مسقط- الرؤية
تحتفل السلطنة ممثلة بوزارة البيئة والشؤون المناخية صباح اليوم بيوم البيئة الإقليمي تحت شعار "الطحالب والثروة السمكية" الذي يوافق 24 أبريل من كل عام، ذكرى تاريخ التوقيع على اتفاقية الكويت للتعاون في حماية البيئة البحرية من التلوث في مثل هذا اليوم من عام 1978م، والتي كان من ثمارها إنشاء المنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية (روبمي) في الأول من يوليو عام 1979م، والتي مثلت منذ ذلك الحين آلية تنفيذ بنود الاتفاقية المشار إليها وبروتوكولاتها الهادفة لحماية البيئة البحرية بمنطقة الخليج من كافة أشكال التلوث ومصادره، وخاصة التلوث النفطي بحكم أنّ هذه المنطقة البحرية تعد واحدة من أهم طرق التجارة البحرية الدولية وأكثرها ازدحاماً بمئات الناقلات التي تقوم بنقل ما تنتجه دول الخليج من النفط الخام والذي يقدر بـ49% من إجمالي صادرات النفط العالمية، فضلا عن أنّ هذه البيئة البحرية تمثل أهميّة خاصة لشعوب الدول المطلة عليها كمصدر لثرواتها الغذائية من الأسماك وموارد لمشاريع تحلية مياه البحر التي تعتمد عليها دول المنطقة لتعويض نقص مواردها المائية.
ويمثل شعار الاحتفال بهذه المناسبة "الطحالب والثروة السمكية" أهميّة كبيرة لدول المنطقة لكونها منطقة إستراتيجية من الناحية التجارية والاقتصادية والبيئية، وتأتي احتفالات المنظمة التي تضم جميع دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى العراق وإيران مع مرور 35 عاماً على توقيع الاتفاقية لتكرس دورها الأساسي في توحيد الجهود المبذولة من قبل دول المنظمة في حماية البيئة البحرية، ومتابعة الإجراءات التي تقوم بها كل دولة في هذا المجال. وقد جسدت اتفاقية الكويت لعام 1978م أواصر التعاون بين المسؤولين عن البيئة في المنطقة البحرية ووضعت الأسس الثابتة للمحافظة على البيئة البحرية ورسمت الإستراتيجية الواضحة لها. ودأبت المنظمة منذ إنشائها في الكويت عام 1979م على تنسيق الجهود بين الدول الأعضاء للمحافظة على سلامة نوعية المياه في المنطقة البحرية للمنظمة، والمحافظة على النظم البيئية والأحياء المائية التي تعيش فيها. وتقوم المنظمة بإعداد البرامج والأنشطة اللازمة على المستويين الدولي والإقليمي لترسيخ التربية البيئية لدى الرأي العام في المنطقة والمساهمة في التوعية البيئية لمعرفة المشكلات الناجمة عن تلوث البيئة، وأنشأت محطة للاستشعار عن البعد لرصد التغيرات الطارئة على البيئة البحرية بصورة عامة ورصد ومتابعة الملوثات البحرية الناتجة عن العمليات النفطية. كما اهتمت المنظمة منذ إنشائها بدراسة المشكلات البيئية الناجمة عن التلوث البحري بسبب النفط ومياه التوازن التي تقوم الناقلات بتفريغها لإيجاد أفضل الحلول لها، وتبذل المنظمة الجهود الحثيثة لإدخال المفاهيم البيئية السليمة على مختلف المستويات لكي تصبح البيئة أحد المكونات الرئيسية للعملية التنموية بصورة عامة.
أكثر...