علي بن بدر-
لم يتوقع أكثر المتشائمين خروج الأحمر "برازيل الخليج" من الدور الأول لبطولة خليجي 21، بل كان الأمر بمثابة مفاجأة داوية تركت أثرًا سيئًا في قلوب عاشقي الأحمر؛ وذلك لأسباب ظاهرية عدة؛ كان أولها أن المنتخب ضم توليفة جيدة من اللاعبين، طابعها التجانس وروح اللعب الجماعية، وكان بإمكان الفريق -من واقع مستويات نجومه- الذهاب بعيدًا في البطولة؛ بل كان يحدونا الأمل في نيل اللقب والفوز بالذهب، فـ"بول لوجوين" الذي يتمتع بخبرة طويلة استطاع أن يضم إلى تشكيلته القديمة من أمثال فوزي بشير، أحمد حديد، الحوسني، مظفر بعض اللاعبين الموهوبين الآخرين، لذا كانت الجماهير مطمئنة وتنظر بعين الرضا لمجهودات المدرب الفرنسي، وحملت على عاتقها مشقة السفر للبحرين من أجل مناصرة المنتخب ومؤازرته في المحفل الخليجي؛ حالها كحال أبناء الخليج الآخرين من الدول المشاركة في هذا العُرس الكروي الذي يقام كل عامين.
خرج منتخبنا من البطولة خاوي الوفاض، وبنقطة واحدة كسبها من تعادل سلبي مع البحرين الدولة المستضيفة للحدث، وقد كنا نظن أنّ التعادل في مباراة الأحمر الأولى يشفع له باعتبارها المباراة الأولى في البطولة، والتي غالبًا ما تتسم بالتوجس وجس النبض، إضافة إلى أنّها مع الدولة المستضيفة التي علا هدير جماهيرها مساندة لمنتخبها والاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، وكنا نأمل أن يؤدي الأحمر مباراته الثانية بروح جيّدة و"فورمة" عالية، إلا أنّ الرياح سارت بما لا تشتهي السفن، فقد خيّب منتخبنا آمال جماهيره في مباراته مع المنتخب القطري، حيث كان المستوى دون المأمول والطموح، ومما زاد الطين بلة أنّ مستواه صار يتراجع من مباراة إلى أخرى، إلى أن جاءت مباراة الإمارات التي كانت قاصمة الظهر، وبات جليًا وبما لا يدع مجالا للشك أنّ الأمر يحتاج إلى وقفة، نتدارك فيها ما حدث، ولنجترح الحلول حتى تخرج الكرة العمانية من كبوتها، وليكون ما حدث سحابة صيف عابرة. وحتى لا يتكرر الأمر مرة أخرى لابد من معرفة الأسباب التي أودت بأحلامنا الرياضية في خليجي 21 بالرغم من الإمكانات الفنيّة والمالية والمؤازرة الجماهيرية.
لابد من عقد اجتماع مع لاعبي المنتخب والجهاز الفني والإداري ورجال اتحاد الكرة، ومن ثم إعمال مبدأ المساءلة والمحاسبة ومعرفة أوجه الخلل والقصور، والأسباب التي كانت وراء الإخفاق بالرغم من الاستعدادات والتجارب التي سبقت البطولة، هذا بجانب ضرورة الاستعانة بلجنة من خارج الجهاز الفني تتكون من الفنيين والمختصين بالرياضة للوقوف على حقيقة ما حدث ووضع الحلول المناسبة لما آل اليه حال المنتخب ونتائجه.
وفي المقابل، لابد من تفعيل مبدأ التحفيز في حال فوز المنتخب بصرف مكافآت مالية فورية للاعبين والجهاز الفني والإداري.
لم يقدم لوجوين ما يشفع له بالبقاء مدربًا للأحمر، وأعتقد أنّ وقت تغييره قد حان، لا سيما أنّ منتخبنا مقبل على استحقاقات قادمة (تصفيات آسيا وكأس العالم) وفي البال مباراتنا مع سوريا التي سيخوضها الأحمر مطلع الشهر القادم.
يجب النظر للمستقبل البعيد بعين فاحصة، والبحث عن لاعبين يكونون على قدر مسؤولية ارتداء شعار الوطن.
أكثر...