حمود الطوقي
لفت نظري أنَّ معظم المداخلات التي طُرحت على طاولة البحث في منتدى "الرؤية" الاقتصادي (النسخة الثانية)، والذي اختتم أعماله يوم أمس، أن موضوع الترويج والتسويق للسلطنة كواجهة جاذبة للاستثمار، ما زال دون المستوى المطلوب.. وقد امتدح الدكتور بدر مال الله الخبير الاقتصادي ومدير عام المعهد العربي للتخطيط بدولة الكويت، مكانة السلطنة ودورها البارز في مختلف المحافل، إلا أنه قال: على الرغم من تلك المكانة الكبيرة، وتميُّزها بالاستقرار الأمني، إلا أنها تفتقد إلى الترويج والتسويق عن نفسها كواجهة خصبة جاذبة للاستثمارات الأجنبية.
وفي ختام أعمال المنتدى، طُرحت العديد من التوصيات؛ والتي كان من أبرزها التوصية المتعلقة بأهمية الالتفات إلى التسويق والترويج للسلطنة في المحافل الدولية، كون كل المقومات والإمكانيات التي تزخر بها السلطنة قادرة على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في الأسواق العُمانية.
.. إن هذا الموضوع ليس بجديد، بل هو موضوع نوقش في السابق، وقُتل بحثًا وتحليلًا حول الأهداف الاستراتيجية للترويج والتسويق عن السلطنة كواجهة جاذبة للاستثمارات.. وعلى الرغم من قناعة المسؤولين بأهمية الترويج للسلطنة، إلا أن هناك فجوة بين الجهات المسؤولة في توصيل هذه الرسالة كون قنوات التسويق ضعيفة ومحدودة.
وبشكل عام، فإنه عندما يأتي الحديث عن السلطنة في أي محفل من المحافل، يتصدَّر الحوار عن مكانة السلطنة وعن الأوضاع الأمنية المستقرة التي تتمتع بها بلادنا، والحمد الله.. تلك الصفة اللصيقة بعُمان وقيادتها عزَّزت من مكانة السلطنة في المنظومة العالمية، وأصبحت عُمان سمة بارزة يُشار إليها كبيئة اقتصادية آمنة.. إلا أن هذه البيئة الآمنة لم تستغل في الترويج والتسويق عن نفسها.
ويرى مراقبون ومحللون ومهتمون بالشأن الاقتصادي العُماني، أن السلطنة كبلد يتمتع بالاستقرار الأمني بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية بكل أشكالها وأحجامها، والمتابع للبيئة الاستثمارية العمانية يُلاحظ مدى ثقة الاستثمارات العالمية في أن يكون لها موطئ قدم في السلطنة، ولعل الموقع الاستراتيجي للسلطنة جعل منها محطة مهمَّة للشركات العالمية والشركات متعددة الجنسيات؛ ولهذا يجب الاستفادة من هذه الميزة التنافسية لإبراز السلطنة كواجهة جاذبة للاستثمار.
... حقيقة الأمر أن ما يُميِّز السلطنة أنها تسعى دائمًا إلى تقديم الحوافز والتسهيلات للمستثمرين الأجانب الجادين، وتتمثل هذه الحوافز في تخفيض الإعفاءات من الرسوم والضرائب وتقديم التسهيلات المصرفية وتوفير الكوادر الوطنية المدربة وغيرها من الأمور المهمة.
ونستطيع القول بأن النظرة العُمانية لتعزيز العلاقات الاستثمارية بين الشركات المحلية والأجنبية تتمثل في الدعوة الكريمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- ففي خطابه الأخير أمام مجلس عُمان دعا النطق السامي المستثمرين لبذل المزيد من الجهد من أجل المشاركة الفعَّالة في دفع العجلة التنموية في البلاد إلى الأمام، كما أن القوانين والتشريعات العمانية تعطي مميزات جيدة لمن يطرق الباب بغرض الاستفادة من المميزات التي حددتها القوانين في شأن الاستثمار الأجنبي والمحلي على حدٍّ سواء، وإذا كانت الفرصة مواتية لتحفيز الاستثمار الأجنبي، فإن الدعوة لأن تكون الشراكة بين الشركات العمانية ونظيراتها الأجنبية أكثر مطلبًا، وعلى المستثمرين العمانيين من أصحاب رؤوس الأموال البحث عن شركاء استراتيجيين لتوجيه هذه الاستثمارات من أجل خدمة البلاد.
أكثر...