الرؤية - محمد حاردان-
نظم مكتب حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني يومًا مفتوحًا للإعلاميين في زيارة لمحمية رأس الشجر؛ ليتزامن مع فعاليات الاحتفال بيوم البيئة العماني، وتعريف المجتمع بأهم الثروات الطبيعية والحيوانية التي تتميز بها المحمية. وصون الطبيعة وحفظها من الاندثار والانقراض؛ حيث تعد محمية رأس الشجر الطبيعية غنية بمكنوناتها وثرواتها وبيئتها الطبيعية، وفيها أنواع جمة من الأعشاب والفطريات والنباتات والحيوانات النادرة وتتنوع وتنتشر ما بين سهول وجبال المحمية.
وقد انطلقت الرحلة من أمام مكتب حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني، في التاسعة صباحا بخمس مركبات ذات الدفع الرباعي، وقد استغرقت المسافة من مسقط إلى المخيم المخصص للفريق ساعة ونصف.. وكان في استقبال الإعلاميين الزائرين فايزة الهيملية إداري أول إعلام وتوعية، وسالم الربيعي إخصائي حياة برية.
وبدأت فعاليات الرحلة بعرض موجز عن برنامج اليوم المفتوح للإعلاميين من مختلف الجهات عن محمية رأس الشجر الطبيعية التي تتميز بوجود تنوع ثري في مواردها الطبيعية؛ حيث تعتبر موطنا طبيعيا لعدد من النباتات والطيور وموطنا لأحياء فطرية مهددة بالانقراض. وتعود تسميتها إلى وفرة الأشجار في الوادي بالمنطقة؛ حيث يتراءى للناظر من الأعالي صورة رؤوس الأشجار بوفرة كبيرة.
لكنَّ الحال تغيَّرت بعد إعصار جونو الذي اقتلع أعدادًا كبيرة من أشجار الوادي ومن موارد المحمية الأحيائية الحيوانات: الغزال العربي، والوعل العربي، والثعلب الأحمر، والذئب العربي، والوشق، وبعض أنواع الخفافيش. أما الطيور؛ فمنها: الهدهد، وطائر الجشنة، وطائر الوروار، والرخمة المصرية، والصفرد، وبعض أنواع البوم والقطا واليمام البري والصقر الحر والنسر الأوذن والكروان والنورس.
وتحتوي المحميَّة على النباتات والأشجار؛ منها: السمر والسدر والغاف العماني واللثب والطلح والسرح والقفص والشوع وسيداف والشحس. أما الأعشاب: الزعتر والقطف والشكاع والعسبق. كذلك الصباريات ومنها الضجع.
وتوجَّه الإعلاميون برفقة سالم الربيعي لتعريفهم على حدود المحمية التي تبلغ مساحتها 93 كيلو مترًا مربعًا.
وقال الربيعي: إن الهدف من إنشاء المحمية هو حماية الحيوانات البرية ومنها أيضًا المفترسة وكذلك المرعى. وكل ذلك يسمَّى النظام البيئي. وأوضح أن مكتب حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني أنشئ بأوامر سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه؛ ليساهم -إلى جانب المؤسسات الأخرى المعنية بالبيئة وصون الطبيعة والحياة الفطرية في عدد من المحميات الطبيعية- في تنفيذ بعض المشاريع البيئية المهمة المتعلق أغلبها بصون المفردات والنظم البيئية لتلك المحميات.
وقال: هناك حالات دهس للغزلان، وكشف أن هناك خطة مستقبلية لتسوير المحمية وإضافة كاسرات السرعة في شوارعها.
وقد توقف الوفد الزائر أمام قطعان من الغزلان حينما كان متجها إلى قرية عمق الرباخ الواقعة في عمق جبال الحجر الشرقي وتبتعد عن رأس الشجر حوالي 7 كيلو مترات وهي قرية شديدة الوعورة.. سميت بهذا الاسم لسكانها الذين يتنتسبون إلى قبيلة واحدة وهي "الربخي". وهم حماة للمحمية وأصدقاء للحيوانات البرية ويقدمون خدمات كبيرة في الحفاظ على المحمية.
وتوقف الإعلاميون عند قبر "بن سنان" في منطقة رفصة الناقة تحيطة نباتات برية وأشجار الزعتر البري من خلال التلة التي تطل على وادي عمق الرباخ ويتفرع من سلاسل الجبلية للحجر الشرقي ليصب في وادي النبز.
ويحكي لنا أحد المواطنين أنه رأى عددا من الوعول العربية وصل إلى 14 وعلا وبين لنا الربيعي أن أكثر الفترات التي يخرج فيها الوعل في فصل الصيف بحثا عن الماء والمرعى مما يجعل فرصة مشاهدته ممكنة في تلك الفترة لكونه حيوانا حذرا.
وأكمل الوفد طريقه إلى القرية بين الجبال الشاهقة والمنعطفات، واستقبله الأهالي بكل حميمية وود حيث أقاموا معرضا قدموا فيه العديد من السعفيات وعرضوا منتجاتهم الزراعية والاعشاب والعسل والادوية وغيرها. وقدم الشيخ خميس الربخي موجزا عن الأشياء المعروضة والهدف من انشاء المعرض حيث انه يعزز فكرة تواصل المجتمع المدني مع مختلف المؤسسات.
وأكمل الإعلاميون طريقهم إلى عمق الوداي الغني بالمقومات الجمالية والسياحية، شكلته عوامل التعرية في رسومات جميلة كهوف وصخور على أشكال الطيور نباتات على جانبي ممر السيول في الوادي.
أكثر...