الأوامرُ السامية الكريمة لحضرة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بإنشاء مستشفيين بمحافظتي جنوب الشرقية وشمال الباطنة، تأتي في سياق الاهتمام السامي المستمر بتنمية الإنسان والارتقاء به؛ من خلال تطوير منظومة رعايته، والاهتمام به على كافة المستويات، وفي جميع المجالات سواءً المتعلقة بالتعليم أو الصحة أو الرعاية الاجتماعيَّة.
فالمستشفيان الجديدان يُعدان لفتةً كريمةً من لفتات جلالته -حفظه الله- العديدة، والتي حظيت بها وزارة الصحة طوال عهده الميمون، كما أنها تجسِّد الرعاية المستمرة من جلالته وحرصه -يحفظه الله- على النهوض بالرعاية الصحيَّة الشاملة للمواطنين، وتوفير كل أسبابها ومقوماتها، والارتقاء بمنظومة الصحة إلى أعلى المستويات.
وقد اتسعت مظلة الخدمات الصحيَّة خلال هذا العهد الزاهر لتشمل جميع أنحاء السلطنة، كما أنها تطوَّرت نوعيًّا لجهة تعدد مستويات الرعاية الصحيَّة، وتطور منشآتها؛ بداية من المراكز الصحيَّة، ووصولًا إلى المستشفيات المرجعيَّة، والمراكز التخصصيَّة التي تقدِّم مستويات متقدمة من الرعاية الطبيَّة تُماثل نظيراتها في الدول المتقدمة.
ولاشك أن مقتضيات النمو السكاني، تتطلب زيادة في أعداد المؤسسات الصحيَّة لتقديم الخدمات العلاجيَّة والوقائيَّة للسكان في أماكن إقامتهم؛ مما يوفِّر عليهم مشقة الانتقال إلى المناطق الأخرى طلبًا للعلاج.
ويأتي هذا في مقدمة أهداف النظرة المستقبليَّة للنظام الصحي 2050 في السلطنة، والتي تؤكد على أن عُمان ستمضي قُدمًا في تطوير الخدمات الصحيَّة، ومواجهة كافة التحديات المتعلقة بذلك، والمتمثلة في شح الموارد البشريَّة والكوادر الطبيَّة، وزيادة وتسارع الطلب على الخدمات الصحيَّة، خاصة في ظل تزايد أمراض العصر، وانتشار الأمراض الوراثيَّة.
وممَّا يُعظم من الآثار الإيجابيَّة للمستشفيين الجديدين في محافظتي جنوب الشرقية وشمال الباطنة، أنهما يخدمان كثافة سكانيَّة عالية من قاطني ولايات جعلان بني بوحسن وجعلان بني بوعلي والكامل والوافي بمحافظة جنوب الشرقية، ولوى وشناص بمحافظة شمال الباطنة.
فوجود المستشفيين واشتمالهما على أقسام عديدة سيُسهم في تقديم خدمات طبيَّة متنوعة لأهالي هذه الولايات، كما أن السعة السريريَّة الكبيرة للمستشفيين ستعينهما على استيعاب المراجعين وتقديم الرعاية الصحيَّة لهم.
أكثر...