إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المشاركون في "ندوة الرؤية" يطالبون بتوفير مترجمي الإشارة بكافة المؤسسات والهيئات وطرح "شهادة التكوين الذاتي للصم" لمعادلة الدبلوم العام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المشاركون في "ندوة الرؤية" يطالبون بتوفير مترجمي الإشارة بكافة المؤسسات والهيئات وطرح "شهادة التكوين الذاتي للصم" لمعادلة الدبلوم العام


     
    العامري: الأصم يمتلك قدرات وإمكانات تؤهله لخوض كافة مجالات الحياة
    اللواتية: تجربة السلطنة في رعاية الصم متقدمة.. وأداء فعّال لمراكز الدعم
    اللواتي: السلطنة أول دولة في المنطقة تطبق نظام كشف السمع لـ"حديثي الولادة"
    "جمعيّة المعوقين تسعى لتسيير قافلة لتعريف المجتمع بلغة الصم
    العمل التطوعي دليل تقدم الأمم وازدهار المجتمع
    الأصم في حاجة للتوجيه وتقديم آليات الدعم المناسبة لاستغلال القدرات الكامنة
    خلق بيئة متعايشة مع الأصم تسهم في سرعة اندماجه بالمجتمع
    "الكشف المبكر" يسهم في التعرّف على مشاكل الصمم للأطفال حديثي الولادة
    صلة القرابة والأدوية أثناء الحمل وبعض أمراض السنة الأولى لحديثي الولادة.. أبرز أسباب الصمم عند الأطفال
    زراعة القوقعة.. طوق نجاة للأطفال المصابين بالصمم
    92% نسبة نجاح عمليات زراعة القوقعة في عُمان
    وضع لغة الإشارة في المناهج الدارسية يسهم في دمج الصم بالمجتمع
    أعدها للنشر- شريف صلاح- أحمد الجهوري
    تصوير/ راشد الكندي
    طالب المشاركون في ندوة الرؤية حول أوضاع الصُم في السلطنة، بتوفير مترجمي الإشارة بكافة المؤسسات والهيئات لتسهيل تعاملات هذه الفئة مع الموظفين، سواء في الحكومة أو القطاع الخاص، داعين في الوقت ذاته إلى طرح شهادة "التكوين الذاتي للصم" بما يهدف إلى معادلة شهادة الدبلوم العام، ومنح الأصم الحق في التوظيف بهذه الشهادة.
    وقال المشاركون في الندوة إنّ هناك نحو 20 ألف أصم في السلطنة، وأنّ هذا العدد لا يشمل الأسر التي ترفض تسجيل أبنائها من ذوي الإعاقة السمعية. وأضافوا أنّ الأصم في حاجة إلى التوجيه وتقديم آليات الدعم المناسبة لاستغلال القدرات الكامنة في شخصيته، كما أنّ خلق بيئة متعايشة مع الأصم تسهم في سرعة اندماجه داخل المجتمع.
    وتقول سلمى بنت مصطفى اللواتية عضو لجنة الصم بالجمعية العمانية للمعوقين ونائب رئيس فريق دعم الصم "صدف" أنّ الجمعية شاركت في العديد من الفعاليات الخارجية، وكان آخرها الملتقى الخليجي الرابع للصم. وتضيف: "سافرت ضمن وفد السلطنة للمشاركة في الملتقى الخليجي الرابع للهيئات العاملة مع الصم، وقد عقد هذا الملتقى على مستوى دول الخليج، وجاءت مشاركتنا لعرض تجربتنا والإطلاع على التجارب الخليجية الأخرى وكيفة تعاملها مع تلك الفئة".
    وتتابع اللواتية بالقول إنّ فريق دعم الصم المعروف بـ"صدف" من الجمعية العمانية للمعوقين، شارك في ذلك الملتقى الذي جاء تحت شعار "الارتقاء بالأصم الخليجي" خلال الفترة 27-29 من أبريل 2013، والذي عُقد بمملكة البحرين؛ حيث تمّ فيها عرض مجموعة من أوراق العمل المتنوعة حول أهميّة زراعة القوقعة ودور الأسرة في الدمج التربوي والاجتماعي للأطفال وتنمية الموهبة والإبداع لديهم، إلى جانب العلاج بالموسيقى بين حلم التحقيق وواقع التجربة وأهميّة إنشاء مسرح دامج للأصم من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي. وتوضح اللواتية أنّ وفدا من سلطنة عمان شارك في تقديم ورقة عمل لتجربة السلطنة في مجال دمج الصم في المدارس العمانية، وقدّمها سلطان بن خميس اليحيائي نائب مدير دائرة البرامج التعليمية بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة البريمي، بجانب عدد من أوراق العمل. وتستطرد أنّ الملتقى اختتم بعرض مجموعة من التجارب والممارسات الجيدة والمتمثلة في تجارب الأشخاص الصُم من مختلف دول الخليج ورحلتهم في كيفية الوقوف أمام هذا التحدي، وأنّ فقد السمع لا يشكل عثرة أو عقبة في حياتهم، وقد كان لفريق دعم الصم "صدف" دور في عرض التجربة التطوعيّة في خدمة هذه الفئة؛ حيث قدّم كل من سلطان العامري رئيس فريق صدف نبذة عن الواقع المشرق للصم في السلطنة، بجانب ورقة عمل حول تجربة صدف التطوعية في مجال الصم، وفي ختام الملتقى تمّ تكريم جميع المشاركين بمنحهم دروعا وشهادات تقدير على جهودهم في إنجاح هذا الملتقى، وقد نال فريق صدف شرف هذا التكريم.
    وتستطرد اللواتية: على الرغم من أنّ تجربة السلطنة في هذا المجال من التجارب المتقدمة، خاصة وأنّ السلطنة كانت قد طبقت منذ عام 2000 نظام الكشف المبكر عن إعاقة ومشاكل الصمم لدى الأطفال حديثي الولادة، إلا أنّ الوضع في السلطنة ما زال في حاجة للاطلاع على تجارب الدول الأخرى في مجال إنشاء الجمعيّات والنوادي والمراكز الثقافية، ومراكز الدعم الخاصة بالصم. وتوضح أنّ مشاركة الجمعية في كافة المعارض والملتقيات العربية والخليجية الخاصة بالصم أمر ضروري للاستفادة من تجارب الدول المجاورة، ومحاولة تطبيقها على أرض السلطنة. وتتابع عضو لجنة الصم بالجمعيّة العمانية للمعوقين ونائب رئيس فريق دعم الصم "صدف" أنّ من بين الأمور الجيدة التي تمّ الاطلاع عليها في الملتقى الخليجي ونسعى حاليا لتطبيقها في السلطنة، هي تسيير قافلة تجوب محافظات وولايات السلطنة لتعريف المجتمع بلغة الصم ولو بشكل مبسط، وكيفة التعامل مع هذه الفئة والتعاطي معها، كما تسعى الجمعيّة حاليًا إلى التجهيز للمخيم الأول للصم، والذي سيتم تنظيمه خلال خريف صلالة المقبل ليكون نافذة لتعريف زوار الخريف بنشاطات الجمعية والجهود التي تقوم بها لدعم الصم في السلطنة.
    العمل التطوعي
    وتشير اللواتية إلى أهميّة العمل التطوعي، فتقول: يعد العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، فالأمة كلما ازدادت في التقدم والرقي، ازداد انخراط مواطنيها في أعمال التطوّع الخيري، كما يعد الانخراط في العمل التطوعي مطلبا من متطلبات الحياة المعاصرة التي جاءت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات. وتزيد: تعقد الحياة الاجتماعية وتطور الظروف المعاشية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والتقنية المتسارعة تملي علينا أوضاعاً وظروفاً جديدة تقف الحكومات أحياناً عاجزة عن مجاراتها، مما يستدعي تضافر كافة جهود المجتمع الرسمية والشعبية لمواجهة هذا الواقع وهذه الأوضاع، ومن هنا يأتي دور العمل التطوعي الفاعل والمؤازر للجهود الرسمية.
    وتمضي اللواتية موضحة أنّ جوهر العمل التطوعي في الجمعيّة يقوم على منح المتطوعين الفرصة للانخراط في خدمة مجتمعاتهم وتفهم احتياجات الناس والتعامل مع الآخرين بروح تسودها المحبة والإخاء والاحترام، بالإضافة إلى تنمية شخصية تلك الفئة وتفعيل قدارتهم وطاقاتهم، وتركيز جهودهم على تلبية احتياجات المجتمع، وهذا الأمر بطبيعة الحال يحتاج إلى وضع خطط واستراتيجيات تساهم في توجيه المتطوعين وتقييمهم بناء على قدراتهم المختلفة من خلال تقديم التدريب والتأهيل الجيد لهم لأجل القيام بالنشاط التطوعي بكفاءة ومهارة عالية.
    ويتطرق المشاركون في الندوة إلى الحديث عن لجنة الصم في الجمعيّة العمانية للمعوقين، ويؤكّد أحمد العامري عضو اللجنة أنّ فريق "صدف" والذي تمّ إنشاؤه قبل شهرين فقط جاء بهدف تقديم الدعم لفئة الصم من الشباب ومحاولة دمجهم في المجتمع بشكل أكبر، كما أنّ الأصم يمتلك العديد من القدرات والإمكانيّات والمهارات التي تؤهله لخوض كافة مجالات الحياة، وذلك من خلال توفير دورات تدريبية مختلفة لهم، بهدف تطوير قدراتهم وفتح آفاق المعرفة أمامهم. ويضيف العامري أنّ إنشاء هذا الفريق جاء بعد بحث ودراسة طويلة لاحتياجات تلك الفئة في المجتمع العماني، وأنّه تمّ اختيار الدورات التدريبية بدقة متناهية للنهوض بهم في كافة المجالات الحياتية، مشيداً بجهود أعضاء الجمعية والفريق الذين لا يدخرون جهدًا في تقديم الدعم لتلك الفئة.
    ويزيد العامري أنّ الأصم يمتلك مواهب وإمكانيات كثيرة فهو ليس مهمشًا كما يظن البعض، بل إنّ لديه القدرة على مجاراة الأشخاص الطبيعين، وأنّ كل ما يحتاجه التوجيه والدعم المناسب واستغلال تلك القدرات في المجال المناسب لها وهو ما يتناسب مع أهداف الفريق الذي يسعى إلى توعية المجتمع باحتياجات الصم انطلاقًا من المؤسسات الحكومية والخاصة ووصولا إلى الأفراد، كما يسعى الفريق إلى محاولة النهوض بالجانب التعليمي للأصم العماني، خاصة وأنّ الإحصاءات الأخيرة تشير إلى أنّ أكثر من 40% من أفراد هذه الفئة لا يستطيعون القراءة أو الكتابة ما يجعل التعليم في حد ذاته واحدًا، من أكبر العقبات التي تواجه الصم في محاولة الاندماج أو التعايش مع الأفراد العاديين.
    ويزيد: من هنا يسعى فريق صدف للتوعية بأهميّة الدعم الثقافي للصم ومحاولة خلق بيئة مناسبة لتلك الفئة للتعايش مع المجتمع والاندماج معه، وهناك جهود حثيثة وأيادٍ تعمل خلف الستار لتقديم نموذج متميّز يخدم هذه الفئة، كما أنّ فريق صدف يمثل النواة للأعمال المقبلة، باعتباره أول فريق دعم تم إنشاؤه لتلك الفئة.
    زراعة القوقعة
    وفي الجانب الطبّي، تناولت الندوة سبل تقديم الدعم النفسي والعلاجي للأصم، وفي هذا الصدد يقول الدكتور عمار بن محسن اللواتي استشاري أول الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى النهضة إن انضمامه إلى الجمعية يهدف إلى تقديم الدعم النفسي لتلك الفئة، خاصة وأن أعداد المصابين بالصمم في زيادة مستمرة؛ حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى أن هناك حوالي 13 ألف حالة صمم في السلطنة، أما الأرقام الحقيقة فهي تقارب 20 ألف حالة، خاصة وأن كثيرا من الأسر لا تسعى إلى تسجيل أو الكشف عن إصابة أبنائها بالصمم.
    ويشير اللواتي إلى أن هناك نوعين من الصمم، فهناك صغار مصابون بالصمم أو كبار مصابون به أيضا، إلا أن الجيد أن السلطنة تبنت منذ فترة طويلة برنامج الكشف المبكر لمشاكل السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، وذلك بعد تبني الدكتور مازن الخابوري تلك الفكرة لتقوم بعد ذلك وزارة الصحة في عام 2000، بتطبيقها فعليا واعتماد كشف مشاكل السمع كأحد الكشوفات الوجوبية للأطفال حديثي الولادة.
    وحول عمليات زراعة القوقعة ومدى نجاحها في السلطنة، يقول الدكتور عمار إنه في البداية يجب الإشارة إلى أن الأذن الداخلية هي المسؤولة عن استقبال الموجات الصوتية وتحويلها إلى موجات كهربائية نحو مركز السمع في الدماغ؛ حيث يتم تحليل هذه الأصوات فيتم التعرف من خلالها على طبيعة الصوت الذي يسمعه الإنسان، وقد يفقد الإنسان السمع إما نتيجة سبب خلقي، بمعنى أنه قد يولد أصم، أو قد يفقد السمع خلال حياته إما بسبب مرض ما أو الأصوات العالية أو كبر السن. ويضيف أن الأطفال الذين يولدون وهم صُم، فربما ذلك يكون نتيجة صلة قرابة بين الأبوين، أو تعرض الأم لبعض الأمراض أو تناول بعض الأدوية في بدايات الحمل، أو إصابة الطفل ببعض الأمراض في السنة الأولى كالصفراء أو الالتهاب السحائي مما يؤدي لفقدان السمع.
    ويزيد الدكتور اللواتي أن سبب الصمم في الأذن الداخلية قد يكون بوجود أمر توصيلي عصبي متعلق بالأذن الوسطى والخارجية، أما ما يتعلق بزراعة القوقعة فهو الصمم الحسي العصبي، لذلك عمليات القوقعة لا تصلح لكل الفئات بل يمكن إجراؤها للأطفال الذين أصيبوا بالصمم منذ الولادة أو بعد اكتساب اللغة، وكذلك البالغين الذين فقدوا السمع بعد اكتساب اللغة. ويوضح اللواتي أن السمع والكلام مرتبطان؛ حيث إن الطفل الذي لا يسمع سوف يتأثر نطقه بحسب شدة ضعف السمع، لهذا يعد التدخل الطبي المبكر طوق النجاه بالنسبة لهذا الطفل؛ حيث يجنبه أن ينتهي به المطاف في مدارس الصم والبكم بل يسمع ويتكلم بشكل طبيعي.
    ويوضح اللواتي أن الطفل يجب أن يمر بمراحل تقييم، تبدأ بتشخيص الحالة ومعرفة نوع وشدة السمع، ثم يحتاج الطفل بعد ذلك لاستخدام سماعتين خلف الأذن، وإجراء آشعة للتأكد من وضع القوقعة، وبعد ذلك يتم تقييم الطفل قبل وبعد وضع السماعة من قِبل اختصاصي السمع والتخاطب، وهذه المرحلة والتي تسمى بما قبل الزراعة مهمة جدًا، وقد تمتد إلى ستة أشهر إذا تبين خلال هذه الفترة عدم وجود أي فائدة من السماعات؛ حيث تهدف هذه المرحلة من التأهيل إلى التأكد من أنّ المريض مناسب تمامًا لزراعة القوقعة، وأنه سوف يستفيد منها.
    ويمضي موضحًا: بعد ذلك تجري مناقشة حالة الطفل في لجنة القوقعة، والمكونة من كل التخصصات ذات العلاقة، وإذا تبين للجنة ملاءمة الطفل للقوقعة يبدأ الترتيب للزراعة؛ حيث يقوم الجراح بشرح كامل للعملية ومضاعفاتها وحماية للطفل من حدوث التهاب أثناء أو بعد وضع القوقعة، وتوصي أكبر المراكز العالمية المتخصصة في هذا المجال، بإعطاء الطفل تطعيما للحماية، وذلك قبل العملية بأسبوعين على الأقل. ويزيد اللواتي أنّه في أعقاب إجراء العملية بأسبوعين أو ثلاثة يقوم اختصاصي السمعيات بتجهيز الجهاز الخارجي المعالج "Speech" وبرمجته من خلال توصيله على جهاز كمبيوتر ومن ثمّ تركيبه وتشغيله ويبدأ مستخدم الجهاز بسماع الأصوات لأول مرة. ويوضح أنّ متطلبات ما بعد العملية هي الأهم، وترتبط ببرامج تأهيلية كثيرة، وتتطلب الكثير من الجهد والوقت من قبل مستخدم جهاز زراعة القوقعة، وكذلك فريق التأهيل والمكون من أسرة الأصم، واختصاصي النطق والتواصل، واختصاصي السمعيات والمدرسة والاختصاصي النفسي والمستشفى، وتكون بداية التأهيل بعمل مباشر بين الأصم وأخصائي النطق، وذلك لتمكين الأصم على التعود على الأصوات المحيطة به والتعامل معها. ويوضح أنّه يتطلب من أهالي الأصم البحث عن المراكز المختصة في عملية التأهيل "مراكز تعليم النطق"، وكذلك التأكد من توفر خدمات البرمجة والصيانة للجهاز قبل اتخاذ قرار إجراء العملية للشخص الأصم. ويؤكد اللواتي أنّ نسبة نجاح زراعة القوقعة في السلطنة تتراوح ما بين 89% إلى 92%، وهو رقم جيدًا جدًا مقارنة ببعض دول المنطقة.
    مشكلة تعليمية
    وتنتقل دفة الحديث إلى سلطان بن ناصر العامري رئيس لجنة الصم بالجمعية العمانية للمعوقين ورئيس فريق دعم الصم "صدف"، حيث يستهل مداخلته بتوجيه الشكر إلى جريدة الرؤية لجهودها في خدمة هذه الشريحة من المجتمع والتي تسعى إلى توعية المؤسسات الحكومية والخاصة لتقوم بدورها بدعم احتياجات الأصم؛ حيث كانت تقام مثل هذه الندوات في معظم دول الخليج، ويأتي تنظيمها من الجهات الحكومية والخاصة، وآخرها الملتقى الذي أقيم بالبحرين.
    يعقب ذلك حديث العامري عن المعوقات التي تواجه الفريق، ويقول إنها تنقسم إلى فئتين؛ وهي فئة الصغار والكبار، أما عن الصغار فكانت أهم الصعوبات التي يواجهوها قضية التعليم؛ حيث يقتصر عليهم التعليم حتى سن 6 سنوات فقط بمركز الوفاء، أمّا في في مركز الأمل للصم، فيعانون من عدم وضوح المعلمين بالشرح ولا يوجد لديهم من يقوم بمساعدتهم بالترجمة، وذلك يؤثر بالسلب على المستوى التعليمي لهذه الفئة عند الكبر.
    وحول صعوبات الكبار، يشير العامري إلى أنّها كانت سابقًا تكمن في عدم وجود مدارس وفرق تطوعية تتبنى الصم، إنّما كانت وزارة التنمية الاجتماعية تتكفل بكل الاحتياجات، أمّا الآن فقد أصبح الاصم صاحب أفكار ومشاركة أفضل بالمجتمع بفضل إقامة الندوات والدورات التدريبيّة للمترجمين، وذلك على الرغم من قلة المترجمين وعزوفهم عن الممارسة ودراسة هذا التخصص. ويضيف أنّ الوضع يتطلب مساعي أكبر من وزارة التنمية الاجتماعية لتوفير المترجمين حتى ولو باستقطابهم من الخارج، نظرًا لأنّ الأصم يحتاج الى التنشئة الصحيحة منذ الصغر والمتابعة إلى مرحلة متطورة من عمره، كما أنّ من الاحتياجات الأساسيّة وجود مترجمين بجميع الوحدات الحكومية، وكذلك الخاصة لمتابعة المعاملات وإنجازها بالشكل المطلوب؛ حيث يعاني الأصم من الحيرة أحيانًا في كيفية التواصل مع الموظف بحكم عدم إلمامه بلغة الإشارة، والجمعيّة على استعداد أن توفر مدربين ودورات خاصة لتعلم لغة الإشارة وبأسعار رمزية لمن ترشحه الوزارات والشركات.
    ويزيد العامري: أصبح من الضروري أن تكون لغة الإشارة موجودة في مناهج دراستنا ولو بشكل مبسط، ليكون للمجتمع خلفية جيدة بالتواصل مع الأصم، وليساهم في تعزيز لغة التواصل معه وليكون فردًا مساهمًا بالمجتمع. ويؤكد العامري أنّ لدى البعض من الصم قدرات تفوق الإنسان السليم، ولذلك نأمل من وزارة التربية والتعليم ووزارة القوى العاملة وجامعة السلطان قابوس والجهات المعنية أن تسرع في طرح برنامج ذاتي يقيّم مستوى قدرات الأصم، الذي حرم من التعليم في الصغر، بهدف تشجيعه على الدراسة من جديد في مرحلة متقدمة، وفق مستوى التقييم، وبحكم تواجدنا عن قرب من فئة الصم، هناك صم لديهم إلمام بمهارات الحاسب الآلي قد توازي الخريج الجامعي بالرغم من أنّه لم يلتحق بالمدرسة، ولذلك يحتاج الأصم إلى تقييمه ومنحه شهادة يطلق عليها على سبيل المثال "شهادة التكوين الذاتي"، وتوازي الثانوية العامة أو شهادة جامعية إذا كانت قدراته تصل إلى مستوى الخريج الجامعي حتى يستطيع الحصول على وظيفة مناسبة، لأنّ قانون التوظيف بالسلطنة يعتمد على المؤهل الدراسي.
    صعوبات التوظيف
    أمّا صعوبات التوظيف لدى فئة الصم في السلطنة، فقد أشار إليها المشاركون في الندوة، وسلطوا مزيدًا من الضوء على هذه الصعوبات، وتقول علياء بنت طائع جندل عضو لجنة الصم بالجمعية العمانية للمعوقين والمدير التنفيذي لفريق دعم الصم "صدف": اجتمع الفريق مع المتطوعين قبل انطلاق فعاليات أسبوع الأصم العربي لتحديد البرامج التي سيتضمنها الأسبوع من أنشطة؛ حيث تخلل الأسبوع العديد من البرامج والفعاليات المتنوعة، وكانت فعالية اليوم الأول محاضرة بعنوان "الثقة بالنفس وإطلاق القدرات"، وقدمتها رقية السعيدي. وتضيف جندل أنّ الصم لم يكن لديهم في السابق أي تواصل مع المحاضرين أو المثقفين الاجتماعيين بما يؤدي إلى تطويرهم فكريًا وذهنيًا؛ حيث كان يومًا مميزًا وتفاعل فيه الجميع مع المحاضِرة بالنقاش وطرح الأسئلة، أمّا اليوم الثاني، فقد شهد فعاليتين وكانت الأولى مسرحية فكاهية للصم قدمها الصم للصم، وقدموها كذلك لنا وكانت المسرحية مكونة من أربعة مشاهد قدموا من خلالها مشاكلهم من ناحية التوظيف وصعوبات تواصلهم في الأماكن الخدمية، ومنها عند زيارتهم للطبيب، بجانب فقرة شعرية من أعضاء الجمعية أمّا الفعالية الثانية فاقيمت بها محاضرة توعوية حول السلامة المرورية وكلتاهما من تنفيذ شرطة عمان السلطانية وتناولت تثقيفهم بفحص المركبات.
    وتتداخل لمياء بنت عبداللطيف عضو لجنة الصم بالجمعية العمانية للمعوقين والمدير الإعلامي لفريق دعم الصم "صدف" بالقول إنّ اليوم الختامي لهذه الفعاليات شهد العديد من الفقرات المتنوعة والتي كانت بحضور سعادة المهندس خلفان بن صالح الناعبي مستشار وزارة الشؤون الرياضية، ومن ضمن الفقرات قام أحد الصم بقراءة القرآن الكريم، وتمّ إجراء سحوبات من بنك ظفار لمن لديه حساب في البنك، بالإضافة إلى كلمة ألقاها يحي بن عبدالله العامري رئيس الجمعية العمانية للمعوقين، فضلا عن عرض مرئي قامت بتقديمه فئة الصم لكافة الفعاليات التي أقيمت بأسبوع الأصم العربي من محاضرات وأنشطة.


    أكثر...
يعمل...
X