الرؤية- مدرين المكتومية-
أكد الإعلامي مازن أمان مراسل قناة العربية في مصر واليمن، ومراسل قناة الحرة في دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن ولبنان أنّ من وسائل تطوير شبكة المراسلين الخاصة بالنشرة الإخبارية في السلطنة هو التدريب، والمتابعة اليومية، لانهما مفتاح النجاح في العمل الإخباري التليفزيوني.
وأضاف: صناعة الإعلام بشكل عام مستوردة من الغرب، وخاصة الإعلام الإخباري، ورغم هذا نلحظ غيابا لتدريب كوادر الإعلام العربي في الغرب الذي هو مصدر هذه الصناعة والقائم على تطويرها بصورة سريعة بسبب المنافسة المحتدمة هناك.
وبالنسبة للمراسلين، يجب إخضاعهم لدورات تدريبية مكثفة مختلفة، فمثلا لا يجب أن يتم ضم جميع المراسلين إلى دورة تغطية الحروب والصراعات المسلحة، فمراسل في نيويورك مثلا مسؤول عن تغطية أنشطة الأمم المتحدة والتطورات السياسية لن يستفيد الكثير من دورة تدريبية على سلامة المراسلين وتغطية النزاعات المسلحة، فيما مراسل في أفغانستان أو الصومال لن يستفيد الكثير من تدريب يمرن المراسل على كيفية اقتناص التصريحات السياسية المثيرة للجدل واقتناص فرص الحصول على تصريح صحفي هام.
من جهة أخرى يجب أن يتم استدعاء كافة المراسلين بالتوالي إلى مركز الأخبار للتعرف على طريقة سير العمل اليومي، وللتعرف عن قرب على الزملاء الذين يتعامل معهم عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، وياحبذا لو تم دمج المراسل خلال هذه الفترة في قسم المراسلين ليعمل على التواصل مع زملاء له من المراسلين الآخرين ويستقبل موادهم الإخبارية والفيلمية ويقوم بتجهيزها للبث على الهواء، والهدف من هذه الخطوة أن يعي المراسل أدوات العمل التي يستخدمها زملاؤه في قسم المراسلين ويعلم التأثير السلبي لأخطاء يرتكبها بصورة يومية على سرعة بث المواد المرسلة يوميا من المكاتب الإخبارية لمركز القناة، ولماذا يتم منع بث بعض المواد بسبب أخطاء تحريرية أو تقنية. أمّا بالنسبة للمتابعة اليومية، فهذا واجب قسم المراسلين، ويجب أن يتدربوا أيضا على كيفية متابعة المراسلين بصورة يومية وتوجيههم، وعدم التغاضي عن الأخطاء المتكررة، إضافة إلى أهمية التنسيق وتفهم الصعوبات التي يواجهها من يتصدر للعمل الميداني، ومن المفيد تطبيق سياسة الابتعاث، ليسافر العاملون في قسم المراسلين إلى المكاتب وممارسة العمل اليومي هناك ليخبروا الصعوبات والمعوقات التي تواجه المراسل الميداني.
وأضاف: انصرف المشاهد العربي عن إعلامه المحلي واتجه للفضائيات العربية لسببين لا ثالث لهما، المهنية، والتطور النوعي، فيجب على القنوات الحكومية أن تطور نفسها على مستوى التقنيات وجودة الصورة والبث من جانب، وتقديم محتوى إخباري مهني يبتعد تماما عن الخطاب الإعلامي الحكومي الممل المعاد المستهلك المنفر، فنحن نعيش عالما مفتوحا على صعيد الفضائيات والانترنت، وسياسة دفن الرأس في الرمال لن تجدي نفعا، وأدت وستؤدي إلى انصراف المشاهد العربي عن قنواته المحلية واعتماد الفضائيات كمصدر للأخبار.
وأشار: المذيعون مشكلة عويصة في العمل الإخباري التليفزيوني، فشعور المذيع المتضخم بذاته بسبب ظهوره على الشاشة وتعرف الناس عليه في الشارع يجعله ينسى أنه يقدم نشرة إخبارية هي نتاج عمل العشرات من زملائه، وتترسخ عنده قناعة إحساسه بأنه النجم الأوحد، ومن هنا ينسى تدريجيا أن عليه أن يجتهد ويقوم بواجبه اليومي من المتابعة والقراءة، ويكتفي بدور قارئ النشرة، وتقوم المحطات الغربية بإخضاع المذيعين إلى جلسات نفسية بصورة منتظمة لتقليل إحساس تضخم الذات عند بعضهم والتنبيه إلى تفاقم هذا الإحساس لدى آخرين بصورة مرضية تستوجب العلاج أو الإبعاد عن الشاشة، كما يجب تغيير قواعد العمل التليفزيوني في المحطات الحكومية لتجعل المذيع ملتزما بتعليمات رئيس تحرير النشرة وتضمن عدم خروجه عن السياق الذي يضعه رئيس التحرير، مع ضمان أهمية حضور المذيع بوقت مبكر وكاف قبل موعد الهواء ليناقش رئيس التحرير في وضع تصور النشرة ويتفق معه على الكيفية التي يراد أن تخرج بها.
كما يرى مازن الانقراض مصير حتمي لمن يرفض التطور، وخير مثال هو الدور الذي لعبه الإعلام في العالم العربي خلال ما عُرف باسم الربيع العربي، فوقعت أنظمة حكم وسقطت حكومات ووضع رموزها خلف القضبان وهرب آخرون بسبب عجز الإعلام الحكومي عن إيصال رسالته إلى المشاهدين، فقد انصرفوا عنه منذ سنوات، وعندما احتاجته الدولة، كان الإعلام الحكومي موضعا للسخرية والتندر وسلاح ضد الحكومة لا معها. المشكلة الرئيسية للإعلام الحكومي هي سيطرة عقول قديمة عليه، تتحفظ على أي تغيير لأنه سيطيح بها من مواقعها؛ نظرًا لأنها لم تطور نفسها فتضع العراقيل أمام التطوير والتغيير، رغم أن التطوير واعتماد المعايير المهنية سيفيد الحكومات بجذب المشاهد مرة أخرى لتلتف الأسرة العربية أمام شاشاتها المحلية، وبمجرد الوصول إلى هذه المرحلة من النجاح ستتمكن الحكومات من أن تمرر رسائلها أيضا بمهنية عبر وسيلة ناجحة وشعبية وستجد آذانا تصغي لها.
أكثر...