برعاية منى بنت فهد-
مسقط - محمد خلفان وميا السيابية-
تصوير- سيف السعدي-
تختتم وزارة التربية والتعليم صباح غد الأربعاء بمسرح الوزارة فعاليات مهرجانها المسرحي المدرسي الرابع تحت رعاية صاحبة السمو السيدة منى بنت فهد بن محمود مساعد رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الخارجي.
وسيكون برنامج الختام مبسطًا ومعبرًا، وسيبدأ بتلاوة عطرة من القرآن الكريم يلقي بعدها رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان كلمته، ثم تقدم محافظة الداخلية الفائزة بالمركز الأول في برنامج المسرح الشكسبيري مشهدا تمثيليا من مسرحية هاملت، كما سيعرض فيلم عن فعاليات المهرجان بعدها تعلن لجنة التحكيم النتائج ويكرم الفائزون.
وتواصلا لعروض المهرجان تقدم اليوم تعليمية محافظة شمال الباطنة على مسرح الوزارة مسرحية (اللؤلؤة) وتقدم تعليمية محافظة ظفار على مسرح دوحة الأدب مسرحية (الأمل)، وقدمت مساء أمس تعليمتا البريمي والشرقية شمال مسرحيتي(النخلة والماكر) و(فليشرب النخل المطر) كما قدم عبدالله شنون أخصائي نشاط مسرحي بدائرة الأنشطة الطلابية بالمديرية العامة للبرامج التعليمية بالوزارة حلقة تدريبية بعنوان (المكملات الفنية للعرض المسرحي).
وعن مسرحية النخلة والماكر قال سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل الوزارة للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية: أنا سعيد بحضور عرض تعليمية محافظة البريمي، وأشير إلى أن الإحساس الذي وصلني من هذا العرض أنّه عمل مدرسي بالفعل وذلك من خلال الفكرة والإعداد والتنفيذ والتمثيل وحتى الديكورات كانت مدرسية بالفعل، وهذا يعني أنّ هناك إخلاصا لفكرة أنّ المهرجان هو مهرجان للمسرح المدرسي، ناهيك عن أننا شاهدنا اشتغالا جميلا من قبل الأطفال الممثلين في طريقة إيصال الفكرة التي يحملونها إلينا، وكانت الموسيقى والإضاءة والديكورات جميلة بالفعل، وأنا أشد على أيديهم وأتمنى لهم التوفيق وأن يحققوا المراكز التي يطمحون إليها بإذن الله.
وقال سعادة المكرم الشيخ زاهر بن عبد الله العبري عضو مجلس الدولة راعي عرض مسرحية "فليشرب النخل المطر": أنا سعيد غاية السعادة أن أحظى بشرف الحضور اليوم لمشاهدة هذا العرض المسرحي الذي يأتي ضمن نشاطات وبرامج مهرجان المسرح المدرسي الرابع الذي ترعاه وزارة التربية والتعليم الموقرة، إدراكا منها لما للمسرح من أهمية باعتباره من أفضل الوسائل التي تكشف عن المواهب وتصقل المدارك، ناهيكم عن أنه يستحوذ على قدر كبير من الأهمية باعتباره مركز إشعاع يمد المتلقين بكثير من المفاهيم، وهو بحد ذاته في ذؤابة الفنون من حيث متطلبات الإتقان والإبداع، فكيف إذا كان هذا متصلا بالعمليات التربوية التي ترمي إلى أن ينصب هذا الجهد الكبير في أدمغة الناشئة من البنين والبنات ترغيبا لهم على اكتساب المعارف، وأخذا بيدهم إلى سلوك الوسائل التي تعينهم على إبراز مواهبهم وتقوية مداركهم وتشبعهم بالعلم النافع - ولاسيما - إذا كان المسرح لا يهدف إلا إلى ترسيخ القيم النبيلة والأخلاق الزكية وتأصيلا من شأنه أن يجعل الناشئة يعتزون بأصالتهم وقيمهم ودينهم، ويضاعفون جهودهم لتطبيق صدق انتمائهم لوطنهم وبلادهم ليدفعهم إلى المزيد من الرقي ويجعلهم بأن يكونوا قادرين على أن يسهموا في بناء المجتمع وتطويره استشرافًا لغد مشرق وضاء تحت القيادة الرشيدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -واغتنامًا لهذه الجهود المبذولة التي ما فتئت الجهات المختصة تغدقها للشباب ذكورًا أم إناثًا، وبشتى الوسائل، والحمد لله أسجل في هذا اليوم اغتباطي الكبير بما سمعناه في نهاية هذه المسرحية الهادفة من حصول السلطنة على شرف التفوق والمركز الأول في فن الخطابة باللغة العربية الفصحى، وما ذلك بغريب على بلد أنجبت جهابذة علماء العربية كالخليل ابن أحمد الفراهيدي، وابن دريد، وغيرهم من العلماء، وهذا بناء على تليد وعلى أطارف المجد التي تعيشها عمان.
يقول فريق العمل عن المسرحية في كتيب المهرجان" الطبائعُ البشريّة تتفاوت في أمزجتها ورغباتها، وكلُّ مجتمعٍ يجمعُ خليطاً من الطبائع البشريّة التي تكونّه، وتؤسس وجوده، وهذا أمرٌ طبيعي . وفي هذه المسرحيّة طبيعةٌ من الطبائع تقف في وجهِ طبائع مناقضةٍ أخرى، في صورةِ صراعٍ أبدي بين الرغباتِ الشخصيةِ والرغبات الجمعية التي تقصدُ إلى تحقيق مصالح عليا مشتركة تؤسسها العدالة والإنصاف. ويقول فريق العمل عن أهداف العرض: الأهداف متعددة وكثيرة من ضمنها نزع الطمع السائد في بعض البشر والسعي وراء تحقيق طموحاتهم دون الاكتراث بالعواقب الوخيمة والضرر الذي سيلحق بالآخرين ونزع سوء الظن في مختلف الحوارات والمجالات. وعدم الاندفاع والتسرع في اتخاذ القرارات دون الرجوع إلى المشورة التي لابد أن تنبني وفق أسس وقواعد ندركها جميعا ولكن البعض يتجاهلها.
المسرحية من تأليف الدكتور صالح الفهدي وإخراج أحمد آل عبدالسلام ويساعده في الإخراج اليقظان اليماني، وفي الؤثرات الموسيقية محمود صلاح الدين محمد وفي تصميم الديكور يونس الشيزاوي، وفي الإشراف العام صالح المقبالي وماجد المقبالي، وفي تصميم الملابس والإكسسوارات أمينة البلوشية وفاطمة الفزارية.
مسرحية الأمل
يعيش خالد بطل المسرحية في عالم الأطفال المليء بالأحلام الوردية فيسافر به الخيال ليقضيه مع معاناة بعض من نماذج الأطفال الذين أثروا فيه، ومع أطفال الفضاء الذي هربوا من عالمهم للبحث عن العالم المثالي ويلجئون لكوكب الأرض ظنا منهم أنه الكوكب المثالي الكامل ولكن يصدمون بواقع أليم، وهو عمل الأطفال ومنهم الطفل سالم، وهنا يستنجد الخيال الوردي بالفضائيين لمساعدة سالم وبعض أقرانه، حيث يعيش الطفل سالم تحت سطوة أب قاس لا يرحم وأم مغلوب على أمرها، ويحرم من طفولته ويلبس ملابس الرجال الكبار ويدفع به للعمل رغم صغر سنه، يبتسم وبداخله عطش لطفولته الضائعة، ولا يكاد يلتقط أنفاسه حتى يعيش تجربة أخرى وهو في هذا العمر تجربة زواج أخته الصغرى وهي لم تبلغ سن الزواج بعد, فيرفض أن يعيش الأطفال الصغار تجربته المريرة فيتمسك بضوء الأمل في الغد المشرق ، ويتمرد على قيود مجتمعه الجائرة ، ويكسر تلك القيود بمساعدة الفضائيين، ويتحرر منها في النهاية محتفظا بحقوق طفولته وعيشه في هذه الحياة، ومحتفظا بالكثير من الأخلاقيات النبيلة السامية، ومستمتعا بسقوط المطر الأبيض، ووجود الأمل، ويعود الفضائيين لكوكبهم محملين بالكثير من الذكريات الجميلة والدروس المفيدة.
المسرحية فكرة نعيم بن فتح مبروك بيت نور وتأليف نوال بنت السر بن سليم آل سليم وإخراج حسن المرهون، ويساعده في الإخراج نوال بيت سليم وإشراف عام سعيد الكثيري وإشراف فني عادل البلوشي، وإشراف إداري نعيم فتح مبروك، وديكورات ياسر حسن، وحسام محمد وأحمد عبدالرحيم، ومؤثرات وإدارة مسرحية مريم بالحاف، وإشراف مالي كامل العولقي، وأزياء فائقة اليافعية.
أم النخيل ثابتة
وعقبت الصحفية والناقدة أمل الحضرمية على مسرحية تعليمية محافظة البريمي (النخلة والماكر) بقولها: حمل هذا العرض الكثير من الدلالات والإسقاطات المباشرة وغير المباشرة وتعامل معها الممثلون بانسيابية وفق قدراتهم أولا ووفق القدرات الإخراجية والإمكانات المتوفرة ثانيا، ومع فكرته البسيطة التي لا تحمل أي تعقيد ثالثا، وهذا العرض من العروض المرتبطة بالخطاب التوجيهي والإرشادي، ولا شك في أنها تمنح نوعا من الترفيه، وتقترب من الجمهور دون حواجز، وبنظرة عامة إلى العرض سنجد أن المسرحية مثلها مثل الأطروحات التي نعرفها والمتمثلة في الصراع الأبدي بين الخير والشر، والانتصار الحتمي في كل معركة يدخل فيها الطيبون مع الأشرار، تتناول المسرحية الكثير من الدلالات والإشارات الصريحة حول العديد من الصفات الحميدة وغير الحميدة فشخصيات العرض تنقسم إلى مجموعتين لا ثالث لهما؛ مجموعة الطيبين الذين يسعون إلى خلق مجتمع السلام والحب والأمان، ومجتمع يسعى أفراده إلى أن يصحوا على الطمأنينة غير أن الطامعين والحاقدين الذين لا يهتمون بغير مصالحهم الخاصة على حساب أفراد المجتمع يسعون إلى كسر كل شيء جميل، ويظهرون وكأن الحب والسلام نقيض لطبائعهم ورغباتهم لذلك نجدهم يسعون إلى تخريب تلك الصورة الجميلة التي رأيناها في القرية من خلال الأحداث المشوقة السلسة.
يخافون من الظل
وعقب الفنان هلال الهلالي على مسرحية تعليمية محافظة الشرقية جنوب (فليشرب النخل المطر) تأليف ثريا اليزيدية وإخراج محمد المعمري قائلا: ينبغي أن نعزل النص في مكان ونعزل العمل في مكان آخر، فهذا العمل يحمل مضامين كثيرة ويحمل إسقاطات كثيرة وربما قد يكون بعيدا عن عقلية الممثلين، وربما لم يفهم الممثلون النص بمفرداته، وعبثيته، ورمزيته، لا أريد أن أكون قاسيا على الممثلين، والعمل إلى حد ما طيب، ولكن المخرج محمد المعمري الذي أتمنى له التوفيق جازف بإخراج هذا العمل وأهم ما في المسرح العمل ثم العمل ثم العمل والشغل على الممثلين فهو مهم جدا بدءا من بداية المسرحية إلى نهايتها، وربما في النهاية في المشهد الأخير عمل المخرج خلطة جميلة في اللوحة التعبيرية التي قدمت، لكنني كنت أريد أن أرى الممثل وطاقاته من بداية المسرحية إلى نهايتها، فمع احترامي لجميع الممثلين فلم يشبعني الممثل في هذه المسرحية، ونص مثل هذا النص الجميل للكاتبة ثريا اليزيدية كان من المفترض أن نبدأ بداية رمزية بتحرك الدمى وهذا حسب ما هو موجود في النص الذي أمامي وذلك من أجل عمل تمهيد للخوف والرعب والشر وكنت أريد أن أرى هذا الخوف وهذا الرعب، وقلت وأنا أقرأ النص أنني سأرى خوفا كبيرا جدا على ما سوف يرسمه لي المخرج، فما رسمته لي الكاتبة خوف من الظل، وكنت أتمنى أن أرى هذه الشخصية بذلك الجبروت وذلك الرعب ولكنها للأسف الشديد كانت شخصية تحاول أن تكون قوية وكان الممثل كذلك يحاول أن يكون ممثلا، فقد كان الممثلون ممثلين، وأنا لم أكن قاسيا في يوم من الأيام، ولا أريد أن أكون كذلك، ولكننا لا نريد أن يكون الممثلون كذلك نريد أن نرى ممثلا يؤدي هذه الرسالة.
مكملات العرض المسرحي
وحدثنا عبدالله بن شنون البطاشي عن الحلقة التدريبية والهدف من تقديمها للطلبة المشاركين والمشرفين على النشاط المسرحي بالمدارس وأخصائيي الأنشطة بالمديريات التعليمية بالمحافظات المختلفة، والتي جاءت بعنوان :"المكملات الفنية للعرض المسرحي"، قائلا تحدثنا في هذه الحلقة التدريبية عن أهم عناصر العرض المسرحي، ومنها ( الإضاءة) والتي تعد أهم عنصر في العرض المسرحي، لما له من دلالات وتفسيرات ( اللون)، وكيف للمخرج المسرحي أن يختار اللون المناسب لعرضه المسرحي، وأيضا ( الموسيقى) الصالحة للعرض، وكيفية انتباه المخرج للون الموسيقي الذي سيختاره في العمل الدرامي للعرض، كذلك (الديكور) حيث يجب على المخرج أن يكون متوافقًا مع مهندس الديكور، وأن يضع تصورًا كاملا للديكور الذي سيضعه في عرضه المسرحي، بحيث يطوع الديكور للعرض ولا يبعد عنه، أي لا يكون مجرد ألواح توضع على خشبة المسرح، ومن هذه العناصر أيضا: استخدام الفضاء المسرحي وهو الخشبة وأفكار المخرج ورؤاه الفنية، على أن يقوم بإيصالها إلى الجمهور وبشكل واضح غير مبهم)، ونظرًا للتطورات التي حدثت في المسرح كان حريًا أن نوضح للكثير من الذين يمارسون دور المخرج لكثير من المسرحيات الطلابية والتي قد تغيب عنه معرفة هذه العناصر المهمة في العمل المسرحي، بحيث يكون على وعي تام بكل ما يقدمه في النص المسرحي قبل تقديمه للجمهور.
المسرح حياتي
وقالت لجين بابر عباس مير: أعد المسرح حياتي، وسأظل أمثل إلى أن أصل إلى القمة، فهو الذي يوضح دوري في الحياة من خلال ما أقدمه للجمهور بما أشعر به، ودوري في هذه المسرحية هو دور النخلة التي هي أساس الحياة لما لها من فوائد جمة لصحة الإنسان، حيث أكون حزينة ومتألمة وذلك بسبب محاولة الطامعين اقتلاعي من جذوري وأخذي إلى مكان آخر ظنا منهم أنهم سيكسبون الأموال الكثيرة فأنا أعد أم النخيل في البستان.
عتب مسرحي
ويعتب مرهون الشريقي من محافظة الوسطى اقتصار المسابقة على سبعة عروض فقط وعلى آلية اختيار النصوص المشاركة، ويرى أن هذه الآلية بحاجة إلى إعادة نظر، والنظر في إمكانية دخول جميع المحافظات في المسابقة، ومراعاة البيئة الجغرافية والاجتماعية للمحافظات التعليمية، أو على الأقل لا يكون القبول معتمدا على النظر للنصوص وإنما بالاعتماد على العروض، ويتساءل الشريقي عن سبب عدم اختيار نص واحد تتنافس عليه كل المحافظات إذا ما كانت لدى اللجنة إشكالية في اختيار النصوص، ويعتقد أنه سيخلق إبداعا وتنافسا بين المحافظات وهذا بالنسبة له حلا للخروج من عدم ثقة اللجنة في اختيار النصوص من قبل المشرفين في المحافظات، ويرى أنه ينبغي أن يكون لكل محافظة أحقية إيفاد مجموعة من طلبتها سواء كانت المحافظة مشاركة في المهرجان أم لا، ليتمكن الطلبة من رؤية العروض، وحضور الحلقات التدريبية المقامة على هامش المهرجان.
نتاج جهد وعطاء
وقال سلطان بن خميس اليحيائي نائب مدير دائرة البرامج التعليمية بالمديرية العامة للبرامج التعليمية بمحافظة البريمي عن أهمية مشاركة المحافظة التعليمية في مهرجان مسرح الطلابية الرابع: تأتي مشاركة المحافظة في هذا العرس التربوي من خلال مسرحية " النخلة والماكر" والتي حاول فيها أبناؤنا الطلبة خلالها بلورة دور البيئة والمحافظة عليها من التلوث وأهمية النخلة، وهي نتاج جهد عام كامل من العطاء والمشاركة والتفاعل، وأتمنى أن تكلل هذه الجهود بالتوفيق، وأن تحظى بالقبول من قبل الجمهور وأن ينافس وبشكل شريف العروض المشاركة.
أكثر...
مسقط - محمد خلفان وميا السيابية-
تصوير- سيف السعدي-
تختتم وزارة التربية والتعليم صباح غد الأربعاء بمسرح الوزارة فعاليات مهرجانها المسرحي المدرسي الرابع تحت رعاية صاحبة السمو السيدة منى بنت فهد بن محمود مساعد رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الخارجي.
وسيكون برنامج الختام مبسطًا ومعبرًا، وسيبدأ بتلاوة عطرة من القرآن الكريم يلقي بعدها رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان كلمته، ثم تقدم محافظة الداخلية الفائزة بالمركز الأول في برنامج المسرح الشكسبيري مشهدا تمثيليا من مسرحية هاملت، كما سيعرض فيلم عن فعاليات المهرجان بعدها تعلن لجنة التحكيم النتائج ويكرم الفائزون.
وتواصلا لعروض المهرجان تقدم اليوم تعليمية محافظة شمال الباطنة على مسرح الوزارة مسرحية (اللؤلؤة) وتقدم تعليمية محافظة ظفار على مسرح دوحة الأدب مسرحية (الأمل)، وقدمت مساء أمس تعليمتا البريمي والشرقية شمال مسرحيتي(النخلة والماكر) و(فليشرب النخل المطر) كما قدم عبدالله شنون أخصائي نشاط مسرحي بدائرة الأنشطة الطلابية بالمديرية العامة للبرامج التعليمية بالوزارة حلقة تدريبية بعنوان (المكملات الفنية للعرض المسرحي).
وعن مسرحية النخلة والماكر قال سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل الوزارة للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية: أنا سعيد بحضور عرض تعليمية محافظة البريمي، وأشير إلى أن الإحساس الذي وصلني من هذا العرض أنّه عمل مدرسي بالفعل وذلك من خلال الفكرة والإعداد والتنفيذ والتمثيل وحتى الديكورات كانت مدرسية بالفعل، وهذا يعني أنّ هناك إخلاصا لفكرة أنّ المهرجان هو مهرجان للمسرح المدرسي، ناهيك عن أننا شاهدنا اشتغالا جميلا من قبل الأطفال الممثلين في طريقة إيصال الفكرة التي يحملونها إلينا، وكانت الموسيقى والإضاءة والديكورات جميلة بالفعل، وأنا أشد على أيديهم وأتمنى لهم التوفيق وأن يحققوا المراكز التي يطمحون إليها بإذن الله.
وقال سعادة المكرم الشيخ زاهر بن عبد الله العبري عضو مجلس الدولة راعي عرض مسرحية "فليشرب النخل المطر": أنا سعيد غاية السعادة أن أحظى بشرف الحضور اليوم لمشاهدة هذا العرض المسرحي الذي يأتي ضمن نشاطات وبرامج مهرجان المسرح المدرسي الرابع الذي ترعاه وزارة التربية والتعليم الموقرة، إدراكا منها لما للمسرح من أهمية باعتباره من أفضل الوسائل التي تكشف عن المواهب وتصقل المدارك، ناهيكم عن أنه يستحوذ على قدر كبير من الأهمية باعتباره مركز إشعاع يمد المتلقين بكثير من المفاهيم، وهو بحد ذاته في ذؤابة الفنون من حيث متطلبات الإتقان والإبداع، فكيف إذا كان هذا متصلا بالعمليات التربوية التي ترمي إلى أن ينصب هذا الجهد الكبير في أدمغة الناشئة من البنين والبنات ترغيبا لهم على اكتساب المعارف، وأخذا بيدهم إلى سلوك الوسائل التي تعينهم على إبراز مواهبهم وتقوية مداركهم وتشبعهم بالعلم النافع - ولاسيما - إذا كان المسرح لا يهدف إلا إلى ترسيخ القيم النبيلة والأخلاق الزكية وتأصيلا من شأنه أن يجعل الناشئة يعتزون بأصالتهم وقيمهم ودينهم، ويضاعفون جهودهم لتطبيق صدق انتمائهم لوطنهم وبلادهم ليدفعهم إلى المزيد من الرقي ويجعلهم بأن يكونوا قادرين على أن يسهموا في بناء المجتمع وتطويره استشرافًا لغد مشرق وضاء تحت القيادة الرشيدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -واغتنامًا لهذه الجهود المبذولة التي ما فتئت الجهات المختصة تغدقها للشباب ذكورًا أم إناثًا، وبشتى الوسائل، والحمد لله أسجل في هذا اليوم اغتباطي الكبير بما سمعناه في نهاية هذه المسرحية الهادفة من حصول السلطنة على شرف التفوق والمركز الأول في فن الخطابة باللغة العربية الفصحى، وما ذلك بغريب على بلد أنجبت جهابذة علماء العربية كالخليل ابن أحمد الفراهيدي، وابن دريد، وغيرهم من العلماء، وهذا بناء على تليد وعلى أطارف المجد التي تعيشها عمان.
يقول فريق العمل عن المسرحية في كتيب المهرجان" الطبائعُ البشريّة تتفاوت في أمزجتها ورغباتها، وكلُّ مجتمعٍ يجمعُ خليطاً من الطبائع البشريّة التي تكونّه، وتؤسس وجوده، وهذا أمرٌ طبيعي . وفي هذه المسرحيّة طبيعةٌ من الطبائع تقف في وجهِ طبائع مناقضةٍ أخرى، في صورةِ صراعٍ أبدي بين الرغباتِ الشخصيةِ والرغبات الجمعية التي تقصدُ إلى تحقيق مصالح عليا مشتركة تؤسسها العدالة والإنصاف. ويقول فريق العمل عن أهداف العرض: الأهداف متعددة وكثيرة من ضمنها نزع الطمع السائد في بعض البشر والسعي وراء تحقيق طموحاتهم دون الاكتراث بالعواقب الوخيمة والضرر الذي سيلحق بالآخرين ونزع سوء الظن في مختلف الحوارات والمجالات. وعدم الاندفاع والتسرع في اتخاذ القرارات دون الرجوع إلى المشورة التي لابد أن تنبني وفق أسس وقواعد ندركها جميعا ولكن البعض يتجاهلها.
المسرحية من تأليف الدكتور صالح الفهدي وإخراج أحمد آل عبدالسلام ويساعده في الإخراج اليقظان اليماني، وفي الؤثرات الموسيقية محمود صلاح الدين محمد وفي تصميم الديكور يونس الشيزاوي، وفي الإشراف العام صالح المقبالي وماجد المقبالي، وفي تصميم الملابس والإكسسوارات أمينة البلوشية وفاطمة الفزارية.
مسرحية الأمل
يعيش خالد بطل المسرحية في عالم الأطفال المليء بالأحلام الوردية فيسافر به الخيال ليقضيه مع معاناة بعض من نماذج الأطفال الذين أثروا فيه، ومع أطفال الفضاء الذي هربوا من عالمهم للبحث عن العالم المثالي ويلجئون لكوكب الأرض ظنا منهم أنه الكوكب المثالي الكامل ولكن يصدمون بواقع أليم، وهو عمل الأطفال ومنهم الطفل سالم، وهنا يستنجد الخيال الوردي بالفضائيين لمساعدة سالم وبعض أقرانه، حيث يعيش الطفل سالم تحت سطوة أب قاس لا يرحم وأم مغلوب على أمرها، ويحرم من طفولته ويلبس ملابس الرجال الكبار ويدفع به للعمل رغم صغر سنه، يبتسم وبداخله عطش لطفولته الضائعة، ولا يكاد يلتقط أنفاسه حتى يعيش تجربة أخرى وهو في هذا العمر تجربة زواج أخته الصغرى وهي لم تبلغ سن الزواج بعد, فيرفض أن يعيش الأطفال الصغار تجربته المريرة فيتمسك بضوء الأمل في الغد المشرق ، ويتمرد على قيود مجتمعه الجائرة ، ويكسر تلك القيود بمساعدة الفضائيين، ويتحرر منها في النهاية محتفظا بحقوق طفولته وعيشه في هذه الحياة، ومحتفظا بالكثير من الأخلاقيات النبيلة السامية، ومستمتعا بسقوط المطر الأبيض، ووجود الأمل، ويعود الفضائيين لكوكبهم محملين بالكثير من الذكريات الجميلة والدروس المفيدة.
المسرحية فكرة نعيم بن فتح مبروك بيت نور وتأليف نوال بنت السر بن سليم آل سليم وإخراج حسن المرهون، ويساعده في الإخراج نوال بيت سليم وإشراف عام سعيد الكثيري وإشراف فني عادل البلوشي، وإشراف إداري نعيم فتح مبروك، وديكورات ياسر حسن، وحسام محمد وأحمد عبدالرحيم، ومؤثرات وإدارة مسرحية مريم بالحاف، وإشراف مالي كامل العولقي، وأزياء فائقة اليافعية.
أم النخيل ثابتة
وعقبت الصحفية والناقدة أمل الحضرمية على مسرحية تعليمية محافظة البريمي (النخلة والماكر) بقولها: حمل هذا العرض الكثير من الدلالات والإسقاطات المباشرة وغير المباشرة وتعامل معها الممثلون بانسيابية وفق قدراتهم أولا ووفق القدرات الإخراجية والإمكانات المتوفرة ثانيا، ومع فكرته البسيطة التي لا تحمل أي تعقيد ثالثا، وهذا العرض من العروض المرتبطة بالخطاب التوجيهي والإرشادي، ولا شك في أنها تمنح نوعا من الترفيه، وتقترب من الجمهور دون حواجز، وبنظرة عامة إلى العرض سنجد أن المسرحية مثلها مثل الأطروحات التي نعرفها والمتمثلة في الصراع الأبدي بين الخير والشر، والانتصار الحتمي في كل معركة يدخل فيها الطيبون مع الأشرار، تتناول المسرحية الكثير من الدلالات والإشارات الصريحة حول العديد من الصفات الحميدة وغير الحميدة فشخصيات العرض تنقسم إلى مجموعتين لا ثالث لهما؛ مجموعة الطيبين الذين يسعون إلى خلق مجتمع السلام والحب والأمان، ومجتمع يسعى أفراده إلى أن يصحوا على الطمأنينة غير أن الطامعين والحاقدين الذين لا يهتمون بغير مصالحهم الخاصة على حساب أفراد المجتمع يسعون إلى كسر كل شيء جميل، ويظهرون وكأن الحب والسلام نقيض لطبائعهم ورغباتهم لذلك نجدهم يسعون إلى تخريب تلك الصورة الجميلة التي رأيناها في القرية من خلال الأحداث المشوقة السلسة.
يخافون من الظل
وعقب الفنان هلال الهلالي على مسرحية تعليمية محافظة الشرقية جنوب (فليشرب النخل المطر) تأليف ثريا اليزيدية وإخراج محمد المعمري قائلا: ينبغي أن نعزل النص في مكان ونعزل العمل في مكان آخر، فهذا العمل يحمل مضامين كثيرة ويحمل إسقاطات كثيرة وربما قد يكون بعيدا عن عقلية الممثلين، وربما لم يفهم الممثلون النص بمفرداته، وعبثيته، ورمزيته، لا أريد أن أكون قاسيا على الممثلين، والعمل إلى حد ما طيب، ولكن المخرج محمد المعمري الذي أتمنى له التوفيق جازف بإخراج هذا العمل وأهم ما في المسرح العمل ثم العمل ثم العمل والشغل على الممثلين فهو مهم جدا بدءا من بداية المسرحية إلى نهايتها، وربما في النهاية في المشهد الأخير عمل المخرج خلطة جميلة في اللوحة التعبيرية التي قدمت، لكنني كنت أريد أن أرى الممثل وطاقاته من بداية المسرحية إلى نهايتها، فمع احترامي لجميع الممثلين فلم يشبعني الممثل في هذه المسرحية، ونص مثل هذا النص الجميل للكاتبة ثريا اليزيدية كان من المفترض أن نبدأ بداية رمزية بتحرك الدمى وهذا حسب ما هو موجود في النص الذي أمامي وذلك من أجل عمل تمهيد للخوف والرعب والشر وكنت أريد أن أرى هذا الخوف وهذا الرعب، وقلت وأنا أقرأ النص أنني سأرى خوفا كبيرا جدا على ما سوف يرسمه لي المخرج، فما رسمته لي الكاتبة خوف من الظل، وكنت أتمنى أن أرى هذه الشخصية بذلك الجبروت وذلك الرعب ولكنها للأسف الشديد كانت شخصية تحاول أن تكون قوية وكان الممثل كذلك يحاول أن يكون ممثلا، فقد كان الممثلون ممثلين، وأنا لم أكن قاسيا في يوم من الأيام، ولا أريد أن أكون كذلك، ولكننا لا نريد أن يكون الممثلون كذلك نريد أن نرى ممثلا يؤدي هذه الرسالة.
مكملات العرض المسرحي
وحدثنا عبدالله بن شنون البطاشي عن الحلقة التدريبية والهدف من تقديمها للطلبة المشاركين والمشرفين على النشاط المسرحي بالمدارس وأخصائيي الأنشطة بالمديريات التعليمية بالمحافظات المختلفة، والتي جاءت بعنوان :"المكملات الفنية للعرض المسرحي"، قائلا تحدثنا في هذه الحلقة التدريبية عن أهم عناصر العرض المسرحي، ومنها ( الإضاءة) والتي تعد أهم عنصر في العرض المسرحي، لما له من دلالات وتفسيرات ( اللون)، وكيف للمخرج المسرحي أن يختار اللون المناسب لعرضه المسرحي، وأيضا ( الموسيقى) الصالحة للعرض، وكيفية انتباه المخرج للون الموسيقي الذي سيختاره في العمل الدرامي للعرض، كذلك (الديكور) حيث يجب على المخرج أن يكون متوافقًا مع مهندس الديكور، وأن يضع تصورًا كاملا للديكور الذي سيضعه في عرضه المسرحي، بحيث يطوع الديكور للعرض ولا يبعد عنه، أي لا يكون مجرد ألواح توضع على خشبة المسرح، ومن هذه العناصر أيضا: استخدام الفضاء المسرحي وهو الخشبة وأفكار المخرج ورؤاه الفنية، على أن يقوم بإيصالها إلى الجمهور وبشكل واضح غير مبهم)، ونظرًا للتطورات التي حدثت في المسرح كان حريًا أن نوضح للكثير من الذين يمارسون دور المخرج لكثير من المسرحيات الطلابية والتي قد تغيب عنه معرفة هذه العناصر المهمة في العمل المسرحي، بحيث يكون على وعي تام بكل ما يقدمه في النص المسرحي قبل تقديمه للجمهور.
المسرح حياتي
وقالت لجين بابر عباس مير: أعد المسرح حياتي، وسأظل أمثل إلى أن أصل إلى القمة، فهو الذي يوضح دوري في الحياة من خلال ما أقدمه للجمهور بما أشعر به، ودوري في هذه المسرحية هو دور النخلة التي هي أساس الحياة لما لها من فوائد جمة لصحة الإنسان، حيث أكون حزينة ومتألمة وذلك بسبب محاولة الطامعين اقتلاعي من جذوري وأخذي إلى مكان آخر ظنا منهم أنهم سيكسبون الأموال الكثيرة فأنا أعد أم النخيل في البستان.
عتب مسرحي
ويعتب مرهون الشريقي من محافظة الوسطى اقتصار المسابقة على سبعة عروض فقط وعلى آلية اختيار النصوص المشاركة، ويرى أن هذه الآلية بحاجة إلى إعادة نظر، والنظر في إمكانية دخول جميع المحافظات في المسابقة، ومراعاة البيئة الجغرافية والاجتماعية للمحافظات التعليمية، أو على الأقل لا يكون القبول معتمدا على النظر للنصوص وإنما بالاعتماد على العروض، ويتساءل الشريقي عن سبب عدم اختيار نص واحد تتنافس عليه كل المحافظات إذا ما كانت لدى اللجنة إشكالية في اختيار النصوص، ويعتقد أنه سيخلق إبداعا وتنافسا بين المحافظات وهذا بالنسبة له حلا للخروج من عدم ثقة اللجنة في اختيار النصوص من قبل المشرفين في المحافظات، ويرى أنه ينبغي أن يكون لكل محافظة أحقية إيفاد مجموعة من طلبتها سواء كانت المحافظة مشاركة في المهرجان أم لا، ليتمكن الطلبة من رؤية العروض، وحضور الحلقات التدريبية المقامة على هامش المهرجان.
نتاج جهد وعطاء
وقال سلطان بن خميس اليحيائي نائب مدير دائرة البرامج التعليمية بالمديرية العامة للبرامج التعليمية بمحافظة البريمي عن أهمية مشاركة المحافظة التعليمية في مهرجان مسرح الطلابية الرابع: تأتي مشاركة المحافظة في هذا العرس التربوي من خلال مسرحية " النخلة والماكر" والتي حاول فيها أبناؤنا الطلبة خلالها بلورة دور البيئة والمحافظة عليها من التلوث وأهمية النخلة، وهي نتاج جهد عام كامل من العطاء والمشاركة والتفاعل، وأتمنى أن تكلل هذه الجهود بالتوفيق، وأن تحظى بالقبول من قبل الجمهور وأن ينافس وبشكل شريف العروض المشاركة.
أكثر...