إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"عمان كما نريد"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "عمان كما نريد"




    الرؤية- فايزة سويلم الكلبانية-
    [email protected]-

    رغم زحام ذاك المساء المليء بالأحداث والفعاليات والأجواء الماطرة في مسقط، إلا إنني كنت حريصة غاية الحرص على تسجيل حضوري، وطبع بصمة في حياتي تتمثل في أنّي شهدت تدشين مبادرة الجمعية الاقتصادية العمانية للدليل الوطني للتنمية "عمان التي نريد"، وبوصفي شخصًا يسعى دائمًا لإشباع نهمه المعرفي تشدني دائمًا تلك المناقشات، والحوارات الفكرية التي يتداولها الحاضرون والمهتمون بهكذا فعاليات؛ والتي تتأرجح فيها المداولات بين مؤيد ومعارض، فكلما تعمّق الحوار وتوسع في مضمونه ونقاشاته الساخنة، كلما وجدت الفرصة تتاح أمامي لتوسيع مداركي، وتعلم شيء جديد، فالمرء لا يولد عالماً، والأهم من ذاك كله أنّ تلك الجلسات تفتح ذهنك على مشارب ومدارس معرفية عدة، وتمنحك أفكارًا جديدة وستكون رابحًا أكبر لو صوّبت وجهة نظرك أو مفاهيمك الخاطئة التي كنت تعتقد يومًا أنها تجانب الصواب.. وفي النهاية تبقى القاعدة ثابتة "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية".
    أتت فكرة الدليل من المؤتمر السادس للجمعية الاقتصادية الذي أقيم خلال 16-17 فبراير الماضي بعنوان "التنمية المستدامة والإنصاف.. بين التخطيط والواقع"، والذي خرج بخلاصة تنطوي على ضرورة صياغة رؤية إستراتيجية جديدة للسلطنة، من خلال إعداد دليل وطني للتنمية، يمثل رؤية إستراتيجية جديدة للسلطنة، تتسم بالديناميكية لمواجهة التحديات الآنية والمستقبلية، وضمان تحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ويكون محورها الأساس "عمان التي نريد" وأن يتم من خلاله تقييم الخطط الحالية وتحديد الخيارات المستقبليّة بناءً على معايير ومؤشرات تنموية ذات أهداف محددة قابلة للقياس.
    وأنا أقلب صفحات الدليل الوطني للتنميّة "عمان التي نريد" المتواضع بوريقاته، والغني بأطروحات سطوره، وجدت بأنه قد تضمّن تصورات أولية لمتطلبات التخطيط لبدائل التنمية وتحقيق التنمية المستدامة، وأهمية البدء الفوري في صياغة رؤية مستقبلية جديدة لتكون بديلاً عن الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني (عمان 2020م)، على أن تتضمن تحديدًا للمسارات التي يتوجب علينا أن نسلكها بدءًا من الخطة الخمسية القادمة، ويكون محورها الأساسي "عمان التي نريد" ويتم من خلالها تقييم الممارسات والأنشطة وتحديد الخيارات المستقبلية، إضافة إلى اكتشاف مكامن قدراتنا الاقتصادية والتنافسية، وإعادة النظر في فكرنا ورؤيتنا التنموية، وكيفية إدارة الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى تبني نموذج جديد للتنمية، يعكس واقع المجتمع العماني وخصوصيته، وينبثق عن نتائج النقاشات التي يجب أن تتم بين مختلف شرائح المجتمع بما في ذلك المؤسسات الحكومية والأكاديميين ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني.
    تطرق دليل "عمان كما نريد" إلى بعض جوانب التنمية البشرية، من خلال الاسترشاد بمؤشرات كميّة تتمثل في المحاور التالية: التوازن الاقتصادي والنمو؛ وتنمية القطاع الخاص؛ والتنويع الاقتصادي؛ وتنمية الموارد البشرية، وهذا التعريف بحاجة الى إعادة صياغة لينسجم مع مفهوم التنمية المستدامة، حيث إن مبادرة "عمان التي نريد" الدليل الوطني للتنمية تستعرض ملامح التنمية في السلطنة، وتقيّم أداء الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني 2020 والتحديات التي تواجه الاقتصاد العماني بعد أربعين عاماً من التنمية، وكيفية الاستفادة من تجارب الآخرين، لرسم مسار جديد للتنمية. وتتكون المبادرة من ستة محاور أساسية تتمثل في استغلال عائدات النفط لتحقيق تنمية مستدامة، ومعالجة التشوهات الهيكلية في سوق العمل العماني، ودور الحكومة والقطاع الخاص في التنمية، والأمن الاجتماعي والتنمية، والبعد البيئي.
    والذي أثلج صدورنا أنّ الدليل الوطني للتنمية جاء بمبادرة من مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني؛ ممثلا في أفراد لا يرجون من وراء ذلك أي مقابل، دافعهم في ذاك حب الوطن، والإسهام في مسيرته الناهضة، ويسعون لوطن يستشرف الغد عبر خطى مرسومة ومحددة الغايات والأهداف بكل اجتهاد ودقة وإتقان.. فقط كانت أقصى أمانيهم وحلمهم ألا يكون مجهودهم حبيس الأدراج، أو تطويه غياهب النسيان، أو يلقى حتفه ومصيره بسهام كلمة (يحفظ / للحفظ)، كما هو حال العديد من المبادرات في الماضي القريب.
    وأعتقد - وغيري كثيرون- أنّ المبادرة في حد ذاتها تعد دليلا على نضج أفكارنا، وأنّ مجتمعنا العماني مازال يحمل في طياته الكثير والكثير من الأفكار الخلاقة والحلول الناجعة لكل ما يعرض من مشكلات، ولاشك أن المبادرة شأنها شان كل مبادرة؛ تحظى برضى واهتمام البعض، ورفض البعض الآخر، وهذا شيء طبيعي، ومصدر تعافٍ، فالاختلاف رحمة، ويستحث عقول الجميع على التفكير والابتكار، وإثراء جوانب التحاور والنقاش.. وأن نضع دائما نصب أعيننا حسن النية بعيدًا عن أيّة حساسية تذكر، وأنّ الأوطان لا تتطور إلا بتعدد الأفكار والأطروحات والحلول المختلفة.. ويبقى أنّ هذا العمل الفكري هو اجتهاد يشكر عليه مبدعوه، حتى يكون سنة حسنة، تثمر عنها مبادرات قادمة في مختلف المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

    همسة لمُبادري " عمان كما نريد"..
    مبادرتكم لن تكون موسومة بـ " للحفظ "..
    أمنيتي أضمها إلى أماني حضور ذاك المساء.. بأن يحظى "عمان كما نريد" بحيز من التنفيذ..
    كلنا نهدف لغد أجمل في كنف عماننا..






    أكثر...
يعمل...
X