- برامج لعقد ورش تدريبية لشباب الدقم.. وإنشاء مركز الثقافة والفنون
- المستثمرون ينجذبون لجغرافية الدقم وخططها الطموحة ومجتمعها المحلي
حوار- سمية النبهانية
تصوير/ راشد الكندي
أكد بيتر فارنجتون الخبير البيئي والمصور بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، أنّ المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم باتت تجذب اهتمام العالم اقتصادياً وبيئيًا. وقال إنّ المعرض الفني الأول الذي تم تنظيمه عن الدقم جذب اهتمام المستثمرين، وجمع رؤية الحكومة والمجتمع المحلي في ذات الوقت. كما كثف الاهتمام نحو تهيئة المجتمع المحلي للمشاريع المقبلة في المنطقة.
وأشار إلى أنّ جلالة السلطان له رؤية عظيمة وحكيمة للسلطنة تحترمها الدول، حيث إنّه يخلق العديد من الفرص الطموحة للسلطنة ولشعبها. كما أنّ الحكومة بأكملها تسير في نهج التطوير المحافظ على كينونة البلد، وهو أمر تفتقده الدول الأخرى.
وعبّر فارنجتون عن سعادته بالعيش في السلطنة وأن يكون جزءًا من منظومة الدقم، واصفًا إياها بحلم راوده منذ الطفولة وقد تحقق. وأشار إلى كينونة الدقم وتجانس المجتمع مع خطط التطوير حيث يعتبر نموذجاً حياً لما تفتقر له الدول.
وأوضح أن القيم القديمة التي تربط الشعب العماني مازالت موجودة حتى الآن. كما أن بيئة السلطنة وتاريخها المميز يمكن رؤيته متجانسا مع حياة الشعب وليس بمعزل عنها. وهو أمر يجب على الشعب أن يعتز به ويحافظ عليه.
حكى فارنجتون قصة عشقه للدقم، فقال: هناك شيء خاص بهذا المكان وبحديقة الصخور، فعندما ذهبت هناك للمرة الأولى، انبهرت بهذا المكان، وأحسست أن روحي أصبحت جزءًا منه، وكأنه لم يعد شيء في المكان سوى أنت والطبيعة فقط.
واستطرد فارنجتون: أنا كندي، أعمل وحيدًا في السلطنة بعد أن تعلق قلبي بها، وقد راودني شغف العيش في دولة أخرى مختلفة عن كندا منذ فترة طويلة، فقد كنت أعمل لدى الحكومة الكندية كخبير بيئي، ومن ثم انتقلت إلى دول أخرى للعمل، ودولة قطر. وكنت أخوض تجارب ثرية في الدول التي عملت فيها، ولكن لطالما راودني حلم بأن أكون جزءًا من الطبيعة في مكان آخر، خاصة وأنني اعتدت العيش متنقلاً مع والدي في الصغر، حينما كان عمله يحتم عليه التنقل من دولة إلى أخرى. لذا فعندما انتقلت للعمل في هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم كخبير بيئي ، اعتبرت أن حلماً كان يراودني قد تحقق وهو العيش في السلطنة.
وأضاف فارنجتون أنه درس البيئة تيمناً بوالدته التي ترعرعت في الريف لفترة طويلة، والتي كانت تخبره بشكل مستمر عن جمال الطبيعة، في حين كان يعيش مع عائلته في المدينة، في كندا. حتى بات منجذباً للأرض ولدراستها. مما جعل جميع دراساته الأكاديمية تتمحور حول البيئة والجغرافيا.
معرض الدقم
وحول مشروع التصوير، أشار الخبير البيئي بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إلى أنه تمّ تنظيم أول معرض عن الدقم بإدارته منذ نحو عامين، وأوضح أنّه عندما زار الدقم لأول مرة، انبهر كثيرًا بطبيعة الدقم نفسها، لما تحمله من قيمة بيئية وجيولوجية مدهشة، وموقع جغرافي مميز. فأتته فكرة إقامة معرض صور عن الدقم، لإظهار جمال الدقم للعالم أجمع.
وتابع أنّه ومن خلال عمله في مشروع معرض الدقم، اكتشف أن هناك العديد من العمانيين الموهوبين، فانضم الكثير من المصورين والفنانين العمانيين والوافدين من دول كألمانيا، البرازيل، والولايات المتحدة الأمريكية لمشروع المعرض، رغبة في أن يكونوا جزءًا من هذا العمل المميز، مستطردًا أن العمل بدأ بالذهاب مع الفنانين والمصورين للدقم نفسها والبقاء هناك لمدة أربعة أيام. فكان الهدف من البقاء في الدقم هو الاستلهام من سحر المنطقة، والتصوير أو الرسم، كل برؤيته الخاصة. كما قام الفريق بمنح كاميرات تصوير لطلاب عدد من مدارس الدقم، وطلب منهم أن يقوموا بتصوير الدقم كما يرونها هم، فكانت النتيجة مذهلة بحق، حيث أظهروا جوانب من الدقم لم يتخيلها أحد من قبل. وبعدها تم عرض جميع هذه الأعمال في معرض خلاب في بيت الزبير، فكانت تجربة مذهلة للجميع بحق. ونوّه إلى أن الهيئة والشركات الأخرى تدعم عملهم كثيرًا في أعمال المعارض، كما أنهم ينتظرون الوقت المناسب لفتح المعرض القادم في الدقم.
وزاد فارنجتون أنه يخطط الآن لتنظيم معرض آخر، في الدقم نفسها، ولكن أن يكون احتفاءً مجتمعياً، موضحًا أن ما تعلمه من مشروع المعرض السابق هو أنه قام بضم جميع هؤلاء الفنانين ومن مختلف الجنسيات. كما كانت بمثابة نقطة تحول كبيرة للجميع، ولما نريد أن نعبر به من خلال مواهبنا.
أهداف المعرض
وبيّن أن من أهداف المعرض الأول إظهار الجانب الآخر من الدقم، وما تعنيه لصانعي القرار، وكيف يرى المستثمرون المحليون والأجانب منطقة الدقم، حيث حاولت الأعمال الفنية بما ضمته من صور ولوحات فنية أن تجمع هذه النظرة العالمية لاقتصاد الدقم مع النظرة الحقيقة لمنطقة الدقم وطبيعتها، خاصة وأن هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والشركات العاملة فيها مهتمة كثيراً بالحفاظ على الجانب البيئي، حيث إن هناك برامج عديدة في الهيئة للحفاظ على البيئة منذ البداية. وإشراك المجتمع المحلي في منظومة الدقم الاقتصادية، موضحاً أن العديد من الشركات العالمية في الدقم تديرها خبرات عالمية في الوقت الحالي. وكل مستثمر أو أجنبي يعمل حسب نظرته الخاصة في المنطقة، فكان المعرض طريقة تجمع مختلف وجهات النظر على مستوى ما، فاستطاع المعرض أن يبرز الطبيعة الساحرة للدقم، والمشاريع المهمة في المنطقة في نفس الوقت. كما استطاع المعرض إظهار نظرة المجتمع المحلي للدقم بعيون أطفال المنطقة.
وبين فارنجتون أن المعرض التالي يهدف إلى استخدام الفن لضم الجميع ضمن منظومة واحدة بشكل أعمق، بحيث يقام في ولاية الدقم. كما أن ريع المعرض سوف يصرف من أجل إنشاء مركز ثقافي وفني في ولاية الدقم، مستطردًا بأنه قام بالالتقاء بأفراد من مؤسسة الشباب القطرية، وأبدوا اهتمامهم بالمشروع ودعمهم له، فكان أمرًا مهمًا، وذلك لأن المشروع يهدف إلى إشراك الجيل المقبل في هذا العمل.
وحول مركز الثقافة والفنون التي ينوي فريق العمل إنشاءها، قال فارنجتون إنها للشباب في الأساس، حيث إن المركز يهدف إلى تضمين شباب المجتمع المحلي وطلاب المدارس بشكل كبير في منظومة الدقم الاقتصادية، مبيناً أن المشاريع السياحية التي تقوم في المنطقة مهتمة بأن يكون أبناء المجتمع جزءًا منها، لذا فسوف يقوم المركز بتدريبهم وتأهيلهم في هذا الجانب. بجانب التدريب على التكنولوجيا والآلات الحديثة. كما أن الفريق يخطط لإنشاء مشروع تدريبي لطلاب مدارس الولاية، يحوي دورات في التصوير، الرسم، والصناعات اليدوية، لوضعها جميعاً في محل صغير في المنطقة، ليتعلم شباب المجتمع كيف ينظرون لمستقبلهم من خلال مشاريع الدقم ويكونوا جزءًا منها. وليدركوا أنّ هناك عالمًا كبيرًا يمكن أن يكتشفوه. ويخطط الخبير البيئي في هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لنشر كتاب عن الدقم نفسها، لجمع كافة الأعمال فيه، وتضمينه النظرة المحلية والعالمية.
عشق الدقم
وأكد فارنجتون أن الاهتمام بمنطقة الدقم ليس محلياً وحسب، فحتى على مستوى المصورين والفنانين الأجانب المشتركين في أول معرض قاموا بتنظيمه، قاموا بعرض هذه الأعمال في بلدانهم وعلى مستوى المؤسسات، وقد أبدى العديد من المستثمرين اهتمامهم بالمنطقة. كما أنّ عددًا من الصحف الأجنبية أبدت اهتمامها بالمنطقة من خلال المقالات التي تنشرها عنها.
ويرى فارنجتون أن الدقم خلابة بحديقة الصخور، شاطئها المميز، وطبيعة الصخور نفسها، ومجتمعها المحلي الطيب، بجانب إدارة الهيئة الطموحة. وأن أبناء السلطنة مرتبطين كثيرًا ببيئتهم، وهذا أمر تفتقر له العديد من الدول الغربية، فدائماً ما نرى العمانيين يجلسون على أراضي الحدائق، يذهبون إلى الأودية في رحلات عائلية، وحتى عاداتهم وتقاليدهم مرتبطة كثيرًا بالأرض، وبكونهم عمانيين وجزءًا من أرض السلطنة. مما جعلهم شعب مسالم ومرحاب، وهو ما يجذب الدول الأخرى للسلطنة، موضحاً أن المشاريع عندما تأتي للسلطنة، فإنّها لا تأتي من أجل الاستثمار وحسب، بل حتى من أجل الاستيطان في المنطقة، وهو أمر تقرره طبيعة السلطنة، خاصة وأن المشاريع في المنطقة ليست صناعية وحسب، بل تشتمل على المشاريع السياحية والخدمية على حد سواء.
وأشار إلى أن جلالة السلطان له رؤية خاصة عظيمة وحكيمة للسلطنة وتحترمها الدول. كما أنّه يخلق العديد من الفرص الطموحة للسلطنة ولشعبها، وهو أمر جذب فارنجتون كثيرًا للبقاء في السلطنة، وذلك لأنّه وجد أن الحكومة بأكملها تسير في نهج التطوير المحافظ على كينونة البلد، وهو أمر تفتقده الدول الأخرى.
وختم حديثه قائلاً: أنا سعيد جدًا بوجودي في السلطنة. فأنا أعشق الدقم، وأعشق الشعب العماني. فالقيم التي تربطهم مازالت موجودة، وهو أمر لن تجده في الدول الأخرى، ويجب على الشعب أن يعتز بذلك ويحافظ عليه. كما أنّ البيئة هنا أمر مميز ويجب أن يعلم العالم عنها. بالإضافة إلى التاريخ العظيم والعريق، الذي يمكن رؤيته حتى الآن متجانساً مع حياة الشعب وليس بمعزل عنها.
أكثر...
- برامج لعقد ورش تدريبية لشباب الدقم.. وإنشاء مركز الثقافة والفنون
- المستثمرون ينجذبون لجغرافية الدقم وخططها الطموحة ومجتمعها المحلي
حوار- سمية النبهانية
تصوير/ راشد الكندي
أكد بيتر فارنجتون الخبير البيئي والمصور بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، أنّ المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم باتت تجذب اهتمام العالم اقتصادياً وبيئيًا. وقال إنّ المعرض الفني الأول الذي تم تنظيمه عن الدقم جذب اهتمام المستثمرين، وجمع رؤية الحكومة والمجتمع المحلي في ذات الوقت. كما كثف الاهتمام نحو تهيئة المجتمع المحلي للمشاريع المقبلة في المنطقة.
وأشار إلى أنّ جلالة السلطان له رؤية عظيمة وحكيمة للسلطنة تحترمها الدول، حيث إنّه يخلق العديد من الفرص الطموحة للسلطنة ولشعبها. كما أنّ الحكومة بأكملها تسير في نهج التطوير المحافظ على كينونة البلد، وهو أمر تفتقده الدول الأخرى.
وعبّر فارنجتون عن سعادته بالعيش في السلطنة وأن يكون جزءًا من منظومة الدقم، واصفًا إياها بحلم راوده منذ الطفولة وقد تحقق. وأشار إلى كينونة الدقم وتجانس المجتمع مع خطط التطوير حيث يعتبر نموذجاً حياً لما تفتقر له الدول.
وأوضح أن القيم القديمة التي تربط الشعب العماني مازالت موجودة حتى الآن. كما أن بيئة السلطنة وتاريخها المميز يمكن رؤيته متجانسا مع حياة الشعب وليس بمعزل عنها. وهو أمر يجب على الشعب أن يعتز به ويحافظ عليه.
حكى فارنجتون قصة عشقه للدقم، فقال: هناك شيء خاص بهذا المكان وبحديقة الصخور، فعندما ذهبت هناك للمرة الأولى، انبهرت بهذا المكان، وأحسست أن روحي أصبحت جزءًا منه، وكأنه لم يعد شيء في المكان سوى أنت والطبيعة فقط.
واستطرد فارنجتون: أنا كندي، أعمل وحيدًا في السلطنة بعد أن تعلق قلبي بها، وقد راودني شغف العيش في دولة أخرى مختلفة عن كندا منذ فترة طويلة، فقد كنت أعمل لدى الحكومة الكندية كخبير بيئي، ومن ثم انتقلت إلى دول أخرى للعمل، ودولة قطر. وكنت أخوض تجارب ثرية في الدول التي عملت فيها، ولكن لطالما راودني حلم بأن أكون جزءًا من الطبيعة في مكان آخر، خاصة وأنني اعتدت العيش متنقلاً مع والدي في الصغر، حينما كان عمله يحتم عليه التنقل من دولة إلى أخرى. لذا فعندما انتقلت للعمل في هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم كخبير بيئي ، اعتبرت أن حلماً كان يراودني قد تحقق وهو العيش في السلطنة.
وأضاف فارنجتون أنه درس البيئة تيمناً بوالدته التي ترعرعت في الريف لفترة طويلة، والتي كانت تخبره بشكل مستمر عن جمال الطبيعة، في حين كان يعيش مع عائلته في المدينة، في كندا. حتى بات منجذباً للأرض ولدراستها. مما جعل جميع دراساته الأكاديمية تتمحور حول البيئة والجغرافيا.
معرض الدقم
وحول مشروع التصوير، أشار الخبير البيئي بهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إلى أنه تمّ تنظيم أول معرض عن الدقم بإدارته منذ نحو عامين، وأوضح أنّه عندما زار الدقم لأول مرة، انبهر كثيرًا بطبيعة الدقم نفسها، لما تحمله من قيمة بيئية وجيولوجية مدهشة، وموقع جغرافي مميز. فأتته فكرة إقامة معرض صور عن الدقم، لإظهار جمال الدقم للعالم أجمع.
وتابع أنّه ومن خلال عمله في مشروع معرض الدقم، اكتشف أن هناك العديد من العمانيين الموهوبين، فانضم الكثير من المصورين والفنانين العمانيين والوافدين من دول كألمانيا، البرازيل، والولايات المتحدة الأمريكية لمشروع المعرض، رغبة في أن يكونوا جزءًا من هذا العمل المميز، مستطردًا أن العمل بدأ بالذهاب مع الفنانين والمصورين للدقم نفسها والبقاء هناك لمدة أربعة أيام. فكان الهدف من البقاء في الدقم هو الاستلهام من سحر المنطقة، والتصوير أو الرسم، كل برؤيته الخاصة. كما قام الفريق بمنح كاميرات تصوير لطلاب عدد من مدارس الدقم، وطلب منهم أن يقوموا بتصوير الدقم كما يرونها هم، فكانت النتيجة مذهلة بحق، حيث أظهروا جوانب من الدقم لم يتخيلها أحد من قبل. وبعدها تم عرض جميع هذه الأعمال في معرض خلاب في بيت الزبير، فكانت تجربة مذهلة للجميع بحق. ونوّه إلى أن الهيئة والشركات الأخرى تدعم عملهم كثيرًا في أعمال المعارض، كما أنهم ينتظرون الوقت المناسب لفتح المعرض القادم في الدقم.
وزاد فارنجتون أنه يخطط الآن لتنظيم معرض آخر، في الدقم نفسها، ولكن أن يكون احتفاءً مجتمعياً، موضحًا أن ما تعلمه من مشروع المعرض السابق هو أنه قام بضم جميع هؤلاء الفنانين ومن مختلف الجنسيات. كما كانت بمثابة نقطة تحول كبيرة للجميع، ولما نريد أن نعبر به من خلال مواهبنا.
أهداف المعرض
وبيّن أن من أهداف المعرض الأول إظهار الجانب الآخر من الدقم، وما تعنيه لصانعي القرار، وكيف يرى المستثمرون المحليون والأجانب منطقة الدقم، حيث حاولت الأعمال الفنية بما ضمته من صور ولوحات فنية أن تجمع هذه النظرة العالمية لاقتصاد الدقم مع النظرة الحقيقة لمنطقة الدقم وطبيعتها، خاصة وأن هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والشركات العاملة فيها مهتمة كثيراً بالحفاظ على الجانب البيئي، حيث إن هناك برامج عديدة في الهيئة للحفاظ على البيئة منذ البداية. وإشراك المجتمع المحلي في منظومة الدقم الاقتصادية، موضحاً أن العديد من الشركات العالمية في الدقم تديرها خبرات عالمية في الوقت الحالي. وكل مستثمر أو أجنبي يعمل حسب نظرته الخاصة في المنطقة، فكان المعرض طريقة تجمع مختلف وجهات النظر على مستوى ما، فاستطاع المعرض أن يبرز الطبيعة الساحرة للدقم، والمشاريع المهمة في المنطقة في نفس الوقت. كما استطاع المعرض إظهار نظرة المجتمع المحلي للدقم بعيون أطفال المنطقة.
وبين فارنجتون أن المعرض التالي يهدف إلى استخدام الفن لضم الجميع ضمن منظومة واحدة بشكل أعمق، بحيث يقام في ولاية الدقم. كما أن ريع المعرض سوف يصرف من أجل إنشاء مركز ثقافي وفني في ولاية الدقم، مستطردًا بأنه قام بالالتقاء بأفراد من مؤسسة الشباب القطرية، وأبدوا اهتمامهم بالمشروع ودعمهم له، فكان أمرًا مهمًا، وذلك لأن المشروع يهدف إلى إشراك الجيل المقبل في هذا العمل.
وحول مركز الثقافة والفنون التي ينوي فريق العمل إنشاءها، قال فارنجتون إنها للشباب في الأساس، حيث إن المركز يهدف إلى تضمين شباب المجتمع المحلي وطلاب المدارس بشكل كبير في منظومة الدقم الاقتصادية، مبيناً أن المشاريع السياحية التي تقوم في المنطقة مهتمة بأن يكون أبناء المجتمع جزءًا منها، لذا فسوف يقوم المركز بتدريبهم وتأهيلهم في هذا الجانب. بجانب التدريب على التكنولوجيا والآلات الحديثة. كما أن الفريق يخطط لإنشاء مشروع تدريبي لطلاب مدارس الولاية، يحوي دورات في التصوير، الرسم، والصناعات اليدوية، لوضعها جميعاً في محل صغير في المنطقة، ليتعلم شباب المجتمع كيف ينظرون لمستقبلهم من خلال مشاريع الدقم ويكونوا جزءًا منها. وليدركوا أنّ هناك عالمًا كبيرًا يمكن أن يكتشفوه. ويخطط الخبير البيئي في هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لنشر كتاب عن الدقم نفسها، لجمع كافة الأعمال فيه، وتضمينه النظرة المحلية والعالمية.
عشق الدقم
وأكد فارنجتون أن الاهتمام بمنطقة الدقم ليس محلياً وحسب، فحتى على مستوى المصورين والفنانين الأجانب المشتركين في أول معرض قاموا بتنظيمه، قاموا بعرض هذه الأعمال في بلدانهم وعلى مستوى المؤسسات، وقد أبدى العديد من المستثمرين اهتمامهم بالمنطقة. كما أنّ عددًا من الصحف الأجنبية أبدت اهتمامها بالمنطقة من خلال المقالات التي تنشرها عنها.
ويرى فارنجتون أن الدقم خلابة بحديقة الصخور، شاطئها المميز، وطبيعة الصخور نفسها، ومجتمعها المحلي الطيب، بجانب إدارة الهيئة الطموحة. وأن أبناء السلطنة مرتبطين كثيرًا ببيئتهم، وهذا أمر تفتقر له العديد من الدول الغربية، فدائماً ما نرى العمانيين يجلسون على أراضي الحدائق، يذهبون إلى الأودية في رحلات عائلية، وحتى عاداتهم وتقاليدهم مرتبطة كثيرًا بالأرض، وبكونهم عمانيين وجزءًا من أرض السلطنة. مما جعلهم شعب مسالم ومرحاب، وهو ما يجذب الدول الأخرى للسلطنة، موضحاً أن المشاريع عندما تأتي للسلطنة، فإنّها لا تأتي من أجل الاستثمار وحسب، بل حتى من أجل الاستيطان في المنطقة، وهو أمر تقرره طبيعة السلطنة، خاصة وأن المشاريع في المنطقة ليست صناعية وحسب، بل تشتمل على المشاريع السياحية والخدمية على حد سواء.
وأشار إلى أن جلالة السلطان له رؤية خاصة عظيمة وحكيمة للسلطنة وتحترمها الدول. كما أنّه يخلق العديد من الفرص الطموحة للسلطنة ولشعبها، وهو أمر جذب فارنجتون كثيرًا للبقاء في السلطنة، وذلك لأنّه وجد أن الحكومة بأكملها تسير في نهج التطوير المحافظ على كينونة البلد، وهو أمر تفتقده الدول الأخرى.
وختم حديثه قائلاً: أنا سعيد جدًا بوجودي في السلطنة. فأنا أعشق الدقم، وأعشق الشعب العماني. فالقيم التي تربطهم مازالت موجودة، وهو أمر لن تجده في الدول الأخرى، ويجب على الشعب أن يعتز بذلك ويحافظ عليه. كما أنّ البيئة هنا أمر مميز ويجب أن يعلم العالم عنها. بالإضافة إلى التاريخ العظيم والعريق، الذي يمكن رؤيته حتى الآن متجانساً مع حياة الشعب وليس بمعزل عنها.
أكثر...