تعنّت إسرائيل وإصرارها على رفض كل المبادرات الهادفة إلى إيجاد حل لقضية الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية ، دليل لا يرقى إليه الشك على نواياها العدوانية المبيتة لتفتيت عزيمة هؤلاء الأسرى، وإلحاق الأذى بهم تحت بصر وسمع العالم وهيئاته الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.
ويعكس التجاهل الإسرائيلي لمطالب الأسرى، الأساليب المراوغة للمحتل للإفلات من الالتزام بالمواثيق الدولية والاتفاقيات العالمية التي تنظم حقوق الأسرى.
ويقابل هذه الممارسات الإسرائيلية ، وهذا الصمت العالمي، إصرار بطولي من الأسرى الفلسطينيين على مواصلة معركة البطون الخاوية وصولاً بها إلى تحقيق المطالب العادلة التي يرفعونها، ولجأوا إلى الإضراب عن الطعام من أجلها، وكوسيلة لفضح الممارسات الإسرائيلية اللاإنسانية بحقهم.. وكان من المفترض أن يساند هذا الموقف البطولي ضغط دولي موازٍ على سلطات الاحتلال حتى توافق على المطالب المشروعة للأسرى .
كما ينتظر أن تتحول مسيرات التضامن مع هؤلاء الأسرى إلى خانة الفعل الإيجابي، وأن تتوسع رقعتها داخل الأراضي المحتلة للضغط على المحتل حتى يرضخ لمطالب الأسرى ويعمل على تحسين ظروفهم الإنسانية ،وإطلاق سراحهم من السجون التي يقبعون فيها بتهم تتعلق في معظمها بمناهضة الاحتلال، وهو حق مشروع.
إن تصدي قوات الاحتلال للمتضامنين مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية وبهذه الشراسة، ينم عن تخوف المحتل من تزايد رقعة الاحتجاجات لتشمل جميع الأراضي الفلسطينية مما يبشر بولادة انتفاضة فلسطينية جديدة ضد الاحتلال، تستمر هذه المرة حتى تحقق كافة غاياتها والمتمثلة في ردع العدوان الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وإجبار الاحتلال على الإذعان لشروط التسوية السلمية العادلة التي تكفل للفلسطينيين قيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
أكثر...