ديربان (جنوب إفريقيا) - الوكالات-
تبحث دول الاقتصادات الصاعدة "بريكس" تأسيس بنك تنمية مشترك؛ لتمويل أعمال إنشاءات البنية الأساسية في اجتماع القمة الذي سيُعقد في جنوب إفريقيا اليوم الثلاثاء، في مدينة ديربان.
وإذا ما تمت هذه الخطوة سيكون لها دلالات وآثار بالغة الأهمية، وستعدُّ تجسيداً على تغير نظام التمويل والاقتصاد العالمي. ويرى الخبراء أن الشروط الموضوعية لهذه الخطوة قد نضجت، وأن التنسيق على مستوى التمويل بين دول المجموعة أصبح ضرورة ملحة في ظروف االتنافس العالمي. وكانت الفكرة بهذا الصدد قد طرحت في قمة بريكس في نيودلهي عام 2012، إلى جانب موضوعات ساخنة كانت موضع بحث الاقتصاديين. وتضم مجموعة "بريكس" البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا؛ فعلى سبيل المثال تستطيع البرازيل الحصول على التمويل من البنك لتحسين بنيتها التحتية الفقيرة، التي تعيق تطورها الاقتصادي، وتطفئ ظمأها للتمويل؛ كي تستضيف بطولة العالم لكرة القدم عام 2014، والألعاب الأولمبية عام 2016.
ويُقام الاجتماع على خلفية تحسن نسبي في المعنويات حيال الاقتصاد العالمي؛ الأمر الذي يعود بشكل أساسي إلى الولايات المتحدة، رغم كون اقتصاديات دول بريكس تواجه منفردة تحديات أكبر من السابق. وفيما تواجه كل منها تحدياً مختلفاً إلا أن ما يجمعها كون تلك التحديات مهمة ومؤثرة في نموها الاقتصادي مستقبلاً. ويعتقد البعض بأن مبدأ وفكرة مجموعة بريكس لاقت تقديراً مبالغاً فيه. ويرى جيم أونيل رئيس مجلس إدارة غولدمان ساكس لإدارة الأصول أن اقتصاديات دول بريكس قد تباطأت مقارنة بالنمو المتسارع الذي شهدته بين عامي 2001 و2010. وهي الفترة التي حققت خلالها نمواً بمعدل 8.1%. فقد كان نموها خلال العامين الأولين من العقد الحالي موافقاً للتوقعات. وكان نمو دول المجموعة بين عامي 2001 و2010 أعلى بكثير من المتوقع؛ مما يعني أنه من البديهي أن تتباطأ معدلات نموها خلال العقد الحالي.
ومن الواضح أن الاقتصاد الصيني بشكل خاص سيتباطأ في نموه؛ الأمر الذي لا يقتصر سببه على كون السلطات الصينية ستسعى إلى تحقيق معدلات نمو أبطأ وأكثر توازناً. ولا يمكن أبداً المبالغة بتقدير أهمية الصين في مختلف الجوانب، بما في ذلك أهميتها ضمن سياق مجموعة دول بريكس. فحجم اقتصادها الحالي الذي بلغ 8.2 تريليونات دولار أميركي في نهاية العام 2012 يعادل اقتصاد بقية دول المجموعة، بما فيها الاقتصاد المتواضع بقيمة 400 مليار دولار أميركي في جنوب إفريقيا.
ويعني ذلك -إلى جانب العديد من الدلالات الأخرى- أن للصين تأثيراً مهمًّا على دول مجموعة بريكس، وهو أمر ربما يكون صحيحاً عند الحديث عن إقامة بنك لدول المجموعة ومناقشة شكله ومضمونه، وتبدو روسيا أقل اهتماماً بالبنك، بل إنها تبدو كما لو كانت تتساءل عن مدى الحاجة إلى البنك.
وتكمن أهمية البنوك التنموية الوطنية عادة في أنها تموّل المشاريع الاقتصادية طويلة الأمد التي تصب في مصلحة البلاد، وتتسم بكونها خارجة على حدود إمكانات القطاع الخاص. وبالنظر إلى الآثار الباقية من الأزمة بعد العام 2008، جرت العديد من النقاشات حول مؤسسات من هذا النوع ضمن ما يسمى بدول العالم المتقدم.
أكثر...