القاهرة – رويترز
توقع محللون استمرار القوة الدافعة لسوق الأسهم المصرية في الفترة المقبلة حتى لو شهدت تصحيحا نزوليا الأسبوع المقبل يبعدها عن مستوى 5500 نقطة وذلك بعد سلسلة أنباء ايجابية من أبرزها التصالح مع بعض رجال الأعمال. وأعلنت الحكومة المصرية يوم الأربعاء الماضي التوصل إلى تسوية لنزاعات مع شركة داماك العقارية الإماراتية بشأن مشروعات ترجع إلى عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وقالت إن التسوية ستجنب مصر مخاطر التحكيم الدولي وتصون صورتها في الخارج وتطمئن المستثمرين القلقين من استمرار حالة عدم اليقين السياسي.
وكانت الحكومة قد توصلت قبل أسبوعين إلى تسوية نهائية مع شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة بشأن نزاع ضريبي مقابل سداد الشركة 7.1 مليار جنيه (1.02 مليار دولار) على أقساط سنوية حتى ديسمبر 2017.
وقال كريم عبد العزيز الرئيس التنفيذي لصناديق الأسهم بالأهلي لإدارة صناديق الاستثمار "بدأ الإعلان عن تسويات مع رجال أعمال وهذا ما دفع أسهم شركات رجال الأعمال للصعود.. النظرة إيجابية بشكل عام."
وقال هاني حلمي رئيس مجلس إدارة شركة الشروق للوساطة في الأوراق المالية "هناك حالة من التفاؤل بدأت تظهر لدى المستثمرين... أتوقع أن تشهد السوق نوبات صعود حتى لو لم تكن كبيرة."
وأعلنت أوراسكوم للإنشاء أكبر شركة مقيدة في بورصة مصر هذا الاسبوع أن شركة أو.سي.آي ان.في المقيدة في البورصة الهولندية أبلغتها بإعادة تقدير للشق النقدي من عرضها لشراء كامل أسهمها ليصبح مقابل 255 جنيهًا (36.6 دولار) للسهم بدلا من 280 جنيهًا.
وقال عبد العزيز إنّ هناك عوامل أخرى تدعم السوق من بينها قرار صدر من البنك المركزي المصري في الآونة الأخيرة بتخفيض الحد الأقصى لاستثمارات البنوك في صناديق الدخل الثابت وهو ما من شأنه أن يدفع المستثمرين لتوجيه أموالهم إلى سوق الأسهم.
وقرر البنك المركزي خفض الحد الأقصى لمساهمة البنوك في مجموع صناديق أسواق النقد وصناديق الدخل الثابت التابعة لها إلى اثنين بالمئة من رأس المال الأساسي بدلا من خمسة بالمئة.
وقال عيسى فتحي رئيس شعبة الأوراق المالية باتحاد الغرف التجارية إن هناك ترحيبا بموافقة مجلس الشورى هذا الأسبوع على أن يكون الحد الأقصى لضريبة الشركات 25 بالمئة بعد أن كان البعض يتوقع 30 بالمئة.
وارتفع المؤشر الرئيسي في عدة جلسات هذا الأسبوع ليقترب من مستوى 5500 نقطة لكنه لم يفلح في اختراقه بسبب مقاومة شديدة.
وقال إيهاب سعيد رئيس قسم التحليل الفني بشركة أصول للوساطة في الأوراق المالية إن السوق ستشهد عمليات بيع لجني الأرباح بعد اقترابها من منطقة 5450-5500 نقطة.
وأضاف "هناك صعوبة في اختراق هذه المقاومة خاصة بعد خفض عرض أوراسكوم للإنشاء والصناعة، التي يمثل سهمها 30 بالمئة من الوزن النسبي للسوق" . وتوقع سعيد أن يكون اتجاه البورصة الأسبوع المقبل متراجعا أو عرضيا مائلا للتراجع.
وقال عبد العزيز إنّ السوق بدأت حركة تصحيحية وقد تصل إلى 5300 نقطة الأسبوع المقبل في اتجاه عرضي مائل للهبوط.
لكن حلمي تكهن بأن السوق ستكون مائلة للصعود وستظل قريبة من 5500 نقطة.
ويستبعد عبد العزيز وحلمي أن يكون للمظاهرات التي تنوي قوى المعارضة تنظيمها اليوم الجمعة تأثير كبير على السوق.