إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خلطة أوباما "السحرية" تنجح في "تملق" الإسرائيليين وثقب جدار الشك مع الدولة اليهودية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خلطة أوباما "السحرية" تنجح في "تملق" الإسرائيليين وثقب جدار الشك مع الدولة اليهودية

    "عملية مداهنة الصحراء" أحدث أدوات الرئيس الأمريكي بالشرق الأوسط-



    خيبة أمل فلسطينية مع فشل أوباما في تحقيق أي تقدم بعملية السلام-
    جولة "باهتة" خرج منها الرئيس الأمريكي "خالي الوفاض"-

    القدس المحتلة- رويترز-

    من مفردات التملق إلى عبارة "أشعر بألمكم" تراوح حديث الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو يخوض في دبلوماسية الشرق الأوسط بلمسة شخصية متفردة نادرًا ما يظهرها على المسرح العالمي.
    إنه يحاول ما يمكن وصفه باستخدام سحره الخاص ليخرج بنتائج مختلطة عن عمد بالنسبة لخصومه السياسيين في الوطن ويأمل أن يساعد ذلك الآن على دفع فرص السلام قدما في منطقة خالية من تلك الفرص أصلا.
    ورغم أنّ الشكوك السائدة هي بعمق انعدام الثقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في جهود أوباما الأخيرة عمد الرئيس الأمريكي إلى جس النبض على أي الأحوال في أول زيارة رسمية يقوم بها كرئيس للولايات المتحدة لإسرائيل والأراضي الفلسطينية. فعلى كل الأحوال أعلى المخاطر التي يمكن أن يواجهها لن تزيد على الفشل وهو شيء لم يفلت من الشعور به كل الرؤساء الأمريكيين المعاصرين تقريبا في سعيهم لإقرار السلام في الشرق الأوسط. الميزة واضحة لرئيس يقضي فترته الرئاسية الثانية ولن يضطر إلى خوض الانتخابات مجددا إنها منحة محتملة لتركته الرئاسية. وفي الوقت الراهن يتحرك أوباما بحذر مستخدما عبارات ملطفة وضغط محبب من صديق خلال زيارته للقدس ورام الله. وأطلق الصحفي الأمريكي جيفري جولدبرج وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط على هذا الأسلوب تعبير "عملية مداهنة الصحراء".

    الصديق "بيبي"
    وبدأ أوباما فور وصوله إلى أرض مطار بن جوريون يوم الأربعاء الماضي بالتقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ضعف سياسيًا بعد انتخابات يناير ويتطلع إلى الحصول على دفعة من حليفته الكبرى أمريكا.
    وفجأة أصبح الرئيس الأمريكي الذي يعرف بطبعه الهادئ المتباعد الذي لا يعرف عنه التبسط مع الناس على علاقة حميمة تسمح له بأن يخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي باسمه الأول بل باسم التدليل الذي التصق به منذ طفولته "بيبي" وكأنه نسي تأييد نتنياهو لمنافسه الجمهوري ميت رومني في انتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت في نوفمبر. ووصلت الزيارة إلى ذروتها بخطاب هام القاه أوباما في مركز المؤتمرات في القدس. فهناك قوبل بتصفيق حاد من طلبة الجامعة الذين هبوا واقفين للاحتفاء به وإن كانت دعوته إلى تبني موقف تصالحيًا أكثر مع الفلسطينيين قد قوبل بانقسام في الآراء خارج قاعة المركز. وبعد أن تعثرت مبادرة السلام التي رعاها في فترته الرئاسية الأولى حاول أوباما تجربة مسلك جديد واجتمع بزعماء الجانبين بل تجاوزهم وناشد الشبان الإسرائيليين بشكل خاص ليضغطوا على حكومتهم حتى لا تتخذ مواقف متعنتة وتقبل بمبدأ التسوية.
    وقال أوباما المتمرس في حشد الشبان في وطنه للشبان الإسرائيليين "أقول لكم كرجل سياسة أنّي أعدكم بهذا: الزعماء السياسيون لن يقدموا على أي مخاطرة إذا لم تطالب شعوبهم بذلك". وطلب منهم أن يضعوا أنفسهم في مكان الفلسطينيين ويحاولوا تصور ماذا سيكون عليه شكل الحياة تحت احتلال جيش أجنبي.
    وقال طالب الإعلام جور والنر (25 عاما) "إنه نجم للروك" في إشارة إلى أن الرئيس الأمريكي ربما يكون قد نجح في تقليل بعض الشكوك التي يشعر بها المواطن الإسرائيلي العادي تجاهه. وقالت تال جينزبيرج (25 عاما) إن اوباما تحدث "بقدر كبير من التفاؤل غير الواقعي". واستطردت "الفلسطينيون من حقهم أن تكون لهم دولة لكنه تجاهل حقيقة أنّ من يتزعمونهم هم جماعات إرهابية، على حد قولها.

    خيبة الأمل
    وفي الجانب الفلسطيني حيث أصبح واضحًا بشكل جلي تقريبًا خيبة الأمل نتيجة فشل أوباما في تحقيق أي تقدم في قضية الدولة الفلسطينية واجه الرئيس الأمريكي قدرًا أكبر من التشاؤم خاصة بعد أن طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس التخلي عن شرط تجميد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي المحتلة قبل استئناف أي محادثات سلام. وقال تيسير خالد من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إنّ السياسة الأمريكية منحازة للموقف الإسرائيلي.
    ومع نتنياهو، استخدم أوباما الأسلوب القديم للربت على الكتف لتجاوز ماضيهما التصادمي. وليل الأربعاء الماضي جلس أوباما ونتنياهو جنبًا إلى جنب في مأدبة العشاء التي أقيمت بمقر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس وشوهد الاثنان وهما يتهامسان عن قرب مثل التلاميذ الصغار.
    وقد لا يكون أوباما قد فاز بقلوب الإسرائيليين مثلما فعل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في تسعينيات القرن الماضي، لكنّه نجح فيما يبدو في إحداث ثغرة كبيرة في جدار الشك الذي فصل بينه وبين الإسرائيليين منذ أن وجه خطابه للعالم الإسلامي من القاهرة عام 2009. وكتب المعلق الإسرائيلي سيما كدمون في صحيفة يديعوت أحرونوت الأكثر مبيعًا "قدر من الخروج عن الرسميات.. نكتة أو مزحة خفيفة.. كلمات محدودة بالعبرية.. وقد أصبحنا نمتليء على الفور بحب كبير للرجل الذي يبدو لوهلة وكأنّه مثلنا".

    دلالات رمزية
    وفي اليوم الأخير له في إسرائيل زار أوباما قبر مؤسس الحركة الصهيونية الحديثة وقبر رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل اسحاق رابين الذي أصبح رمزًا لعملية السلام. ثمّ قام بزيارة نصب ياد فاشيم التذكاري لضحايا المحرقة النازية ليضيف المزيد من اللفتات الرمزية لجولة خلت من أي فحوى حقيقية لكنّها زخرت بالمناشدات لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين لاستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة.
    وتحت أشعة شمس ساطعة تجول أوباما في مدافن جبل هرتزل بالقدس ووضع إكليلا من الزهور على الضريح الرخامي الأسود لثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية الذي توفي قبل أكثر من أربعة عقود من قيام دولة اسرائيل عام 1948. وقال مسؤولون إنّ الزيارة كانت تهدف إلى تصحيح انطباع أعطاه الرئيس في كلمة ألقاها في القاهرة عام 2009 بدا فيها وكأنه يدفع بأن شرعية الدولة اليهودية نبعت من تلك المحارق. وقال أوباما في قاعة الأسماء في ياد فاشيم "لا يمكن أن يكون هناك شيء أكثر قوة". وياد فاشيم نصب تذكاري ليهود قتلوا في المحارق النازية خلال الحرب العالمية الثانية. كما وضع أوباما إكليلا من الزهور على قبر رئيس الوزراء الراحل رابين الذي قتله متطرف يهودي عام 1995 غضبًا من جهوده لتحقيق السلام مع الفلسطينيين.
    ونقلت داليا ابنة رابين عن أوباما قوله لأفراد الأسرة في المقبرة "أحيانًا يكون الشروع في السلام أصعب من دخول الحرب". وبعد جولة أخيرة من المحادثات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التقى أوباما مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرة ثانية، حين توجه جوا لمدينة بيت لحم في الضفة الغربية ليزور كنيسة المهد التي يعتقد المسيحيون أنّها شهدت ميلاد السيد المسيح. وينظر إلى الزيارة على أنّها رسالة تضامن مع الأقليات المسيحية في المنطقة المضطربة. وتوجه بعد ذلك إلى العاصمة الأردنية عمّان؛ حيث سعى إلى طمأنة الملك عبد الله بشأن دعم واشنطن لبلاده، في وقت يتدفق فيه اللاجئون على الأردن فرارًا من الصراع في سوريا، بينما تجاهد المملكة للتغلب على الصعوبات الاقتصادية والتوترات الناجمة عن ثورات "الربيع العربي".

    محادثات الأردن
    وأجرى أوباما والعاهل الأردني مشاورات مكثفة حول تداعيات الصراع السوري على الأردن؛ حيث أدى تدفق أكثر من 350 ألف لاجئ سوري إلى مزيد من الضغط على موارد المملكة غير المنتجة للنفط. وقدمت واشنطن بعض المساعدات للتخفيف من الوضع الإنساني. ويؤيد أوباما جهود المعارضة السورية للإطاحة بالرئيس بشار الأسد لكنّه قصر هذا التأييد على تقديم المساعدات غير القتالية لمقاتلي المعارضة السورية بالرغم من الدعوات المتزايدة من الحلفاء الأوروبيين والعرب لانتهاج سياسات أقوى. واتخذ العاهل الأردني موقفا حذرًا حيال سوريا، وطالب الأسد بالرحيل لكنّه دعا إلى "حل سلمي" ولم يقدم السلاح للمقاتلين السوريين. وتخشى السلطات الأردنية من أن يجريء صعود التيار الإسلامي للحكم في سوريا بعد الأسد الإسلاميين الأردنيين الذين يشكلون المعارضة الرئيسية في المملكة. والأردن هو الدولة العربية الثانية بعد مصر التي وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل، وتعتبر طرفًا محتملا في أي مسعى أمريكي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط مستقبلا. ويوجد بالأردن أعداد كبيرة من المواطنين من أصل فلسطيني. وتطرق جدول أعمال الزيارة إلى الوضع الاقتصادي المضطرب في الأردن الذي يتلقى مساعدات أمريكية تبلغ نحو 360 مليون دولار تقريبًا فضلا عن تجديد الشراكة بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب.







    أكثر...
يعمل...
X