إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مملكة الحب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مملكة الحب



    فايزة سويلم الكلبانية-


    [email protected]

    ترددت كثيرا قبل أن أخط كلمات مقالي اليوم "دفاعا عن عيد الحب"، لا لشيء سوى أنّ الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وكما يراه البعض لربما يتطلب كتابات في الثورات والأزمات، والبورصة وتنمية المؤسسات عوضًا عن الكتابة في الحب وكيفية الاحتفال به. انتابني شيء من الدهشة والاستغراب عندما تلقيت رسالة عبر حسابي الخاص بالفيسبوك من أحد الزملاء بجزيرة موريشيوس يقول فيها ما يلي : " إذا كنت تجمعين نقودا لشراء هدية في عيد الحب.. فمن الافضل أن تشتري سلاحا للجري به وراء الثورات والمظاهرات المتوالية القادمة".
    لا عجب بأنّه وبحلول يوم 14 فبراير من كل عام يتكرر في مجتمعنا أحد أشكال الصراع الثقافي بين المؤيدين للاهتمام بهذا اليوم، حيث يعتبرونه يوما مقدسا تلتف حوله الإنسانية جمعاء، لكونه يمثل شكلا من أشكال الحداثة.. وفرصة لري المشاعر الظمأى، والتي طال جفافها على مدار العام، وسط زحمة مشاغل الحياة التي لا تنتهي، وبين الطرف الآخر من المعارضين للاحتفال بعيد الحب من القوى التقليدية؛ حيث يرون في عيد الحب بدعة وفي كل بدعة ضلالة.
    بالفعل... اتعجب أحيانًا حين أفكر في موانع أن يكون هناك يوم واحد في السنة مخصص للاحتفال بهذه القيمة الإنسانية، والتي يمكن أن نصفها بأنّها قيمة، وفي اعتقادي أنه ليس بالضرورة أن يكون الاحتفال بقيمة الحب تعبيرًا عن حب بين ذكر وأنثى، وإن كان هذا أسمى أنواع الحب وأكثرها انتشارا، لكن الحب قد يكون لكاتب أو لعالم أو لمكان جميل أو حب للوالدين أو للأصدقاء، ولذا من المستحب أن نخلد هذه الذكرى، التي تحتفي بقيمة كبيرة تتفرع منها قيم إنسانية أخرى، والتي يمكن أن نقول أنّها الشجرة التي تتفرع عنها قيم عديدة كقيمة السعادة والاحترام والعدالة وقول الحقيقة، وفعل الخير وكل ذلك يتم لصالح من نحب بكل صراحة.
    إنّ الاعتراض على تخليد ذكرى عيد الحب، لا يمكن أن يبرر بالأزمة الاقتصادية أو حتى الحرب؛ لأنّ أخطر أشكال الفقر التي يمكن أن تهدد المجتمعات في بقائها ورقيها هو الفقر العاطفي، وربما كان هو اللعنة التي ظلت تطاردنا منذ زمن بعيد ولازالت. فكلنا يعلم بأنّ الحب لا يستشير صاحبه حين يأتي؛ بل يسكن خلجات القلوب بدون استئذان، وأحيانا يزورنا بغتة، وقد يصادف حينها لحظات مفرحة، أو ربما في ذروة أزمة ما، فكم من قصص حب مشهورة ورائعة جرت أحداثها وفصولها وقت الأزمات والحروب.. وكانت هي الأروع، إذ ليس هناك زمن محدد للشعور بإحساس الحب. لذلك قلت بأنّه ليس هناك مانع مهما يكن من إيقاف كتابة مقال أدافع فيه عن حرية الاحتفال بعيد الحب..

    همسة "عشق ومحبة"...
    سطور كلماتي المتواضعة أهديها إليكم جميعا ...أيّها العشاق المتميزون في مملكة الحب والرومانسية..
    وإلى من فقد غاليًا..
    بالفعل إنّ "الموت.. والمرض"..قد يسرق منّا أغلى من سكنوا مملكة قلوبنا.. بالفعل فقدناكم... كبرنا وما نسيناكم.









    أكثر...
يعمل...
X