صحار- الرؤية
تشارك كلية العلوم التطبيقية بصحار ممثلة في عميد الكلية الدكتور علي بن حسن اللواتي بورقة عمل في المؤتمر الدولي الثاني للغة العربية والمنعقد بإمارة دبي في الفترة من 7-10مايو 2013م، وقد جاءت الورقة بعنوان: حماية اللغة العربية مسؤولية أبنائها: قراءة في التجربة العُمانية ومبادرات جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.
وفي معرض حديثه عن المشاركة قال اللواتي: المشاركة جاءت إيماناً من وزارة التعليم العالي بأهمية هذا الموضوع، وأشار إلى مضمون ورقة العمل بقوله: حاولت الورقة إلقاء الضوء على التحديات التي تواجه العديد من اللغات ومحاولة لفت النظر على المستوى الدولي لهذه الظاهرة من قبيل تخصيص اليونسكو أياماً للاحتفاء بتلك اللغات، خاصة تلكم التي كانت لها إسهاماتها الواضحة في الثقافة العالمية، ومنها العربية. ثم درست ماذا يوجد في التجربة العُمانية من خلال محاور عدة عرضت للخصوصية العُمانية وما ورد من لغة أهل عُمان في النصوص والقراءات القرآنية وشهرة أهلها بالفصاحة منذ عصور ما قبل الإسلام وبعده مستعرضة جهود أهل عُمان في مجال المحافظة على اللغة وتشييد بنيانها من خلال إبداعات وجهود امتدت للتأليف والتدوين بالعربية في شتى العلوم وعلوم العربية بالتحديد نظماً ونثرًا تأليفاً وتحقيقاً عبر مختلف عصور وحقب التاريخ الإسلامي، هذا إلى جانب نشر الثقافة العربية مقارنة بجهود الدعوة للإسلام في الأقطار التي وطئتها أقدام العُمانيين علماءً وتجارًا ودعاة، كما يظهر ذلك في أنحاء من أفريقيا وآسيا وأوروبا.
كما تم تخصيص محور للحديث عن إسهامات حكام عُمان وخاصة اليعاربة والبوسعيديين ومدى عنايتهم بالتراث اللغوي وإفرادهم للأدباء والشعراء منزلة خاصة، وأثر ذلك على التكوين والبناء للناشئة وأفراد المجتمع من تذوق للعربية وآدابها، وقد تناول هذا المحور مشاريع معاصرة أطلقها جلالة السلطان قابوس من قبيل مشروع موسوعة السلطان قابوس لأسماء العرب، والذي كان من المشاريع الرائدة التي سدت فراغًا في الجانب المعجمي والموسوعي من دلالات الأسماء العربية وتاريخها واشتقاقاتها وأصولها، وصولاً إلى تشريع قوانين ذات بعد اجتماعي نظمت الزواج من الخارج انطلقت من ضرورة حفظ اللسان العربي، وإلزام المواطنين بارتداء الزي الوطني في مختلف مؤسسات العمل والتعليم، مرورًا بالعديد من المبادرات لدراسة وتقييم واقع تدريس اللغة العربية وتحدياته في مختلف مستويات التعليم العام والعالي من خلال العديد من المؤتمرات التي ناقشت هذا الجانب وخرجت بمرئيات تم تجريب العديد منها، حيث تم اتّخاذ العديد من القرارات ذات الصلة بتعزيز حصة اللغة العربية في التعليم العام والعالي، وفيما يرتبط بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها أطلقت العديد من المبادرات إنشاء أكاديمية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مضافاً للعديد من المنح في الجامعات للطلبة الراغبين في دراسة علوم اللغة العربية من مختلف دول العالم، هذا علاوة على إعادة إنتاج السبلة العُمانية كإرث اجتماعي وملتقى لمختلف أبناء المجتمع وضيوفهم وتحول بعضها إلى ما يشبه الصالونات الثقافية، وهذا يطور التواصل بين الأجيال وأفراد المجتمع ويقوي الصلة بالثقافة.
وخلصت الورقة إلى أن في التجربة العُمانية جوانب يمكن أن يستفاد منها في جهد على مستوى العالمين العربي والإسلامي، لا يغني عنه بالطبع وضع إستراتيجية شاملة تستلزم اتخاذ قرارات هامة وصعبة فيما يرتبط بمسائل من قبيل التعليم بالعربية وتعليم العربية الفصحى للناطقين بغيرها.
أكثر...