مسقط - الرؤية
يعد مشروع إعادة استخدام المياه الذي تنفذه شركة حيّا للمياه في محافظة مسقط، أحد أهم المشاريع التنموية للحكومة لارتباطه المباشر بصحة المواطنين وسلامتهم و سلامة البيئة، فضلا عن أنّه يمثل نقلة نوعيّة في حياة سكان محافظة مسقط.
هذا وضمن الخطة الرئيسية للمشروع، يتم تنفيذ شبكات خاصة لتوزيع المياه التي تنتجها محطات المعالجة، والتي يتم بناؤها حاليًا. وتعليقًا حول هذا الموضوع، تحدث المهندس حسين عبد الحسين، الرئيس التنفيذي لـ "حيا للمياه"، قائلا: تتمحورالأهداف الرئيسية لمعالجة مياه الصرف الصحي حول حماية البيئة من التلوّث الناتج من جراء طفح خزانات الصرف التقليدية والتي تؤثر سلباً على البيئة والصحّة العامة للسكان من خلال انتشار الأمراض والأوبئة، ناهيك عن الروائح المزعجة من جراء الطفح الذي تعاني منه معظم ولايات محافظة مسقط، والهدف الثاني هو إيجاد بديل للمياه العذبة من أجل استخدامها في أعمال الري والتشجير والزراعة المنتجة وبدورها سوف تحد هذه المياه المعالجة من استهلاك المياه العذبة في مثل هذه الأعمال. إنّ معالجة المياه تتم وفق أحدث التقنيات العالمية المستخدمة في هذا المجال وذلك باستخدام المعالجة الثلاثية التي تسمح بإعادة استخدام المياه المنتجة في أعمال الري والتشجير والزراعة المنتجة، وتعتمد حيّا للمياه في جميع محطاتها الجديدة على تكنولوجيا المفاعل الغشائي الذي يعتبر أحد أفضل الأنظمة المطبقة في العالم لضمان الحصول على مياه معالجة عالية الجودة وخالية من أي نوع من الملوّثات".
وأضاف قائلاً:" تعمل الشركة على تنفيذ شبكات خاصة لنقل وتوزيع المياه المعالجة بطول 290 ألف متر تمتد من ولاية مطرح الكبرى إلى ولاية بركاء، ويصل قطر الأنابيب الرئيسية في هذه الشبكة 1000 مليمتر، أمّا التوصيلات الفرعية فتتراوح بين 100- 500 ميلمتر، و تعمل هذه الشبكات على نقل المياه المعالجة إلى المستفيدين منها".
وتمّ تخصيص 50 مليون لتر يوميًا من المياه المعالجة لبلدية مسقط لري الحدائق والمتنزهات، بالإضافة إلى التشجير على طول شارع السلطان قابوس، وكذلك تستفيد جميع ملاعب الجولف الخضراء في محافظة مسقط من هذه المياه المعالجة مثل ملعب الموج الذي يتم تزويده بحوالي خمسة ملايين لتر يومياً، ومليون وربع المليون لتر يومياً لملعب غلا فالي، فضلا عن تزويد مشروع مسقط هيلز بثلاثة ملايين ونصف لتر يومياً، و 45 ألف لتر يومياً لنادي الطيران المدني، ويستهلك نادي القلعة ما يقارب 99 ألف لتر يومياً من المياه العالجة في أعمال التعشيب، بالاضافة إلى 25 ألف لتر يومياً تستهلكها دار الأوبرا السلطانية.
وتنتج محطات المعالجة حالياً ما يقارب 80 مليون لتر من المياه المعالجة يومياً، وسوف ترتفع هذه الكمية عند اكتمال المشروع بحلول عام 2018 م، حيث سيتم توصيل ما يقارب 80% من سكان محافظة مسقط بخدمة الصرف الصحي إلى 220 مليون لتر يومياً، والتي مما لا شك فيه سوف تسهم في زيادة نسبة التشجير والمساحات الخضراء في ولايات محافظة مسقط بالإضافة إلى الزراعة المنتجة في بعض الولايات على ساحل الباطنة.
وأشار المهندس حسين عبد الحسين إلى أهمية إعادة استعمال المياه المعالجة الناتجة التي تكمن في عدة أغراض سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وهناك فوائد عديدة من إعادة استخدام هذه المياه كالمحافظة على احتياطي المياه الجوفية، حيث إنّ استعمال المياه المعالجة في أعمال التشجير كبديل عن المياه العذبة يؤدي إلى توفير هذه المياه للأجيال القادمة ويحافظ على المخزون المائي نظيفاً، وستساهم هذه المياه في التوسع في زيادة المساحات الخضراء وإقامة الحدائق والمتنزّهات بتكلفة أقل، كما يؤدي أيضًا إلى التقليل من التكاليف المتعلقة باستيراد و استعمال الأسمدة بسبب وجود العناصر الضرورية للنبات في هذه المياه، وأشار الرئيس التنفيذي إلى أنّ المياه المعالجة سوف تسهم في إقامة المرافق الترفيهية كـالحدائق المائية والشلالات والنوافير المائية والتي تعطي جمالاً ورونقاً لمدينة مسقط، وتعمل حيا للمياه بشكل مباشر مع مختلف المشاريع الحكومية والتجارية المزمع إقامتها لاستغلال المياه المعالجة فيها كبديل للمياه العذبة.
وحول إمكانية استخدام المياه المعالجة في تنمية المخزون الجوفي يقول الرئيس التنفيذي لحيا للمياه إنّ هناك دراسات بالتعاون مع الجهات المعنيّة في السلطنة كجامعة السلطان قابوس وغيرها من الجهات المسؤولة حول الاستفادة من هذه المياه في تنمية المخزون الجوفي وغيرها من الاستعمالات كحقن هذه المياه إلى باطن الأرض، كما أنّ هذه المياه يمكن أن تعمل على إيقاف ظاهرة الملوحة التي تعاني منها بعض المناطق الساحلية، حيث يؤدي غالباً ازدياد الطلب على المياه الجوفية إلى انخفاض مستواها مما ينتج عنه دخول المياه المالحة إلى الطبقات الحاملة للمياه العذبة ومن أجل معالجة هذه المشكلة يتم ضخ المياه المعالجة في تلك المناطق مما يؤدي إلى إيقاف تدخل المياه المالحة إضافة إلى الاستفادة منها في تغذية المياه الجوفية وهناك العديد من دول العالم تلجأ إلى مثل هذه العملية.
وأضاف الرئيس التنفيذي: "يتم إنتاج المياه المعالجة وفق المواصفات والمقايس العالمية المتبعة في إنتاج المياه المعالجة، وذلك بإشراف مباشر من قبل وزارة البيئة والشؤون المناخية، هذا وقد أنشأت الشركة مختبراً متخصصاً للتحكم في جودة المياه المعالجة قبل توزيعها عبر شبكات نقل وتوزيع هذه المياه، حيث يتم أخذ عينات بشكل دوري من مختلف المحطات لضمان مطابقتها للمواصفات المنصوص عليها بالقرار الوزاري رقم 93/145.
وتعمل حيا للمياه على حماية البيئة من التلوّث من خلال تحويل مياه الصرف الصحي إلى مياه صالحة للاستخدام، وتساهم الشركة في ذلك بفعالية لدفع عجلة التقدم التي تشهدها السلطنة في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، مستلهمين حكمة جلالته للتغلب على التحديات التي تواجه تنفيذ هذا المشروع الهام والحيوي.
أكثر...