مسقط – الرؤية
دعا مؤتمر التكوين الطلابي والذي نظمته مدرسة التكوين الخاصة بولاية بركاء تحت رعاية صاحب السمو السيد خليفة بن الجلندى بن ماجد آل سعيد، وبحضور سعادة الشيخ خليفة بن ماجد الحارثي والي بركاء وعدد كبير من أولياء الأمور والمهتمين- دعا إلى الحد من الحوادث المرورية من خلال تعزيز الوعي المروري وتجذيره في نفوس الناشئة، وتضمين مناهج التعليم برامج توعوية مرورية موجهة إلى الفئات العمرية المختلفة.
وافتتحت الفعاليات بمعرض أقامته المدرسة تضمن مجموعة من المناشط المعنية بالسلامة المرورية، وقدّم الطلبة شرحًا عن المعرض، وعلى قاعة مسرح المدرسة قدمت الفعاليات الأخرى، والتي بدأت بتقديم كلمات مضيئة لجلالة السلطان المعظم والتي دعا فيها جلالته إلى الحد من الحوادث المرورية نظرًا لما تسببه من كوارث على المجتمع، كما قدّم عرض لفعاليات المدرسة في مجال السلامة المرورية، وعرض الطلاب مسرحية بعنوان إلى متى، أظهرت المواهب الطلابية على خشبة المسرح، والرسالة التي يحملونها ليعيشوا بمستقبل مشرق بوجود أهلهم وأصحابهم معهم، في ظل النزيف الذي تعيشه الطرقات بسبب هذه الحوادث، وعكس الفيلم الذي أعده الطلاب بعنوان ورود تذبل حجم المأساة التي يعيشها المجتمع نتيجة نزيف الطرقات.
وكان لافتًا تقديم الطلاب لأوراق العمل بوجود مختص في كل مجال، وحملت الجلسة الأولى التي ترأسها الطالب وقاص الصبحي عنوان (الحوادث المرورية، أرقام وحقائق) من خلال عرض قدمه الطالب اليقظان السيابي أوضح فيه تصاعد أرقام الحوادث والوفيّات والإصابات من عام إلى آخر، فيما قدّم الملازم سالم الشيادي من معهد السلامة المرورية مغزى تلك الأرقام المتصاعدة، والأسباب التي أدت إلى ذلك من حيث عناصر الحادث الثلاثة، السائق والمركبة والطريق، مؤكدًا أنّ ثمانين بالمائة من الأسباب يتحمّلها العنصر البشري، مشيرا إلى أنّ حوادث السير في العالم تنتج 26 وفاة في كل ثانية.
وجاءت الجلسة الثانية بعنوان الآثار النفسية والاجتماعية لحوادث المرور ترأسها الطالب شهاب الناعبي، وبدأها الطالب ليث العجمي باستعراض لأهم تلك الآثار، فيما فصلها أكثر استشاري أول طب سلوكي بمستشفى جامعة السلطان قابوس د. أحمد بن سعيد بيت عامر.
وبعد استراحة وتقديم نشيد السلامة على الطريق قدمت الجلسة الثالثة تحت عنوان الحوادث المرورية من المنظور الشرعي ترأسها الطالب أيهم الفلاحي وقدم الورقة الأولى فيها الطالب شهاب المالكي، وبعدها تحدث إمام وخطيب مسجد السلام ببركاء عن إزهاق الأنفس بسبب الأخطاء واللامبالاة التي ينتهجها عدد كبير من السائقين؛ مبينا أنّ الأمر انتحار وقتل للنفس فيما دعا الله إلى احترام آداب الطريق.
وجاءت الجلسة الرابعة والأخيرة بعنوان الدور التربوي للحدث من الحوادث المرورية، حيث ترأست الجلسة الطالبة شيخة الفارسي وقدمت مريم الفارسي مجموعة من الأدوار التي يقوم بها البيت والأسرة والمدرسة والمجتمع للحدث من حوادث المرور، وقدّم محمد أمبوسعيدي من وزارة التربية والتعليم إسهامات الوزارة في هذا الجانب.
وفي ختام المؤتمر قرأت الطالبة روان بنت راشد القمشوعية التوصيات التي خرج بها المؤتمر وأكدت أنّ حوادث المرور تشكل خطرًا على أمن المجتمع واستقراره لما تخلفه من خسائر بشرية ومادية؛ ولأنّ السلامة المرورية جزء لا يتجزأ من المفهوم الشمولي للأمن العام للمجتمع وجب علينا أن نولي هذه الظاهرة أشد العناية بالبحث عن أسبابها ورصد أرقامها ودراسة نتائجها ومخلفاتها، وكلّ ذلك من أجل إيجاد الحلول الممكنة والفاعلة للحد منها ولا يكون ذلك إلا بتضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني وسائل الإعلام والجهات المختصة.
أكثر...