى ترؤسه دورة الانعقاد السنوي لمجلس عمان، مؤكدًا على أنّ العمل بقدر ما هو حق فهو واجب، وأنّ على كل من أتمّ تعليمه وتأهيله الانخراط في أي عمل مفيد يحقق فيه ذاته، ويسعى من خلاله إلى بلوغ ما يطمح إليه وعدم الانتظار للحصول على عمل حكومي. فالدولة بأجهزتها المدنية والأمنيّة والعسكرية ليس بمقدورها أن تظل المصدر الرئيسي للتشغيل.
ومن هذا المنطلق فإنّ شبابنا يستطيعون بدلا من إضاعة الوقت في انتظار الوظيفة أن يبدأ مشروعهم الخاص اعتمادًا على فكرة " التشغيل الذاتي" وذلك من خلال الاستفادة من فكرة المشروعات الصغيرة والدعم المقدم للأشخاص الراغبين في العمل، وعند حصولهم على الوظيفة يمكنهم بكل تأكيد التنسيق بين مشروعهم ووظيفتهم. والجميل أن هذا هو توجه أبناء وطني في الوقت الحاضر.
همسة للخريجين
فرحة التخرج لن تتكرر.. فعيشوا تفاصيلها بفرحة قلب..
إخواني ( رحمة ومحمد)... سطوري اليوم أهديها لكم..
فقد .. تخرجتم.. ورفعتم الرأس.
[email protected]
أكثر...