مسقط - الرؤية-
يفتتح المركز الوطني للبحث الميداني في مجال علم البيئة صباح اليوم بمحمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية برنامجاً تدريبياً في علم النبات بالتعاون مع منظمة إيرث ووتش المعنية بالمحافظة على البيئة والحياة الفطرية في العالم، ويستمر البرنامج حتى يوم الأربعاء .
يتضمن البرنامج الذي يفتتحه الشيخ نائب والي نزوى بالجبل الأخضر تدريب المشاركين على المهارات اللازمة للتعرف على النباتات، وتعريفهم بمبادئ بحوث علم النبات للحفاظ على النظام البيئي في كل موقع. وسيشارك في تنفيذ عملية التدريب عدد من المؤسسات الرائدة والعريقة في مجال علم النبات مثل مركز النباتات الشرق أوسطية التابع لحديقة النباتات الملكية بأدنبرة وحديقة النباتات العمانية، ويهدف الى زيادة المعرفة بعلم النبات بالنسبة للقائمين على المشاريع والجهات المسؤولة عن إدارة كل من محمية جبل سمحان ومحمية وادي السرين ومحمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية ومنطقة جبل شمس.
يشارك في هذا البرنامج عدد من الجهات الحكومية بالسلطنة وهي وزارة البيئة والشؤون المناخية ومكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني وجامعة السلطان قابوس وجامعة نزوى. ويأتي تنفيذه ضمن سلسلة البرامج التدريبية والبحثية التي يقوم المركز الوطني الميداني في مجال حفظ البيئة بتنفيذها في مجال علم النبات في كل من محمية جبل سمحان ومحمية وادي السرين ومحمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية ومنطقة جبل شمس، حيث تمّ تنفيذ هذا البرنامج في محمية جبل سمحان ومحمية وادي السرين خلال الفترات الماضية .
أنشئت محمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية بموجب المرسوم السلطاني رقم (80 / 2011 ) ، حيث جاء إنشاء هذه المحمية ليؤكد استمرارية اهتمام حكومة السلطنة بتوفير الحماية المناسبة لمختلف الأنظمة البيئية ومكوناتها الحيوية، وحماية الخصائص والسمات الطبيعية والثقافية لمفردات الحياة الفطرية من شتى أنواع التدهور والانقراض. تتضمن هذه المحمية ست مناطق طبيعية تقع على مساحة كلية تبلغ 116 كيلو متر مربع، جميعها ذات أهمية فنية وثقافية خاصة، من خلال الأرض والمياه وما يجمعانه من أحياء وتراكيب جيولوجية لتؤلف مناظر طبيعية خلابة جديرة بالحماية والمحافظة عليها، عليه وجبت حماية بعض المواقع كونها تقع خارج حدود المحمية المقترحة، لاحتوائها على أنواع نباتية يتميز بها الجبل الأخضر.
وتتمثل الأهداف العامة لإنشاء هذه المحمية في السعي إلى إصدار لائحة تنظيمية تتعلق بحماية وصون التنوع النباتي مع التركيز على حماية الأشجار من القطع والحرق العرضي، إضافة إلى إصدار لائحة تنظيمية تتعلق بحماية الطيور التي تتواجد بالجبل سواء مقيمة أو مهاجرة، وتكثيف برامج التوعية البيئية وإصدار النشرات ذات العلاقة، إلى جانب ذلك النظر في ضرورة تحديث القوانين والتشريعات البيئية ذات العلاقة بصون الأحياء الفطرية، ووضع ضوابط تحدد الاشتراطات التي تنظم الأنشطة السياحية بمنطقة الجبل الأخضر، وتنفيذ عمليات الرصد والبحث البيئي وإصدار لائحة تحدد آلية استغلال الموارد الطبيعية بالجبل كالاحتطاب، وتحديد أماكن للأنشطة الرعوية وبحث وجود السدود التخزينية بالجبل الأخضر ودراسة تأثيراتها السلبية والإيجابية على عناصر التنوع الأحيائي، كما يجب عدم إغفال تحديد المناطق الأثرية والتاريخية بالجبل.
إن تنوع تضاريس السلطنة قد فرض توفر أنواع عديدة من الأشجار البرية التي تتميز بخصائصها الغذائية أو التجميلية أو الطبية ، نظراً لما تمثله من أهمية كبيرة للسكان المحليين في مناطق تواجدها، حيث تختلف استخداماتهم لها من منطقة إلى أخرى حسب الأعراف السائدة بكل منطقة والتي تتركز حول الأغراض الغذائية أو الطبية أو التجميلية. لقد فرض تنوع تضاريس السلطنة توفر أنواع عديدة من النباتات والأشجار البرية التي تتميز بخصائصها الغذائية والطبية والتجميلية، غير أن هذه النباتات والأشجار تتعرض في أحوال كثيرة للاستخدام المفرط من قبل الإنسان لأغراض مختلفة في أحوال كثيرة للاستخدام المفرط من قبل الإنسان لأغراض مختلفة وهو ما يؤثر سلبا على بقاء بعض الأنواع ويتسبب في اندثارها كلياً. وإن كانت أنظمة الصون التقليدية في كثير من مناطق السلطنة مثل نظام (الحمية) قد ساهمت في حماية الكثير من النباتات والأشجار النادرة، إلا أنه كان لزاما اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتعزيز هذه الأنظمة التقليدية في حماية الغطاء النباتي والمحافظة على الأنواع النادرة والمعمرة، وقد تم في هذا الإطار وضع منظومة متكاملة من التشريعات لحماية هذه الموارد الطبيعية من الاستخدام المفرط باعتبارها ثروة وطنية يصعب تعويضها.
ويعتبر تشجيع البحث الميداني في مجال حفظ البيئة وتشجيع العاملين والباحثين والمختصين والدارسين العمانيين في المجال البيئي الهدف الأسمى للمركز الوطني للبحث الميداني في مجال حفظ البيئة الذي أنشئ بموجب المرسوم السلطاني السامي رقم ( 54/ 2009 ) الصادر بتاريخ 6 أكتوبر 2009م ، حيث يسعى المركز الى تحديد وتطوير مشاريع الأبحاث الميدانية لحماية البيئة واستدامتها في السلطنة والحفاظ عليها بكافة أشكالها، إلى جانب عقد المنتديات وحلقات العمل الدورية لتشجيع الأبحاث الميدانية في مجال المحافظة على البيئة وتبادل الأفكار والخبرات العلمية والعملية في هذا الجانب . ونظرًا لغنى السلطنة بالتنوع الإحيائي في شبكة متصلة من العلاقات القائمة على السلسلة الغذائية بين نوعيها الحيواني والنباتي، فإن دراسة التنوع النباتي وكيفية المحافظة عليه تقع ضمن أولويات المشاريع البحثية للمركز.
أكثر...