يتطلع السودانيون إلى أن تثمر الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير أمس إلى دولة جنوب السودان؛ عن وأد الخلافات المستعرة بين البلدين منذ انفصال الجنوب عن الشمال في يوليو عام 2011م، والتي يتهم كل طرف فيها الآخر بالمسؤولية عن اشتعالها، وإذكاء نيرانها من خلال احتضان المعارضة، أو عبر افتعال التوترات في مناطق التماس الحدودية التي لم يحسم أمرها بعد، ومنها أبيي ومناطق أخرى على حدود متنازع عليها يقدر امتدادها بمسافة ألفي كيلومتر.
وقد ظلت هذه المناطق بؤرًا قابلة للاشتعال في كل الأوقات، وألقت بظلال من التوتر على العلاقات بين البلدين مما أضر بمصالحهما معًا.
وزيارة البشير إلى جوبا تأتي في أعقاب اجتماعات مطوّلة بين وفود البلدين وبوساطة إفريقية أسفرت مؤخرًا عن الاتفاق على استئناف ضخ نفط دولة جنوب السودان عبر أراضي السودان، الأمر الذي يسهم بفتح كوة في جدار الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها كلا البلدان، وبما يهيئ الأجواء للانفتاح السياسي إثر تلبّد غيوم العلاقات بين البلدين، والتي أوصلتهما في مرحلة من المراحل إلى الهجوم العسكري المتبادل.
والمأمول أن يعقب الزيارة تطبيع للعلاقات على كافة المستويات، وتدعيم العلاقات التجارية عبر الحدود، خاصة بعد الاتفاق على استئناف صادرات النفط عبر الحدود، كما أنّه يؤمل أيضًا الوصول إلى اتفاقيات بشأن النزاع على أبيي والمناطق الأخرى على الحدود المتنازع عليها.
وكما أفضى الحوار إلى حل مشكلة جنوب السودان عن طريق الانفصال؛ يبقى هو السبيل الوحيد للتوصل إلى حلول لكافة الخلافات بين البلدين، وبدونه تظل الخلافات ككرة الثلج تتضخم مع كل حراك، مما سيؤدي في النهاية إلى المواجهة المسلحة، وهو الأمر الذي يجب أن تتضافر جهود الساسة في البلدين لتجنبه.
أكثر...