تحليل فني-
الرؤية - وليد الخفيف-
في أمسية كروية مثيرة باستاد البحرين الوطني، توج الإمارات بطلا لخليجي21 بعد صراع دام 120 دقيقة مع أسود الرافدين، الذين قدموا مباراة رائعة، ورغم الخسارة إلا أنّهم خرجوا بأداء متميّز.
الشوط الأول جاء سريعًا تكتيكيًا من المنتخبين، متكافئًا بين طرفيه في الجانب البدني ولكن الجانب المهاري والخططي والنفسي تفوق فيه المنتخب الإماراتي الذي قدم شوطًا رائعًا توج بهدف بمجهود فردي للموهوب عمر عبد الرحمن (19 سنة) في الدقيقة 27 بعدما توغل في الدفاعات العراقية وراوغ قلبي الدفاع والمدافع الأيسر على عدنان ثمّ صوب الكرة في شباك نور صبري معلنا أفضل أهداف البطولة من لاعب مرشح بقوة لنيل أفضل لاعب في خليجي21.
أمّا عن التمرير والتسلم والاستلام والتحرك بدون كرة، فتفوق فيه المنتخب الإماراتي؛ حيث ضم المنتخب الإماراتي لاعبين تغلب عليهم الصبغة المهارية أكثر من الصبغة البدنية، ووفق مهدي علي في الحد من خطورة همام طارق مفتاح اللعب الأساسي للمنتخب العراقي، حيث انشغل بمراقبة عمر عبد الرحمن بالتبادل مع زميله في الارتكاز سيف سلمان (19 سنة) الأمر الذي لم يمكن همام طارق من القيام بواجباته الهجومية إلا على فترات بعيدة ففقد العراقيون إحدى الأوراق الهجومية التكتيكية الهامة لتحقيق الفوز.
ورغم التفوق العددي لأسود الرافدين في وسط الملعب من خلال اللعب بخمسة لاعبين بينهم لاعبين في الارتكاز هم همام طارق وسيف سلمان ويغلب عليهم طابع الشباب، غير أنّ رباعي خط الوسط الإماراتي تمكن من اختراق خط الوسط العراقي في عدة مناسبات من خلال مهارة عمر عبد الرحمن وتمريراته البينية القاتلة، في ظل تحركات أحمد خليل وعلي مبخوت في العمق العراقي. أمّا المنتخب العراقي فلجأ للكرات الطويلة ليونس محمود واستخدامه كمحطة استقبال للكرة ومن ثمّ التمرير للقادمين من الخلف، ولكن خط الدفاع الإماراتي فرض على يونس رقابة لصيقة حدت كثيرًا من خطورته، في الوقت الذي بذل فيه حمادي مجهودًا كبيرًا في محاولة لإزعاج الدفاع الإماراتي. غير أنّ النقص العددي العراقي لم يمكن حمادي من التواجد داخل الصندوق فلجأ معظم فترات المباراة للخروج خارج منطقة الـ18 لاستلام الكرة ففقد قدرا من خطورته فأصبح بلا فاعلية على المرمى. وقد تركّزت الهجمات العراقية من خلال الجناح الأيسر على عدنان ومساندة حمادي أمّا الجبهة اليمنى المكونة من وليد سالم وأحمد يسن فغلب عليها الالتزام الدفاعي، ولم تظهر في الشق الهجومي إلا في مناسبات قليلة. ورغم التقدم الإماراتي إلا أنّ لاعبيه عجزا من اختراق الأطراف العراقية، لذا تركّزت هجماتهم من خلال العمق فقط ولم نر أي كرة عرضية داخل منطقة الجزاء العراقية، ويعد عمر عبد الرحمن من الإمارات وهمام طارق هما مفتاحا اللعب للمدربين خلال الشوط الأول الذي انتهى بتفوق إماراتي لعبًا وأداء ونتيجة.
الشوط الثاني بدأ سريعًا كذلك، وانتبه العراقي حكيم شاكر إلى خطئه في الشوط الأول الذي اعتمد فيه على الكرات الطويلة فقط، فأعطى للاعبيه مهام جديدة تركزت في أداء التمريرات القصيرة من الخلف للأمام مع تحركات عرضية للمهاجمين في محاولة لفتح ثغرات في العمق الإماراتي فمالت السيطرة الميدانية خلال الشوط الثاني بالكامل لأسود الرافدين مدعومة بانتشار جيّد خاصة لخماسي الوسط؛ حيث بدأ همام طارق بالتحرر بعض الشيء من الواجبات الدفاعية المبالغ فيها، ولاحت للأخضر فرصة التهديف من خلال تصويبة علي عدنان التي تصدى لها علي حسن باقتدار، الأمر الذي دفع مهدي علي مدرب الإمارات لتنشيط الناحية الهجومية فدفع بإسماعيل الحمادي بديلا لعلي مبخوت غير الموفق في محاولة لتضييق المساحات في وسط الملعب، فرد عليه حكيم شاكر بالدفع بمهند عبد الرحيم بديلا لحمادي أحمد صاحب المجهود الوفير، ولكن دون فاعلية هجومية، وانحاز الشوط الثاني للعراقيين لعبًا وأداء بعدما أحكموا السيطرة على مجريات الأمور واختفى عمر عبد الرحمن تمامًا. واكتفى الإماراتيون بالهجمات المرتدة، حتى دفع مهدي علي مدرب الإمارات نتيجة تراجعه غير المبرر؛ حيث تمكّن السفاح يونس محمود من إدراك التعادل بتصويبة نارية من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 80، نتيجة تمركز خاطئ للدفاع الإماراتي، بعدما تمكن من التخلص من رقابة مهند سالم اللصيقة له طوال المبارة، الهدف كان نتيجة طبيعية للسيطرة العراقية والتراجع الإماراتي والاعتماد على دفاع المنطقة والاكتفاء بالرد من خلال الهجمات المرتدة التي كانت تتكسر أمام الانتشار الجيد لخماسي الوسط العراقي الذي امتاز في القدرة على استخلاص الكرة والضغط على منافسة، ولم يتوقف الطموح العراقي عن حد التعادل فلاحت ليونس محمود العديد من الفرص التي كانت لنيل العراقيين للكأس ولكن صافرة نهاية الوقت الأصلي كانت حاضرة من حكم المباراة خليل جلال، ليدخل الفريقان في منعطف الشوطين الإضافيين.
ورغم الحذر من الطرفين والسيطرة العراقية المدعومة بلياقة بدنية جيدة وروح قتالية عالية، إلا أنّ المنتخب الإماراتي تمكن من خلال هجمة سريعة في الشوطين الإضافيين مستغلا غفلة دفاعية عراقية من تحقيق الهدف الثاني الذي حمل توقيع البديل إسماعيل الحمادي (22 سنة) نتيجة الاندفاع الهجومي المبالغ للمنتخب العراقي، ولم يتمكن أسود الرافدين هذه المرة من إدراك التعادل؛ حيث أطلق السعودي خليل جلال صافرة نهاية كلاسيكو الخليج معلنا الإمارات بطلا لخليجي 21.
أكثر...
الرؤية - وليد الخفيف-
في أمسية كروية مثيرة باستاد البحرين الوطني، توج الإمارات بطلا لخليجي21 بعد صراع دام 120 دقيقة مع أسود الرافدين، الذين قدموا مباراة رائعة، ورغم الخسارة إلا أنّهم خرجوا بأداء متميّز.
الشوط الأول جاء سريعًا تكتيكيًا من المنتخبين، متكافئًا بين طرفيه في الجانب البدني ولكن الجانب المهاري والخططي والنفسي تفوق فيه المنتخب الإماراتي الذي قدم شوطًا رائعًا توج بهدف بمجهود فردي للموهوب عمر عبد الرحمن (19 سنة) في الدقيقة 27 بعدما توغل في الدفاعات العراقية وراوغ قلبي الدفاع والمدافع الأيسر على عدنان ثمّ صوب الكرة في شباك نور صبري معلنا أفضل أهداف البطولة من لاعب مرشح بقوة لنيل أفضل لاعب في خليجي21.
أمّا عن التمرير والتسلم والاستلام والتحرك بدون كرة، فتفوق فيه المنتخب الإماراتي؛ حيث ضم المنتخب الإماراتي لاعبين تغلب عليهم الصبغة المهارية أكثر من الصبغة البدنية، ووفق مهدي علي في الحد من خطورة همام طارق مفتاح اللعب الأساسي للمنتخب العراقي، حيث انشغل بمراقبة عمر عبد الرحمن بالتبادل مع زميله في الارتكاز سيف سلمان (19 سنة) الأمر الذي لم يمكن همام طارق من القيام بواجباته الهجومية إلا على فترات بعيدة ففقد العراقيون إحدى الأوراق الهجومية التكتيكية الهامة لتحقيق الفوز.
ورغم التفوق العددي لأسود الرافدين في وسط الملعب من خلال اللعب بخمسة لاعبين بينهم لاعبين في الارتكاز هم همام طارق وسيف سلمان ويغلب عليهم طابع الشباب، غير أنّ رباعي خط الوسط الإماراتي تمكن من اختراق خط الوسط العراقي في عدة مناسبات من خلال مهارة عمر عبد الرحمن وتمريراته البينية القاتلة، في ظل تحركات أحمد خليل وعلي مبخوت في العمق العراقي. أمّا المنتخب العراقي فلجأ للكرات الطويلة ليونس محمود واستخدامه كمحطة استقبال للكرة ومن ثمّ التمرير للقادمين من الخلف، ولكن خط الدفاع الإماراتي فرض على يونس رقابة لصيقة حدت كثيرًا من خطورته، في الوقت الذي بذل فيه حمادي مجهودًا كبيرًا في محاولة لإزعاج الدفاع الإماراتي. غير أنّ النقص العددي العراقي لم يمكن حمادي من التواجد داخل الصندوق فلجأ معظم فترات المباراة للخروج خارج منطقة الـ18 لاستلام الكرة ففقد قدرا من خطورته فأصبح بلا فاعلية على المرمى. وقد تركّزت الهجمات العراقية من خلال الجناح الأيسر على عدنان ومساندة حمادي أمّا الجبهة اليمنى المكونة من وليد سالم وأحمد يسن فغلب عليها الالتزام الدفاعي، ولم تظهر في الشق الهجومي إلا في مناسبات قليلة. ورغم التقدم الإماراتي إلا أنّ لاعبيه عجزا من اختراق الأطراف العراقية، لذا تركّزت هجماتهم من خلال العمق فقط ولم نر أي كرة عرضية داخل منطقة الجزاء العراقية، ويعد عمر عبد الرحمن من الإمارات وهمام طارق هما مفتاحا اللعب للمدربين خلال الشوط الأول الذي انتهى بتفوق إماراتي لعبًا وأداء ونتيجة.
الشوط الثاني بدأ سريعًا كذلك، وانتبه العراقي حكيم شاكر إلى خطئه في الشوط الأول الذي اعتمد فيه على الكرات الطويلة فقط، فأعطى للاعبيه مهام جديدة تركزت في أداء التمريرات القصيرة من الخلف للأمام مع تحركات عرضية للمهاجمين في محاولة لفتح ثغرات في العمق الإماراتي فمالت السيطرة الميدانية خلال الشوط الثاني بالكامل لأسود الرافدين مدعومة بانتشار جيّد خاصة لخماسي الوسط؛ حيث بدأ همام طارق بالتحرر بعض الشيء من الواجبات الدفاعية المبالغ فيها، ولاحت للأخضر فرصة التهديف من خلال تصويبة علي عدنان التي تصدى لها علي حسن باقتدار، الأمر الذي دفع مهدي علي مدرب الإمارات لتنشيط الناحية الهجومية فدفع بإسماعيل الحمادي بديلا لعلي مبخوت غير الموفق في محاولة لتضييق المساحات في وسط الملعب، فرد عليه حكيم شاكر بالدفع بمهند عبد الرحيم بديلا لحمادي أحمد صاحب المجهود الوفير، ولكن دون فاعلية هجومية، وانحاز الشوط الثاني للعراقيين لعبًا وأداء بعدما أحكموا السيطرة على مجريات الأمور واختفى عمر عبد الرحمن تمامًا. واكتفى الإماراتيون بالهجمات المرتدة، حتى دفع مهدي علي مدرب الإمارات نتيجة تراجعه غير المبرر؛ حيث تمكّن السفاح يونس محمود من إدراك التعادل بتصويبة نارية من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 80، نتيجة تمركز خاطئ للدفاع الإماراتي، بعدما تمكن من التخلص من رقابة مهند سالم اللصيقة له طوال المبارة، الهدف كان نتيجة طبيعية للسيطرة العراقية والتراجع الإماراتي والاعتماد على دفاع المنطقة والاكتفاء بالرد من خلال الهجمات المرتدة التي كانت تتكسر أمام الانتشار الجيد لخماسي الوسط العراقي الذي امتاز في القدرة على استخلاص الكرة والضغط على منافسة، ولم يتوقف الطموح العراقي عن حد التعادل فلاحت ليونس محمود العديد من الفرص التي كانت لنيل العراقيين للكأس ولكن صافرة نهاية الوقت الأصلي كانت حاضرة من حكم المباراة خليل جلال، ليدخل الفريقان في منعطف الشوطين الإضافيين.
ورغم الحذر من الطرفين والسيطرة العراقية المدعومة بلياقة بدنية جيدة وروح قتالية عالية، إلا أنّ المنتخب الإماراتي تمكن من خلال هجمة سريعة في الشوطين الإضافيين مستغلا غفلة دفاعية عراقية من تحقيق الهدف الثاني الذي حمل توقيع البديل إسماعيل الحمادي (22 سنة) نتيجة الاندفاع الهجومي المبالغ للمنتخب العراقي، ولم يتمكن أسود الرافدين هذه المرة من إدراك التعادل؛ حيث أطلق السعودي خليل جلال صافرة نهاية كلاسيكو الخليج معلنا الإمارات بطلا لخليجي 21.
أكثر...