برلين - وكالات
بعدما نجح بايرن ميونيخ في تحطيم العديد من الأرقام القياسية بالدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، وواصل بوروسيا دورتموند عروضه القوية وانطلاقته الرائعة للموسم الثالث على التوالي.. يكتب الفريقان سويًّا سطرًا جديدًا في تاريخ إنجازات الكرة الألمانية على الساحة الأوروبية، عندما يلتقيان في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.
ويشهد استاد "ويمبلي" الشهير بالعاصمة البريطانية لندن بتاريخ 25 مايو المواجهة التاريخية بين الفريقين؛ حيث يجمع النهائي بين فريقين من ألمانيا للمرة الأولى في تاريخ دوري الأبطال.
وأثار بايرن ودورتموند ضجة هائلة في عالم كرة القدم هذا الموسم بعد انطلاقتهما الرائعة في دوري الأبطال، وبلوغهما النهائي على حساب قطبي الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد، ومن خلال نتائج رائعة في المربع الذهبي.
ولم يكتف بايرن بالفوز الساحق 4- صفر على برشلونة ذهابا في ميونيخ وأكمل انتصاره بثلاثية جديدة على برشلونة في عقر داره إيابا ليفوز 7- صفر في مجموع المباراتين بالمربع الذهبي.
وفي المقابل، حقق دورتموند فوزا رائعا 4-1 على الريال ذهابا في دورتموند ثم تصدى لمحاولات الريال للعودة القوية في لقاء الإياب وخسر دورتموند صفر-2 ليفوز 4-3 في مجموع المباراتين ويحجز مكانه في النهائي الأوروبي للمرة الثانية بعدما فاز باللقب في عام 1997.
وبقدر ما أثار وصول الفريقين للنهائي السعادة في ألمانيا، بقدر ما أثار القلق والاستياء في كل من إسبانيا وإنجلترا؛ حيث أصبح مؤشرا على تغير موازين القوى الكروية في القارة وعودة البوندسليجا لبسط نفوذها على الساحة الأوروبية التي سيطرت عليها الكرة الإنجليزية والإسبانية لسنوات طويلة.
ورغم ما أكده فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الإسباني بأن فريقه لا يزال متربعا على صدارة التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، وأن الدوري الإسباني ما زال يضم في أنديته أفضل اللاعبين والنجوم الأجانب، كانت جميع التعليقات وعناوين الصحف وتقارير وسائل الإعلام بعد مواجهات المربع الذهبي لدوري الأبطال تصب في اتجاه واحد وهي أن الكرة الإسبانية سقطت أمام نظيرتها الألمانية بنتيجة 3-11 وهي إجمالي نتائج المواجهات الأربع في المربع الذهبي.
وتتمتع البوندسليجا بمناخ صحي أكثر من باقي بطولات الدوري المحلية نظرا لعدم السماح للمستثمرين الأجانب بشراء الأندية أو السيطرة عليها كما أنها ما زالت تقدم تذاكر معتدلة الأسعار لمباريات البطولة.
وتتمتع البوندسليجا أيضا بأفضلية أخرى وهي أن عدد الفرق المتنافسة في البطولة هو 18 فريقا فقط مقابل 20 فريقا في بطولات الدوري الكبيرة الأخرى بالقارة الأوروبية مما يسمح بحصول فرق البوندسليجا على عطلة شتوية طويلة تمنح الفرصة للاعبين لالتقاط أنفاسهم وإعادة شحن قواهم استعدادا لجولة الإياب وما تشهدها من مباريات حاسمة إضافة لما تخوضه بعض هذه الفرق من مراحل حاسمة في بطولة كأس ألمانيا وبطولتي الأندية الأوروبية.
كما تتمتع البوندسليجا بنظام أكاديميات الناشئين وقطاعات الشباب بالأندية والتي أصبحت أمرا إجباريا منذ السقوط المدوي للمنتخب الألماني في نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2000) بهولندا وبلجيكا عندما خسر الفريق مبارياته الثلاث في مجموعته بالدور الأول وودع البطولة صفر اليدين. وكانت الكرة الإسبانية هي النموذج الذي نظر إليه الألمان خاصة منذ أن تولى يواخيم لوف تدريب المنتخب الألماني.
ولم تكن في خطة دورتموند خلال السنوات الأخيرة بقيادة مديره الفني يورجن كلوب اختلافات كبيرة عن خطط برشلونة باستثناء عدم وجود ليونيل ميسي في صفوف دورتموند.
كما حقق بايرن قفزات هائلة بقيادة مديره الفني يوب هاينكس الذي سيترك تدريب الفريق بنهاية فعاليات الموسم الحالي حيث يخلفه في تدريب الفريق المدرب الأسباني جوسيب غوارديولا المدير الفني السابق لبرشلونة. وقد يواجه غوارديولا مهمة صعبة في الموسم المقبل إذا أكمل بايرن ثلاثيته التاريخية بإحراز لقب دوري الأبطال أمام دورتموند ولقب كأس ألمانيا في مواجهة شتوتجارت في أول يونيو المقبل، بعدما توج الفريق بلقب البوندسليجا مبكرا في أبريل الماضي.
وتمثل المباراة النهائية لدوري الأبطال على استاد "ويمبلي" ذروة المنافسة المحتدمة بين بايرن ودورتموند في السنوات الأخيرة، علما بأن آخر مواجهة سابقة بين الفريقين انتهت بالتعادل 1-1 في الرابع من مايو الماضي، وإن كان من الصعب وضعها كمقياس لما يمكن أن يحدث في المباراة النهائية لدوري الأبطال.
وفاز دورتموند في جميع المباريات الأربع التي جمعته ببايرن في البوندسليجا بالموسمين الماضيين، واللذين توج فيهما دورتموند باللقب، كما فاز على بايرن 5-2 في نهائي كأس ألمانيا الموسم الماضي.
ومنذ هزيمته أمام باير ليفركوزن 1/-2 في 28 أكتوبر الماضي، لم يخسر بايرن أي مباراة في البوندسليجا، كما حقق الفوز في جميع المباريات التي خاضها بالبطولة منذ بداية فعاليات الدور الثاني باستثناء تعادله مع دورتموند مطلع الشهر الحالي.
وما يضاعف من الإثارة في نهائي دوري الأبطال هو تعاقد الألماني الدولي الشاب ماريو جوتزه نجم خط وسط دورتموند مع بايرن ليلعب ضمن صفوفه بداية من الموسم المقبل بعد سداد الشرط الجزائي لدورتموند، كما أثير جدل هائل في الفترة الماضية بشأن إمكانية انتقال البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم وهداف دورتموند إلى بايرن أيضا. ولكن الحقيقة أن ألمانيا لم تشهد ناديا حتى الآن نجح في الهيمنة على الألقاب المحلية لفترة طويلة مثلما فعل بايرن بفضل ثروته.