تايبيه- الوكالات
على الرغم من تخطيط الحكومة التايوانية لإنهاء الخدمة العسكرية الإلزامية والتحول إلى نظام التطوع بحلول عام 2015 وخفض تعداد قوات الجيش من 235 ألف جندى إلى 176 ألف جندي، إلا أنّ هذه المخططات تجابهها مشاكل عدة على رأسها الاقتصاد المزدهر.
فقد أدى ازدهار الاقتصاد وضعف التهديد الصيني بعد تحسن العلاقات بين جزيرة تايوان و البر الرئيسى فى الصين، إلى ضعف الإقبال على التطوع للخدمة العسكرية حيث سجل التطوع لخدمة الجيش تراجعًا شديدًا فى السنوات الأخيرة، فقد تطوع نحو 11 ألف تايوانى بالجيش العام الماضى بينما كان المستهدف نحو 15 ألف متطوع بينما كان العجز فى المتطوعين نحو ألفي متطوع فقط عن المستهدف فى عام 2011.
وقد أصبح التطوع للخدمة العسكرية أمر صعب في مجتمع اقتصادى مزدهر يوفر بدائل عديدة للشباب، فيما ـصبح الناس لا يمجدون الخدمة العسكرية. ويقول الين شو تشنج، 28 عاما، والذي يدير متجرا للمواد الغذائية في وسط العاصمة تايبيه "لم أضيع عدة أسابيع من التدريب فهناك أشياء أكثر أهمية بكثير في الحياة من الخدمة في الجيش، مثل كسب المال وتوفير الرعاية الجيدة لزوجتك والأطفال؟".
بعض الشباب التايوانى يشكك أيضا في الحاجة إلى وجود جيش دفاع قوي، بسبب تحسن العلاقات واتساع التجارة في تايوان مع عدوها اللدود فى البر الرئيسى الصينى. وعلاوة على ذلك، نظرا للقوة العسكرية المتنامية للصين، يعتقد الكثير من التايوانيين أن المقاومة لن تكون مجدية.
وانج ين تشو، 19 عاما، وهو طالب في جامعة تايبيه الوطنية يقول "اعتقد أن تايوان ليس لديها أي فرصة للفوز في معركة ضد الصين، ولسنا أقوياء بما فيه الكفاية لمواجهة مثل هذا القتال الذى لا معنى له".
لقد ولت الأيام عندما كانت حكومة تايوان تستطيع تجنيد الجنود بعزف موسيقى عسكرية وإطلاق الشعارات الوطنية حول استعادة السيطرة على البر الرئيسى.. واليوم تجد مراكز التجنيد الأربعة التى تغطى جميع أنحاء هذه الجزيرة خالية من روادها والمتقدمين لنيل شرف الخدمة العسكرية.
ويقول خبراء الدفاع التايوانية إنّ الحكومة تحتاج أيضًا إلى تقديم رواتب أعلى. وقد تكون الجيوش المكونة من المتطوعين أكثر احترافًا، ولكنّها أيضا أكثر تكلفة.
ويقول لين تشونج، وهو نائب وزير الدفاع السابق "إنّ الميزانية المرصودة للحفاظ على القوة العسكرية ليست كافية، وأنّ كثيرا من الناس يعتقدون أنّ على وزارة الدفاع إعادة النظر في مسألة التطوع".
ويقر بأنّ الاقتصاد القوي يجعل من الصعب تحقيق العدد المرجو من المتطوعين بالجيش، ففي عام 2010 عندما كان الاقتصاد سيئا، تمّ تحقيق العدد المرجو من المتطوعين، لكن الآن الاقتصاد يتحسّن و يمثل تحديًا لمخططات التجنيد.
ويبلغ الراتب الأساسي لمجند الطوعي حوالي 30 ألف دولار تايواني (بما يساوى 1000 دولار أمريكي) شهريًا، مع مكافآت للخدمة في الأسلحة القتالية مثل المشاة والمدفعية.
الكسندر هوانج من جامعة تايبيه يرى أنّ الحكومة فى تايوان تحتاج لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى نحو 3 في المئة بدلا من 2.2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لتحقيق خططها بشان إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية وتكوين جيش من المتطوعين عام 2015.
ولكن هوانج يستبعد تحقيق هذا في عهد الرئيس ما يينج جيو، الذي يركز على تحسين العلاقات مع الصين وتقليص التدريبات العسكرية.
وضعف التجنيد فى تايوان يقلق بعض خبراء الدفاع في الولايات المتحدة، فعلى الرغم من أن أى هجوم صينى على الجزيرة التى يقطنها نحو 23 مليون نسمة أصبح أمرا غير محتمل، إلا أن الصين لم تعلن تخليها عن سياسة الضغط بالقوة في محاولتها لجلب تايوان تحت سيطرتها. فى الوقت الذى تملك فيه الصين أكثر من 1500 صاروخ تستهدف الجزيرة عبر 160 كيلومترا (100 ميلا) باتساع مضيق تايوان.
ويقول وليام ستانتون، السفير الأمريكى السابق في تايوان، إنّ انخفاض الميزانيات العسكرية وغيرها من علامات ضعف الاستعداد العسكري يجعل تايوان عرضة للهجوم الصيني ويجعلها فريسة أسهل لجواسيس البر الرئيسى التى قد تخترق القوات المسلحة التايونية.