إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"ندوة العلوم الفقهية" توصي بفتح باب الاجتهاد أمام فهم جديد للنصوص مواكبة لمتغيرات العصر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "ندوة العلوم الفقهية" توصي بفتح باب الاجتهاد أمام فهم جديد للنصوص مواكبة لمتغيرات العصر


    فقه العيش يعني التصالح من النفس والتحاور مع الآخر وإعمال الاحترام المتبادل
    الفقه الإسلامي يضمن الحقوق والحريات لكافة البشر وفق الأصول الشرعية
    الإسلام يحث على التعايش والتسامح بلا إفراط أو تفريط
    ضرورة الالتزام بآداب الحوار لتحقيق أهداف الإنسانية المثلى في إحقاق الحق ونشر العدل
    أهمية معالجة التأزم الراهن عبر الأفكار والآليات البناءة للخروج من المأزق الحضاري العالمي
    ضروروة فتح باب الاجتهاد لفهم جديد للنصوص بما يتسق مع المقاصد الكلية للإسلام والمتغيرات الجغرافية والتاريخية
    بحث موقف الفقه الإسلامي من بعض قواعد القانون الدولي
    الدعوة للعناية بدراسة تأثير الفقه في صياغة قواعد القانون الدولي
    ضرورة إعادة صياغة النظريات الفقهية الخاصة بسيادة الدول والعلاقات الخارجية
    الاهتمام بفقه الاغتراب وتعامل المسلم مع الآخر في السفر والترحال
    ضرورة الاعتناء بالتراث العماني الإسلامي وإعداد الباحثين لوضع مزيد من الدراسات المعمقة
    حاجة ماسة إلى دراسات مستفيضة في فقه العيش وفق رؤية واقعية للعالم
    الدعوة إلى إعداد معجم فقهي حول "نحن والآخر"
    التوجيه بتشكيل لجنة لوضع موسوعة علمية للأصول والضوابط في الفقه الإباضي
    الرؤية- سعاد العريمية- مدرين المكتومية
    رفع المشاركون في ندوة "تطور العلوم الفقهية" إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- أسمى آيات الشكر والتقدير على رعايته السامية ومباركته الكريمة لهذه الندوة الفقهية الكبيرة، وما رأوه من كرم الضيافة وحسن الاستقبال، والتي استمر انعقادها بتوجيهات سامية اثني عشر عاماً، ولا تزال تحظى بالعطاء العلمي المتميز المستمر، وتضم بين جنباتها ثلة من صفوة أهل العلم والمعرفة من العالم الإسلامي وغيره، وترتقي بالمنهجية العلمية في سائر الموضوعات المدروسة.
    واختتمت الندوة التي جاءت تحت عنوان "فقه رؤية العالم والعيش فيه.. المذاهب الفقهية والتجارب المعاصرة"، ورعى حفل الختام سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مفتي عام السلطنة. وشارك في الندوة- التي استمرت على مدى 4 أيام بفندق جراند حياة- مجموعة من رواد الفكر ونخب الفقهاء من مختلف أنحاء المعمورة وشتى بلدان العالم، حيث استعرضوا العديد من أوراق العمل البحثية المعمقة، ودارت موضوعاتها في صلب فقه رؤية العالم والعيش فيه، مقرونة بالمذاهب الفقهية والتجارب المعاصرة. ودشن سماحة راعي الحفل الحملة الوطنية "زكاتي ميثاق للصيرفة الإسلامية".
    وأفرزت الندوة عدداً من التوصيات، التي ألقاها الشيخ محمد بن سالم الخروصي. وأكد الخروصي في بداية تلاوته للتوصيات أن البحوث ومشاركات الحضور والنقاش ساهمت بشكل أساسي في إنجاح أعمال الندوة المباركة والارتقاء بمستواها العلمي والفكري، لتخرج بالنتائج والتوصيات.
    فقه العيش
    اشتملت التوصيات على تعريف مصطلح فقه العيش، الذي يعنى التصالح مع النفس والتساكن والتجاور والتحاور مع الآخر والعيش معه وفق قواعد الاحترام المتبادل وتوفير الأمان، وضمان الحقوق والحريات لكل إنسان في إطار الضوابط المرعية المقتضية لصون الدين على أعرافه المستقرة. وقالت التوصيات إن لهذه المهمة الفقهية أهمية بالغة وضرورة ملحة، لكون الفقه جسراً للتواصل بين أبناء الإسلام وغيرهم، ومنبرًا لإبراز قسمات الإسلام النقية، وتقديم صورة ناصعة لعالمية الإسلام وشمولية فقهه للحياة البشرية في شتى مناحيها، وضبطاً لعلاقات الإنسان بأخيه الإنسان، بما يكفل له العيش الكريم، ويضمن منهجاً يسوده التآلف والاعتراف وتصان فيه حريات الجميع، وإن تباينت بهم المسالك واختلفت الديانات.
    وأضاف الخروصي أن التوصيات أكدت أن الإسلام يطالب بالتعايش المتوازن والتسامح المتكافئ بلا إفراط ولا تفريط، لأنّه يوجب حرمة الإنسان كإنسان، بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه، مع الدعوة إلى التزام القيم الأخلاقية المتبادلة التي تعد عاملاً أساسياً للعيش مع الآخر، فالأصل في العلاقات بين الناس جميعاً التعارف والمسامحة والمساكنة.
    وأكدت التوصيات أن التعايش والتعارف مصطلح مقاصدي، ومضمونه قرآني صريح {وجعلنا لكم فيها معايش} فهو ركن من أركان المجتمع الإسلامي والإنساني، والمحافظة عليه بما يقرره بحسب المقاصد الكلية والجزئية أمر شرعي تؤيده أدلة نصية كثيرة. ومضت التوصيات تقول إن إحقاق الحق والعدل والمفاهيم الإنسانية واستقرار الأمم إنما يكون بالتعايش والتعارف، ولذلك ثمار عظيمة في صلاح حال الإنسان والدنيا، وتحقيق أهداف الإنسانية المثلى، وللوصول إلى ذلك لا بد من الحوار والتزام آدابه والمبادئ التي تدعم ذلك. وزادت التوصيات بأن الواقع الإسلامي للمجتمعات الإسلامية في تعدد الأعراف والأديان والمذاهب أمر عاشه المسلمون وعرفوه عبر تاريخهم الطويل، فعلينا أن نحافظ عليه، لأنّه دليل وبرهان ساطع على سماحة الإسلام والمسلمين.
    المأزق الحضاري
    وأوضحت التوصيات أن معالجة التأزم الراهن بالأفكار والوسائل الملائمة والمتفهمة هي السبيل الأوحد للخروج من المأزق الحضاري العالمي وتفاعلات الظواهر الجزئية الناجمة عن العنف الذي يسود العالم في كل مظاهر الحياة الإنسانية، ولذا كانت الحاجة ملحة لإنتاج الأفكار والمفاهيم والنظريات الإبداعية الاجتهادية لمواجهة متطلبات الواقع الحضاري والعيش المشترك. وما يصدق بالنسبة للعالم والتأزم فيه يصدق أيضاً على حالة المسلمين في علاقاتهم بالعالم وفي العلائق فيما بينهم.
    وأضافت أن المذاهب الإسلامية اصطلحت في رؤيتها للعالم من الناحية الجغرافية- من غير وجود نص شرعي وإنما بالاجتهاد- على وحدة العالم وتقسيمه قانونياً إلى دارين: دار إسلام ودار حرب، وفقاً للظروف آنذاك. وقد تفرعت على ذلك باختلاف الظروف دور أخرى مثل دار العهد ودار الموادعة، وعلى ذلك ينبغي إعادة النظر في فهم النصوص التي تنظم العلاقة بين المسلمين وغيرهم وفهمها فهماً يتسق مع المقاصد الكلية لدعوة الإسلام، ومع الوضع الجغرافي والتاريخي، ولذلك حاول بعض العلماء المعاصرين التجديد في مفهوم الدارين على أنهما: دار استجابة ودار دعوة. وإنما التوصيفات الأخرى هي توصيفاتٌ سياسيةٌ طارئةٌ تبعًا للعلائق بين دول المسلمين والدول الأخرى عبر العصور.
    وأوصت الندوة ببحث موقف الفقه الإسلامي من بعض قواعد القانون الدولي المعاصر، لما سيدل عليه هذا البحث – بلا شك - من إظهار لمدى التقدم الذي وصل إليه الفقه الإسلامي في بلورة العديد من قواعد القانون الدولي، وهو الأمر الذي لم يصل إليه العلم القانوني الغربي إلا بعد ذلك بقرون طويلة، وإنه يحق لأهل الإسلام أن يعتزوا ويفتخروا بما قدمه الفقه الإسلامي في تاريخ الإنسانية، وبخطواته الاستباقية لكثير من الوقائع والأحوال، وبإمكانات التطوير التي يزخر بها. ولكن على الفقهاء في هذا العصر مراجعة الكثير من التصورات التي بنيت على أساسها مجموعة من الاجتهادات التي لم يعد لها وجود فعلي في الواقع.
    وشملت التوصيات كذلك ضرورة إيلاء قدر أكبر من العناية بدراسة تأثير الفقه الإسلامي في صياغة قواعد القانون الدولي بفروعه المختلفة، وخاصة ما يتعلق بفقه التعايش، مثل الحصانات الدبلوماسية، والعلاقات الدولية الأخرى وحوار الحضارات وتبادل العلوم والمعارف. وشددت التوصيات على ضرورة الانتقال من النظرية إلى التطبيق، والعمل بجدية لتفعيل المؤسسات التي تقوم بتمثيل الإسلام والمسلمين في البلاد الغربية والمنظمات الدولية. كما طالبت التوصيات بنشر كتيب يتضمن الأحكام الفقهية والآداب الشرعية فيما يتعلق بالسفر، بنحو مبسط، وبلغات عدة، وتوزيعه على المغادرين في المطارات ونحوها.
    وقالت التوصيات إن الاتفاقيات الاقتصادية الدولية تجعل من الضرورة إعادة صياغة النظريات الفقهية الخاصة بالعلاقات الدولية والسيادة والحكم وغيرها من مجالات السياسة الشرعية، في ضوء التطورات الدولية واجتهادات الفقهاء المعاصرين.
    مبدأ المواطنة
    وحثت التوصيات كذلك على تأصيل مبدأ المواطنة وأصول التعايش مع الآخر من خلال وضع وثائق تضم الأفكار والضوابط والأطر لتحقيق التعايش فيما بين مختلف الملل والثقافات في ضوء القواعد الشرعية. وكذلك الاهتمام بفقه الاغتراب، أي معايير وآداب تعامل المسلمين مع غيرهم في الرحلة والاستقرار بالدول والمجتمعات الأخرى، حيث إن العالم ليس مجموعة دول فقط، وإنما مجتمع عالمي يقوم على الاعتراف المتبادل بالثقافات المختلفة والتعايش فيما بينها، ويكون على فقهائنا التفكر في الخاص والعام من ضمن فقه العيش الجديد.
    وناشدت الندوة صياغة ضوابط فقهية متخصصة لبيان واقع تعايش الجماعات المسلمة في البلاد الأخرى، وضرورة توفير حقوقهم الإنسانية الكريمة ومعاملتهم بمقتضى حق المواطنة أو الجنسية والامتناع من إجلائهم أو تهجيرهم. بالإضافة إلى إحياء فقه المواطنة وضوابط التعامل مع الآخر من خلال التوجيه الديني والإرشاد الاجتماعي، وذلك بتطوير أنشطة الوعظ الديني والإرشاد الاجتماعي والتوعية الثقافية، امتثالاً لقول الله تعالى: {وقولوا للناس حسناً}، وقوله سبحانه: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}، وإعداد برامج تدريبية للكوادر الدينية.
    وأكدت التوصيات ضرورة الاعتناء بالتراث العماني في تفعيل ندوات تطور العلوم الفقهية المقبلة، بحيث تتبنى وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إعداد فئة من الباحثين والدارسين العمانيين من خلال تبني بعض البحوث والأطروحات، والتأكيد على أهمية الموقع المفتتح لندوة تطور العلوم الفقهية في تفعيل تصوراتها ونشر توجيهاتها، وإقامة الدراسات الإسلامية العلمية المعمقة في نطاقها.
    حب الوطن
    ودعت التوصيات إلى ضرورة غرس مبادئ القرآن الكريم والقيم الإيمانية وتأصيل حب الوطن ومعرفة الحكمة الإلهية في سنة التدافع، وهو كفيل بضمان حقوق الآخرين، من خلال رؤى مؤصلة في تجربة المسلمين، ومنفتحة على الرؤى الجديدة للعالم والعلائق به. والعناية بالدراسات الفقهية التي تهتم بالعلاقات الدولية من جهة، وبتطور العلوم ورؤية المسلمين للآخرين من جهة ثانية؛ وفي التجربة التاريخية للأمة والزمن الحاضر. وفي الموقع الذي افتتحته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية للاعتناء بفقه العيش فرصة طيبة لذلك لدى شباب العلماء.
    وشددت التوصيات على الحاجة إلى مزيد من الدراسات العلمية الجادة في فقه العيش، تنطلق من رؤية واقعية تستند في منطلقاتها إلى أصول الشرع التي تراعي المقاصد والمآلات، على أن تكون هذه الندوة تمهيدًا لندوات مقبلة في الموضوع ذاته والموضوعات المقاربة، بما يؤدي إلى تعميق الرؤى المنفتحة في الوعي والواقع، والحرص على التواصل مع مجامع الفقه الإسلامية للإبلاغ والمناقشة.
    ودعت التوصيات إلى إعداد معجم فقه حول "نحن والآخر"، يجمع ما جاء في فقه التراث الفقهي لمختلف المذاهب، وربط الأحكام والاجتهادات بالمستجدات ومبادرات الفقهاء المعاصرين، وتتولى الجمع والإعداد لجنة من المعنيين والمختصين من الفقهاء وغيرهم. وأوصت الندوة بتوجيه المعنيين لتشكيل لجنة تُعنى بكتابة موسوعة علمية تأصيلية لدراسة الأصول والضوابط في المنظومة الفقهية الإباضية، بما يعني آليات العيش مع الآخر في المجتمعات والدول، وضوابط ذلك فيما يتعلق بأصول الشريعة وفروعها، مع بيان حقوق المخالف دينياً.


    أكثر...
يعمل...
X