دمشق - رويترز
قال حاكم المصرف المركزي السوري أديب ميالة -في مقابلة مع رويترز، بدمشق- إن سوريا على وشك الاتفاق مع حليفتيها الرئيسيتين روسيا وإيران للحصول على دعم مالي لتعويض بعض من الخسائر التي مَني بها الاقتصاد السوري جرَّاء أكثر من عامين من الأزمة والتي تجاوزت 25 مليار يورو.
وكان ميالة يتحدث في مكتبة المصرف المركزي التي تضرَّرت في تفجير سيارة ملغومة في الثامن من أبريل؛ قائلا: "نحن بانتظار دعم مادي من الدول الصديقة من إيران وروسيا.. وهناك مباحثات مع دول أخرى". وأضاف: "عندما تدعم إيران وروسيا الشعب السوري، إذا كان من خلال مساعدات مادية أو من خلال توريد مواد غذائية، فإن هذا يوفر على خزينة الدولة شراء هذه المواد، ولكن كما قلنا نحن بصدد وضع الأحرف النهائية واللمسات الأخيرة على موضوع المساعدات المادية بشكل واضح". ولم يحدد ميالة ما هو المبلغ الذي ستحصل عليه سوريا من روسيا وايران، لكنه قال إن "المساعدات المادية بشكل واضح ليست مهمة جدًّا في هذا الوقت؛ نظرا لوجود احتياطات نقدية مهمة موجودة مازالنا نتصرف بها ومازلنا نستطيع أن نصد هذا الهجوم على سوريا من خلالها". وقال: "نحن نقدر أن كل هذه الخسائر تجاوزت بكثير الـ25 مليار يورو.. دون أن ننسى الفرص الضائعة على الاقتصاد السوري منذ أكثر من سنتين". وردًّا على سؤال عن انهيار العملة الوطنية السورية؟ قال: "لا يمكن أن نسمِّي ذلك انهيارا بقيمة العملة السورية. العملة السورية صحيح (أنها) قبل الأزمة كانت بحدود 50 ليرة سورية، الآن نحن بحدود 115 ليرة سورية، وإذا أردنا نستطيع أن نعيدها إلى مستويات أفضل من ذلك، ولكن أداء الاقتصاد الوطني يحتِّم علينا أن تكون قيمة العملة بهذا الشكل عند هذا المستوى". وأعطى حاكم مصرف سوريا أمثلة عن دول "فقدت أكثر بكثير من قيمة عملتها وخلال فترة أقصر بكثير والأزمة لم تكن بهذه الشدة. سوريا تعاني من حرب ضدها بالرغم من ذلك ما زال المستوى بهذا المنسوب. ما علينا سوى أن نراجع التاريخ القريب وليس البعيد. الليرة اللبنانية. الدينار العراقي. الجنيه المصري حاليا. الدينار الكويتي أثناء غزو العراق". كما أعطى مثلا عما يحدث في أوروبا قائلا: إن "اليونانيين فقدوا أكثر من ثلث قدرتهم الشرائية من خلال أزمة بسيطة هي أزمة عملة. فقدوا أكثر من الثلث".
ومضى يقول إن "الكثير ممن أرادوا أن يضللوا الرأي العام أرادوا أن يخيفوا الشعب السوري بدأوا بإشاعة الأخبار الكاذبة بدأت هذه الأخبار بأن العملة الوطنية تطبع في سوريا وهي مزورة. الأحداث كانت سريعة لكي تثبت لهم أن العملة الوطنية غطاءها موجود، وهي تطبع في الخارج. كنا نطبعها في ألمانيا والنمسا وحاليا نطبعها في روسيا".
وأوضح حاكم المصرف المركزي السوري الذي كان يتحدث من مكتب مزين بالعلم السوري وصورة كبيرة موضوعة في إطار ذهبي للرئيس الاسد ووالده الراحل حافظ الأسد أن الاحتياطات السورية بالقطع الأجنبي بلغت أكثر بكثير من أربعة مليارات دولار، قائلا إن هذه الاحتياطات: "مازالت كافية لصمود سوريا تجاه هذه المؤامرة". وكانت الاحتياطات السورية من القطع الاجنبي تبلغ 17 مليار دولار عندما بدأت الحرب قبل أكثر من عامين. واعتبر ميالة رقم اربعة مليارات غير صحيح لكنه لم يعط رقما محددا.
أكثر...