الرؤية- أحمد محمد- أحمد الجهوري
تصوير/ راشد الكندي
بعد النجاح الذي حققته مسابقة المعلق الصغير، بات جليا أن المستقبل مشرق أمام جيل جديد من الكوادر الوطنية المؤهلة للعمل في مجال التعليق الرياضي في السلطنة، حيث برز من خلالها أشبال التعليق الرياضي، والذين يعول عليهم أن يكونوا معلقي المباريات في المستقبل القريب، غير أنهم في حاجة للدعم من قبل الجهات المعنية في الإذاعة والتلفزيون.
وقد فاز في هذه المسابقة صاحب الصوت القوي كهلان بن علي المحاربي بالمركز الأول، والذي قال إنّه كان كثيرا ما يعلق على المباريات التي تقام بالمدرسة. وأشار إلى ضرورة أن يتحلى المعلق بصفة الحيادية وألا يميل لفريق على حساب آخر وأنّ له أسلوبه الخاص به في التعليق ولا يقلد أيًّا من المعلقين الكبار.
أمّا الحائز على المركز الثاني كان صاحب الموهبة القادمة بقوة مهلب بن جمعه العمري، والذي تحدث عن ضرورة أن يطلع المعلق على الجديد من المعلومات والبيانات عن المنتخبات والفرق واللاعبين وأنّ يمتلك الثقافة الكروية من أجل إيصال المعلومة للمشاهد. وتلقى مهلب دعمًا كبيرًا من معلميه بالمدرسة ومدرس الرياضة خصوصًا صلاح الحمداني الذي ألحقه بالمسابقة ولم يخذله فحقق الفوز.
وكانت مفاجأة المسابقة، الموهبة الصاعدة التي قهرت ظروفها المعلق محمد بن موسى البلوشي الذي أثنى على المعهد، وما يقدّمه من دعم وأنّ بدايته في التعليق كانت مع الدورات الرمضانيّة والمدرسة. وناشد البلوشي القائمين على المؤسسات الإعلامية التلفزيونية والإذاعية بتبني موهبته وزملائه، وأكّد ضرورة تحلي المعلق بالصبر والتدريب المتواصل من أجل تقديم وجبات دسمة ورائعة للمشاهد والمستمع على حد سواء. وجاء في المركز الرابع منذر الشكيلي وخلفان المسلمي.
وخلال الجلسة الحوارية التي نظمتها الرؤية للفائزين، طالبوا الجهات المعنيّة في الإذاعة والتلفزيون بتبني المواهب الشابة التي تمخضت عن هذه المسابقة، ليكونوا معلقي المستقبل.
معهد الفنون
ويتيح معهد الفنون للتدريب الإعلامي والمسرحي للمتدربين فرصًا تدريبية في مجالات الإذاعة والإخراج والكتابة والتصوير والصحافة.
ويعمل المعهد على على تلبية الطلبات المقدمة من الهيئات والأفراد لتقديم دوراتٍ تدريبية في أي مجال أو تخصص، بجانب البرامج والدورات التي يطرحها المعهد بين الحين والآخر من خلال أساتذةٍ متخصصين ومن ذوي الخبرات العملية الطويلة في الفن بشتى ضروبه والإعلام بمختلف أبوابه، والمسرح بكافة جوانبه. ويخدم المعهد كافة شرائح المجتمع، سواء كانوًا أفراداً أو فرقاً أو مؤسسات حكومية وغير حكومية، فهو يقدم رسالته للجميع، وللجميع يقدِّمُ الدورات التي يحتاجونها. ويأتي إنشاءُ المعهد ليكون رافداً مهماً للمسيرة الإعلامية والفنية المسرحية، بل ويكونُ مَعيناً ينهلُ منه كلُ دارسٍ أوْ راغبٍ في الدراسة، فلا يختلفُ اثنان مطلقاً على أهميّة التعلم بل والتخصص في مجالٍ أو أكثر..
وتتمثل رسالة المعهد في إرساء قواعد علم الإعلام والمسرح بكافة مجالاتهما المتشعبة والكثيرة جداً، وتصحيح الأخطاء التي قد يقع فيها بعض المشتغلين في مجالي الإعلام والمسرح، وكذلك يساهم في تنشيطِ الحركة الإعلامية والمسرحية من خلال تخريجِ كوادر فنيّة تكون على دراية تامةٍ فيما تقوم به إعلامياً وعلى خشبة المسرح ومن خارج الخشبة كذلك، فالتدريب الذي سيقدمه المعهد ولاشك سوفَ يثمرُ نتائجَ إيجابيةً لكُلِ المهتمين بالأنشطة المسرحية والإعلاميّة، فالإعلامي أو المسرحي الدارس المتعلم بل والمتخصص هو أفضلُ من قرينه الذي اكتسبَ المعرفة من خلال الخبرة والممارسة فقط لأنّه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وإنْ كانَ المعهد لا يقللُ من خبرات الآخرين بل هي محل تقدير واحترام، ولكن ما أجملَ عندما تجتمعُ الدراسة مع الخبرة، وما أروع في أنْ يجتمعَ التدريب والتأهيل النظري والعملي مع الخبرة الكبيرة والجادة.
وبجانب الأهداف السابقة، فإنّ معهد الفنون للتدريب الإعلامي والمسرحي لديه أهداف أخرى جانبية لكل دورةٍ أو لكل برنامج تدريبي يقدمه المعهد، فعلى سبيل المثال لا الحصر فيما إذا قدم دورةً تدريبية في التقديم الحواري التلفزيوني، فأهداف ذلك تكون كالتالي: معرفة بيئة العمل التلفزيوني وعلاقتها بالتلفزيون وتهيئة مقدم البرامج المبتدئ تهيئة تامة لكي يكونَ على قدر كبير من الثقة ومجاراة ضيفه الذي يستضيفه في برنامجه وتفسير معنى البرامج الحوارية بالنسبة للمذيع المبتدئ والفرق بينها وبين الندوات وشرح طبيعة العمل في مجال التقديم التلفزيوني، ومراحله وتقنياته كذلك التعرّف على طبيعة البرامج التلفزيونية الحوارية ومهارات إجراء الحوارات التلفزيونية ومعالجة أخطائها.
ومعهد الفنون للتدريب الإعلامي والمسرحي هو أولُ معهدٍ متخصصٍ في دراسة الإعلام والمسرح في سلطنة عُمان، وهو أوَّل معهد يقدم دورات تدريبية للصغار والكبار معاً في مجالي الإعلام والمسرح ويستهدف الأطفال ليزرع فيهم منذ نعومة أظفارهم الحِسَ الإعلامي والتدريب الفني العملي في مجالات المسرح كالتمثيل وفنِ الإلقاء، وهذا المعهد يجمع بين الدراسة النظرية والتطبيق العملي، ويتواصل المعهد مع شخصيات إعلامية ومسرحية مرموقة، والمعهد معترفٌ به من كافة جهات الاختصاص في سلطنة عُمان، ويقدم المعهد للدارس شهادة تدريب معتمدةٍ من وزارة القوى العاملة.
من جهته، قال هلال الهلالي مدير عام المعهد إنّ المعهد قدم فعالية ومسابقة المذيع والمذيعة الصغيرة حيث وكعادته استضاف واحدة من أبرز الشخصيات الإعلامية التي تتناول برامج الأطفال وهي المذيعة الشهيرة عزة زعرور ولثلاثة أيام والتي تفاعل معها الجمهور والأطفال بشكل استثنائي وقدمت المسابقة الكثير من المواهب الإعلامية التي ينتظرها مستقبل باهر كمذيع أو مقدم برامج وشارك ما يقارب 100 طفل. وعلى ذات المنوال، قام المعهد بنتظيم مسابقة تنفذ لأول مرة بالسلطنة وهي "المعلق الصغير" وذلك بمبادرة وفكرة رائدة من الشخصية المجتهدة كثيرا بالمعهد الفاضل يوسف الدغيشي حيث شكلت لجان عدة عملت جميعها من أجل نجاح الفعالية وكانت على مرحلتين: الأولى تدريبية نفذها ثلاثة من المعلقين العمانيين وهم أحمد الكعبي وعبدالله المعمري عبدالله السعدي إضافة إلى تواجد المذيع والإعلامي المتوهج خميس البلوشي كمقيم، حيث جاءت المشاركة واسعة وبعدد 83 مشاركا للأعمار من 12 إلى 17 عاما وقد جاء التدريب على فترتين صباحية ومسائية في أيام مضنية جدًا.
أمّا المرحلة الثانية فقد جاءت في اليوم التالي وكانت للتقييم والفرز فقط ولكن ما أسعدنا وأربكنا في ذا الوقت كان التواجد المذهل لأولياء أمور المشاركين حيث وكبادرة من إدارة المعهد وللتعريف بأهميّة التعليق ودورهم في دعم أبنائهم حيث قدم أحمد الكعبي محاضرة نالت استحسانهم. وأضاف الهلالي أنّ "اليوم الختامي وحفله الذي كان برعاية السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم الذي كان سعيدًا جدًا بالمواهب المشاركة وعبّر عن سعادته بالتجربة والخدمة التي يقدمها المعهد للقطاع الرياضي والكروي بالسلطنة، حيث جاء الحفل رائعًا بحق وتفاعل الجمهور الكبير الذي حضر مع المشاركين، كما شارك كل من الإذاعة وتلفزيون السلطنة وإذاعة هلا أف أم بتغطية الحدث".
فيما أشار الدكتور محمد الحبسي الرئيس التنفيذي للمعهد إلى "أنّه أيّ المعهد يحمل رسائل وأهداف ورؤى سامية تخدم القطاع الإعلامي والفنّي بالسلطنة، وترتقي به على أسس سليمة تأتي ترجمة للرؤية الثاقبة التي رسمها للدراما والفنون العمانية المقام السامي لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم، وأنّ المعهد لا يسعى إلى الربحية مطلقا بالرغم من التكاليف التشغيلية لبرامجه وفعالياته وهنا نسجل كلمة شكر وتقدير للمؤسسات التي دعمت ولا زالت تقدم الدعم للمعهد ورسالته وأخص بالشكر هنا كل من الجامعة الألمانية التي استضافت فعالية المعلق الصغير والحفل الختامي الذي جاء بمشاركة المعلق العربي الشهير رؤوف خليف المعلق بقناة الجزيرة الفضائية، كذلك مؤسسة الدرهم للإلكترونيات والعماد للعطور وإذاعة هلا أف أم".
وأشاد الحبسي بالمشاركة الفاعلة التي قدمها طلبة الإعلام والفنون المسرحية بجامعة السلطان قابوس على مساهمته الفاعلة في التنظيم وترجمة ما تعلموه من أسس فنيّة وإعلامية في الواقع العملي وخص بالذكر هنا الأفاضل خليل الرواحي ومحمد القنوبي وسعيد الحبسي.
من جهتها، قالت شيخة المشايخية عضو مجلس إدارة المعهد إنّها تجد سعادتها في تقديمها وتبنيها والمعهد لهذه المواهب الشابة التي تحتاج إلى أن تمتد لهم أيادي عديدة ترسم وتشق وتمهد لهم الطريق من أجل الوصول للنجاح المطلوب خدمة للقطاع الإعلامي والفني بالسلطنة. وأضافت أنّها وبقية زملائها ارتأوا أن يقدموا مسابقة المعلق الصغير بأسلوب ورؤية فنيّة جديدة، الأمر الذي استدعى توفير التقنية والأدوات اللازمة من حيث العرض المرئي للقطات المباريات المطلوب التعليق عليها ونواقل الصوت وغيرها من التقنيات الحديثة التي ارتقت بالمسابقة ونالت إعجاب واستحسان الأساتذة المعلقين والمقيمين وعلى رأسهم المعلق رؤوف خليف.
أكثر...