مسقط- رياض السيابي-
منذ 49 عاماً بدأت علاقة الحرفي جمعة بن يوسف العريمي من ولاية صور بخام الخشب؛ ليصنع منه بإبداع وإتقان النوافذ والأبواب التي تتجمّل بها البيوتات القديمة، وكذلك القلاع والحصون المتناثرة في ربوع بلادنا، كما نرى هذه الأبواب والنوافذ حاضرة في المنازل والمنشآت الحديثة التي يغلب عليها الطراز المعماري القديم .وقد تجاذبنا معه الحديث في سوق الحرفيين بحديقة العامرات العامة فأوضح أن الخشب في قديم الزمان كان يستورد من الهند، وأن صنع نافذة خشبية في مرحلة شبابه كان يستغرق منه يوماً واحدًا، بينما اليوم وفي عمره الذي تجاوز الخامسة والستين بحاجة لـ 3 أيام لإتمام صنعها.
ويذكر أن النوافذ الخشبية قد استبدلها اليوم أصحاب المنازل الحديثة بالنوافذ المصنوعة من الألمونيوم وغيره، وكذلك حال الأبواب التي لم نعد نرى الخشبية منها، ذات الطراز القديم إلا على المداخل الرئيسية للوحدات الحكومية والمنازل الحديثة ؛ لتضفي عليها بعداً جمالياً أخاذًا، وأثناء حديثه يشير بسبابة يده ناحية أحد الأبواب الخشبية الموجود في ركنه، والذي استغرق لإتمام عمله أسبوعًا، كما أوضح أن الباب المصنوع من خشب الساج بعرض متر، وطول 220 تبلغ قيمته 500 ريال .
ويمتلك - كما ذكر – الحرفي جمعة ( ورشة نجارة ) في ولاية صور منذ سنوات مع وجود عمّال يساندونه، وقد تعدى إنتاج ورشته ولايات السلطنة إلى الدول المجاورة،
وفي حديثه عن المناديس، أوضح أن المنازل كانت لا تخلو منها في الزمن القديم، فلا يقل ما في البيت الواحد عن مندوسيّن أو ثلاثة مناديس ؛ لحفظ الأمتعة الشخصية، وكزينة للمنزل، ورغم قلة وجود المناديس - اليوم - في البيوت إلا أن الأسر العمانية لم تفارق استخدامها؛ حيث نرى الطلب عليه في مناسبات الأفراح لتوضع بداخله الهدايا الخاصة بمناسبات الزواج، كما نرى الطلب مستمرًا عليها من قبل مختلف قطاعات العمل؛ لتقديمها كهدايا للضيوف.
أكثر...