مسقط - الرؤية-
اختتم بجامعة السلطان قابوس فعاليات المؤتمر الخليجي الدولي الثاني لسلامة المرضى؛ تحت شعار: "تعزيز الريادة في سلامة المرضى.. الالتزام المتبادل سبل الفوز"؛ وذلك بحضور ومشاركة عدد من القيادات المحلية والدولية، وعدد من المنظمات والهيئات والجمعيات الدولية والإقليمية ذات العلاقة، والعديد من الخبراء والمتحدثين العالميين والإقليميين والخليجيين؛ حيث تم تقديم ورشتي عمل وأكثر من ثلاثين محاضرة على مدار سبع جلسات علنية، إضافة إلى أكثر من خمسة وعشرين بوستر علميًّا.
وقد خلصت المناقشات العلمية المستفيضة إلى 23 توصية؛ شملت مختلف الجوانب؛ منها: التعليم الطبي المستمر؛ واندرج تحت هذا الجانب عدد من التوصيات؛ وهي: العمل على الإسراع في تطبيق وتنفيذ منهج منظمة الصحة العالمية لسلامة المرضى في جميع الكليات والمعاهد الصحية والطبية لترسيخ مفاهيم سلامة المرضى في جميع الكوادر العاملة في مجالات الطب والصحة وتكثيف حلقات العمل التدريبية والنجوات العملية لإعداد الكوادر الطبية المتخصصة والمدربة في مجال سلامة المرض وإدارة المخاطر وتأهيلهم التأهيل المناسب لذلك، وتثقيف مهنيي الرعاية الصحية بمستوياتها الثلاث، ووضع سلامة المرضى كأولوية رئيسية لتحسين مستوى الأداء بالخدمات الصحية، والاهتمام بتطوير وتحسين العوامل البشرية والبنية الأساسية، وبناء القدرات للمساعدة على بناء "بيئة عمل" معزِّزة لسلامة المرضى في المنشآت الصحية.
أما الجانب الثاني من التوصيات، فقد تعلق بالقيادات الصحية؛ وشملت: تعزيز الدور القيادي على كافة المستويات الإدارية، وزيادة الصلاحيات والإمكانيات لقيادية لضمان تنفيذ البرامج الوطنية لسلامة المرضى، وتكثيف حلقت العمل التجريبية في مجال "القيادة الصحية"، وتعميق مبادئ وعناصر سلامة المرضى لدى جميع القيادات الصحية بكافة مستوياتها الإدارية، وترسيخ ثقافة سلامة المرضى في المنشآت. وتحديد المهام والمسؤوليات للقيادات الصحية ضمن البرامج الوطنية وتحديد مؤشرات مقياس وآليات تنفيذها لتسيير التطبيق والمتابعة والتصحيح للخطط الوطنية في مجال سلامة المرضى. وتعزيز دور القيادات الصحية في بناء القدرات المهنية والعملية لكافة العاملين في القطاع الصحي في مجالات سلامة المرضى.
وفيما يخص جانب البحث العلمي، فقد خلص إلى زيادة وتكثيف الأبحاث العلمية في مجالات الجودة الصحية وسلامة المرضى وإدارة المخاطر بالتعاون بين الجامعات والكليات والمعاهد العلمية، وتقييم الوضع الراهن، وابتكار أفضل الحلول والممارسات المبنيَّة على البراهين. وإعداد الأدلة الإرشادية ذات العلاقة بسلامة المرضى لمواكبة المستجدات العالمية ووفقا لآليات مبنية على الأدلة والبراهين العلمية. ومخاطبة المكتب التنفيذي بالعمل على إصدار "مجلة علمية خليجية" للجودة الصحية وسلامة المرضى، وبالتنسيق مع وزارة الصحة في سلطنة عمان بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس، تهتم بنشر الأبحاث والدراسات والمبادرات الخيجية الدائرة وبهدف نشر مفاهيم ثقافة سلامة المرضى في جميع الأوساط الصحية الخليجية.. وعلى أن تصدر كل أربعة أشهر في المرحلة الأولى. وإعداد قاعدة بيانات لدراسة ومتابعة الوضع الحالي وتقييم مدى التقدم المحرز في خفض معدلات الأخطاء الطبية والدوائية.
وهناك عدد من التوصيات ضمَّت المشاركة المجتمعية؛ وهي: تقوية دور المرضى والمجتمع في تعزيز مبادرة "المريض من أجل سلامة المريض"، ومن خلال التواصل المجتمعي وتكثيف الوعي الصحي بواسطة جميع وسائل الإعلام وجمعيات المجتمع المجني ذات العلاقة وتكثيف نشر المعلومت الخاصة بسلامة المرضى ودرء المخاطر لوسائل الإعلام المختلفة وبعرض زيادة الوعي المجتمعي وتفعيل مشاركة المجتمع ونظمات المجتمع المدني وتوجيه برامج التوعية الصحية والتثقيف الصحي لتعزيز ثقافة سلامة المرضى والتأكيد على حقوق المرضى والحصول على رعاية آمنة في كافة مستويات الرعاية الصحية.
بالإضافة إلى توصيات في مجال تطوير آليات سلامة المرضى؛ وهي: العمل على إيجاد أقسام متخصصة "إدارة المخاطر" ضمن الإدارات المسؤولة عن سلامة المرضى، واستخدام أدوات وآليات ووسائل إدارة المخاطر لمواكبة المستجدات العلمية في هذ الصدد. والتركيز على استخدام العناصر الحديثة والممكنة لسلامة المرضى؛ مثل: الحكومة السريرية، إدارة المخاطر، الإدوات الحديثة للجودة؛ وذلك لمواكبة المستجدات العالمية في هذه المجالات. وتفعيل آليات وأدوات الرعاية الصحية المبنية على البراهين وعناصر الصحة العامة في كافة أهداف ومجالات سلامة المرضى. واستحداث نظم تسجيل وطنية لرصج الأحداث الضائرة ووضع آليات التعامل معها وتحليلها كدروس مستفادة لمنع تكرارها مرة أخرى. وتحديث وتطوير البنية الأساسية لوسائل "الاتصال في المنشآت الصحية والتي تمثل أهم العناصر الجذرية في الأحداث الضائرة، ومن ثم كوسيلة فاعلة للحد من وقوعها وخفض معدلات حدوثها.
وتوصيات المؤتمر الأخيرة كانت عن الاقتصاد وسلامة المرضى فأوصوا بضرورة تكثيف الإنفاق الوطني على مبادرات وفعاليات سلامة المرضى؛ وذلك ضمن التوجهات العلمية وبهدف خفض النفقات والتكاليف الناتجة عن الأحداث الضائرة على المدى البعيد وما تشكله من عبء اقتصادي كبير على الصحة العامة حاليا. وزيادة الاهتمام بإجراء دراسات جدوى اقتصادية تقوم على الفاعلية مقارنة بالتكاليف لمشاكل وقضايا سلامة المرضى الشائعة؛ وذلك بهدف تقديم صورة متكاملة لراسمي السياسات الصحية والقيادات العليا لاتخاذ القرارات المناسبة المبنية على الأدلة والبراهين. وضمان الإجراءات المالية وإجراء الدعم الأخرى وتسهيل صدور السياسات والتشريعات ذات العلاقة لتعضيد الجهود والأنشطة الهادفة إلى بناء "ثقافة سلامة المرضى" على مستوى العاملين في القطاع الصحي وعلى مستوى المجتمع ككل لضمان تقديم "رعاية صحية آمنة".
أكثر...