ظفار- عارف صفرار- ونوال السر
رعت صاحبة السمو السيدة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد مساعد رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الخارجي، مؤخرا، ختام فعاليات مهرجان المسرح المدرسي الرابع للعام الدراسي (2012/2013م)، الذي نظمته وزارة التربية والتعليم؛ وذلك بمسرح مدرسة دوحة الأدب بمحافظة مسقط، تعليمية ظفار شاركت بمسرحية بعنوان "الأمل"؛ حيث حصدت المسرحية المركز الرابع على مستوى السلطنة، وأيضًا المركز الأول في بعض الأدوار وفي كتابة النص المسرحي.
وقد أشاد سعيد بن مسعود الكثيري رئيس قسم الأنشطة التربوية بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار بالمواهب الرائعة المشاركة في هذا العمل، وقال: من منطلق الاهتمام بالنشاط المسرحي يُعتبر المهرجان المسرحي الذي تنظمه الوزارة سنويا مجالًا واسعًا لإظهار المواهب الطلابية في مختلف مجالات المسرح؛ فهذه المهرجانات تعمل على صقل مواهب الطلاب في (التمثيل، والإلقاء، ومهارة صناعة الديكور، وإدارة العمل المسرحي، وغيرها من المجالات الفنية) وهي فرصة كبيرة وفريدة لتعارف وتبادل الخبرات بين الطلاب الموهوبين في مختلف مناطق السلطنة الحبيبة؛ مما سيكون له الدور الكبير في تجبير هشاشة المسرح العام في السلطنة وإمدادنا بالكوادر والمواهب الجيدة في المسرح القادرة على النهوض بالمسرح في عمان.
وقد حظيت مسرحية "الأمل" المقدَّمة من محافظة ظفار، على تقدير الجميع في المهرجان، وحصلت على جوائز عديدة؛ منها: جائزة أفضل عرض متكامل رابع, وجائزة أفضل نص مسرحي، وجائزة أفضل ممثل دور أول, وجائزة أفضل ممثلة دور أول.. وهذه النجوم التي سطعت في سماء المهرجان سيكون لها الدور الكبير في تنشيط الحركة المسرحية مستقبلا, وستعمل على استقطاب المزيد من المواهب الواعدة في مجال المسرح المدرسي.
أما عادل بن فضل البلوشي إخصائي نشاط مسرحي، فقال: كان المسرح المدرسي -ولا يزال- أحد بواعث الإبداع والإجادة في خوالج الأنفس الناشئة لأبنائنا الطلاب، كيف لا ونحن نرصد من خلال مشاركة أبنائنا الواعدة نماذج واقعية تقف على خشبة المسرح واثقة، لتخاطب الجمهور بكل جدارة، وتقول لهم نحن أبناء هذا الوطن العظيم، ولدينا من الفهم والقدرات والطاقات ما يكفي لبناء غد واعد؛ فما أروع خشبة المسرح المدرسي وهي تطلق العنان لتكوين الشخصية الانسانية السليمة والتي تستطيع أن تعبِّر عن ذاتها بطرق حضارية، فترسل رسائل ذات قيمة فنية عالية، وما أجمل خشبة المسرح المدرسي حين تحتضن البدايات الصغيرة لطلابنا وهي في الوقت ذاته كبيرة بما تحمله من أهداف ونتائج عظيمة. ومن هذا المنطلق فقد حان الوقت لكي تتكون القناعة لدينا جميعا طلابا ومعلمين ومشرفين وأولياء أمور بأهمية النشاط المدرسي بوجه عام ونشاط المسرح المدرسي بشكل خاص، حيث إن ممارسة النشاط المسرحي من قبل أبنائنا الطلاب من خلال المسابقات والبرامج المدرسية أو من خلال المهرجانات المسرحية تدعم مفاهيم الحضور النفسي لديهم؛ سواء كان ذلك على مستوى المحيط المدرسي أو خارجه، ذلك الحضور الذي يشعر الطالب بأهميته في محيطه، ويجعله جزءًا من طرح الحلول في المجتمع لا جزءًا من مشاكله، حتى إن أثر ذلك يصل إلى تحسين مستويات التحصيل الدراسي للطلاب؛ لذلك فأنا أدعو المختصين في وزارة التربية والتعليم أن يضعوا في اعتبارهم أن ضعف أداء النشاط المدرسي هو أحد الأسباب المنطقية لضعف المستوي التحصيلي للطلاب، وليس كما يرى البعض بمنظور ضيق أن الأنشطة المدرسية لا تعد سوى عنصر مضاف وترفيهي في العملية التعليمية.
وعن المشاركة في مهرجان المسرح المدرسي الرابع، قال البلوشي: إن مشاركة محافظة ظفار بمسرحية الأمل كانت مشاركة إيجابية بدليل ما حصدته المحافظة من جوائز متقدمة، وكنت المشرف الفني على العمل المسرحي المشارك؛ حيث قمت بمساندة فريق العمل من خلال إعداد ومراجعة النص المسرحي، وكذلك إضفاء قدر من التعمق الدرامي في الطرح والرؤية الإخراجية من خلال بعض الأفكار التجريبية بما يخدم العرض المسرحي المشارك، ولا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر للقائمين على مهرجان المسرح المدرسي في دورته الرابعة.. آملا أن يستمر العطاء المسرحي في وطننا الغالي، وكذلك أشيد بدور فريق العمل المشارك في المسرحية؛ حيث تكاتفت جهود الجميع لإنجاح مشاركة المحافظة.
وقالت نوال بنت السر آل سليم معلمة مهارات حياتية ومؤلفة مسرحية "الأمل": هذه المشاركة الأولى لي؛ حيث كان لي الشرف أن أتواجد في هذا المحفل في السنة الماضية كضيفة فقط، أما هذه السنة فشاركت في كتابة النص بمسرحية الأمل، وكأي كاتب أتتني الكثير من الأفكار، ولكن الفكرة الرئيسية كانت لأخي وأستاذي نعيم فتح مبروك، وهو من الأشخاص الذين ساندوني بقوة، والفكرة تركز على حقوق الطفل وانطلقت منها بنسيج من الأفكار مختلف الألوان والأشكال والإيقاعات الحركية والموسيقية، وكان الأهم لدي أن أزخرف الأفكار بقيم تربوية ودينية لأني سأخاطب شرائح الطلاب المختلفة فوجب عليَّ إيصال رسالة هادفة وقيمة وتخدم الجميع سواء طلابًا أو غير ذلك؛ فالهدف الأمثل بكتابة النص المسرحي المدرسي هو تغيير وتعديل السلوكيات الخاطئة للطلاب وتطوير قدراتهم الفكرية وإلمامهم بالكثير من المعارف والمهارات التربوية والمسرحية؛ لذا تناولت الكثير من القيم والأخلاقيات الواجب غرسها لدى الطالب (كالتواضع والصدق والأمانة والقناعة وطاعة واحترام ولي الأمر وإعطاء الطفل حقوقه الكاملة في الحياة وحرية إبداء الرأي وحب الأسرة).. هذه القيم التي أراها ضرورية في هذا الوقت بوجود التغيرات الحديثة في جميع المجالات، والقصة ملخصها يدور حول طفل يُسافر بتخيله البريء إلى عالم يختلف ما بين الخيال تارة والواقع تارة أخرى، فما يراه هذا الطفل بواقعه يجسِّده بخياله، فتخيل أنه وأخته فضائيان هربا من كوكبهما لكوكب الأرض للبحث عن الكوكب المثالي، ولكنهما يصطدمان بالواقع وهو عدم وجود المثالية، وأن الكمال لله وحده، وأن الأطفال في كوكب الأرض يتعرضون لمعاناة تختلف من مكان لآخر، ولكنهم رغم كل ذلك لديهم الأمل بداخلهم.. الأمل الذي يجعلهم لا يدركون حجم معاناتهم فيلعبون ويمرحون، وهذا ما ركزت عليه في كتابتي للنص، وهو ضرورة وجود الأمل في حياتنا، وعدم اليأس لمن أراد أن يحيا بسعادة وهناء مهما ضاقت به السبل، فيحاول الأخوان أن يساعدا بعض الأطفال وينجحا في ذلك.
وفي الختام، يعود الطفل من عالم الخيال للواقع ليكتشف جمال البراءة في الحياة، جمال الطفولة برغم اختلافاتها ويشكر الله على هذه النعمة. وقد ركزت على طالبين بإعطائهما أدوار البطولة حيث جسد كلٌّ منهما ثلاثة أدوار وكان تحديا مني ومنهم والحمد لله اجتزنا التحدي بفخر وتفوق وتميز بشهادة الجميع.. والطالبان هما عزاء القاسمي بالصف السادس، وسهيل الرواس بالصف السابع، واللذان أعتبرهما أبنائي فأعطيتهما بصدق وأهدياني الكثير بصدق.
أكثر...