الرؤية - عادل البلوشي - أحمد محمد - وليد الخفيف-
يلتقي منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، اليوم، مع نظيره السوري، في تمام الخامسة والربع، بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، وذلك ضمن انطلاقة منافسات تصفيات نهائيات كأس اسيا والمقررة إقامتها في استراليا عام 2015، وذلك في لقاءات المجموعة الأولى والتي تضم منتخبي الأردن وستغافورة، واللذين يلتقيان ضمن منافسات ذات المجموعة على ملعب استاد عمَّان الدولي.
ويدرك الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الفرنسي بول لوجوين واللاعبين، حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه للخروج بنتيجة إيجابية في لقاء اليوم، خاصة بعد خروج الأحمر من الدور الأول من بطولة خليجي 21 بالبحرين مؤخرا، والتي توَّج فيها المنتخب الاماراتي بطلا للدورة. وبدا واضحا من اللاعبين في التدريبات الأخيرة للفريق، رغبة نجوم المنتخب في تحقيق الانتصار الأول بالتصفيات وتصحيح المسار والعودة الى سكة الانتصارات والانجازات، ورسم البسمة على شفاه جماهير وعشاق الأحمر التي كانت ولا زالت الداعم الرئيسي للفريق في مختلف البطولات. وتمثل مباراة اليوم أهمية كبيرة من جانب منتخبنا الوطتي، حيث سيكون منتخبنا الوطني مطالبا بتحقيق نتيجة ايجابية في هذا اللقاء، وستكون نتيجة الفوز لمنتخبنا بمثابة خطوة مهمة للاحمر العماني في مشواره بهذه التصفيات، كما أنها ستكون مثل الحافز الايجابي للفريق لمواصلة زحفه الى الأمام للمنافسة على خطف احدى البطاقات المؤهلة من المجموعة، خصوصا وأن حصد النقاط من المباريات التي تقام على أرضك ستكون لها أثر كبير في عملية التأهل للفريق الى الأداوار المقبلة.
وكان منتخبنا الوطني قد أدَّى مساء أمس مرانه الأخير على ملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، كما أدى المنتخب السوري تدريباته الأخيرة على نفس الملعب أيضا وفق ما تنص عليه لوائح الفيفا، هذا وقد ركز المدرب الفرنسي لوجوين مدرب منتخبنا الوطني في التدريبات الماضية على تطبيق الخطة التي سيلعبها في لقاء اليوم وكذلك الجوانب التكتيكية والمهارية والتركيز بشكل أكبر على الشق الهجومي وكيفية استثمار الفرص واحراز الأهداف. كما أدى المنتخب السوري بقيادة المدرب حسام السيد تدريبه على الملعب الرئيسي بالمجمع الرياضي ببوشر، حيث وصل الفريق في وقت متأخر من مساء يوم الأحد الماضي قادما من مدينة القاهرة المصرية والتي خاض فيها الفريق معسكرا خارجيا، وخاض تجربة ودية امام نادي بتروجيت المصرية وفاز فيها بنتيجة هدفين لهدف.
مباراة صعبة
وفي المقابل، تكمن صعوبة المباراة بالنسبة للسوريين في ضيق استعداداتهم انعكاسا للظروف الصعبة التي تعيشها سوريا جراء الاحداث الجارية التي ادخلت البطولات المحلية في ثلاجة الايقاف بسبب الحالة الامنية وصعوبة التنقل بين المدن السورية، اضافة الى قرار الحظر الذي فرضه الاتحادان الدولي والاسيوي بمنع اقامة المباريات الرسمية في الملاعب السورية مما اضطر الاندية والمنتخبات الى اختيار ملاعب بديلة في الدولة المجاورة وتحديدا في الملاعب الاردنية.
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تعيشها الرياضة السورية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، فإن فوز المنتخب السوري ببطولة غرب اسيا التي اقيمت في ديسمبر في الكويت شكل دعما معنويا كبيرا للاعبين السوريين الذين يتسلحون بالارادة القوية لتحقيق نتائج ايجابية في التصفيات الاسيوية، وهذا ما أكد عليه الجهاز التدريبي الذي يقوده المدرب المحلي حسام السيد والذي يتطلع الى "عدم الخسارة" امام عمان.
ويعتمد مدرب سوريا على معظم العناصر التي فازت ببطولة غرب اسيا معززة بعدد من اللاعبين المحترفين أمثال هداف وادي دجلة المصري عبد الفتاح ألاجا، وساعد دفاع شباب الاردن احمد حاج محمد، وظهير اربيل العراقي نديم صباغ إضافة لشقيقه المخضرم ماهر السيد صانع ألعاب فريق الشرطة السوري.
وكان حسام السيد يبني آمالا كبيرة على مشاركة هداف رودا الهولندي سنحاريب ملكي الذي اعتذر عن المشاركة أمام عمان بسبب تعرضه للاصابة في الدوري الهولندي، وان كان السيد يرى ان منتخب سوريا يضم مهاجمين لا يقلون شأنا عن سنحاريب. ومن المتوقع ان يلعب السيد بتشكيلة تضم الحارس مصعب بلحوس واحمد صالح وحمدي المصري ونديم صباغ وحسن جويد وقصي حبيب وزاهر ميداني واحمد حاج محمد (ماهر السيد) وعدي جفال ومحمود مواس وعبد الفتاح ألاجا (احمد الدوني).
مؤتمر صحفي
إلى ذلك، عقد ظهر أمس المؤتمر الصحفي لمدربي الفريقين بفندق جراند حياة مسقط، حيث قال الفرنسي بول لوجوين مدرب منتخبنا الوطني: "سنخوض اليوم مباراة مهمة وهي ضمن بداية جديدة للمنتخب في هذه البطولة والتي نسعى للفوز في نتيجة اللقاء لكي نبدأ المنافسة من بداية المشوار". وبسؤاله عن العقم الهجومي في ظل تميز المنتخب السوري في الجانب الدفاعي، أجاب لوجوين قائلا: "فعلا، أنا قلق من هذا الجانب ، ولكن تفكيرنا ينصب في الاداء الجيد وعدم التركيز على الجانب الهجومي، وسنعلب بهدف تحسين الجانب الهجومي مع عدم الاغفال عن التركيز في المستوى التنظيمي". وردا على سؤال حول مشكلة الدقائق العشر الاخيرة ودخول الاهداف في مرمى منتخبنا، قال لوجوين: "انا مدرك لهذا المشكلة، وحاولنا جاهدين في الفترة الماضية في الحد منها، ولكن دائما السبب يعود في ذلك الى غياب الاحتراف، وهذه المشكلة هي مشكلة بدنية وينصب بشكل كبير على عامل التركيز، حيث يجب على اللاعب أن يتمتع بعامل التركيز الذهني طوال التسعين دقيقة.
وحول جاهزية الفريق ومدى الاستفادة من مباراة الصين الودية، أشار لوجوين الى ان التجمع كان باللاعبين المحليين وأجرينا العديد من الحصص التدريبية في المعسكر الاخير، وخضنا مباراة ودية ضد المنتخب الصيني باللاعبين المحليين، وكانت فرصة سانحة لاعطاء الفرصة لمجموعة من اللاعبين الشباب مثل قاسم سعيد ويعقوب عبدالكريم وعبدالعزيز المقبالي، وتابع لوجوين حديثه: عدنا الى مشاهدة المباراة عبر أشرطة الفيديو ولاحظت بأن منتخبنا قدم مباراة جيدة ، ورغم أن مستوانا كان افضل في بطولة الخليج ولكن لم تكن لدينا الفعالية وانهاء الهجمات، ولكن في مباراتنا مع الصين كانت الفعالية كبيرة من قبل اللاعبين".
كما تحدث نجم منتخبنا الوطني علي الحبسي، وقال: "المباراة مهمة بالنسبة لنا خاصة وأنها المباراة الاولى في التصفيات وبين أرضنا وجماهيرنا ومن المهم ان نبدأ المباراة بشكل جيد وان نحقق النتيجة الايجابية وهي الفوز والظفر بالنقاط الثلاث، ونحن نحترم المنتخب السوري وهو قد توج مؤخرا ببطولة غرب اسيا بالكويت، ولن يكون لقاء اليوم سهلا، ويتطلب منا بأن نكون في قمة تركيزنا، ونحن مدركين بما حدث في بطولة الخليج ولكن نحن نفكر الان في البطولة الاسيوية وهي بطولة جديدة وعلينا نسيان البطولة الخليجية وفتح صفحة جديدة والتفكير جيدا بما هو قادم من استحاقات".
وفي الجانب الاخر، تحدث حسام السيد مدرب المنتخب السوري عن مباراة اليوم قائلا:" المباراة تعتبر صعبة لاننا نواجه المنتخبا العماني والذي يتمتع بسلاحي الأرض والجمهور".. مضيفا بأنه يوجد لدينا عشرة لاعبين محترفين في الدوريات العراقية والاردنية والبحرينية؛ حيث إن الغالبية منهم قد تواجدوا في بطولة غرب اسيا الأخيرة والتي فزنا بها وسيتواجدون في لقاء اليوم"، وأشار السيد الى أن النتائج التي حققها المنتخب العماني في بطولة كأس الخليج لا تعكس ضعف المنتخب العماني فهي كبوة حصان، وستكون مباراة اليوم للمنتخب العماني من اجل مصالحة الجماهير، وسيكون المباراة هي المباراة الاولى للفريقين في التصفيات واللذان يطمحان لتحقيق نتيجة ايجابية ، وان بعض اللاعبين المحترفين التحقوا معنا قبل المباراة بيومين فقط وهذا يفقدنا الانسجام بعض الشيء".
ومن المتوقع بأن يدخل الفرنسي بول لوجوين لقاء اليوم بتشكيلة مكونة من كل من: علي الحبسي وحسن مظفر ومحمد المسلمي وسعد سهيل وعبدالسلام عامر وأحمد مبارك كانو واسماعيل العجمي وعيد الفارسي وفوزي بشير وعبدالعزيز المقبالي وعماد الحوسني.
الرؤية الفنية
ومن المتوقع أن يكون لوجون قد استوعب الدرس القاسي الذي كان سببا في خروجنا المبكر من كأس الخليج، وان يصبح هو البادئ بالهجوم سعيا لفرض شخصيته وطريقته على منافسة، وألا يصبح أمام السوريين سوى الانصياع لرغبات الاحمر الذي من المؤكد ان يبدأ المباراة بمهاجمين صريحين وأرى ان المقبالي والحوسني او يعقوب عبد الكريم والخيار يعود للوجوين، أما عن خط الوسط فمن المتوقع ان يلعب احمد كانو في ارتكاز خط الوسط ويمينا عيد الفارسي ويسارا اسماعيل العجمي ويلعب فوزي بشير حر تحت رأسي الحربة، اما خط الدفاع فهو الخط الاكثر استقرارا بوجود المسلمي وعبد السلام عامر في قلب الدفاع وسعد سهيل يمينا ووحسن مظفر يسارا، ولكن الاهم من التشكيلة هي المهام التي سوف يكلف بها لوجوين لاعبيه فلا بد وأن يكون لخط الوسط نزعة هجومية لاحداث الزيادة العددية في وسط ملعب سوريا وان تكون الهجمات متنوعة من الاطراف تارة ومن العمق تارة أخرى مع التصويب من خارج الـ18 كأحد حلول التكتل الدفاعي السوري، ولابد وان يصل سعد سهيل وحسن مظفر للمنطقة الخطرة قبل تمرير الكرات العرضية دون التعجل في تمريرها من مسافات بعيدة يسهل على خط الدفاع السوري التعامل معها، ويبقى لي أن أنوه بأن المنتخب السوري يتمتع بقدر جيد من اللياقة البدنية فوجب على لاعبينا توزيع الجهد على زمن المباراة وان يضغط لوجوين على الجبهة اليسرى التي تعد الاضعف في الصفوف السورية وان يكون الضغط عليها ثنائيا من خلال سعد سهيل وعيد الفارسي بالتبادل مع ميل فوزي بشير للإمداد، يتبعها التحركات القطرية العرضية للمهاجمين لخلخلة الدفاع والهروب من الرقابة التي اتوقع ان تكون لصيقة.
أكثر...