الرؤية - أحمد الجهوري
نظَّم مجلس البحث العلمي -بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس- صباح أمس، حفل افتتاح اليوم العالمي للملكية الفكرية، تحت رعاية سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي، والذي يُصادف 26 أبريل من كل عام، إضافة إلى تنظيم ندوة حول الابتكار التعليمي، والتي رافقها معرض الإبداع الجيل القادم، والذي يقام لمدة ثلاثة أيام.
وتضمَّن حفل الافتتاح عدة فقرات ومشاهدة عروض مرئية، إضافة إلى مسرحية قدمها طلاب مدرسة أنس بن النضر للتعليم الأساسي.. وقالت شيخة بنت ناصر الأخزمية المكلفة بتسيير أعمال دائرة شؤون الابتكار ورئيسة قسم الملكية الفكرية في عمادة البحث العلمي بجامعة السلطان قابوس في كلمتها خلال الحفل: انطلاقاً من حرص جامعة السلطان قابوس وما توليه إدارتها من اهتمام ملحوظ بتنمية العقول الشابة من خلال إنشاء دائرة شؤون الابتكار بالجامعة كحلقة وصل بين الابتكارات الأكاديمية والمجتمع والتي تندرج تحت مظلتها جماعة الابتكار وريادة الأعمال.
وتضيف: ربما التنبؤ بالمستقبل وفقاً لمخيلة العقل البشري يبدو ضرباً من الخيال، لكن هناك أبحاثًا تجري في هذه الاتجاهات في أكثر من دولة وأن ما دُرج على درب الخيال العلمي غدًا (اليوم) حقيقة، ولكن ماذا بعد؟ كيف سيكون مستقبل المستقبل؟ وأية فكرة تكنولوجية طموحة تدور الآن في الذهن يمكن أن تغيِّر وجه المستقبل؟ ومن الذي سيحدث الصيحة المقبلة على الإنترنت التي ستغيِّر مجدداً طريقة تواصلنا؟ ومن هم عظماء فناني أو مخترعي الغد؟ كيف يعملون؟ وكيف يبدعون؟ وكيف سينقلون بإبداعاتهم إلى الاسواق في عالم تتغير فيه قواعد اللعبة كل يوم؟.. اسئلة كثيرة تطرح نفسها على بساط مستقبل الغد، ولا تجد الإجابة القاطعة لها؛ فطريق المستقبل مليء بالمفاجآت التي تتجاوز حدود تنبؤاتنا. وعلينا أن نتفاءل بأن الغد هو الأفضل في ظل الملكية الفكرية وإبداعات العقل البشري.. فكل الاكتشافات والاختراعات التي نشهدها في الحاضر، تم الحكم عليها قبل اكتشافها أو اختراعها بأنها مستحيلة.
أما كلمة مجلس البحث العلمي، فقدمها الدكتور سيف الهدابي الأمين العام المساعد لشؤون البرامج بمجلس البحث العلمي؛ والتي قال فيها: يُشرفني أن أكون بينكم اليوم لإلقاء كلمة مجلس البحث العلمي في هذه الاحتفالية العلمية الكبيرة بمناسبة اليوم العالمي للملكية الفكرية، والذي يُصادف الـ26 من أبريل من كل عام، وهو اليوم الذي دخلت فيه الاتفاقية الدولية للمنظمة الدولية للملكية الفكرية حيز النفاذ في العام 1970م، ويهدف الاحتفاء بهذا اليوم لنشر ثقافة المكلية الفكرية وتوضيح الحقوق المتعلقة بها وسبل حمايتها ورعايتها، وقد أسهمت هذه المناسبة منذ بداية العمل بها في بث الوعي بأهمية المليكة الفكرية ودورها في دفع عجلة الابتكار التكنولوجي والإبداع الفني والأدبي بل وكافة ضروب الإبداع.
ونحن في السلطنة لسنا بمنأى عن هذا الحراك الدولي، فمنذ تأسيس مجلس البحث العلمي واعتماد الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي فقد عملنا على رؤية "تأسيس منظومة إبداعية تستجيب للمتطلبات المحلية والتوجهات العالمية، وتعزز الانسجام الاجتماعي وتقود إلى الابتكار والتميز العلمي." ومن أجل تحقيق هذه الرؤية فقد أقر المجلس العديد من البرامج التي تدعم البحوث والابتكارات على كافة المستويات كما عمل على تأسيس متطلبات البنية الأساسية لمنظومة الابتكار الوطني بمختلف مكوناتها.. وليس أدل على ذلك من الحراك البحثي والعلمي الذي أحدثه مجلس البحث العلمي في السنوات الثلاث الماضية بدءًا من توفير الدعم المادي للباحثين في السلطنة من خلال برنامج المنح البحثية المفتوحة، والذي من خلاله تم دعم أكثر من ثمانين مقترحًا بحثيًّا بمبلغ أكثر من 9 ملايين ريال، وتوفير أكثر من 70 منحة لطلاب الماجستير وأكثر من 30 منحة لطلاب الدكتوراه تحت مظلة المشاريع الممولة. كما دشن المجلس -وبالتعاون مع الكثير من الجهات المعنية بالسلطنة- برامج بحوث استراتيجية وصلت حتى الان إلى 10 ملايين ريال تُعنى بإيجاد حلول لتحديات على المستوى الوطني. ومن أهم هذه البرامج: برنامج بحوث السلامة على الطرق، وبرنامج بحوث حشرة دوباس النخيل، وبرنامج بحوث المرصد الاجتماعي، وبرنامج بحوث الطاقات المتجددة. كما قدَّم المجلس الدعم لتأسيس مراكز تميز بحثية بمبلغ 8 ملايين ريال على مستوى المؤسسات، فقد دعم المجلس تأسيس الكرسي البحثي لتحلية المياه باستخدام تقنية النانو بجامعة السلطان قابوس، ودعم تأسيس الكرسي البحثي لعلوم المواد بجامعة نزوى. كما أقرَّ المجلس إنشاء برنامج لدعم بحوث الطلاب للدراسات الجامعية الأولى. كما يعمل المجلس حاليا على تأسيس مراكز متخصصة للبحوث مثل مركز الجينات الحيوانية والنباتية ومعهد بحوث تكامل التقنيات المتقدمة. كما أقر المجلس برنامج واحة الابتكار بمبلغ 6 ملايين ريال وبرنامج الابتكار التعليمي وبرنامج دعم الابتكار في التعليم الذي يُشارك معكم اليوم، وبرنامج دعم الابتكار الصناعي وبرنامج دعم الابتكار في المجتمع.
والجدير بالذكر أن برنامج دعم الابتكار العلمي ستقام فعالياته لمدة 3 أيام؛ حيث شهد بالأمس العديد من المحاضرات؛ حيث أقيمت محاضرة الابتكار رؤيته ومفاهيمه، وقدمها يوسف سعادة، ومحاضرة كيف تدير المشروع من الفكرة إلى المنتج؟ قدمها بدر الشريقي، ومحاضرة بعنوان التفكير الناقد وتوظيفه في الابتكار قدمتها زكية العجمية، ومحاضرة دور الاعلام في نشر ثقافة الابتكار قدمها الاستاذ محمد البلوشي، ومحاضرة الشخصية الابتكارية قدمتها سجى الفريسية، إضافة إلى بدء مسابقة الربوت التعليمي لطلاب المدارس.
أما اليوم، فستقام ورش ومحاضرات متنوعة؛ حيث ستقام ندوة بعنوان الملكية الفكرية وريادة الأعمال، وورشة بعنوان "كيف تكون رياديا؟" لطلاب المدارس، وورشة الطريقة العملية لغرس ثقافة الابتكار والريادة؛ من خلال المناهج الدراسية وبدء مسابقة السيارة ذاتية القيادة، إضافة الى محاضرات متعددة منها الابتكار في تصميم الانشطة وتنفذها محفوظة الناصرية، ومحاضرة مهارات إرشاد الطلاب خلال المشاريع الابتكارية يقدمها سالم العامري، ومحاضرة كيف تصنع لنفسك خطة لتطوير الذات كمعلم ابتكار تقدمها زهرة الحوقانية، ومحاضرة كيف تدرب طلابك على تحقيق معايير مسابقات المشاريع يقدمها خالد العوفي، ومحاضرة توظيف شبكات التواصل الاجتماعي في نشر ثقافة الابتكار ينفذها عبدالله السلطي.
وسيشهد بالغد ورشتان الأولى بعنوان الملكية الفكرية في ضوء القانون العُماني، والثانية بعنوان الملكية الفكرية في مجال برامج الحاسب الآلي.
أكثر...