تويت
مسقط- الرؤية-
يعرض النادي الثقافي في الساعة 7 من مساء اليوم الأحد بمقره بالقرم، النسخة العربية المترجمة الكاملة لفيلم "الأبدية ويوم" للمخرج اليوناني ثيو أنجلوبولس، ويعتبر هذا الفيلم ضمن سلسلة فعاليات برنامج "الفن السابع"، والتي يشرف عليها الكاتب السينمائي عبدالله خميس.
ويأتي عرض الفيلم استكمالا للأمسية التي انعقدت الأسبوع الماضي وقدمت فيها الكاتبة الشعثاء سلطان ورقة معمقة عن تجربة المخرج اليوناني ثيو أنجلوبولس تضمنت تطوافا مع الأفكار الرئيسية في أعماله وخصوصيتها الفنية. وفيلم (الأبدية ويوم) خرج إلى النور عام 1998، وفاز في ذلك العام بالسعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي الدولي، كما فاز في نفس المهرجان بجائزة لجنة التحكيم الدولية. يتناول الفيلم قصة رجل عجوز (ألكسندر) الذي يهم بالقيام برحلة ما، ربما كانت رحلة حقيقية إلى مدينة أخرى أو بلد آخر، وربما كانت رحلة معنوية أو حتى ميتافيزيقية إلى عالم آخر. وفي هذا اليوم المهم لألكسندر، تجمعه الصدفة بطفل ألباني لاجئ مشرد قد عبر الحدود إلى اليونان هربا من ويلات الحرب في بلاده. ينقذ (ألكسندر) الطفل من هجمة للشرطة كانوا يلقون فيها القبض على الأطفال المهاجرين، ولاحقا في نفس اليوم، وبمحض الصدفة، ينقذه مرة أخرى من عصابة تخطف الأطفال وتبيعهم.
ألكسندر المهموم برحلته المنتظرة، وبيومه الاعتيادي الأخير - الذي لن يكون اعتياديًا بالمرة، لا يجد مفرًا من محاولة مساعدة الطفل، إلا أنّه هو بنفسه يقع أسيرًا لذكريات ماضيه وهواجسه، إذ تداهمه طفولته وذكرياته مع زوجته، لتتداخل خيالاته بواقعه المعاش، ووسط ذلك كله عليه أن يجد حلا للطفل الذي أوقعه القدر في طريقه قبل يوم واحد من القيام برحلته المنتظرة.
ويحمل الفيلم الكثير من خصائص أفلام ثيو أنجلوبولس المعيارية، كالروح الشاعرية وسؤال الزمن وغياب الفصل القطعي بين الماضي والحاضر. كما تحضر اليونان بقوة، بواقعها وماضيها وهمومها، وأيضًا بجغرافيتها التي تبدع كاميرا أنجلوبولس دوما في التقاط سحرها. في الفيلم أيضًا حضور واضح لعالم الطفولة والذكريات الشخصية. أمّا من الناحية التقنية، فتتسيد اللقطات الطويلة زمنيًا والكاميرا الواحدة المتحركة أسلوبَ التصوير، تصاحبها موسيقى عذبة ستظل عالقة بأذهان الجمهور، في ظل إيقاع تأملي يمشي الهوينى آخذًا المُشاهد إلى رحلة ذاتية إلى عوالم من التبصر الداخلي ربما لم يختبرها من قبل. يقدم الفيلم مترجمًا بنسخة عربية ذات جودة عالية، والدعوة عامة.
أكثر...