المشاركون أكدوا أن غياب التأهيل وتراجع مستوى الأكاديميات من أبرز أسباب افتقاد لاعبين جدد-
الطائي: تأهيل المدربين الوطنيين أولى خطوات التميز-
ناصر حمدان: غياب هوية المنتخب العماني مسؤولية المدرب-
العريمي: لوجوين مدرب جيد.. واستمراره بالمنتخب يصب في صالح "الاستقرار"-
عدم استقرار الأجهزة الفنية وتدني مستوى الدوري.. وراء ضعف المنتخب الوطني-
نفتقد لصناعة نجوم كرة القدم.. والحل في الفئات العمرية الصغيرة-
العقم التهديفي وطريقة اللعب من أبرز سلبيات المنتخب في "خليجي 21"-
لوجوين يمتلك الحلول.. وغياب لاعبين جدد يحد من قدراته-
غياب الرؤية الواضحة لدى "اتحاد الكرة" يعرقل مسيرة الرياضة العمانية-
"عمومية الاتحاد" غائبة عن مساءلة المتقاعسين.. وانعدام العمل المؤسسي أبرز السلبيات-
تساؤلات حول "ملايين الاتحاد" ووجهة إنفاقها-
مطالب بتدخل حكومي لإقامة "دوري المحترفين" وتطوير البنية الأساسية للرياضة العمانية-
ضرورة مراجعة الأخطاء وتحقيق الاستقرار الفني والإداري واعتماد الشفافية-
التعرّف على مواطن الخلل السبيل لوضع العلاج الناجع-
وضع استراتيجية واقعية ترسم معالم الطريق أمام مستقبل الكرة العمانية-
الرغبة الصادقة أساس التطوير وتحسس المسار الصحيح-
أوصى المشاركون في ندوة "منتخبنا إلى أين" بتطوير البنية الأساسية للرياضة العمانية والاهتمام بالفئات العمرية المختلفة منذ النشء وحتى المنتخب الأول، بجانب وضع استراتيجية بعيدة المدى، بما يهدف في النهاية إلى النهوض بكرة القدم العمانية.
ودعا المشاركون في أولى ندوات "الرؤية" الرياضية، إلى تدخل حكومي لإقامة دوري المحترفين والتعرف على مواطن الخلل السبيل لوضع العلاج الناجع، مؤكدين أن الرغبة الصادقة أساس التطوير وتحسس المسار الصحيح.
وقال المشاركون إنّ عدم استقرار الأجهزة الفنية وتدني مستوى الدوري وراء ضعف المنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج الحادية والعشرين، كما أنّ العقم التهديفي وطريقة اللعب من أبرز السلبيات. وأضافوا أنّ لوجوين يمتلك الحلول، غير أنّ غياب لاعبين جدد يحد من قدراته، مشيرين إلى أنّ غياب الرؤية الواضحة لدى الاتحاد العماني لكرة القدم يعرقل مسيرة كرة القدم في السلطنة.
أعدها للنشر- عادل البلوشي- أحمد محمد-
تصوير/ نواف المحاربي-
ويستهل حاتم الطائي الندوة بكلمة ترحيبية، مشيرا إلى أن "الرؤية" تنظم هذه الندوة في أعقاب الخروج المخيب للآمال لمنتخبنا الوطني في بطولة خليجي 21 بالبحرين، الأمر الذي يدفع الجميع للتساؤل عن أسباب هذا الخروج، وتراجع مستوى اللاعبين. ويضيف الطائي: "من حق الشارع المطالبة بمعرفة الحقائق، سواء كان ذلك السؤال موجها إلى إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم أو وزارة الشؤون الرياضية وعليهم تقديم بيان لتوضيح الأسباب". ويتابع الطائي: "ما نراه من اهتمام اعلامي كبير، دليل على أنّ المجتمع يولي اهتمامًا كبيرًا بالرياضة وبالمنتخب تحديدا، وأنّ الجميع غير راضٍ عن هزيمة المنتخب بل كان خروج المنتخب في خليجي 21 بالبحرين هو يوما حزينا على الجماهير". ويشير الطائي إلى أنه منذ إنجاز خليجي 19، يتراجع مستوى المنتخب، لذلك لابد من محاسبة المسؤولين عن إدارة الاتحاد والمسؤولين عن المنتخب الوطني وضرورة الاستعانة بالكفاءات التي بلا شك السلطنة تزخر بها.
تدني المستوى الفني
ويشتمل المحور الأول للندوة الحديث عن أسباب تدني المستوى الفني للمنتخب، وتحديدا منذ خليجي 19 في مسقط؛ وفي هذا الجانب يقول الكابتن فهد العريمي: "التراجع يعود في الأساس الى نقطتين بارزتين، هما: عدم الاستقرار في الأجهزة الفنية، إضافة الى ضعف مستوى الدوري، فالدوري القوي دائما يكون بمثابة المصدر الأساسي لنتائج جيدة ترفد المنتخبات الوطنية بعناصر قوية". ويضيف العريمي:"في دورينا مثلا: ناد يفوز بالمركز الأول في موسم معين، ثمّ في موسم آخر يختفي، وبالتالي لا يوجد استقرار فنّي بالأندية، بل هناك تذبذب في المستوى، وكذلك الوضع في الأندية لا يساعد على ضخ دماء جديدة مؤهلة إلى منتخباتنا الوطنية، لأن الدوري هو المصدر الأساسي لرفد المنتخبات الوطنية بلاعبين واعدين وأكفاء".
ويتابع العريمي: "اللاعب لابد وأن يمر بمراحل في عالم كرة القدم بداية من منتخب الناشئين والشباب والأولمبي ثم الأول، وغياب هذه العوامل تعيق تطور منتخباتنا الوطنية، على الرغم من أنه في بعض الأحيان يؤدي المنتخب على نحو جيد في حالة استقرار تشكيلة اللاعبين، إذا ما تمّ تقديم التدريب المتميز للاعبين وتحفيز الأندية في الوقت نفسه، وبالتالي يكون اللاعبون قادرين على العطاء، ولكن في غياب الدعم والتحفيز ينحدر المستوى مع انعدام خطة واضحة لتطوير المنتخب".
ويطرح العريمي مثالا على ذلك قائلا: "بدأ منتخبنا الوطني في خليجي 17 بالدوحة وقدم أفضل مستوياته ووصل الى المباراة النهائية ولكن الركلات الترجيحية لم تبتسم لنا، وفي خليجي 18 خسرنا أيضا في المباراة النهائية بهدف اسماعيل مطر، ولكن في خليجي 19 تعلمنا عدة دروس قبل خوض البطولة، وتكاتفت جميع الجهود وعلى كافة المستويات، سواء على مستوى الجماهير والإعلام أو الجهاز الفنّي وإدارة الاتحاد، وأدّى ذلك إلى الفوز بالبطولة".
مرحلة الإحلال والتجديد
وينتقل الحديث إلى الكابتن ناصر حمدان قائلا: "نلاحظ أنّ منتخبنا الوطني الآن يمر في مرحلة الإحلال والذي كان إجباريا، ولكن كان لابد من تنفيذ هذا الإحلال بالتدريج، والذي يأتي بدوره من الأندية أو المنتخبات العمرية، ولكن الدوري لدينا يعاني من ضعف المستوى، غير أنّ المنتخب الأولمبي كان الأقرب ليكون الداعم الرئيس للمنتخب الأول". ويضيف ناصر حمدان أنّ الاهتمام في المنتخب الأول يمثل أكثر من 80%، بينما الاهتمام بالفئات العمرية الأخرى يكاد يكون معدوما، نظرا للتهميش الحاصل لهذه المنتخبات وللأندية بشكل عام. ويتابع ناصر: "كلنا يتذكر أن المنتخب الأولمبي والشباب كانوا بدون مدرب لمدة تزيد عن عام ونصف العام، كما أنّ مدرب منتخب الشباب بدأ يبحث عن اللاعبين لفترات طويلة"، غير أنّه يستدرك أنّ هناك اهتماما بدأ مع العناية بقطاع الناشئين والمدارس الأكاديمية، مشيرا إلى أنّها بداية صحيحة رغم تأخرها. ويمضي يقول إنّ خير مثال لذلك هو منتخبنا الوطني الحائز على خليجي 19؛ حيث كان نتيجة عمل استمر 10 أو 12 سنة، حيث تمّ تكوين هذا الفريق من منتخبات البراعم منذ أن كانوا في عمر 10 سنوات تقريبًا، وكان اتحاد الكرة يشرف على أكثر من 25 أكاديميّة موزعة على المجمعات الشبابية والأندية الرياضية، وتمّ تخصيص موازنة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والتي بلغت 250 ألف دولار، وكان يتم صرفها لهذا الغرض، مشيرًا إلى أنّ ذلك كان من أسباب الظفر باللقب الخليجي، وهو ما تجلى كذلك في المستوى الفني الرائع واحترف غالبية هذا الفريق من الاحتراف في عدد من الأندية الخليجية والدولية.
ويوضح ناصر حمدان أنّ الاتحاد أوقف هذه الأكاديميات على أمل أن يبدأ في مشروع آخر أفضل من الحالي، على اعتبار أنّ مجال الابداع مفتوح، ولكن في المقابل مازالت الأوراق في الأدراج لحين التنفيذ، ولكن للأسف توقف ذلك المشروع الناجح لمدة أربع سنوات، ما يعني "قتل" المشروع. ويمضي ناصر يوضح أنّه لا يمكن الاعتماد على المنتخبات السنية في ظل التهميش الجاري لها، كما أنّ الدوري لن يفرز أية عناصر جديدة، وأي من هذه العناصر ربما لن يكون بذات الكفاءة للاعبين القدامى.
ويضيف ناصر حمدان: "لا ننكر الجهود التي يبذلها اتحاد الكرة في الأمور الإدارية وفي التنظيم الداخلي للاتحاد، ولكن يجب أن يكون الاهتمام بالقاعدة والمراحل السنية على نحو أكبر، كما أن المشرف على المنتخب الأول هو رئيس الاتحاد، وهنا سيكون التركيز الأكبر على المنتخب الاول فقط، وفي هذه الحالة بلا شك سيكون هناك تهميش كبير على بقية المنتخبات السنية". ويرى ناصر حمدان الحل من خلال العودة الى القواعد والبحث عن عناصر جديدة وضخ دماء تجدد حيوية الفريق الأول.
تقديم الدعم المعنوي
ويتساءل أحمد الجهوري- أحد المشاركين بالندوة- عن استمرار التغني بلقب خليجي 19، فيما يتصاعد طموح الشارع الرياضي للفوز بلقب إقليمي معترف به دوليا، مشيرا إلى أنّ الفشل في خليجي 21 لا يعني الفشل في كافة المنافسات، بل هناك استحقاقات قادمة منها تصفيات كأس العالم وتصفيات كأس آسيا، الأمر الذي يفرض تقديم الدعم المعنوي للمنتخب.
ويتداخل الطائي قائلا: "لابد أن نتحلى بالصراحة، وهي أن المشكلة ليست في خليجي 19، بل علينا أن نراجع النظام الذي أدى بنا إلى هذا التراجع في المستوى الفني". ويرد الجهوري: "في المرحلة القادمة ستكون أمامنا مباراة ضد المنتخب السوري وتحديدا بتاريخ 6 من فبراير المقبل، لذا أعتقد بأنّ الوقت ليس جيدا بأن نخصصه للانتقاد ولوم المنتخب، بل يجب أن يكون الانتقاد واللوم في حالة خروجنا من تصفيات كأس العالم أو تصفيات كأس اسيا، وهذا يفرض علينا توصيل رسالة إلى الجهاز الفني بتصحيح الوضع".
وحول إقالة المدرب، يؤكد ناصر حمدان أن هذا الامر لا يجب ان يطرح، لأن من سيتحمل تبعات هذه الإقالة اتحاد الكرة، والوقت ليس مناسبا لتغيير الجهاز الفني. ويضيف ناصر: "تحدثنا عن الأخطاء الفنية التي وقع بها المدرب، وأشرنا إلى عموميات وأمور واقعية أخرى، كما أنّ هناك قصورا في جوانب محددة، وبجب أن نعززها".
ويقول وليد الخفيف المحرر بالقسم الرياضي: "المدرب لم يستفد من فترة الإعداد والمعكسرات التي خاضها، كما أنّ هناك بعض الملاحظات الفنيّة؛ حيث لم يستفد من فترة الإعداد للمنتخب بالطريقة المناسبة، وكذلك لا توجد تشكيلة ثابتة للفريق، ولا جمل فنية تكتيكية، ويجب الوقوف على هذه الأخطاء الفنية ومعالجتها سريعًا، وتشكيل لجنة فنية تضم خبراء لمناقشة الوضع وحل العقم الهجومي". كما يرى عادل البلوشي المحرر بالقسم الرياضي أنّ عدم الاستقرار الفني للمدرب في الفترة الماضية على تشكيلة ثابته من أبرز أسباب الهزيمة؛ حيث نراه دائمًا ما يقوم باستبدال بعض اللاعبين وبمراكز مختلفة، وهذا ما حدث في ثلاث مباريات بالبطولة، إضافة إلى استبعاد بعض اللاعبين المهاجمين الهدافين أمثال قاسم سعيد، خاصة وأن مشكلة المنتخب في الفترة الحالية تتمثل بشكل رئيس في العقم الهحومي.
صناعة النجم
ويقول ناصر حمدان إنّ: "نجم كرة القدم يعد صناعة في حد ذاته، ففي بعض الأحيان يكون هناك لاعبين واعدين في الدوري ولكن هذا بنسبة ضئيلة، لذا يتعين الاستعانة بشكل كبير على المنتخبات السنية. ويقول فهد العريمي: "لاعب المنتخب يختلف عن لاعب الدوري، وعندما نتحدث عن اللاعب الواعد في المنتخبات يجب أن يتعلم في المراحل السنية ابتداءً من منتخب الناشئين ومرورا بمنتخبي الشباب والأولمبي، وبعدها إلى المنتخب الأول، وبهذه الطريقة يكون قد وقف على المهارات الأساسية والأفكار الفنية المختلفة، وبالتالي سيكون من السهل توظيفه". ويضيف أنّ الدوري العماني يفتقد للاعب المحترف، وإذا عدنا في الموسم الحالي نجد أنّ اللاعب هاشم صالح أحرز هدفين في الجولة الماضية، ولديه الآن ستة أهداف في رصيده وفي قائمة الهدافين. ويمضي يقول: "قد نحصل على لاعب أو لاعبين من الدوري، ولكن هذا ليس بقاعدة أساسية، والمدرب ليس من مهمته تهيئة اللاعب، بل مهمته هو تنفيذ الخطط التكتيكية، وتوظيف اللاعبين في الأماكن المناسبة".
ويستطرد العريمي: "المدرب يحصل على راتب شهري ضخم، ويفترض به أن يضع الحلول لنقاط الضعف، والعمل على تعزيزها، والعمل على منتخب متكامل وأن يصنع توازنا بين الخطوط الثلاث، غير أننا نجد أنّ هناك مشكلة في الجانب الهجومي، ففي هذه الحالة يجب على المدرب أن يجد الحلول".
أسباب الخروج المبكر
وتمضي الندوة في مناقشة المحور الثاني، حيث ناقش المجتمعون أسباب الخروج من كأس الخليج، وتقييم مشاركة المنتخب في تلك البطولة. ويستعرض فهد العريمي أسباب الخروج المبكر من البطولة قائلا: "سجلنا هدفا واحدا فقط من ثلاث مباريات وكان من ضربة جزاء بإمضاء اللاعب حسين الحضري، إذن كنا نعاني من العقم الهجومي، ومن ضمن الأسباب التي أدت إلى ذلك هي: أسلوب اللعب الذي كان يتبعه المدرب الفرنسي بول لوجوين والذي كان له دور كبير، كما أن المدرب ركز كثيرا على الجانب الدفاعي وأسند مهمة الجانب الدفاعي بنسبة 70%، وكان العمل في معظمه بوسط الملعب، صحيح أنّ هناك تواجدا في خط الـ18، إلا أنّ الفريق أضاع العديد من الفرص، ولكن الجمل التكتيكية والدور الموكل على اللاعبين كان لها دور، وفي حالة عدم وجود لاعبين هدافين، يجب على المدرب أن يستغل الضربات الثابتة، في وقت لم تتم الاستعانة فيه بلاعبين قادرين على تسديد الضربات الثابتة مثل اللاعب بدر الميمني وحسين الحضري، فالميمني لم يتم استدعاؤه، والحضري عائد من إصابة، وكان بحاجة إلى الوقت للعودة إلى مستواه الطبيعي".
ويتداخل ناصر حمدان بالقول: "من ضمن الأسباب أيضًا هو غياب الهوية للمنتخب العماني وهذا من مسؤولية المدرب، وكان بإمكاننا أن نلعب بأي خطة هجومية مثل 4-4-2 أو حتى طريقة اللعب بمهاجم واحد، وذلك استنادًا إلى مستوى اللاعبين، وهل اللاعبين مدركين لطريقة اللعب، إضافة إلى أنّ اللاعبين غير متجانسين وغير قادرين على تطبيق اللعب".
ويستأنف العريمي حديثه: "لوجوين يعتمد أسلوب اللعب بطريقة دفاعية، وكان للمدرب تجربة سابقة ومن ضمنها مع منتخب الكاميرون وعندما تلقى ثلاث خسائر في كأس العالم، وعندما سئل عن ذلك في المؤتمر الصحفي، أجابهم بأنّ الامكانيات للفريق لا تساعد بأن يفوز بكأس، لذا فلكل مدرب خطته وطريقته وفكره، ولكن نحن نوجه حديثنا إلى توظيف الامكانيات بالطريقة الصحيحة، ونحن نلاحظ أنّ لاعبينا يستهلكون مجهودات كبيرة في تمرير الكرات وبذلك نستنزف لياقتنا البدنية في الاستحواذ". ويضيف أنّ فكر لوجوين هو العمل الجماعي ولعب الكرات في الخط الدفاعي من خلال سبعة لاعبين، وهنا لا يختلف معه أحد، بل على النقيض فإنّ هذا من شأنه أن يعطي قوة للفريق في الجانب الدفاعي، مستدركا أنّ الإشكالية تكمن في الشق الهجومي للمنتخب في عدم التسجيل، وهذا من مسؤوليات المدرب والذي يجب بأن يحله في اللقاءات المقبلة.
ويتداخل الطائي بالقول: "المنتخب العماني ومنذ عهد المدرب ماتشالا كان معروفًا عنه بشكل أساسي اللعب بطريقة هجومية، حتى ترى اللاعب الظهير تركيزه في الجانب الهجومي".
ويرى ناصر حمدان أنّه حتى لو أنّ لوجوين لعب بثلاثة مهاجمين، فمن المحتمل أيضا عدم القدرة على إحراز الأهداف باعتبار أن اللاعبين غير مهيئين للعب بهذه الطريقة، مضيفا أن لوجوين غير مدرك لقدرات اللاعبين، وهو ما يتضح من خلال عدم ثباته على تشكيلة معينة وبالتالي عدم الاستقرار الفني. ويتابع: "تغييرات المدرب أثناء المباراة يجب أن تكون محسوبة، فدخول أو خروج لاعب مثل فوزي بشير أو عماد الحوسني يؤثر بشكل كبير على معنويات الفريق والفريق المنافس، كما أنّه من الضروري ألا يكون وقت التغيير في الدقائق الأخيرة؛ حيث إن اللاعب بحاجة الى بعض الوقت لكي يقدم ما لديه ويدخل في "الفورمة"، وأكرر مرة أخرى يجب علينا أن نهتم بشكل كبير على القاعدة والمراحل السنية".
امتلاك الحلول
ويزيد ناصر: "المدرب لوجوين يمتلك الحلول ويحاول ويجتهد كثيرًا، ولكن حينما يدخل لاعب يجد بأنه ليس لديه الرصيد لكافي لكي يقدمه في الملعب، عكس اللاعب الذي تنشئه منذ الصغر ومن المراحل العمرية، لأنّ اللاعب الذي يعتمد عليه لوجوين حاليا في قائمة المنتخب لا يكون اللاعب في مستواه الفني بشكل ثابت بل إنّه متذبذب".
ويبرز فهد العريمي نقطة أساسية تتمثل في التهميش الواضح من قبل الاتحاد العماني لكرة القدم للكفاءات والقدرات الفنية والتدريبية الموجودة في السلطنة، فهو وإن كان قد استعان ببعضهم، إلا أنّ الحوافز لا ترقى أبدًا للمستوى، والجهد المطلوب من هذه الكوادر كبير، كما أنّه لا توجد هناك خطوط وأهداف مرسومة للعمل من خلالها ووفق رؤية واضحة، وبالتالي نأتي كما أتى آخرون ولا نعرف ما هم المطلوب منا، لذا يتوجب على الإتحاد العماني أن يستمع للكادر الفني الذي تم تعيينه لغرض ما وإلا ليست هناك من جدوى للاستعانة به.
وتتطرق الندوة إلى سبب رئيسي ومهم ساهم وبشكل كبير في تراجع الكرة العمانية وهو المدراس الكروية، التي كانت تنتشر في السلطنة ضمن مشروع "الهدف"، ويشير ناصر حمدان إلى اندهاشه إزاء توقف هذه المدراس الكروية التي أنشئت وبدعم كبير من الاتحاد الدولي "فيفا" ماديا ومعنويًا. ويضيف أنّ اتحاد الكرة كان يتلقى دعمًا يقدر بنحو 250 ألف دولار ضمن هذا المشروع، ثمّ توقف بشكل مفاجئ، إلا أنّ الاتحاد تدارك الأمر مؤخرًا وبدأ في الاهتمام بهذا المشروع.
ويشدد ناصر حمدان على أنّ الهدف الأساسي يجب أن يتمثل في إنشاء قاعدة عريضة من الفئات السنية تبدأ من البراعم ومن الأشبال ثمّ الشباب وبعدها الأولمبي ليصل اللاعب بعد ذلك إلى المنتخب الأول ويحمل في جنباته وفكره كرة قدم حقيقية، وأنه قد تم تأهيله التأهيل الكروي السليم، ولكن هذا التوقف أفقد السلطنة جيلا بل أجيالا من اللاعبين الموهوبين لأنّ الاهتمام انصب على المنتخب الأول والضخ المادي والمعنوي وكل أشكال الدعم كانت موجهة له.
تجديد عقد المدرب
وحول الجدل المثار عن تجديد عقد المدرب قبل انطلاق البطولة، طرح المتحاورون تساؤلا حول مغزى هذا التجديد حتى 2016 وعدم الانتظار حتى تنتهي كأس الخليج ويتم تقييمه من خلاله. ويرى فهد العريمي في هذا السياق، أنّ عقد لوجوين كان سينتهي فعليًا في يونيو 2013، وهي فترة لن تسمح بإعادة تجديد حيوية المنتخب، كما أنّ عملية التجديد والإحلال بالمنتخب وتطويره ستستغرق وقتا، فالخطة طويلة الأجل تستمر للعام 2015، وهي الفترة المتاحة لتكوين فريق قوي، وهو الأمر الذي يتطلب مزيدًا من الصبر. ويضيف أنّ الاتحاد يرى أنّ لوجوين في هذه الفترة بمثابة رجل المرحلة، وبالتالي فالتوقيع معه أمر جيّد حتى تسير الخطة وفق ما هو مرسوم لها، وعلى الشارع الرياضي أن ينتظر ثمار ذلك. ويشدد العريمي على أنّ المدرب جيّد من الناحية الفنية، كما أنّ تجديد عقد المدرب أمر إيجابي من نواح عدة. ويعدد العريمي إيجابيات التجديد للمدرب أنها تسهم في الاستقرار الفني والنفسي والإداري، كذلك يعتاد اللاعبون على أسلوبه، غير أنه استدرك أن قضية العلاقة مع اللاعبين تبقى أساسية؛ حيث يتوجب عليهم التعامل مع عقليته الإحترافية والتي أساسها العمل لا غير.
ويرى العريمي أنّ اللاعب في الخليج يتمتع بصفات خاصة، تتمثل في العلاقات الاجتماعية، مشيرا إلى إعجابه بأسماء المدربين المرشحين لتدريب المنتخب السعودي، وهم مجموعة من المدربين يتفهمون طبيعة اللاعب الخليجي، ويرى أنّ هذا نسبيًا غير موجود حاليًا، ومع ذلك فالمدرب يحمل شهادات ومؤهلات جيدة، قاد منتخبات وأندية وحصد معها ألقابًا، وإن فشل في كأس الخليج وأقلناه فإنّه قد ينجح مع فريق آخر بمعنى أنّ الظروف لم تكن مهيأة جيدًا لتقديم عروض جيدة بكأس الخليج.
ويشير المشاركون في الندوة إلى ضرورة أن يتفاعل أي خبير فنّي للمنتخب، ويتعامل مع كرة القدم العمانية بشمولية، سواء في الدوري أو المراحل السنية المختلفة أو الأندية والمنتخبات.
الجمعية العمومية
وعن الجمعية العمومية ودورها حاليًا ومدى فعاليتها، يرى ناصر حمدان أنّ الجمعية تغرد بعيدا عن السرب، فهي "في واد والاتحاد في واد آخر"، كما أنّها غير فعّالة ولا يعود لها الاتحاد إلا عند الحاجة فقط، فهي غائبة تمامًا.
وأجمع حضور الندوة على هذه النقطة، مطالبين بضرورة تحرك الجمعية العمومية للاتحاد خاصة في حالات الإخفاق، حيث يتعين عليها مساءلة الاتحاد ومناقشته، كما أنّ هذه الجمعية تمثل الأندية ورؤساءها، ملقين باللوم على الجمعية نظرًا لغياب ثقافة العمل المؤسسي والاعتماد على أداء بعض الشخصيات في هذه الجمعية.
وتساءل الحضور عن حجم الأموال التي يتلقاها الاتحاد لدعم الكرة العمانية، والتي تتجاوز 6 ملايين ريال من الدولة، فضلا عن الدعم الخارجي من القطاع الخاص والمستثمرين والدعاية والإعلان.
وحول دوري المحترفين ومدى القدرة على تنفيذه؛ أجمع المتحاورون على صعوبة تحقيق ذلك في الوقت الحالي في ظل ضعف الإمكانيات، إلا في حالة وجود قرار رسمي رفيع المستوى. وهنا يشير ناصر حمدان إلى ضرورة أن يقام دوري المحترفين ولو بأقل المعايير والمواصفات المطلوبة، موضحا أنّ البداية ضرورية، والسلطنة متأخرة في هذه النقطة.
ودعا ناصر إلى وجوب تدخل الحكومة ووزارة الشؤون الرياضية بهدف تطوير البنية الأساسيّة وتوفير الدعم المطلوب لانطلاق هذا الدوري.
وهنا يتداخل الطائي للحديث عن المطلوب لتطوير الكرة العمانية، حيث يقول: "المطلوب هو المراجعة والتدقيق عن ماهية الخطأ وأين يوجد، ومعالجة الخلل وأن نعترف بما وقعنا فيه من أخطاء وأزمات، ومن ثمّ المبادرة لمعالجتها من قبل مختصين وعمل خطة من 5 إلى 10 سنوات، كذلك ضرورة الاهتمام بالمراحل السنية، فقد وصلنا للعالمية عندما أولينا اهتمامًا بالقواعد، ووضع إستراتيجيات بعيدة المدى، وتحقيق الاستقرار الفني والإداري للفئات والفرق والمنتخبات بالاستعانة بخبرات عالمية، توفر الرغبة الصادقة في تعديل المسار والسيّد رئيس الاتحاد وعد بذلك مباشرة في أحد البرامج من حيث المراجعة والتمحيص والاستعانة بالخبراء من الداخل والخارج، فضلا عن تقبل النقد واتخاذ القرار الصائب واعتماد الشفافية وتأهيل المدربين الوطنيين والحكام".
التوصيات
وأوصى المشاركون في الندوة بضرورة تحديد المشكلة والتعرف على مواطن الخلل، ومن ثمّ وضع العلاج الناجع لها، وكذلك الاهتمام بالقاعدة والنشء والبراعم والفئات السنية كسلسلة متكاملة، وعدم إغفالها بل توجيه أغلب الموازنات لدعمها واستمرارها.
وشملت التوصيات أهمية وضع استراتيجيات وأهداف ترسم ملامح طريق الرياضة العمانية بشكل عام، وكرة القدم على نحو خاص، والعمل برغبة صادقة نحو تعديل الوضع والمسار، وبما يضمن تحول الكرة العمانية إلى عالم الاحتراف تدريجيًا، وعدم القفز فوق الواقع.
وأوصت الندوة كذلك على ضرورة تشكيل لجنة أو فريق من الخبراء والمختصين لبحث نقاط ضعف الكرة العمانية، والعمل على إيجاد الحلول وتنفيذ التوصيات، فضلا عن الاهتمام بمنظومة كرة القدم بشكل عام؛ من حيث البنية الأساسيّة والأندية والفئات السنيّة ومن ثمّ المنتخبات الوطنية.
أكثر...
الطائي: تأهيل المدربين الوطنيين أولى خطوات التميز-
ناصر حمدان: غياب هوية المنتخب العماني مسؤولية المدرب-
العريمي: لوجوين مدرب جيد.. واستمراره بالمنتخب يصب في صالح "الاستقرار"-
عدم استقرار الأجهزة الفنية وتدني مستوى الدوري.. وراء ضعف المنتخب الوطني-
نفتقد لصناعة نجوم كرة القدم.. والحل في الفئات العمرية الصغيرة-
العقم التهديفي وطريقة اللعب من أبرز سلبيات المنتخب في "خليجي 21"-
لوجوين يمتلك الحلول.. وغياب لاعبين جدد يحد من قدراته-
غياب الرؤية الواضحة لدى "اتحاد الكرة" يعرقل مسيرة الرياضة العمانية-
"عمومية الاتحاد" غائبة عن مساءلة المتقاعسين.. وانعدام العمل المؤسسي أبرز السلبيات-
تساؤلات حول "ملايين الاتحاد" ووجهة إنفاقها-
مطالب بتدخل حكومي لإقامة "دوري المحترفين" وتطوير البنية الأساسية للرياضة العمانية-
ضرورة مراجعة الأخطاء وتحقيق الاستقرار الفني والإداري واعتماد الشفافية-
التعرّف على مواطن الخلل السبيل لوضع العلاج الناجع-
وضع استراتيجية واقعية ترسم معالم الطريق أمام مستقبل الكرة العمانية-
الرغبة الصادقة أساس التطوير وتحسس المسار الصحيح-
أوصى المشاركون في ندوة "منتخبنا إلى أين" بتطوير البنية الأساسية للرياضة العمانية والاهتمام بالفئات العمرية المختلفة منذ النشء وحتى المنتخب الأول، بجانب وضع استراتيجية بعيدة المدى، بما يهدف في النهاية إلى النهوض بكرة القدم العمانية.
ودعا المشاركون في أولى ندوات "الرؤية" الرياضية، إلى تدخل حكومي لإقامة دوري المحترفين والتعرف على مواطن الخلل السبيل لوضع العلاج الناجع، مؤكدين أن الرغبة الصادقة أساس التطوير وتحسس المسار الصحيح.
وقال المشاركون إنّ عدم استقرار الأجهزة الفنية وتدني مستوى الدوري وراء ضعف المنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج الحادية والعشرين، كما أنّ العقم التهديفي وطريقة اللعب من أبرز السلبيات. وأضافوا أنّ لوجوين يمتلك الحلول، غير أنّ غياب لاعبين جدد يحد من قدراته، مشيرين إلى أنّ غياب الرؤية الواضحة لدى الاتحاد العماني لكرة القدم يعرقل مسيرة كرة القدم في السلطنة.
أعدها للنشر- عادل البلوشي- أحمد محمد-
تصوير/ نواف المحاربي-
ويستهل حاتم الطائي الندوة بكلمة ترحيبية، مشيرا إلى أن "الرؤية" تنظم هذه الندوة في أعقاب الخروج المخيب للآمال لمنتخبنا الوطني في بطولة خليجي 21 بالبحرين، الأمر الذي يدفع الجميع للتساؤل عن أسباب هذا الخروج، وتراجع مستوى اللاعبين. ويضيف الطائي: "من حق الشارع المطالبة بمعرفة الحقائق، سواء كان ذلك السؤال موجها إلى إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم أو وزارة الشؤون الرياضية وعليهم تقديم بيان لتوضيح الأسباب". ويتابع الطائي: "ما نراه من اهتمام اعلامي كبير، دليل على أنّ المجتمع يولي اهتمامًا كبيرًا بالرياضة وبالمنتخب تحديدا، وأنّ الجميع غير راضٍ عن هزيمة المنتخب بل كان خروج المنتخب في خليجي 21 بالبحرين هو يوما حزينا على الجماهير". ويشير الطائي إلى أنه منذ إنجاز خليجي 19، يتراجع مستوى المنتخب، لذلك لابد من محاسبة المسؤولين عن إدارة الاتحاد والمسؤولين عن المنتخب الوطني وضرورة الاستعانة بالكفاءات التي بلا شك السلطنة تزخر بها.
تدني المستوى الفني
ويشتمل المحور الأول للندوة الحديث عن أسباب تدني المستوى الفني للمنتخب، وتحديدا منذ خليجي 19 في مسقط؛ وفي هذا الجانب يقول الكابتن فهد العريمي: "التراجع يعود في الأساس الى نقطتين بارزتين، هما: عدم الاستقرار في الأجهزة الفنية، إضافة الى ضعف مستوى الدوري، فالدوري القوي دائما يكون بمثابة المصدر الأساسي لنتائج جيدة ترفد المنتخبات الوطنية بعناصر قوية". ويضيف العريمي:"في دورينا مثلا: ناد يفوز بالمركز الأول في موسم معين، ثمّ في موسم آخر يختفي، وبالتالي لا يوجد استقرار فنّي بالأندية، بل هناك تذبذب في المستوى، وكذلك الوضع في الأندية لا يساعد على ضخ دماء جديدة مؤهلة إلى منتخباتنا الوطنية، لأن الدوري هو المصدر الأساسي لرفد المنتخبات الوطنية بلاعبين واعدين وأكفاء".
ويتابع العريمي: "اللاعب لابد وأن يمر بمراحل في عالم كرة القدم بداية من منتخب الناشئين والشباب والأولمبي ثم الأول، وغياب هذه العوامل تعيق تطور منتخباتنا الوطنية، على الرغم من أنه في بعض الأحيان يؤدي المنتخب على نحو جيد في حالة استقرار تشكيلة اللاعبين، إذا ما تمّ تقديم التدريب المتميز للاعبين وتحفيز الأندية في الوقت نفسه، وبالتالي يكون اللاعبون قادرين على العطاء، ولكن في غياب الدعم والتحفيز ينحدر المستوى مع انعدام خطة واضحة لتطوير المنتخب".
ويطرح العريمي مثالا على ذلك قائلا: "بدأ منتخبنا الوطني في خليجي 17 بالدوحة وقدم أفضل مستوياته ووصل الى المباراة النهائية ولكن الركلات الترجيحية لم تبتسم لنا، وفي خليجي 18 خسرنا أيضا في المباراة النهائية بهدف اسماعيل مطر، ولكن في خليجي 19 تعلمنا عدة دروس قبل خوض البطولة، وتكاتفت جميع الجهود وعلى كافة المستويات، سواء على مستوى الجماهير والإعلام أو الجهاز الفنّي وإدارة الاتحاد، وأدّى ذلك إلى الفوز بالبطولة".
مرحلة الإحلال والتجديد
وينتقل الحديث إلى الكابتن ناصر حمدان قائلا: "نلاحظ أنّ منتخبنا الوطني الآن يمر في مرحلة الإحلال والذي كان إجباريا، ولكن كان لابد من تنفيذ هذا الإحلال بالتدريج، والذي يأتي بدوره من الأندية أو المنتخبات العمرية، ولكن الدوري لدينا يعاني من ضعف المستوى، غير أنّ المنتخب الأولمبي كان الأقرب ليكون الداعم الرئيس للمنتخب الأول". ويضيف ناصر حمدان أنّ الاهتمام في المنتخب الأول يمثل أكثر من 80%، بينما الاهتمام بالفئات العمرية الأخرى يكاد يكون معدوما، نظرا للتهميش الحاصل لهذه المنتخبات وللأندية بشكل عام. ويتابع ناصر: "كلنا يتذكر أن المنتخب الأولمبي والشباب كانوا بدون مدرب لمدة تزيد عن عام ونصف العام، كما أنّ مدرب منتخب الشباب بدأ يبحث عن اللاعبين لفترات طويلة"، غير أنّه يستدرك أنّ هناك اهتماما بدأ مع العناية بقطاع الناشئين والمدارس الأكاديمية، مشيرا إلى أنّها بداية صحيحة رغم تأخرها. ويمضي يقول إنّ خير مثال لذلك هو منتخبنا الوطني الحائز على خليجي 19؛ حيث كان نتيجة عمل استمر 10 أو 12 سنة، حيث تمّ تكوين هذا الفريق من منتخبات البراعم منذ أن كانوا في عمر 10 سنوات تقريبًا، وكان اتحاد الكرة يشرف على أكثر من 25 أكاديميّة موزعة على المجمعات الشبابية والأندية الرياضية، وتمّ تخصيص موازنة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والتي بلغت 250 ألف دولار، وكان يتم صرفها لهذا الغرض، مشيرًا إلى أنّ ذلك كان من أسباب الظفر باللقب الخليجي، وهو ما تجلى كذلك في المستوى الفني الرائع واحترف غالبية هذا الفريق من الاحتراف في عدد من الأندية الخليجية والدولية.
ويوضح ناصر حمدان أنّ الاتحاد أوقف هذه الأكاديميات على أمل أن يبدأ في مشروع آخر أفضل من الحالي، على اعتبار أنّ مجال الابداع مفتوح، ولكن في المقابل مازالت الأوراق في الأدراج لحين التنفيذ، ولكن للأسف توقف ذلك المشروع الناجح لمدة أربع سنوات، ما يعني "قتل" المشروع. ويمضي ناصر يوضح أنّه لا يمكن الاعتماد على المنتخبات السنية في ظل التهميش الجاري لها، كما أنّ الدوري لن يفرز أية عناصر جديدة، وأي من هذه العناصر ربما لن يكون بذات الكفاءة للاعبين القدامى.
ويضيف ناصر حمدان: "لا ننكر الجهود التي يبذلها اتحاد الكرة في الأمور الإدارية وفي التنظيم الداخلي للاتحاد، ولكن يجب أن يكون الاهتمام بالقاعدة والمراحل السنية على نحو أكبر، كما أن المشرف على المنتخب الأول هو رئيس الاتحاد، وهنا سيكون التركيز الأكبر على المنتخب الاول فقط، وفي هذه الحالة بلا شك سيكون هناك تهميش كبير على بقية المنتخبات السنية". ويرى ناصر حمدان الحل من خلال العودة الى القواعد والبحث عن عناصر جديدة وضخ دماء تجدد حيوية الفريق الأول.
تقديم الدعم المعنوي
ويتساءل أحمد الجهوري- أحد المشاركين بالندوة- عن استمرار التغني بلقب خليجي 19، فيما يتصاعد طموح الشارع الرياضي للفوز بلقب إقليمي معترف به دوليا، مشيرا إلى أنّ الفشل في خليجي 21 لا يعني الفشل في كافة المنافسات، بل هناك استحقاقات قادمة منها تصفيات كأس العالم وتصفيات كأس آسيا، الأمر الذي يفرض تقديم الدعم المعنوي للمنتخب.
ويتداخل الطائي قائلا: "لابد أن نتحلى بالصراحة، وهي أن المشكلة ليست في خليجي 19، بل علينا أن نراجع النظام الذي أدى بنا إلى هذا التراجع في المستوى الفني". ويرد الجهوري: "في المرحلة القادمة ستكون أمامنا مباراة ضد المنتخب السوري وتحديدا بتاريخ 6 من فبراير المقبل، لذا أعتقد بأنّ الوقت ليس جيدا بأن نخصصه للانتقاد ولوم المنتخب، بل يجب أن يكون الانتقاد واللوم في حالة خروجنا من تصفيات كأس العالم أو تصفيات كأس اسيا، وهذا يفرض علينا توصيل رسالة إلى الجهاز الفني بتصحيح الوضع".
وحول إقالة المدرب، يؤكد ناصر حمدان أن هذا الامر لا يجب ان يطرح، لأن من سيتحمل تبعات هذه الإقالة اتحاد الكرة، والوقت ليس مناسبا لتغيير الجهاز الفني. ويضيف ناصر: "تحدثنا عن الأخطاء الفنية التي وقع بها المدرب، وأشرنا إلى عموميات وأمور واقعية أخرى، كما أنّ هناك قصورا في جوانب محددة، وبجب أن نعززها".
ويقول وليد الخفيف المحرر بالقسم الرياضي: "المدرب لم يستفد من فترة الإعداد والمعكسرات التي خاضها، كما أنّ هناك بعض الملاحظات الفنيّة؛ حيث لم يستفد من فترة الإعداد للمنتخب بالطريقة المناسبة، وكذلك لا توجد تشكيلة ثابتة للفريق، ولا جمل فنية تكتيكية، ويجب الوقوف على هذه الأخطاء الفنية ومعالجتها سريعًا، وتشكيل لجنة فنية تضم خبراء لمناقشة الوضع وحل العقم الهجومي". كما يرى عادل البلوشي المحرر بالقسم الرياضي أنّ عدم الاستقرار الفني للمدرب في الفترة الماضية على تشكيلة ثابته من أبرز أسباب الهزيمة؛ حيث نراه دائمًا ما يقوم باستبدال بعض اللاعبين وبمراكز مختلفة، وهذا ما حدث في ثلاث مباريات بالبطولة، إضافة إلى استبعاد بعض اللاعبين المهاجمين الهدافين أمثال قاسم سعيد، خاصة وأن مشكلة المنتخب في الفترة الحالية تتمثل بشكل رئيس في العقم الهحومي.
صناعة النجم
ويقول ناصر حمدان إنّ: "نجم كرة القدم يعد صناعة في حد ذاته، ففي بعض الأحيان يكون هناك لاعبين واعدين في الدوري ولكن هذا بنسبة ضئيلة، لذا يتعين الاستعانة بشكل كبير على المنتخبات السنية. ويقول فهد العريمي: "لاعب المنتخب يختلف عن لاعب الدوري، وعندما نتحدث عن اللاعب الواعد في المنتخبات يجب أن يتعلم في المراحل السنية ابتداءً من منتخب الناشئين ومرورا بمنتخبي الشباب والأولمبي، وبعدها إلى المنتخب الأول، وبهذه الطريقة يكون قد وقف على المهارات الأساسية والأفكار الفنية المختلفة، وبالتالي سيكون من السهل توظيفه". ويضيف أنّ الدوري العماني يفتقد للاعب المحترف، وإذا عدنا في الموسم الحالي نجد أنّ اللاعب هاشم صالح أحرز هدفين في الجولة الماضية، ولديه الآن ستة أهداف في رصيده وفي قائمة الهدافين. ويمضي يقول: "قد نحصل على لاعب أو لاعبين من الدوري، ولكن هذا ليس بقاعدة أساسية، والمدرب ليس من مهمته تهيئة اللاعب، بل مهمته هو تنفيذ الخطط التكتيكية، وتوظيف اللاعبين في الأماكن المناسبة".
ويستطرد العريمي: "المدرب يحصل على راتب شهري ضخم، ويفترض به أن يضع الحلول لنقاط الضعف، والعمل على تعزيزها، والعمل على منتخب متكامل وأن يصنع توازنا بين الخطوط الثلاث، غير أننا نجد أنّ هناك مشكلة في الجانب الهجومي، ففي هذه الحالة يجب على المدرب أن يجد الحلول".
أسباب الخروج المبكر
وتمضي الندوة في مناقشة المحور الثاني، حيث ناقش المجتمعون أسباب الخروج من كأس الخليج، وتقييم مشاركة المنتخب في تلك البطولة. ويستعرض فهد العريمي أسباب الخروج المبكر من البطولة قائلا: "سجلنا هدفا واحدا فقط من ثلاث مباريات وكان من ضربة جزاء بإمضاء اللاعب حسين الحضري، إذن كنا نعاني من العقم الهجومي، ومن ضمن الأسباب التي أدت إلى ذلك هي: أسلوب اللعب الذي كان يتبعه المدرب الفرنسي بول لوجوين والذي كان له دور كبير، كما أن المدرب ركز كثيرا على الجانب الدفاعي وأسند مهمة الجانب الدفاعي بنسبة 70%، وكان العمل في معظمه بوسط الملعب، صحيح أنّ هناك تواجدا في خط الـ18، إلا أنّ الفريق أضاع العديد من الفرص، ولكن الجمل التكتيكية والدور الموكل على اللاعبين كان لها دور، وفي حالة عدم وجود لاعبين هدافين، يجب على المدرب أن يستغل الضربات الثابتة، في وقت لم تتم الاستعانة فيه بلاعبين قادرين على تسديد الضربات الثابتة مثل اللاعب بدر الميمني وحسين الحضري، فالميمني لم يتم استدعاؤه، والحضري عائد من إصابة، وكان بحاجة إلى الوقت للعودة إلى مستواه الطبيعي".
ويتداخل ناصر حمدان بالقول: "من ضمن الأسباب أيضًا هو غياب الهوية للمنتخب العماني وهذا من مسؤولية المدرب، وكان بإمكاننا أن نلعب بأي خطة هجومية مثل 4-4-2 أو حتى طريقة اللعب بمهاجم واحد، وذلك استنادًا إلى مستوى اللاعبين، وهل اللاعبين مدركين لطريقة اللعب، إضافة إلى أنّ اللاعبين غير متجانسين وغير قادرين على تطبيق اللعب".
ويستأنف العريمي حديثه: "لوجوين يعتمد أسلوب اللعب بطريقة دفاعية، وكان للمدرب تجربة سابقة ومن ضمنها مع منتخب الكاميرون وعندما تلقى ثلاث خسائر في كأس العالم، وعندما سئل عن ذلك في المؤتمر الصحفي، أجابهم بأنّ الامكانيات للفريق لا تساعد بأن يفوز بكأس، لذا فلكل مدرب خطته وطريقته وفكره، ولكن نحن نوجه حديثنا إلى توظيف الامكانيات بالطريقة الصحيحة، ونحن نلاحظ أنّ لاعبينا يستهلكون مجهودات كبيرة في تمرير الكرات وبذلك نستنزف لياقتنا البدنية في الاستحواذ". ويضيف أنّ فكر لوجوين هو العمل الجماعي ولعب الكرات في الخط الدفاعي من خلال سبعة لاعبين، وهنا لا يختلف معه أحد، بل على النقيض فإنّ هذا من شأنه أن يعطي قوة للفريق في الجانب الدفاعي، مستدركا أنّ الإشكالية تكمن في الشق الهجومي للمنتخب في عدم التسجيل، وهذا من مسؤوليات المدرب والذي يجب بأن يحله في اللقاءات المقبلة.
ويتداخل الطائي بالقول: "المنتخب العماني ومنذ عهد المدرب ماتشالا كان معروفًا عنه بشكل أساسي اللعب بطريقة هجومية، حتى ترى اللاعب الظهير تركيزه في الجانب الهجومي".
ويرى ناصر حمدان أنّه حتى لو أنّ لوجوين لعب بثلاثة مهاجمين، فمن المحتمل أيضا عدم القدرة على إحراز الأهداف باعتبار أن اللاعبين غير مهيئين للعب بهذه الطريقة، مضيفا أن لوجوين غير مدرك لقدرات اللاعبين، وهو ما يتضح من خلال عدم ثباته على تشكيلة معينة وبالتالي عدم الاستقرار الفني. ويتابع: "تغييرات المدرب أثناء المباراة يجب أن تكون محسوبة، فدخول أو خروج لاعب مثل فوزي بشير أو عماد الحوسني يؤثر بشكل كبير على معنويات الفريق والفريق المنافس، كما أنّه من الضروري ألا يكون وقت التغيير في الدقائق الأخيرة؛ حيث إن اللاعب بحاجة الى بعض الوقت لكي يقدم ما لديه ويدخل في "الفورمة"، وأكرر مرة أخرى يجب علينا أن نهتم بشكل كبير على القاعدة والمراحل السنية".
امتلاك الحلول
ويزيد ناصر: "المدرب لوجوين يمتلك الحلول ويحاول ويجتهد كثيرًا، ولكن حينما يدخل لاعب يجد بأنه ليس لديه الرصيد لكافي لكي يقدمه في الملعب، عكس اللاعب الذي تنشئه منذ الصغر ومن المراحل العمرية، لأنّ اللاعب الذي يعتمد عليه لوجوين حاليا في قائمة المنتخب لا يكون اللاعب في مستواه الفني بشكل ثابت بل إنّه متذبذب".
ويبرز فهد العريمي نقطة أساسية تتمثل في التهميش الواضح من قبل الاتحاد العماني لكرة القدم للكفاءات والقدرات الفنية والتدريبية الموجودة في السلطنة، فهو وإن كان قد استعان ببعضهم، إلا أنّ الحوافز لا ترقى أبدًا للمستوى، والجهد المطلوب من هذه الكوادر كبير، كما أنّه لا توجد هناك خطوط وأهداف مرسومة للعمل من خلالها ووفق رؤية واضحة، وبالتالي نأتي كما أتى آخرون ولا نعرف ما هم المطلوب منا، لذا يتوجب على الإتحاد العماني أن يستمع للكادر الفني الذي تم تعيينه لغرض ما وإلا ليست هناك من جدوى للاستعانة به.
وتتطرق الندوة إلى سبب رئيسي ومهم ساهم وبشكل كبير في تراجع الكرة العمانية وهو المدراس الكروية، التي كانت تنتشر في السلطنة ضمن مشروع "الهدف"، ويشير ناصر حمدان إلى اندهاشه إزاء توقف هذه المدراس الكروية التي أنشئت وبدعم كبير من الاتحاد الدولي "فيفا" ماديا ومعنويًا. ويضيف أنّ اتحاد الكرة كان يتلقى دعمًا يقدر بنحو 250 ألف دولار ضمن هذا المشروع، ثمّ توقف بشكل مفاجئ، إلا أنّ الاتحاد تدارك الأمر مؤخرًا وبدأ في الاهتمام بهذا المشروع.
ويشدد ناصر حمدان على أنّ الهدف الأساسي يجب أن يتمثل في إنشاء قاعدة عريضة من الفئات السنية تبدأ من البراعم ومن الأشبال ثمّ الشباب وبعدها الأولمبي ليصل اللاعب بعد ذلك إلى المنتخب الأول ويحمل في جنباته وفكره كرة قدم حقيقية، وأنه قد تم تأهيله التأهيل الكروي السليم، ولكن هذا التوقف أفقد السلطنة جيلا بل أجيالا من اللاعبين الموهوبين لأنّ الاهتمام انصب على المنتخب الأول والضخ المادي والمعنوي وكل أشكال الدعم كانت موجهة له.
تجديد عقد المدرب
وحول الجدل المثار عن تجديد عقد المدرب قبل انطلاق البطولة، طرح المتحاورون تساؤلا حول مغزى هذا التجديد حتى 2016 وعدم الانتظار حتى تنتهي كأس الخليج ويتم تقييمه من خلاله. ويرى فهد العريمي في هذا السياق، أنّ عقد لوجوين كان سينتهي فعليًا في يونيو 2013، وهي فترة لن تسمح بإعادة تجديد حيوية المنتخب، كما أنّ عملية التجديد والإحلال بالمنتخب وتطويره ستستغرق وقتا، فالخطة طويلة الأجل تستمر للعام 2015، وهي الفترة المتاحة لتكوين فريق قوي، وهو الأمر الذي يتطلب مزيدًا من الصبر. ويضيف أنّ الاتحاد يرى أنّ لوجوين في هذه الفترة بمثابة رجل المرحلة، وبالتالي فالتوقيع معه أمر جيّد حتى تسير الخطة وفق ما هو مرسوم لها، وعلى الشارع الرياضي أن ينتظر ثمار ذلك. ويشدد العريمي على أنّ المدرب جيّد من الناحية الفنية، كما أنّ تجديد عقد المدرب أمر إيجابي من نواح عدة. ويعدد العريمي إيجابيات التجديد للمدرب أنها تسهم في الاستقرار الفني والنفسي والإداري، كذلك يعتاد اللاعبون على أسلوبه، غير أنه استدرك أن قضية العلاقة مع اللاعبين تبقى أساسية؛ حيث يتوجب عليهم التعامل مع عقليته الإحترافية والتي أساسها العمل لا غير.
ويرى العريمي أنّ اللاعب في الخليج يتمتع بصفات خاصة، تتمثل في العلاقات الاجتماعية، مشيرا إلى إعجابه بأسماء المدربين المرشحين لتدريب المنتخب السعودي، وهم مجموعة من المدربين يتفهمون طبيعة اللاعب الخليجي، ويرى أنّ هذا نسبيًا غير موجود حاليًا، ومع ذلك فالمدرب يحمل شهادات ومؤهلات جيدة، قاد منتخبات وأندية وحصد معها ألقابًا، وإن فشل في كأس الخليج وأقلناه فإنّه قد ينجح مع فريق آخر بمعنى أنّ الظروف لم تكن مهيأة جيدًا لتقديم عروض جيدة بكأس الخليج.
ويشير المشاركون في الندوة إلى ضرورة أن يتفاعل أي خبير فنّي للمنتخب، ويتعامل مع كرة القدم العمانية بشمولية، سواء في الدوري أو المراحل السنية المختلفة أو الأندية والمنتخبات.
الجمعية العمومية
وعن الجمعية العمومية ودورها حاليًا ومدى فعاليتها، يرى ناصر حمدان أنّ الجمعية تغرد بعيدا عن السرب، فهي "في واد والاتحاد في واد آخر"، كما أنّها غير فعّالة ولا يعود لها الاتحاد إلا عند الحاجة فقط، فهي غائبة تمامًا.
وأجمع حضور الندوة على هذه النقطة، مطالبين بضرورة تحرك الجمعية العمومية للاتحاد خاصة في حالات الإخفاق، حيث يتعين عليها مساءلة الاتحاد ومناقشته، كما أنّ هذه الجمعية تمثل الأندية ورؤساءها، ملقين باللوم على الجمعية نظرًا لغياب ثقافة العمل المؤسسي والاعتماد على أداء بعض الشخصيات في هذه الجمعية.
وتساءل الحضور عن حجم الأموال التي يتلقاها الاتحاد لدعم الكرة العمانية، والتي تتجاوز 6 ملايين ريال من الدولة، فضلا عن الدعم الخارجي من القطاع الخاص والمستثمرين والدعاية والإعلان.
وحول دوري المحترفين ومدى القدرة على تنفيذه؛ أجمع المتحاورون على صعوبة تحقيق ذلك في الوقت الحالي في ظل ضعف الإمكانيات، إلا في حالة وجود قرار رسمي رفيع المستوى. وهنا يشير ناصر حمدان إلى ضرورة أن يقام دوري المحترفين ولو بأقل المعايير والمواصفات المطلوبة، موضحا أنّ البداية ضرورية، والسلطنة متأخرة في هذه النقطة.
ودعا ناصر إلى وجوب تدخل الحكومة ووزارة الشؤون الرياضية بهدف تطوير البنية الأساسيّة وتوفير الدعم المطلوب لانطلاق هذا الدوري.
وهنا يتداخل الطائي للحديث عن المطلوب لتطوير الكرة العمانية، حيث يقول: "المطلوب هو المراجعة والتدقيق عن ماهية الخطأ وأين يوجد، ومعالجة الخلل وأن نعترف بما وقعنا فيه من أخطاء وأزمات، ومن ثمّ المبادرة لمعالجتها من قبل مختصين وعمل خطة من 5 إلى 10 سنوات، كذلك ضرورة الاهتمام بالمراحل السنية، فقد وصلنا للعالمية عندما أولينا اهتمامًا بالقواعد، ووضع إستراتيجيات بعيدة المدى، وتحقيق الاستقرار الفني والإداري للفئات والفرق والمنتخبات بالاستعانة بخبرات عالمية، توفر الرغبة الصادقة في تعديل المسار والسيّد رئيس الاتحاد وعد بذلك مباشرة في أحد البرامج من حيث المراجعة والتمحيص والاستعانة بالخبراء من الداخل والخارج، فضلا عن تقبل النقد واتخاذ القرار الصائب واعتماد الشفافية وتأهيل المدربين الوطنيين والحكام".
التوصيات
وأوصى المشاركون في الندوة بضرورة تحديد المشكلة والتعرف على مواطن الخلل، ومن ثمّ وضع العلاج الناجع لها، وكذلك الاهتمام بالقاعدة والنشء والبراعم والفئات السنية كسلسلة متكاملة، وعدم إغفالها بل توجيه أغلب الموازنات لدعمها واستمرارها.
وشملت التوصيات أهمية وضع استراتيجيات وأهداف ترسم ملامح طريق الرياضة العمانية بشكل عام، وكرة القدم على نحو خاص، والعمل برغبة صادقة نحو تعديل الوضع والمسار، وبما يضمن تحول الكرة العمانية إلى عالم الاحتراف تدريجيًا، وعدم القفز فوق الواقع.
وأوصت الندوة كذلك على ضرورة تشكيل لجنة أو فريق من الخبراء والمختصين لبحث نقاط ضعف الكرة العمانية، والعمل على إيجاد الحلول وتنفيذ التوصيات، فضلا عن الاهتمام بمنظومة كرة القدم بشكل عام؛ من حيث البنية الأساسيّة والأندية والفئات السنيّة ومن ثمّ المنتخبات الوطنية.
أكثر...