قال سعادة الشيخ الدكتور خالد بن سالم السعيدي الأمين العام لمجلس الدولة إن الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة لدى لقائه شيوخ ورشداء محافظتي الداخلية والوسطى، يعد خطاباً أبوياً صادراً من القلب، نظراً لما تطرّق له الخطاب من قضايا وطنية مختلفة وذات أهمية، تعكس حرص المقام السامي على تلبية احتياجات المواطن.
وأضاف السعيدي في تصريحات لـ"الرؤية" أن المنصت للخطاب السامي بالتأكيد يلامس شغاف قلبه، خاصة وأنه ركز على عدة قضايا تنموية بارزة. وتابع أن الخطاب بدأ بالأوامر السامية لإنشاء كلية الأجيال للصناعات الحرفية وهي أول كلية تطبيقية معنية بالتراث في السلطنة، وكذلك إنشاء "صندوق الرفد" للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، معتبراً هذه الأوامر بمثابة البشائر التي استهل بها جلالته خطابه. وزاد السعيدي أن جلالته- حفظه الله ورعاه- تطرق إلى عدة قضايا وطنية مهمة؛ منها العمالة الوافدة، وضرورة ألا تتجاوز النسبة المقررة، والتي تتراوح بين30-33% من إجمالي عدد السكان، وهي خطوة مهمة للحفاظ على التوازن السكاني، كما أنها متبعة في كثير من الدول، لافتاً الى أن أي نسبة معقولة من العمالة الوافدة لا تهدد الهوية العمانية وأنها في الحدود الآمنة للوطن.
وأوضح سعادته أن جلالة السلطان شدد في خطابه على ضرورة تكاتف مؤسسات المجتمع وأهمية التنسيق بين الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، من أجل القضاء على التجارة المستترة، التي وصفها جلالته بأنها تنخر في عظم الاقتصاد. وشدد السعيدي على أن مناقشة مشكلات التجارة المستترة تعكس الأهمية التي يوليها جلالته لهذه القضية، مشيرًا الى أن استغراق وقت طويل في مناقشة هذا المحور يهدف إلى توجيه الأوامر الى المسؤولين بضرورة التكاتف من أجل القضاء على هذه الآفة من خلال إيجاد حلول سريعة لها، والتنسيق مع السلطة التنفيذية والتشريعية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص.
وأشار سعادة الأمين العام لمجلس الدولة إلى الرسائل الأبوية ذات البعد الاجتماعي التي حملها الخطاب، والتي وجهها لابنائه من الشباب؛ حيث أبدى جلالته سعادة خاصة بما لمسه من استعداد الشباب لتولي المسؤولية في إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وهو تأكيد على المتابعة الدائمة لجلالته لما يدور في الشارع العماني، وفي الوقت ذاته يبعث برسالة اطمئنان لأبنائه الشباب والتأكيد على أنهم محور اهتمام خاص من جلالته. وقال السعيدي إنه من حيث الجانب الرسمي، فقد وعد جلالته فأوفى؛ حيث صدر أمس الاثنين مرسوم سلطاني بإنشاء صندوق الرفد وإصدار نظامه. وأكد أن الشباب مطالب الآن بمزيد من العطاء تجاه الوطن، معرباً عن أمله في أن يكونوا عند حسن ظن القائد بهم، وأن نرى في القريب العاجل مبادرات شبابية ترفد الاقتصاد الوطني.
أكثر...